تعتمد جمهورية مصر العربية الى درجة كبيرة على
ما تأتي به قناة السويس من أموال كما هو معروف من خلال الضرائب التي تفرضها على السفن
التجارية القادمة من البحر الاحمرالمتجهة نحو أوربا وذلك لتمشيه شؤونها المالية خاصة
في فترات الركود الاقتصادي العالمي الذي يجعل المواقف الاقتصادية لبعض الدول المستهلكة
حرجة الى درجة كبيرة ولهذا السبب تحتاج تلك الدول وهي مرغمة الى سحب القروض من البنوك
الدولية لتسد بها نواقصها المالية بعد أن تتحمل عبء ما يترتب عليها من فوائد كبيرة التي تدخل في حيز
(الربا) وفق المفهوم الاسلامي المعروف.
ان بناء مشروع الفاو الكبير في جنوب العراق سيعمل
على الغاء الطريق التجاري الذي يربط البحر
الاحمر بأوربا لأن جميع البواخر التجارية العملاقة القادمة من الهند والصين واليابان
واستراليا وباقي الدول الصناعية الاخرى في جنوب شرق اسيا سيفضل تجارها الدخول الى الخليج
العربي لتفريغ حمولتها في ميناء الفاو الكبير جنوب العراق من اجل ايصال بضائعهم الى
القارة الاوربية عن طريق البر العراقي لكونه الطريق الاقرب ، وكما هو معروف ان نقل
البضائع عبر البر من خلال القطارات التجارية التي ستربط العراق بتركيا أو حتى من قبل
اساطيل النقل البري من خلال ( الشاحنات الكبيرة )
ومن ثم الى باقي الدول الاوربية تكون
اقل تكلفة من السفن وأسرع في زمن الوصول ومؤمنة بشكل اكثر من البواخر التي تكون عرضة
للغرق ومن ثم فقدان البضائع التجارية النفيسة في اعماق البحار التي تقدر بمئات الملايين
من الدولارات .
ان بناء ميناء الفاو الكبير والعمل بطريق التنمية
الجديد عبر البر العراقي المتجه نحو شمال الكرة الارضية سيلغي عمل قناة السويس وبذلك
سيحرم الشقيقة مصر من دخول 8 الى 10 مليار دولار سنوياً على وجه التقريب الى خزينتها
وبذلك قد تدخل مصر ذات المئة والعشرة مليون نسمة في مشاكل اقتصادية كبرى بسبب مواردها
المحدودة مصحوب بالمزيد من هبوط قيمة عملتها الوطنية بشكلٍ أو بآخر ومن الممكن أن تؤدي
بها اخيراً الى انهيار اقتصادي كامل وهذا ما لانتمناه الى الشعب المصري الشقيق .
نرى من وجهة نظر ان يأخذ البرلمان العراقي (
ممثل الشعب ) هذا الموضوع بنظر الاعتبار وان يُشرّع طريقة يقلل فيها من خسائر مصر الشقيقة بهذا الصدد
وان يمنح على سبيل المثال نسبة مدروسة من واردات طريق التنمية الى الشعب المصري كبديل
عن الضرر الذي سيحصل لهذا الشعب العربي العريق من اولاد عمومتنا بسبب موت قناة السويس المحتمل ويجري هذا مقابل خدمات معينة تقدمها مصر للعراق
وان كانت رمزية لحفظ كرامة تلك الدولة العربية المكافحة التي حملت على اكتافها وما
زالت جزءاً كبيراً من التأريخ العربي المجيد
وما قدمته اجيالها من فنون وعلوم وآداب الى رصيد الابداع العربي عبر الزمن فقد كان
موضع افتخار كبير للشعوب العربية وللمواطنين
العرب المنتشرون في كل ارجاء الدنيا ، وسلامتكم
....
**كاتب المقال
كاتب عراقى
0 comments:
إرسال تعليق