• اخر الاخبار

    السبت، 21 أكتوبر 2023

    صمت منسي!!..مسرودة قصصية ..للروائى العربى :شوقي كريم حسن

     


    كلما توغلنا في فيافي ارواحنا المجبولة

    على الحكي،والمدمنة  بجمع آهاتها ولواعجها ،عرفنا أن ثمة مساحات شاسعة لم تكتشف بعد،،مساحات تخبيء الكثير من الاسرار والغرائب، تود الاعلان عن وجودها،

    لكنها تشعر بالخوف وغربة الفهم،مساحات

    خجلة،ترتدي مسوح قدسيتها بسرعةكاهن

    معبد ظن انه اكتشف منابع الخطايا،

    ومدافن الخطيئة،، حين تبصر نيران المواقد

    التي شبت لتملأ محيطها بدخان وضحكات،

    وقلوب ترقب مايحدث،،مايحدث حقاً….هيامي المخبول،باصوات عارفة علمتني ان النفوس جرداء ان نسيت فكرة الاستماع ،وفك طلاسم القبول،ومعرفة قيمته،تشب النار،تصاب الشفاه بالخرس،

    تخرج العيون من مآقيها،رويداً تتصاعد الانفاس بمحاولة يائسة بالقبض على خطوة الارتجال الاولى،التي تأخذ بامواجها العاتيه

    الوجيف واللهاث،المصحوبان بارتباك موذٍ

    كل وجودنا الى حيث الاستعداد لمواجهات

    لا تخطر على بال..سمعته بصوت بارد حيادي النغمات،يردد،اذا كان الكلام  من فضة فالسكوت من ذهب !!

      ،بين ارجاء مدرستنا الطينية التي صارت فيما بعد محبساً لجواميس مدير الناحية،ماكان معلمنا يعرف ذهب الصمت وما جناه يوماً،/دعابة موهوم يتمسك باذيال خيبات امله في ان يجد مكانا امناً لائقا بمبيته المثير لاحزاننا..غرفة طينية مليئة بالكتب والمجلات. وبقايا صور ملونة ملصقة على الحائط باتقان تناسقي  يجرنا عنوة الى تنهدات الابصار ولوعة اللمس )يصر على تعبئة جماجمنا التي تشبه كرات الخرق  الملاحقة اقدام الحفاة الائغين بوحول الدروب،يقول..الحروف مواقيت معارفنالا تمنحها الفرصةلتتسلط على مجاهيل افكارك ومراميك ،الوجع مفتاحفهم المسالك والمهالك معاً،ما يجب فعله الاختيار فقط،، واعلان القول الفاقه للايمان بجدواه وتأثيرة،بغتة وضعني داخل دائرة مليئة بنداءات التذكير،وقال ،هيت لك،،فما ادرت القول بقول،وما عرفت روحي سوى علامات نعمها ورضاها،،مشيت بهدوء حكيم ،ورغبة عاشق ،صوب خياراته

    التي انستني خياراتي البسيطة المدهونة بلعاب السذاجة والهبل،اشار الى اول المعاني،قال اقرأ،،اطرقت رأسي حياءً ،

    محاولاً التمسك بحبال فوضى شرودي

    وعبثي،قال اقرأ ،،رفعت رأسي متهجياً

    أول الحروف واغلاها،واشدها قتامة،/من الحكمة ان تبصر خطواتك ،وتعلمها الحذر،

    ومن الغباء والتفاهة ان تأمرها بالتوقف حيث تجدها راغبة بالاستمرار، الخطوة

    غاية بوح، اياك ومنع جموحها الموصل

    الى مايجعلك ترنو الى منابع الفهم برضاً وقبول،عند تلك اللحظة التي لاتتكرر ابداً

    مهما فعلت،عليك وحدك ،وحدك اعلان

    قبول الانتماء الى مراسي اعادة تكوين فضاءاتك الثلاث،،نفسك الامارة بالحزن والاندماج مع ماهو معقول ،وعقلك المحاول القاسي لتدجين نسور الاسئلة الشرسة واهمال ما سواها، وروحك

    الجذلةالراغبة بالانتصار باسترخاء  حضورها

    المتين البنيان،والمتخفز ابداً ليكون عند أول الصف،.. من الحكمة ان تتعلم ان الاكاذيب اول سلالم تخريب ماترغب بابنائه

    مثل هرم عصي الاقتحام، من قرر ان يكون الكلام من فضة..والكلام قيمة وجودنا الانساني،،البهائم اخذت بالدرس فصمتتْ

