• اخر الاخبار

    الأحد، 24 يونيو 2018

    أحمد عرابى يكتب: ثورة تاني وعلى حساب مين ولمصلحة مين؟!



    أكتب هذا الكلام بمناسبة الدعوة لثورة ثالثة ومطالبات "البعض" برحيل السيسي.

    وهوه احنا كنا أخدنا أيه إن شاء الله من ثورة أولى وثورة تانية؟ وهوه مين اللي بيولعها حريقة أصلا؟ ومين المستفيد؟!

    وياريت عزيزي القاريء تتحملني حبتين، وتخليك معايه للآخر..جايز ربنا يكرمنا زي باقي خلقه ونفهم...ولو مش عاجبك كلامي، اركنه على جنب..ولا تزعل نفسك...بشرط أن تحكم عقلك وضميرك "وبس".

    ما احنا نزلنا في 25 يناير...وحلمنا حلم كبير ونزلنا نظفنا الشوارع...فجأة...مات الحلم، واتسرق على أيدي تجار الدين، اللي افتكروا ان شعب مصر خرج علشان سواد عيون أهاليهم، وسلمناهم مصر تسليم مفتاح، وافتكروا ان البلد وقعت، وهاتفضل في أيديهم 500 سنة...!!!

    بسلامتهم ستفوا كل حاجة، ولم يتعلموا الدرس ولم يتعظوا، ودخلوا في خناقة مع طوب الأرض: مؤسسات دولة، وحتى المدنيين اللي وقفوا معاهم...ما عتقوهمشي...

    هل كان فيه مؤامرات عليهم؟! طبعا كان فيه...هيه السياسة كده...لكن طالما أنته غير قادر على المنصب أو القيادة أو على من ينازعك .. إنزل واركن، فأنت لست أهل للقيادة...الكلام ده غلط؟!

    علشان كده خرجنا ونزلنا بالملايين في 30 يونيو، علشان نستعيد بلدنا، وحلمنا اللي خرجنا من أجله في 25 يناير...

    ومرت الأيام...وكنا بدأنا نشتغل، ولكن أيه اللي حصل؟! الطيارات أتضربت والسياحة انهارت والدولارات اتهربت برة البلد علشان البلد تقع، والدنيا كلها اتقلبت علينا، وأمريكا كشفت عن وجهها القبيح...ولا الكلام ده غلط برضو؟! ومين عمل كل ده؟! اللهو الخفي؟!

    الإخوان قالوها صريحة، زي ما وقعونا هانوقعهم، وكأنه ماتش كورة أو مصارعة!! مش شعب مطحون وشايل السواد والطين والمرض، وكأنه اتكتب عليه الهم والغم.

    وكل ده من أجل الكرسي اللعين؟!....أيوه...صراع كراسي لا يدفع ثمنه إلا هذا الشعب المطحون، لا تقولي دين ولا تقولي وطنية وغلابة وشعارات كذابة...لو كان الوطن والمواطن هو هدف السياسيين عمر ما كان ده يبقى حالنا.

    احنا أساسا ناقصنا ايه علشان نتقدم؟! الخير كله عندنا...مصر كما وصفها الله "خزائن الارض" فأزمتنا أزمة سياسة وإدارة موارد مش أزمة ندرة موارد...وده كلام نهائي.

    الرئيس السيسي خرج من 30 يونيو وهو في قمة المجد، في السماء بل معشوق الملايين، وأكبر دليل على كده، أول ما قال شهادات لقناة السويس، لم 64 مليار في أسبوع واحد، لأن الناس كانت رجعت تحلم من تاني...

    الرئيس السيسي كان في مركز قوة، محمي ومسنود بالشعب...يعني هوه لم يكن بحاجة إلى طبالين وزمارين بتوع كل العهود...وهؤلاء معروفين للاطفال قبل الكبار...الرئيس لم يكن مدين لأحد حتى يسدد فواتير....فالشعب من خلفه، وبالملايين...يبقى لازمتهم أيه؟!

    طبعا بمرور الوقت استقرت البلد وبدأت مشروعات تظهر، وخاصة في البنية الأساسية والأمن واستقرار خدمات زي الكهرباء والوقود...وكل دي ايجابيات لاينكرها إلا عدو لمصر وشعبها....مش كده ولا انته شايفها كلها سودة؟!

