أولاً
التقدمة : بارك الله في أديبتنا المبدعة الفضلى الأستاذة رانيا يوسف . ثانياً
الإشراقات الذهبية والإضاءات الأدبية المتأنية والرؤى النقدية : الدعوة الأولى جميلة وصائبة المعنى وهي
قولك : 1- ( افعل بنا ما نحن أهله ) .
بترك أمرنا كله لله تعالى يتصرف فيه
كيفما يشاء ؛ وحيثما يريد ؛ ووقتما يأذن أو تأذن مشيئته بقضاء المقدور ( القدر
الذي يقدره الله سبحانه وتعالى على عباده وخلقه ) .
ولا يكون قدره ؛ ولا تكون مشيئته ؛ ولا يكون حكمه إلا عدلا - وإن ارتأينا
خلاف ذلك - !!! ؟؟
لكن الدعوة الأخيرة فيها نظر :
2- ( ولا تفعل بنا ما نحن
أهله )
دقيقها وصوابها : ( ولا تفعل بنا ما ليس نحن بأهله ) فإن الله تعالى لا يفعل بعبيده ما هم أهله بل . يفعل بهم ويقدر عليهم ما يراه صالحاً ونافعا لهم - وإن لم يروا هم ذلك - كيف - !!! ؟؟
فقد يعطي المسيء ؛
وقد يحرم ويمنع المطيع !!! ؟؟؟
يعطي المسيء اختبارا ويمنع الطائع لطفاً !!!
فيعطي المسيء فرصة للعودة إلى رحابه - بعد أن أعطاه ولم يحرمه - فإن عاد قبله ؛ وإن تمادى في غيه خذله بالإعطاء
الذي يظنه المحروم والممنوع منه - من هذا الرزق - أن عطاءه خير أو تفضيل الله
تعالى لهذا عليه - أعني على من حرم هذه العطية وهذا الرزق - !!!
وفي حقيقة الأمر وباطنه أنه استدراج بالنعم لئلا يفلته من المحاسبة على ما أعطاه ومازه وميزه بهذا العطاء فيكون فيه هلاكه في الآخرة !!!
" وللدار الآخرة خير وأبقى " .
فيندم - يوم لا ينفع الندم - ويتمنى أن لو كان قد حرم هذا العطاء وهذا الرزق في الدنيا مثل أخيه الممتنع عنه هذه العطية لطفاً به !!!
فتأتي عين اليقين لتفهم معاني
( إياك نعبد وإياك نستعين )
بعد (
الحمد الله رب العالمين )
ثم نسأل الله ( الرحمن الرحيم )
الذي منعنا عن هذا الاستدراج في الحياة
الدنيا لننال ما هو أسمق وأعلى رتبة ومنزلة من جنان النعيم والنجاة من أوار
الجحيم
( جهنم يصلونها وبئس المصير )
بعصمة الله - لنا - رب العالمين من دخولها - أعاذنا
الله تعالى منها ومن دخولها - فنكون قد حققنا وعملنا ب ( اهدنا
الصراط المستقيم )
وتنزلنا منازل السائرين بين أهل المقول فيهم :
( صراط الذين أنعمت عليهم من
النبيين والصديقين والصالحين كيما نبلغ منزلة السائرين لله رب العالمين ؛
ولا نكون من الذين هم : ( غير
المغضوب عليهم )من اليهود ( ولا الضالين ) من النصارى .
فيرضى الله عنا ويقبلنا بعد التأمين وتأمين الملائكة الكرام البررة المنزلين بقول : ( آمين ) . حتى نطلب العفو من الله تعالى ألا ( أن + لا ) يقدر علينا ابتلاء لا نقدر عليه أو بألا يقدر الله تعالى علينا قدرا نطمع ألا توقعه علينا لأننا عبادك السعداء الذين نطمع أن تقبلنا في عداد عبادك الطائعين ونكون معهم من أهل كرامتك وخاصتك !!
ثالثاً المختتم :
" وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين " .
*الكاتب
ناقد
أدبي وكاتب صحفي بجريدة
الزمان
المصري
القاهرة في صباح الثلاثاء
الموافق
17/20/2023
0 comments:
إرسال تعليق