لم أكن أتصوَّر اليوم أنَّ الإعلامَ لا يزال في مصر بهذا الغباءِ السياسي، وهذا التجاهل الغريب الذي يدل على ضعف واضح، وموت تام للمصداقية الإعلامية، ووَأْد للوضوح والمهنية أمام الناس.
بمجرد أنْ ظهرَ "الهاشتاج الخاص بجملة (ارحل يا سيسي)" على صفحاتِ التواصلِ الاجتماعي، دبَّ شعوران في نفوسِ الناسِ الأول منهما: شعور الخوف والرغبة في قول هذه الجملة "ارحل يا سيسي"، وهو حال غالبية الشعب المصري الذي ينهار حاليا مع غلاء المعيشة بشكل غير طبيعي،
ومع تعالي صيحات الاستفزاز الحكومي كعادته لهذا الشعب، أما الشعور الثاني فهو التعبير عن هذا الشعار ولكن بصورة باهتة حيث استخدام العبارة ولكن بشكل غير صريح، وهذا دليل خوف وبؤس طال الشعب.
والغريب في هذا هو الخوف الذي لازَمَ المسئولين، والإعلاميين، وكل الجهات التي تملأ سماء مصر الغالية، وليس وراءها من طائل سوى التطبيل للدولة، ومسح حذاء الدولة، وتضليل الشعب البائس.
للأسف الشديد لا تتعلم هذه الفئة من أخطائها أبدا، توقعنا بعد مبارك والإطاحة به أن تعود جميع هذه الجهات ملكا للشعب وللعمل من أجله، ولكنها سرعان ما تبعت السيسي، ومارســت تـصــفـيقها المعتاد، ولم تنتبه لهذا الشعب المسكين الذي لا يجد من يحنو عليه.
بعد تناوب وانتشار هذا الهاشتاج "ارحل ياسيسي" بحثتُ بكل مكان في صحف مصر، وجرائدها الزائفة، وقنواتها الإعلامية اللا محدودة، وإذاعاتها ولكنَّني لم أجد خبرا واحدا عن هذه الجملة، فهل أصدق هؤلاء الناس على صفحات التواصل الاجتماعي في هذا المتنفس الوحيد لهم؟ أم أصدق هذه القنوات والصحف الكاذبة؟!
كنت أبحث عن هذا الخبر ليس لإشعال الأمر أو لأنني أحب المشكلات، لكن لأنني لا أحب أن أرى هذا التجاهل مرة أخرى، دولة بأكملها تتجاهل أصوات الشباب وكأنهم لا شيء!! للأسف هم يعتبروننا هكذا لا شيء!!
إنهم حتى يردون على هذه الجملة سواء بالرفض أو القبول، وبـدأت أخـيـرا صـفحات الـرد تظهر، ولكن للأسف أنهم من الإخوان وأنهم من الأرهابيين الذين يسعون إلى زعزعة الاستقرار وغيره من الكلام الذي ليس له سوى الهروب وتضليل الناس، وكأن الناس لا يعلمون حقيقة ما يحدث في البلاد، وكان الناس لا يعانون في شوارع مصر، ولا يصـرخـون من الغـلاء والأسعار التي لا تنتهي سلسلة ارتفاعها!!!
إذا كنتم تريدون التعليق على ما يحدث وإفادة البلاد بالفعل فعليكم يا حكومة مصر وكل مسئولي مصر أن تنظروا لأحوال الناس التي لا تخفى عليكم، وأن تعترفوا بالفشل في احتواء الناس، وعليكم تغيير سياسة البلاد في التعامل مع الضرائب وجمعها والسلام، عليكم أن تحاولوا إنقاذ ما تبقَّى من كرامة شعبكم والمحافظة عليه حتى لا تتدهور الأمور وتضيع بلادنا أكثر من ذلك أو عليكم الانسحاب في هدوء وتسليم البلاد لمن يستطيع أن يغير مجرى الأمور!
** أحبُّ الاستماع إلى آرائكم قرائي الأعزاء على البريد الإلكتروني الخاص بي
وعلى صفحتي على الفيس بوك بنفس العنوان :
a_ha3im@yahoo.com
0 comments:
إرسال تعليق