" ثقافاتٌ ورؤى " ..《 الإعلامُ الموهوم طريقٌ مسدودٌ أم مفتوح 》بقلم/ أ.د. أحلام الحسن رئيس القسم الثقافي

 

 

 تعريف مصطلح الإعلام :

وهو مصطلحٌ واسع الطيف يطلق على وسائلَ متعددةٍ ذات تقنياتٍ مختلفةٍ تتفاوت بين سياسة المصالح الدولية، وسياسية المصالح الحزبية، وسياسة المصلحة السياسية الفردية، وسياسات التوجهات الفكرية والعقادية، وعمليات ترويج المصالح الفنية، واﻷدبية ، والتجارية، والشخصية ، والعلمية والثقافية، ومؤسساتٍ أخرى مختلفة لا تقوم على الربحية، رسميةً كانت أو خاصة مهامها نشر الأخبار المتنوعة .

 وللإعلام أهميةٌ كبرى من خلال دوره القويّ والفعّال في عملية أساليب التأثير ، وإحداث التّأثّر الفكري ،والنفسي، والعاطفي لدى المتلقّي ، ووفقًا لتقبّلِ أرائه لدى المتلقّي .

كما لا يخلو الإعلام من إعلامٍ هادمٍ ومدسوسٍ لتفعيل وتنشيط توجّهٍ ما

وإبرازه من خلال عمليات التلميع، والترويج الكاذبة والهادمة ، منها مايخدم شخصياتٍ سياسيةٍ أو توجهاتٍ فكريةٍ متشددةٍ أو غير متشددةٍ ،عادةً ما تكون مناهضةً لتوجّهٍ معين، أو لشخصياتٍ معينةٍ، ولهم في ذلك أساليب كثيرًا ما نراها على واجهتين :

الواجهة اﻷولى :

عبر الإعلام المرئي وعبر القنوات الفضائية المختلفة، والمكتوب منها على صفحات الجرائد، والمجلات الرسمية، والمسموع عبر الإذاعات المختلفة .

الواجهة الثانية  :

1- وهو الإعلام المشبوه عبر القنوات الشخصية المموّهة على اليوتوب والتي تتبنى بعض التوجهات الهادمة للقيم وللمبادئ ، والقنوات المروجة لشخصياتٍ سياسيةٍ أو فكرية معينة تقوم على تلميع أخطاء تلك الشخصيات وإبرازها كشخصياتٍ إصلاحيةٍ تخدم المجتمع والأمة بينما في الحقيقة لا تخدم إلّا مصالحها الشخصية والسياسية فقط ، والتي تضحك على البسطاء من الناس لتجميع أكبر عددٍ لها من المؤيدين،  وأكبر شريحةٍ من المناهضين لخصمائهم ، ولا يعرف هؤلاء البسطاء أنهم وقعوا طُعمًا لذيذًا في أفواه كبار الحيتان .

2- الصفحات الفيسبوكية المشبوهة :

 وفي أكثر الأحيان هي صفحاتٌ موهومةٌ ومدسوسة من جهاتٍ مجهولة المصدر لإثارة الفتن السياسية، والمذهبية ، والطائفية .

 ويقوم نجاحُ تلك الصفحات على الإغراء النّسوي ،والتضليل،فهذه صفحة الإعلامية الجميلة فلانة، وتلك صفحة الإعلامية الجميلة علانة !! 

وماهنّ باعلامياتٍ حقيقياتٍ لدى جهاتٍ رسميةٍ واضحةٍ ، كالجرائد الرسمية أوالقنوات الفضائية الرسمية، أو الإذاعات المعروفة والمشهورة.

فالحذر كل الحذر من الوقوع في الفخ المزركش والمطرز بالألوان وبأصباغ المكياج والفوتوشوب والهدف من ذلك ضرب عصفورين بحجرٍ واحدٍ يقوم على :

أ - ضرب شخصياتٍ سياسيةٍ، أو دينيةٍ ،أو فكريةٍ معينة، قد تكون إصلاحية ، وتكوين أكبر شريحةٍ معارضةٍ لهم .

ب - تقديم خدماتٍ لشخصياتٍ سياسيةٍ أو طائفيةٍ أو فكريةٍ من أهدافها زرع فتيل الفتنة الطائفية، ودون الإعلان عن أسمائهم .

ت- جذب أكبر شريحةٍ من القراء والمعجبين بصفحة الإعلامية الموهومة من خلال طرح صور الإغراء لها والمدعمة بالفوتوشوب وبالمكياج الصارخ والذي يحيل القرد إلى غزال .

ث - إشاعة الإنحراف والفساد الأخلاقي والفكري بين الشباب المسلم ، وتشتيت أفكاره ، والعراق الجريح أكبر مثالٍ لذلك .

والغريب أنّ تلك الصفحات الفيسبوكية مجهولة المصدر، ومجهولة الشخصية الحقيقية لتلك الإعلامية !، كما أنّ من الملاحظ كثرة التعليقات على منشورات تلك الصفحات الفيسبوكية المشبوهة والذي يفوق الألف والألفين تعليقٍ  !

وكلّها تنصب في مصلحة من خلف تلك الصفحات الفيسبوكية المشبوهة لا لشيءٍ إلاّ لعين تلك " الإعلامية الجميلة والمشبوهة " ماعدا القليل من المعلقين الأذكياء الذين لم تنطلِ عليهم الحيل، أو إغراء صاحبة الصفحة الموهومة .

يوليو 25, 2021