ليس
هناك خلاف عزيزى القارئ على أهمية وقوة مواقع التواصل الإجتماعى وعلى رأسها "
الفيسبوك " ، وأن من خلاله استطاع أصحاب مشاكل هامة إيصال أصواتهم للقيادات
والأجهزة الأمنية ، وتم بسببه القبض على مجرمين كمتحرش المطار والمتحرش الأجنبى ،
كما ساعد فى إيصال استغاثة أم واستجابة فخامة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى حيث
تقرر علاج أطفال الضمور العضلى على نفقة الدولة ، وغيرها من الإيجابيات التى تمت
من خلال " الفيسبوك " ولكن كعادة البشر وبعض الأشخاص عندما يرون التأثير
الجيد والفائدة التى عادت على أصحاب القضايا الهامة يقوم راغبى الشهرة لإفتعال
قضايا مما يؤثر سلبا على أصحاب القضايا الهامة !!
مثلا
عندما رأى الجميع التأثير الرائع الذى أحدثه فيديو استغاثة الفتاة ضد متحرش المطار
والذى تسبب فى القبض عليه وإقرار البرلمان لقوانين ضد التحرش ، قامت العشرات من
الفتيات بعمل فيديوهات على الفيسبوك تمت إذاعتها على مواقع إخبارية هامة بهدف جمع "
الإعجابات " و" التعليقات " حتى ولو كانت هذه التعليقات عبارة عن
انتقاد لتفاهة المعروض ، أيضا هناك واقعة أخرى قامت بعض السيدات الفضليات بعمل
منشور انتقدن فيه أحد المقاهى بالتجمع الخامس لرفضه وجود " العبايات " للمكان
، وفوجئنا بفتاة ظهرت بفيديوهات للبكاء بسبب منعها من التواجد على حمام سباحة أحد
المجمعات السكنية الشهيرة وهى مرتدية " البوركينى " وبعد هجوم الناس
عليها فى التعليقات اتضح أنها ابنة أحد المشاهير !!!.
بعد
ذلك انتقلنا لفيديوهات ومنشورات " التنمر " ؛ فتارة تجد فتاة تكتب
منشورا عن تعرضها للتنمر من بعض الموظفات بالجامعة بسبب ارتدائها لفستان ، ثم تجد
شابا بمعهد يغزو المواقع الإخبارية بفيديو يشكو فيه عميد الكلية وأستاذه مدعيا
أنهم تنمروا عليه بسبب لبسه متجاهلا اللائحة الداخلية للجامعة التى تنص على ضرورة
ارتداء ملابس لائقة بالحرم الجامعى والمخالفة تعرض الطالب للعقوبة !! ، وكل هذا
يندرج تحت بند إساءة استخدام حق الشكوى .
ناهيك
عزيزى القارئ عن فيديوهات المشاهير ومشاكلهم وشجارهم مع أقاربهم ! ، فتجد الفنانة
التى قررت عمل فيديو لسب ضرتها ، والرجل الذى عمل فيديو لسب طليقته ، والفنانة
التى سجلت فيديو لتعلن للجمهور أنها تحب زوجها الجديد ، وراغب الشهرة المغمور الذى
سجل فيديو لسب الجميع !! ، والمواقع الإخبارية الهامة تنساق وراء كل ما هو من شأنه
زيادة عدد الإعجابات والتعليقات والمتابعة على حساب المحتوى !!!.
للأسف
عزيزى القارئ راغبى الشهرة سوف يتسببون بالأذى البالغ أولا : لأصحاب القضايا
الهامة التى تستحق تسليط الضوء عليها ، وثانيا : لصورة مصر بالخارج ؛ عدد
الفيديوهات الوهمية عن وقائع تحرش أو تنمر أو عنصرية وزيادة التفاعل على مثل هذه
الفيديوهات سيظهر لكل أجنبى يبحث عن مصر وبالتالى سيؤثر على السياحة !! ، سيصدر
بكل أسف عن مصر صورة أنها غير آمنة للمعيشة بينما الحقيقة عكس ذلك تماما !! ، كل
هذه الفرقعات تغطى على مشروعات قومية هامة وطفرات رائعة تحدث بمصر وللأسف الإعلام
والمواقع الإخبارية الهامة على الفيسبوك لا تظهرها .
أتعلم
عزيزى القارئ بالخدمات الرائعة التى تحدث بالقرى الفقيرة الآن فى مصر من خلال
المبادرة الرئاسية " حياة كريمة " ؟! ، أتعلم أيضا عزيزى القارئ أن هناك
قرار جديد جميل اتخذه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية بتخصيص منزل
ووظيفة لكل شاب تربى فى دور الرعاية عندما يتم ال١٨ من عمره ؟ ، أتعلم عزيزى
القارئ عن مشروع تبطين الترع ؟
إنجازات
هامة وقرارات لا يعرفها العديد من المواطنين بسبب التشويش الحاصل من قبل
راغبى الشهرة والمواقع الإخبارية الراغبة
بزيادة عدد المتابعة !!!
لابد
من وجود رقابة على المحتوى المرئى الذى يعرض بالذات على المواقع الإخبارية
بالفيسبوك ، يجب أن يوضع حد للأشخاص الذين لديهم رغبة محمومة فى الظهور والشهرة
وجمع المتابعات بوضع ضوابط للظهور وضوابط تسمح بعرض القضايا والموضوعات الهامة
ومنع المهاترات والمشاجرات والمشاكل الوهمية ، كما يجب ألا ينساق العاملين
بالمواقع وراء المحتوى التافه وأن يقيموا المشكلة قبل وضعها على الفيسبوك ليظهروا
فقط ما يستحق الظهور ، حتى لا يكون الضرر أكثر من النفع .
وأنت
عزيزى القارئ المشترك بالفيسبوك حاول أن تقاوم فضولك وتجاهل الثرثرة وخلافات
المشاهير ، قاوم الرغبة فى التعليق وتفريغ الطاقة عن طريق النقد فى التعليقات ،
أضع عليهم الفرصة لجمع التعليقات والإعجابات حتى لو كنت ستضع لهم علامة " أغضبنى
"، قاوم لعلك تكون أنت الرادع لإنتشار كل ما هو بلا قيمة .
0 comments:
إرسال تعليق