كلما قرأت شيئاً عن الإلحاد أتذكر على الفور ملحوظة عبقرية ذكرها الدكتور (قدري حنفي في مقدمة) ترجمة لكتابة (موسى والتوحيد) لفرويد حيث ذكر أن أرثر ميلر .. عندما قرر أن يتزوج الممثلة .. مارلين مونرو .. صمم أن تتم مراسم الزواج حسب الشريعة اليهودية وهو أي أرثر ميلر.. كان يشيع أنه ملحد.. و يعمل على ينشر الإلحاد عبر كتاباته وأحاديثه.. ومن تلك الملحوظة كتب وحلل الدكتور قدري أن اليهود تعمل على نشر الإلحاد بين الناس من منطلق أنهم ملحدون وأن الالحاد شيء طبيعي يمارسه الإنسان الطبيعي..
ومن
ثَم يقدم الناس على الالحاد من الناحية العقلية.. ويبقوا هم المؤمنين فقط .. ومن ثمَ
يصبحوا (شعب الله المختار) اسم على مسمى ونفهم من هذا أن ظاهرة الإلحاد الآن هي موضة..
يمارسها الفرد من خلال عقله المجرد من اجل أن يلفت النظر اليه وايضا (يجب علينا أن نذهب إلى فيلم نور الشريف وسهير رمزي
"لقاء هناء " ) لأن هذا الفيلم سوف
يوضح لنا لماذا الإلحاد كقولا ..لا أفعالا موجودا.. أي طرف فكري.. أو طرف سياسي ..
كما حدث مع الدكتور مصطفى محمود وكتابه (الله والإنسان) الذي أشيع بسببه أنه ألحد (
بسبب ما في الكتاب من اي اشياء جريئة تدعو
إلى الإلحاد .. مع أن كل من قرأ الكتاب لا
يجد به شيئا يدعو إلى الإلحاد أو الكفر .. كما اشاع المؤلف .. وإنما هي أفكار جريئة
يسألها كل إنسان عاقل لنفسه ولا يبوح بها .. لكن مصطفى محمود أباح بها ووضعها على الورق..
إنها أسئلة فلسفية جريئة ليس إلا ؟!
وعندما
هاجت الدنيا على تلك الجرأة في التفكير والكتابة أخذها الدكتور مصطفى ليس للشهرة والبحث
عن المجد فلو أعيد نشر هذا الكتاب الآن (الله والإنسان) وقٌرىء اليوم.. فلن نجد فيه
شيء يزيد عن مقالات يمكن أن تقرأها في موقع
يريد ان يحدث ويوجد ترندا ؟!
لأن هذا الإلحاد الذي نسمع عنه هنا وهناك لا
يمكن أن يقترب من إلحاد .. اسماعيل أدهم .. الذي قالها صريحة لا شك فيها وأثبت إلحاده
بالعقل حيث وضع نظرية يؤكد من خلالها أن الكون أتى صدفة .. يمكن أن أذكر تلك النظرية
هنا – لكنها لا تستحق – لأنها بها قدر عالى
من اللا فهم واللامنطق مع أن اسماعيل أدهم عمل جاهداً أن يثبت من خلال مقاله .. لماذا
هو ملحد.. مع أن الالحاد في حد ذاته يتنافى مع العقل لأن أبسط تحليل .. يقول ماذا يضر
الإنسان أن يؤمن (بالله) فان مات ووجد انه بالفعل يوجد اله.. يستحق العبادة فلم يخسر شيئا ونجا من انكار وجود الله أما إذا
مات هذا الفرد ولم يجد ثوابا أو عقابا ولا جنة ولا نار.. فلن يخسر شيئا..
وفي
آخر المطاف لا نجد شيء نقول غير أن مشكلة المجتمع هي مشكلة ثقافة أوجدها أناس يقال
عنهم مثقفون ؟! وقد تجلت المشكلة في خطب الجمعة فنحن زبائن المسجد لا تفرق معنا البتة
ما نوع الشهادة التي حصل عليها الخطيب وإنما تفرق معنا نوعية الكلام الذي يقوله ..
وأنا هنا سوف أركز على آخر خطبة سمعتها في المسجد المجاور للبيت حيث حدثنا عن الحج
في القرآن والسنة والأثر.
وهذا يعني أنه يقول كلام نحن نعرفه لكنه لم يقترب
قط من الكلام الذي ننتظره وهو فهمه للحج .. أي ماذا فهم مما قاله وقرأه .. أي ما هي
صفات المسلم الذي حج من مال حلال.. صفته 1-2-3-4-5-6-7 أما الذي حج بمال في مال ربه..
مال تحايل .. مال سرقة .. مال غش.. مال لا يرضى الله وسوله فصفاته 1-2-3-4-5-6-7 هنا
سوف يعلم المصلين أنه يفهم ويعرف مهنته (الخطابة ما هي الا مهنة) ومن ثمة تركز الناس
وتفهمه خطابه.
وفي نفس المسجد وقف خطيب يقول (أن من يهاجم خطباء
المساجد كمن يهاجم الأنبياء والرسل )
وفي مسجد آخر قال الخطيب أنهم عندما كانوا يعدون
مشروع الدستور قالوا لو وجد مادة تعارض القرآن.. تمرر تلك المادة وهذا كذب وكل المصلين
يعلموا أنه يكذب .. لأنه هذا لم يحدث وأمام آخر يقول لنا أثناء خطبته يعد أن انتهت
مشكلة فيلم (حلاوة روح) حيث قال.. (.. وهنا يجب أن نشكر شيخ الأزهر الذي عمل على وقف
هذا الفيلم الذي اتعفف عن ذكر اسمه يجب علينا ألا ننسى دور وزير الأوقاف في تلك (القضية)
بعد أن انتهى من الصلاة قلنا لبعضا (ما هذا .. الامام يكذب).
وكلهم خريجي الأزهر الشريف.. إذا القضية التي
أوجدها وزير الأوقاف .. وأخذ يمارسها بطريقة دعائية... بمعنى أنه جعل مشكلة الخطابة
في نوعية التعليم الذي تلقاه الخطيب ومن أي مدرسة تخرج .. مع أن المصلي لا يهتم قط
بمستوى تعليم الخطيب أو من كلية تخرج .. بمعنى أن أنه لا تفرق معا لو علمنا أن هذا
الخطيب من لم يتخرج من الأزهر .. وإنما الذي
يفرق معنا نوع الخطبة والمعلومات هل هي سليمة أم مغشوشة .
بهذا يمكن ان يتم محاربة الاحاد من خلال رفع
الوعى لدى الناس لان عملنا جميعا هو رفع الوعى لدى المتلقى ان كان فى مسجد او فى مدرسة
او جامعة أو حتى فى الشارع .
0 comments:
إرسال تعليق