الجريمة الأخلاقية أخطر من الجرائم العادية نظرا لأنها تساعد فى هدم المجتمع بالكامل وذلك لأنها مع مرور الوقت ربما تتحول إلى أمر عادى وقد يرى مرتكبوها أنفسهم ليسو مجرمين وإنما اضطرتهم الظروف لما يقومون به من تصرفات وتنتشر الجرائم الأخلاقية عادة فى المجتمعات الأكثر فقرا ، فكلما زاد الفقر قام ضعاف النفوس بتصرفات منافية للأخلاق بغية كسب المال وفقط دون النظر لأى اعتبارات أخرى ، لذا يجب أن يعى أولى الأمر ذلك حتى لا يتم تدمير المجتمع وهم غافلون ، فى السنوات الأخيرة طرأت تغيرات كثيرة جدا كان لها الأثر البالغ فى سلوك الناس وأصبحت المتاجرة فى كل شئ وللأسف يتحمل المواطن جزء من ذلك بشكل غير مباشر ، فهناك نوع من المغالاة لدى كثيرين فى أسلوب الحياة حيث ارتفع سقف الطموح المعيشى بشكل كبير جدا عن السابق ، فلم يعد أحد يرضى بما بين يديه بل يسعى الجميع للمزيد وذلك وإن كان ليس خطأ فى مجمله إلا أن طريقة القيام به غير صحيحة ، ليس عيبا أن نسعى إلى الأفضل ولكن ونحن راضين عما بين أيدينا والعيش فى حدوده دون مغالاة وكلما تحسنت الأوضاع سوف تتحسن معها المعيشة تلقائيا ، أما هذه الحالة من التكالب لأجل الحصول على المال دون النظر لأى قيم أو مبادئ حاكمة للتصرفات فلن تكون النتيجة إلا سقوط كامل دون نهوض .
نهاية الأمر هى مسئولية مشتركة تتحمل فيها الدولة الجانب الأكبر بإعتبارها الإطار الحاكم للجميع والذى يجب أن تمتلك الرؤية الكاملة للأمور من أجل حماية المجتمع ككل بالإضافة للمواطن الذى يجب عليه إصلاح عوار نفسه وليس التمادى فيه تحت أى مسمى ورغم أية أعباء ، فالجريمة هى الجريمة مهما كانت دوافعها.
0 comments:
إرسال تعليق