    لكن من ناحية تانية، مات الأمل ومات الحلم عند الملايين من شبابنا، ومن الناس اللي نزلت علشان الرئيس السيسي، لما شافوا مرتزقة كل العصور ومن أكلوا على كل الموائد هم من يتحدث بلسان الدولة، وكأنهم في المطبخ بل يصنعون القرار، وكأنهم هم من يقرر هذا يأتي وذاك يرحل وهذا يبقى في مصر واللي مش عاجبه يخرج منها؟!

    عن أي أمل نتحدث، وعن أي شباب نتحدث اذا، في وجود تلك الوجوه الممقوتة التي تقتل الحلم؟!

    استبشرت خيرا، عندما بدأ الرئيس فترته الأولى بالبحث عن الكفاءات، في الجامعات والمؤسسات والنقابات...هنا شعرت أن مصر ستتغير للافضل....ولكن ماهي إلا أشهر قليلة وتغير كل شيء....عدنا مرة أخرى لنقطة الصفر، لمنهج "أهل الثقة أولى من أهل الكفاءة"...ولم نجني من وراءه على مدى عقود غير التخلف والفقر والمرض والانهيار.

    على المستوى الاقتصادي، سيادة الرئيس يتبع نهجا اقتصاديا نعرفه نحن كاقتصاديين...هو نهج العلاج بالصدمات، وهو مؤلم جدا، وله تداعياته الاقتصادية والاجتماعية، وأحيانا السياسية الخطيرة.

    بالطبع، اضطررنا اللي اللجوء لجانب كبير من تلك السياسات، بسبب ما تعرضنا له من أزمات على أيدي الطرف الآخر من ضرب طائرات وعمليات إرهابية هنا وهناك.

    ولكني كمتخصص، من حقي أن اختلف مع تلك السياسات وتطبيقها على المواطن المطحون من يومه، خاصة قبل توفير سياج حماية للفقراء والمعدمين...

    فالحكم لا يبدأ مباراة كرة القدم قبل الاطمئنان على جاهزية الملعب ووجود المساعدين والتأمين!!!...وكذلك الاقتصاد.

    اختلف من الرئيس وفريقه في الأولويات، وفي الرضوخ لجميع مطالب الصندوق، لأن أهل مكة أدرى بشعابها...كما أن تجارب الصندوق مع الدول النامية غير طيبة بالمرة.

    الرئيس مشغول بمشروعات كبرى، كالعاصمة الجديدة وغيرها من الاستثمارات العقارية، التي ابتلعت المليارات، وفي نفس الوقت اشعلت السوق بعد ان انشغلت الدولة ببيع الاراضي باسعار تفوق قدرات المواطن المتوسط وليس فقط الفقير.

    وفي المقابل، فإن أزماتنا الاقتصادية الراهنة والعاجلة كانت تستدعي اهتمام أولي بمشروعات صناعية وزراعية، توفر السلع للمواطن، وتخلق فرص العمل لملايين العاطلين...وبعد ذلك نفكر في عاصمة جديدة...هذا النوع من الاستثمار مطلوب، لكن له وقته وظروفه.

    تحرير المحروقات وخاصة الفئات وثيقة الصلة بعجلة الاقتصاد أربك الحياة الاقتصادية وأصاب الجميع بحالة من الشلل وعدم اليقين وهو أمر له تداعيات اقتصادية غير طيبة.

    أما مسألة الحريات والأحزاب...فالشرفاء والحالمين ينتظرون رؤية ما وعد به الرئيس (في مجلس النواب بعد حلف اليمين مؤخرا) واقعا يتحقق...عندها فقط سيذكر التاريخ لسيادة الرئيس أنه أسس لحياة سياسية وحزبية صحية و "غير مصطنعة"!!

    مصر بحاجة إلى أحزاب حقيقية، بلا حب مصر بلا حب السودان...كلنا عارفين ان كل هؤلاء بياكلوا عيش...ما يحلم به المصريون هو أحزاب حقيقية نقية شابة ترعاها وتدعمها الدولة...أحزاب نقية من شوائب أرزقية السياسة...غير كده يبقى كلام فاضي.

