يقول الله تعالى:
"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا
لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي
ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (صدق الله العظيم )
ويقول الله تعالى:
«وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ
إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ
بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ
إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا»
(صدق الله العظيم )
ومن السكن والمودة والرحمة والميثاق الغليظ تكونت الشروط الأساسية
لاستقرار الحياة الأسرية التى تساعد على
خروج جيل جديد يقوم بتعمير الأرض ويصبح هذا الجيل الجديد هو الخليفة فى الأرض الذى
يقع على عاتقة نشر التوحيد والتعمير وبناء المجتمعات .
سرعان ما تغير الحال فى ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
وأصبح السكن خاويا وحبل المودة مبتور والبحث عن لقمة العيش معول هدم فى تحقيق
التراحم وتفلت الميثاق الغليظ فأصبحنا نرى ظاهرة العنف الأسري تشمل الجنسين على حد
سواء تارة يكون الزوج وتارة أخرى الزوجة
وقبلها كان الأبناء وآبائهم والأخوة
والاعمام والأخوال ، الرابط الدائم لين تلم الجرائم كان راجعا الي ضعف المفهوم الايماني والإنساني والظروف الاقتصادية وما يترتب عليها
من التزامات مالية كالميراث او الإنفاق او الطمع
او تعاطي المخدرات نتيجة التفكك الأسري وضعف الترابط والتراحم والتلاحم .
ما يشغل الإعلام فى الوقت الراهن العديد من حالات العنف الأسري المتمثلة
فى تحويل صفة الجنس الناعم من الزوجة الرقيقة
الهادئة إلى الزوجة المفترسة التى تجيد
فنون التشفى فى الخلاص من الزوج
اما بالتقطيع او الشواء او رؤية رقصة
الذبيح عقب تسميم الزوج أو عشق رائحة الشواء
فى مسمط اللحوم البشرية وهنا
يطفوا على السطح سؤال هل المراءة كائن
ضعيف بدنيا كما يتصور البعض فى الذاكرة الإنسانية بصمتها عن قوة رد الفعل ؟
قال عليه الصلاة والسلام(رفقا بالقوارير)فقد شبه عليه الصلاة والسلام
النساء بالقوارير لأن المرأة كالزجاج سهل الكسر لأن طبيعتها الرقه ولكنها حين يقوم
أحد بكسرها تكون حاده وجارحه فتجرح من قام بكسرها..تماما كالزجاجة عندما تكسرها
تصبح حاده فتجرح الأيادي..
والتاريخ يثبت أن المراءة قادرة علي ما يعجز عنه الرجال فقد استطاعت أن
تسقط العروش والدول وتغيير العقائد والملل
وهى التى تستطيع القيام باكثر من فعل فى توقيت واحد وبالتالي هى أقوى مِن الرجل بالقيام بأعمال لا
يقدر الرجلُ على القيام بها على وجه التمام؛ من ذلك: تربية الأولاد، والقيام بشؤون
الأسرة في البيت والأعمال المنوطة القيام بها، وهي القادرة على ذلك كله ونجد الان
المراءة تنافس الرجل في كل المجالات،
وإنما فقدتْ هُويتها الذاتية طوعا
واختيارا حين سعتْ لتثبتَ للرجل أنه أقوى منها، وعندما فاض بها الكيل بسبب
الضغوط صارتْ تتمرَّد عليه وتختلق المشاكل
معه، وتتحدى زوجها الغير موجود اصلا فى حياتها .
الظروف الاقتصادية أدت بطبيعة الحال إلى
اغتراب الزوج خارجيا وداخليا بالعمل فى أكثر من وظيفة فى يوم واحد لكى
يستطيع توفير الالتزامات المالية التى تنهش راحة الجسد واهم تلك الأمور فقدان
التواصل بين الزوج والزوجة والأبناء وآبائهم
ولا نتحدث هنا عن الفتور اغفر المجتمعات العربية الأخرى بجعل الخادمة هي القائم بالدور الأساسي
فى التربية .
هذا الفقدان الذى يؤدي إلي غياب التراحم حتي علي مستوي العلاقة الحميمية
بين الزوجين لقلة أوقات التواصل جعل المشاكل تطفوا على السطح فالزوج مغبون ويعاني من القهر بسبب
تلك الالتزامات والزوجة تئن من عدم وجوده لتحقيق متطلباتها بكل أنواعها بما فى ذلك العاطفية منها جعل الحياة على سطح
صفيح ساخن ونار قابلة
للاشتعال ولا سيما أن الاشباع أحيانا ارتبط بالوسائل التكنولوجية الحديثة
المتاحة علي شبكات الانترنت والفضائيات
وبرامج التواصل الاجتماعي وأصبح
التعويض من خلالها يصل إلى حالة من حالات تأنيب الضمير لا سيما إذا وصل الأمر الي
تفريغه فى إطار غير شرعي وهنا كانت قضايا الأنساب والطعن تظهر على السطح
ويمكن الرجوع الي المستشفيات والمعامل لرؤية تزايد معدلات فحوص ال DNA وغيرها.
الحديث فى هذا الشأن يطول والمحاور عديدة ولا يغفل العاقل أن الأمور
متشابكة فالجرائم تتطور والأساليب تتنوع وضعيف الامس برقبته وحنانه
تمرد وأصبح مفترس شديد الضراوة
والسبب كما ذكرنا فيما سبق .
وفى الختام : راحة الأسر واستقرارها
تنعدم عند غياب المفاهيم الروحية وشدة خناق الأزمات الاقتصادية والاجتماعية
وقلة الشعور بالتلاحم والتراحم والتواجد
الفعلى لتحقيق اشباع اهم من اشباع البطون ربما وان كان هناك من الحب ما قتل فإن
هناك من الجوع ما يؤدي إلى الكفر بالمقدسات
*كاتب المقال
محامي بالنقض والادارية العليا
عضو اتحاد كتاب مصر ومحاضر مركزي
بالهيئة العامة لقصور الثقافة
0 comments:
إرسال تعليق