قد لا أكون مصيبا في هذه السطور لكن هذه بضع ملاحظات اسردها....ألاحظ ان الخطاب الرسمي الغربي تجاه ايران وتركيا وروسيا يختلف عنه بالمقارنة مع الخطاب الرسمي الغربي تجاه العرب.
في الأولى
خطابهم مشوب بلغة دبلوماسية دقيقة لا تخرج الى الكراهية والاحتقار
والاستهانة؛
بينما في الثانية يختلف خطابهم إلى حد
يشعر به حتى المواطن العادي الذي يتألم ولا يملك إلا ان يتساءل ...لماذا هذا الازدراء
ونحن اكثر الشعوب اعتدالا...ولا اقول انبطاحا.
قبيل أحداث
غزة كان خطاب الغرب الرسمي مشوبا دائما تجاهنا بالاستهانة...لكن بعد احداث غزة
اتخذ هذا الخطاب منحى اخر تجلت فيه نبرة الحقد والكراهية...ولم
يقتصر الأمر
على ذلك وإنما تمثل في صور عملية بحشد القوات وحاملات الطائرات
وتقديم
المساعدات لاسرائيل وكأن حماس قوة دولية عظمى
وعلى
خلاف ما يشيعه بعضهم من ان الغرب يكرهنا لأننا مسلمون الا ان الواقع لا يؤيد تلك
المقولة والشواهد كثيرة...فقد حاولت فرنسا قديما في العراق وفي سوريا
إثارة
النعرات بين اخوتنا المسيحيين انفسهم...كما حاولت بريطانيا ذلك مرارا في مصر
والسودان .فهي اذن حرب مصالح لا تتورع فيها هذه الدول عن شيء ما دام يخدم مصالحها ولو
تسبب ذلك في اعظم الكوارث.
يخيل
الي احيانا ان مجرد نطقنا وحديثنا باللغة العربية كاف لاستثارة الغرب الرسمي حتى
لو كان المتحدث تركيا او روسيا او فرنسيا....يذكرني هذا
بخطاب
للجنرال جياب الذي طرد اميركا من فيتنام...فقد سأل ضباط جيشه عن سر انتصارهم
وتعددت الاجابات وجاء رده...لقد انتصرنا بفضل اللغة.وهكذا تبدو اللغة وكانها تحمل
سرا عجيبا في احشائها ...
ركزت في
السطور السابقه على الخطاب الرسمي الغربي الذي لا يأبه الا بالمصالح
مهما
نجم عنها من مصائب وكوارث..لكن هناك جانبا اخر غير رسمي في الغرب يختلف وهو اما ان
يكون مخدوعا بما يقدمه الاعلام الرسمي واما ان يكون مطلعا
ورافضا
لسياسات النهب والقتل...ولعل اعلامنا العربي مقصر كثيرا في تقديم
الصورة
الحقيقية لما يجري.
*كاتب
المقال
أستاذ
جامعى بالسعودية
0 comments:
إرسال تعليق