    لا تستمع إلى ترزية كل العصور...فأنت لست بحاجة لهم اساسا، لأنك محصن بحب الشعب...الشعب (وخاصة الشباب) بحاجة لأن يتنفس الحرية، ليعاود الحلم من جديد...هذا حق شعبك عليك، وحقك عليه بأن يذكرك بأنك اول من أسس لبناء دولة ديمقراطية... في غياب الديمقراطية يموت الحلم والأمل...والقرار قراركم.

    إذا...ما نحن بصدده هو اختلاف في التفاصيل وفي السياسات وفي الأولويات لا في المبدأ...

    وبالتالي، من يدعون لثورة هؤلاء لا تعنيهم دولة ولا أولويات ولا مواطن مطحون كما يظهرون....هم بجرائمهم خلال السنوات الماضية هم من سود حياة المواطن المطحون...بالطبع إضافة إلى السياسات الاقتصادية المؤلمة، التي تم تطبيقها دون النظر إلى بدائل أقل قسوة على المواطن...هم يتاجرون بالأزمة ومعاناة الناس.

    هذا الاختلاف في التفاصيل، لا ينبغي أن يجعلنا ننسى أن هناك دولة مستقرة بمؤسساتها وبنيتها الأساسية وبشعبها...إذا نحن مختلفين في التفاصيل لا في الأساس.

    وبالتالي واجبنا - اذا كنا حقا ننشد الخير لهذا الوطن - أن نعرض للسلبيات بكل حرية دون تخوين من الترزية الذين يسكنون القصور من تجارة الكلمة.

    علينا كعشاق لهذا الوطن أن نشارك وندفع لمواجهتها، وان نقدم البدائل، ولكن لا نشارك في مؤامرة هدم البيت....البيت الوحيد الباقي وسط ركام ليبيا وسوريا والعراق واليمن هو البيت المصري...واضح؟!

    مصر بلد ال 100 مليون جديرة بمستقبل أفضل وواقع أفضل في التعليم والصحة والعدل والوظائف والصناعة والزراعة...الخ....وإن شاء الله سيتحقق هذا بأيدي ال100 مليون من كافة المؤسسات والمواقع.

    همسة أخيرة في أذن سيادة الرئيس...ما أنجزته من انقاذ الدولة (البيت) المصرية، استعادة عافيتها ليس بالقليل، بل يستحق التقدير، ولكن صدقني سيادة الرئيس، ما تحتاجه هو أن تريح المصريين من وجوه متملقة، لست بحاجة إليها...بل هي عبء عليك، وتسببت في خسارتك الكثير والكثير.

    من فضلك...طهر وطور الأجهزة، واقترب من كافة الفئات والطوائف، وليس كل صاحب رأي مختلف خائن او عميل...فما أسهل التطبيل...المعارضين في بريطانيا وفرنسا وألمانيا ليسوا خونة ياريس، بل ان المعارضة مطلوبة، فهي أشبه بالملح الذي يضيف للطعام نكهة ومذاقا.

    الناس مطحونة حاليا، والكثيرين الآن لا يدرون كيف يلبوا احتياجات أسرهم "الأساسية" من الحلال!!! صاحب مرتب 1000 أو حتى 5000 آلاف جنيه كيف سيدير حياته بالحلال؟!...لابد من حلول عاجلة وعرضت لبعضها في مقالات سابقة، وعرض لها غيري من شرفاء هذا الوطن.

    كل حرف في هذا المقال خارج من قلب مصري، معجون بطين وتراب مصر، لم يضع في اعتباره اي شيء آخر ولم يحركني أي انتماء سوى للوطن وهذه هي عظمة الحرية...كما انني مؤمن تماما بأن كل شيء زائل وكل رحلة لابد لها من نهاية...ولا يبقى إلا الأثر والسيرة.

    ياريت ياريس...استمع للناس، واستوعب معارضيك قبل مؤيديك، والاتنين وطنيين، شاورهم في الأمر، وأعلى من شأن أهل العلم...بهم ويعقولهم تقدمت الامم المتحضرة...وانتقي من حولك، لانك الوحيد الذي يدفع الفاتورة...لاتزال الفرصة سانحة لتسطر لك مكان مرموق في التاريخ....وأنت أهل لذلك...اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: أحمد عرابى يكتب: ثورة تاني وعلى حساب مين ولمصلحة مين؟! Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top