• اخر الاخبار

    الخميس، 28 يونيو 2018

    الدكتور حسن مغازي يكتب عن :التسهيم ..



    منشورات القسم الثقافي 
    د.أحلام الحسن
    رئيس القسم الثقافي


    فى كتابنا(العربية محراب الجمال):



    = = = = = =
    من البديع المعنويّ:
    1) (التسهيم)، ويقال له(الإرصاد)، وهو أن يجعل قبل عجز الفقرة، أو الفاصلة، أو البيت ما يدلّ عليه؛ إذا عرف(الروي)، كما فى الآية 40 من سورة العنكبوت:
    (وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)
    دلّ ذكر(الظلم)على أنّ الفاصلة(يظلمون)؛ فإنها واقعة على النون، ومنه قول عمرو بن معدى كرب(على نغم الوافر):
    إذا لم تستطع شيئا فدعه / وجاوزه إلى ما تستطيع
    2) ومنه أيضا(الجمع)؛ أى أن تجمع فى حكم واحد أفرادا متعدّدٍين، ومنه ما نسميه نحويا المبتدأ المتعدد لفظا، والخبر واحد للجميع ، من ذلك ما ورد فى الآية 46 من سورة الكهف:
    (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)
    ومنه قول أبى العتاهية(على نغم الرجز):
    إنّ الشباب والفراغ والجِدَة/ مَفسَدةٌ للمرء أيّ مفسدة
    3) ومن(المعنوي)أيضا(التفريق)، وهو ذكر تباين بين نوعين في مدح، أو غيره؛ نحو قول ربنا فى الآية 12 من سورة فاطر:
    (هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج)
    وقول المغربى(الخفيف):
    ما نوال الغمام يوم ربيع / كنوال الأمير يوم عطاء
    فنوال الأمير بدرة عين / ونوال الغمام قطرة ماء
    والكلّ عطاء الله.
    5) و(التقسيم)منه أيضا، وهو ذكر متعدّد، ثمّ يرجع إلى كلٍّ ما يضيف له على التعيين؛ كقول المتلمس(على نغم البسيط):
    ولا يقيم على ضير يراد به / إلاّ الأذلان: عير الحيّ والوتد
    هذا على الخسف مربوط برمته / وذا يشجّ فلا يرثي له أحد
    6) ومن البديع أيضا(الجمع مع التفريق)، وهو إدخال شيئين في معنى، ثمّ يفرّق بين(جهتي الإدخال)؛ كقول المغربى(على نغم المتقارب):
    فوجهك كالنار في ضوئها / وقلبيَ كالنار في حرّها
    7) ومنه(الجمع مع التقسيم)، وهو جمع متعدّد تحت حكم، يقسمه، أو بالعكس؛ فالأوّل؛ كقول المتنبى(على نغم البسيط):
    حتى أقام على أرباض حرشنة / تشقي به الروم والطليان والبيع
    للسبي ما نكحوا والقتل ما ولدوا / والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا
    جمعهم في(الشقاء) ثمّ قسّمهم ، والثاني عكس ذلك، ومنه قول حسان بن ثابت(على نغم البسيط):
    قوم إذا حاربوا ضرّوا عدوّهم / أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
    سجيّة تلك منهم غير محدثة / إنّ الخلائق فاعلم شرّها البدع
    جمعهم في(السجيّة)بعد تقسيم حالهم إلى(ضرر العدو)، و(نفع أشياعه)، أي: قومه، وأنصاره.
    8) ومن المعنويّ أيضا(الجمع مع التفريق والتقسيم)، ومن ذلك ما ورد فى الآية 105 من سورة هود.
    (يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105)
    وقع الجمع في(لا تكلّم)؛ فإنّ(نفسا)نكرة في سياق النفي تعم، وفرّق بينهم بأنّ(منهم شقيّا وسعيدا)، نسأل الله السلامة على كلّ حال.
    وأمّا الأولى والثانية ففيهما(تقسيم)بأن أضيف إلى الأشقياء عذاب النار، وإلى
    السعداء نعيم الجنّة.

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الدكتور حسن مغازي يكتب عن :التسهيم .. Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top