    اين هو ذهبها..اينها هي،،كن نبهاً ثمة الكثير

    من مشاعل العثرة في اراضي الاسئلة الحرام

    ان انت ضغطت على احداها رمت بك الى مجاهيل الفهم،اقعدتك عند درابين حيرتك

    المقيدة لفعالك الكارهة خلاصك،،ستكون

    كلاً منسياً لافائدة منه..أسمعت لافائدة منه/

     اقراط كلماته ظلت تخشخش عند اذني،

    حين حاولت افلاتها،رأيته يشير ناحيتي من مجاهيل حضوره،لا ادري لمِ لَمْ يثر اختفاءه

    العجيب مخاوف الناس،وما هبت عواصف

    الاسئلة،كأن شيئاً لم يك،تكفنت حنجرته اكفان الخراب،دون التفات من احدٍ،ثمة

    اصوات تهب مثل رباح ما ان يسرق الليل

    جدائل الشمس المغطاة بقشور البرتقال،

    تحترق خطاي مؤججة اعماقي التي تريد معرفة السر،، وهتك خفاياه، لم تعد غرفة

    معلمنا مجرد مزاراً،يتوجب الحج اليه،كانت

    سر حكاياتنا الاعظم الذي لابد من فض خفاياه  واعلان بوحه..

    قلت—لابد من الوصول..انتظارنا لافائدة منه!!

    قال— وان فشلت احلامنا في ادراك ما نريد؟!

    قلت—ابعد هواجسك وساعدني بالوصول

    الاصوات التي هناك اسمعها تستغيث،،والا

    تسمع!!

    قال—مجرد ريح تدخل الغرفة وتخرج فزعة

    هائفة!!

    قلت —- لمِ لانجرب مالذي نخسره..ان نحن عرفنا الحقيقة وافشيتاها بين الناس،،

    ما كنت اتحمل بعادة فلمِ اصابني الركود..

    إن في الامر ريبة،،

    قال— تعشق طلاسم القول وتيه الافعال ..

    كف عن ملاحقة المسكوت عنه..ماكان لوجوده خطراً بيننا،،!!

    قلت— الكتاب هو السر.. غرفته لاتشبه غرف بيوتنا،،والفاظه حذفت اوهام عقولنا..

    الاحتفاء سر،،والاصوات سر..وصمت الناس سر،،

    قال—تضعنا في دوارق اسرار وتطالبنا بمعرفة المسار الذي نريد!!

    قلت —كنت الاقرب اليه،،ولو كان الخطر يحيط به لاوصاني .. لقال ما يمكن الانصات اليه ،الاختفاء سؤال اجاباته مفتوحة على ابواب تيه مخيف،،!!

    قال — دلني لنصل ..الحكمة في الكشف لا في الاختفاء..!!

    تموء الروح مثل قطة  غمرها رذاذ شباط الندي ،وهي تعبر متعثرة بخطاها العاجزة

    عن فك صناديق الاجابات الحائلة، لياليك قحط،وفجرك غربة روح،،لاتمض الغرفة دونها  دوامات وهم وفجيعة..ماعساك فاعل ورياح الامال اغتسلت  بهموم غرابتها،

    ابتعد،النسيان قوة مدهشة تمحو ما يصعب

    محوه،!!

    قال —تقدم،،!!

    قلت—الرؤيا تقف عند تخوم القهر..والعبور  وعي..!!

    الفضاء الزنخ الموشى بظلمة مرطوبة،

    قادتني مسحوباً بحبال مخاوفي لاكتشف ذهول المراقبين لحضوري المثير للاستغراب، لم يك معلمي المتحول الى

    مايشبه كتاب مفتوح،ينظر اليَّ،بعينين واهنتين  تشوبهما كدرة الاسئلة،وجفاف الاجوبة،بهدوء امرني بالجلوس،فجلست.

    منصتاً الى صوته الذي غدى بقسوة الرخام

    ورنين هاون القهوة..

    /  معلمي الجريء،المحدد لوصاياه،قال قبل

    ان يأخذ بيدي لنولج معاً مدناً ما انصتُ لحكاياتها،وما حفظت عن وجودها سوى بضع كلمات خاليه من التقديس/اليك وحدك تأول المراثي،،ووحدك تبهج اضوية الاحزان،لا تؤمي الى ما لاتعرف،،واياك تحديد خطوات من لايؤمن بك ولا يحسب لوجودك حساب،مثلما تحسب لوجوده،،

    ابصر….

    ابصر،،

    ابصر..

    ابصرت معلمي ،قال ضاحكاً ،/مادمت قد ابصرت فكن على حذر وتأكد ان القصب لايصلح كله ليكون نايات تعزف انغام ارواحها السائحة  بالبهجة والحبور/!!

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: صمت منسي!!..مسرودة قصصية ..للروائى العربى :شوقي كريم حسن Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top