هكذا نطقها المدير بلهجة مَرحة فيها كمية هائلة من مشاعر التشفي .وقابلها هو بـ لا مبالة وعدم اكتراث. رغم جو المكتب المشحون بموجات غضب كفيلة بحرق مدينة كاملة.كان يعلم جيداً أن أذنه التي لم يستعملها يوما بطريقة جيدة في الاتجاه الذي يُطلب منه آن أوان قرصها أوقطفها . لأن الأذن التي لا تعمل يجب أن ترحل لأنها خارج الخدمة و مُعطلة لعجلة الانتاج ,التي لا تُنتج ف الحقيقة ولكن يصدر عنها ضجيجاً وصياحاً وصراعات . نأى هو بنفسه عنها ولكنهم لم يتركوه يعمل على طريقته ويجتهد على قدر فهمه لطبيعة العمل.انتهى اللقاء الذي استدعاه إليه المدير ب إنذار مكتوب ووعد منه بعدم تكرار الأخطاء القاتلة التي ارتكبها في حق نفسه الأمارة بالسوء.طالما حذروه ولم يكترث .ونصحوه ولم ينفذ النصيحة التي تمر بأذنه العاطلة وتخرج دون أثر يُذكر .كانت غريبة حقا على براءة نفسه أن يعلم ان الآذن تعمل قبل اليد وتنتج أكثر من العقل . فور خروجه من المكتب اخذ نفساً عميقاً وملأ صدره بالهواء النقي وهو يردد أن في المقهى مُتسع للجميع .ولكن اصطدمت عيناه فجأة بعصفور نحيل وقف قريبا منه وأخذ يشقشق بشماتة وكأنه يقول له أيه الغبي ألم تتعلم بعد ؟؟ في تلك اللحظة شعربكراهية لكُل العصافير وتمنى أن يحول كل السيارات المارة أمامه إلى فخاخ كبيرة لاصطياد العصافير التي تملأ المكان ضجيجاً وصخبا وتملأ رأسه بصداع دائم .في صباح اليوم التالي كانت استقالته على مكتب المدير الذي تزين جدرانه لوحات فاخرة لآذان كبيرة تم رسمها من زوايا مُختلفة ورغم ابتسامة المدير الساخرة اللزجة ,التي رسمها على وجهه بلا عناية أو اهتمام .خرج وهو مرفوع الرأس لا يفكر في الغد…..{تمت}...
الأديب ضياء الدسوقي وقصته القصيرة :"قرصة وِدن"
هكذا نطقها المدير بلهجة مَرحة فيها كمية هائلة من مشاعر التشفي .وقابلها هو بـ لا مبالة وعدم اكتراث. رغم جو المكتب المشحون بموجات غضب كفيلة بحرق مدينة كاملة.كان يعلم جيداً أن أذنه التي لم يستعملها يوما بطريقة جيدة في الاتجاه الذي يُطلب منه آن أوان قرصها أوقطفها . لأن الأذن التي لا تعمل يجب أن ترحل لأنها خارج الخدمة و مُعطلة لعجلة الانتاج ,التي لا تُنتج ف الحقيقة ولكن يصدر عنها ضجيجاً وصياحاً وصراعات . نأى هو بنفسه عنها ولكنهم لم يتركوه يعمل على طريقته ويجتهد على قدر فهمه لطبيعة العمل.انتهى اللقاء الذي استدعاه إليه المدير ب إنذار مكتوب ووعد منه بعدم تكرار الأخطاء القاتلة التي ارتكبها في حق نفسه الأمارة بالسوء.طالما حذروه ولم يكترث .ونصحوه ولم ينفذ النصيحة التي تمر بأذنه العاطلة وتخرج دون أثر يُذكر .كانت غريبة حقا على براءة نفسه أن يعلم ان الآذن تعمل قبل اليد وتنتج أكثر من العقل . فور خروجه من المكتب اخذ نفساً عميقاً وملأ صدره بالهواء النقي وهو يردد أن في المقهى مُتسع للجميع .ولكن اصطدمت عيناه فجأة بعصفور نحيل وقف قريبا منه وأخذ يشقشق بشماتة وكأنه يقول له أيه الغبي ألم تتعلم بعد ؟؟ في تلك اللحظة شعربكراهية لكُل العصافير وتمنى أن يحول كل السيارات المارة أمامه إلى فخاخ كبيرة لاصطياد العصافير التي تملأ المكان ضجيجاً وصخبا وتملأ رأسه بصداع دائم .في صباح اليوم التالي كانت استقالته على مكتب المدير الذي تزين جدرانه لوحات فاخرة لآذان كبيرة تم رسمها من زوايا مُختلفة ورغم ابتسامة المدير الساخرة اللزجة ,التي رسمها على وجهه بلا عناية أو اهتمام .خرج وهو مرفوع الرأس لا يفكر في الغد…..{تمت}...
0 comments:
إرسال تعليق