• اخر الاخبار

    الاثنين، 20 مايو 2024

    الكاتب الصحفى العراقى علي صحن عبدالعزيز يكتب عن : قاطني العشوائيات خارج حسابات الإنسانية

     


    في البداية لابد لنا من الإشارة بأننا نتحدث على من لا يمتلكون شبرا واحدا في هذا الوطن ، ولذلك لجأوا اضطراريا إلى السكن في ما يسمى (العشوائيات) وليس ببعيد ما ننقله عن الأرملة (أم تحسين) إذ تسكن في أطراف جنوب شرق العاصمة بغداد ( سجن النساء) تحت خيمة من بقايا صفائح الحديد

    (التنك) وهي تخبىء خلف وجهها أوجاع السنين وضربات الدهر الموجعة وارتال من الخوف والآلام من مستقبل لا تعلم ماذا يخبىء لها الوحش الأصفر ( الشفل ) ذو الانياب الكاسرة التي تهدم عفشها فوق رأسها، 

    وأم تحسين ( 65 عاما ) حالها ليس بأفضل حال من حال مئات من العوائل التي تقطن العشوائيات بما يشبه زنزانات السجن الانفرادي  لكنها غير قادرة على لملمة أفكارها المشتتة لتحكي لنا حكايتها التي تقطع نياط القلب.

    باب مسدود نافذة مفتوحة

    منذ ما يقارب أكثر من سنة تقريبًا أعلنت دائرة البلدية التي تسكن فيها ( أم تحسين) عن نيتها تسجيل تلك الأراضي بأسماء سكانيها، فتوجهت مع أطفالها الأربعة نحو مكتب الاستنساخ قرب ( ساحة حي النصر ) ونحن لحد الآن مازلنا في هذا المربع الجغرافي والذي لا يعرفه أغلب نواب البرلمان بدوراتهم منذ عام ٢٠٠٣ ولحد الآن ماعدا ايام الإنتخابات ليخدعوا مثل هؤلاء المساكين والفقراء بتوفير مسكن لائق بهم بموجب المادة ( تنص المادة (30) من الدستور العراقي (تكفل الدولة للفرد والأسرة وبخاصة الطفل والمرأة الضمان الاجتماعي والصحي، والمقومات الأساسية للعيش في حياة حرة كريمة، تؤمن لهم الدخل المناسب، والسكن الملائم) لكن هذه المادة في الدستور المصوت عليه في العام 2005) من الدستور ، وهي ما تعود عليه النواب من قراءته مع كل حملة انتخابية، أو تحت ظل مشروع (داري) الذي تبخر مع أول تباشير الصباح ، وكالعادة لا أفق يلوح في السماء ولا أمنيات تحققت على الأرض سوى مواعيد سئمت منها ( أم تحسين ) وغيرها.

    حلول اضطرارية

    حينما تقرأ عزيزي القارىء هذا المقال فحاول أن تزور تلك الدور الخربة والتي اختار آلاف المواطنين من الفقراء والمحتاجين السكن فيها والتي يمكن تصنيفها خارج حقوق الإنسان لأنها تخلو في كثير من الأحيان من أبسط معايير الأنسانية والتي اقرتها جميع الأديان السماوية من السيخ إلى الدين الإسلامي ، وعلى الرغم من كل ذلك فإنها تتعرض للهدم والتكسير دون أن تتوفر لهم أي بدائل ليتركوا الكثير من العوائل دون أي ماؤى أو ملاذ.

    اصدار جواز سفر

    في كل مرة نكتب ونقابل مسؤولي الخدمات ضمن تلك المناطق لنسمع انشودتهم ومعزوفتهم : بأن هذه المناطق تقع خارج حدود البلدية وهي غير مشمولة بخطط التنمية المتوازنة والتخطيط السكاني ، ولذلك نقول : وكتحصيل حاصل فأن السكن العشوائي سيتمدد ولابد من دور للحكومة بأحتضان ( أم تحسين ) قبل أن تتعرض إلى زلزلة اجتماعية شديدة وتدهور اقتصادي واجتماعي تنعكس إسقاطاته النفسية على ابناء وبنات هؤلاء لتصيبهم بخلل كبير في حياتهم اليومية من مشكلات اجتماعية وصحية وأمنية.

    في العشوئيات التي يسكنها قرابة (12بالمئة) من العراقيين بمجموع سكان يصل إلى ثلاثة ملايين واربعمئة ألف مواطن، ويبلغ عدد العشوائيات قرابة (4) آلاف عشوائية في عموم ارجاء البلاد، الف منها في العاصمة بغداد وتليها كل من البصرة ونينوى، تضم هذه العشوائيات قرابة (500) الف وحدة سكنية

    كلمة اخيرة

    همست في اذني ( أم تحسين ) وقالت لي:

    لسنا الوحيدين ولكننا أبناء هذا الوطن وحقنا على الحكومة وأصحاب الضمائر الحية ليس إلا ، وإذا كنا من غير جنسيات أخرى فليصدروا لنا جوازات سفر ؟؟؟

    ( الصور لا تحتاج إلى فوتشوب أذهب هنالك والتقطها بنفسك) حتى تقتنع بأن كلامنا من أرض الواقع .

    **كاتب المقال

    كاتب عراقى

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الكاتب الصحفى العراقى علي صحن عبدالعزيز يكتب عن : قاطني العشوائيات خارج حسابات الإنسانية Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top