إذا رضي الله عن عبد من عباده جعل له القبول في الأرض..وطيب ذكره وذكراه...وهذا أمر لا إكراه فيه من أحد على أحد...إنه الأمر الإلهي.
من هؤلاء...السيد اللواء فخر الدين خالد...ابن الدقهلية وثاني أفضل اثنين من المحافظين في تاريخ الدقهلية (سعد الشربيني وفخر الدين خالد).
شهد أبناء الدقهلية جهود هذا الرجل الوطني، واقترابه من الصغير قبل الكبير وقوته وشدته في الحق...وهنا لن أطيل على حضراتكم وسأذكر مثال واحد عشته انا شخصيا مع هذا الرجل العظيم، حتى أدلل على أحد أسباب نجاح أي مسؤول.
كنت معيدا في كلية الحقوق، وكانت (ولا تزال) المواصلة الرابطة بين بلدي كفر غنام والسنبلاوين هي سيارات ربع نقل، حيث يتم شحننا في مقطورة السيارة كما البهائم...وبالمناسبة وقع -بالأمس فقط- حادث مروع لأبناء القرية، فمات من مات، وكسر من كسر...بسبب هذه الوسيلة غير الآدمية، وبسبب أن السائق كان طفلا...رحم الله شهداء الفقر والإهمال.
الشاهد هنا...أنني طقت في دماغي، وقولت اغامر وأروح أأقابل المحافظ، وأعرض عليه مأساتنا وزي ما تيجي...وخاصة إني زيي زي أي مواطن، كنت أسمع بأنه محافظ محترم.
حددت موعد وبالفعل، دخلت للرجل وجدت الحنو والرقي والأدب، وكان فاتحا إلى جواره القرءان الكريم بصوت هاديء.
قلت له هل يرضيك يا معالي الوزير أننا طلاب جامعة، وأنا معيد في كلية الحقوق، أن نوضع كما توضع الحيوانات في صندوق السيارة؟!
والله...الرجل لم يفكر للحظة، كشر وجه وامتعض، ورفع السماعة وطلب شركة أتوبيس شرق الدلتا...وبالأمر يتم فورا الدفع باتوبيس من كفر غنام للجامعة..!!!
لم يكمل الأتوبيس 3 أيام، حيث حاربه أصحاب السيارت ربع النقل، وكسروا له الزجاج، حتى يتوب ويتربي وما يقطعشي رزقهم ويمشي...وإن شاء الله الركاب يولعوا.
الشاهد هنا هو شخص فخر الدين خالد، الذي حظي بشعبية غير عادية بين أبناء الدقهلية، ودون سابق إنذار خرج الرجل مع أول حركة محافظين...بل عندما فكر في خوض الانتخابات البرلمانية حاربه أباطرة الحزب الوطني...ورحل في صمت كما أريد له أو منه.
رحل فخر الدين خالد بجسده، ولكنه - شأن سعد الشربيني - باق بأعماله الخالدة وذكراه العطرة...فقد دخل التاريخ ومن أوسع أبوابه...والدوام لمن له الدوام...دمتم بألف خير وسعادة.
0 comments:
إرسال تعليق