/معاني مدنسة/
السفالات
بكل أنواعها ومراميها، وحدها القادرة بجرأة على صناعة لغو التاريخ وأوهامه، تاريخ
ساذج وبليد مكتوب بدم الكراهيات والاحقاد والخيانات وحقارات التمجيد،واهتزازات
المقاصل الخرساء
صاح
منادياً— من منكم يعرف تاريخاً يجلله الحب..وتقدمه مكارم الاخلاق،،من قرأ تأريخاً نطق بالحق وكشف الحقيقة..
من قرأ
تاريخاً لا يمجد طاغيةً، وملك تافه وحاكماً جلاد،،،تسور عرشه البغايا والراقصات
ودنان خمر،،
من منكم
قرأ عن عرش نظيف لا يتحكم به المنافقين والسحرة والطامعين بجاه منحط!!
أ
وقرأتم عن حاكم لم يسرق،.ولم يشيد القصور باضطهاد الفعلة والفقراء، ليتباهى
ويزهو !!
اعرفتكم
حاكماً لاينبح وهو يخاطب رعاياه!!
توقفت
الاجابات دون معرفة طريقاً واحداً يوصل الى كنه الاجابات الشافية للغليل،،التاريخ
لايعرف الحب ولايجيد التعامل معه،، التاريخ لغو دهور كاذبة!
/قواسم
الاكتشاف/
(لايمكن
وسط أزمنة مدلهمة لاتترك لحظة وقت للتأمل والمراجعة، متلاطمة الامواج صاخبة بأشكال
لا حدود لاثامها وشرورها، ومهما شاءت الاقدار أن تلتقي الحقيقة والاوهام في دروب
واحدة ،لان ذاك يعد ضرباً من ضروب المستحيل الذي لايتحمله عقل ولا يتقبله
منطق،الحقيقة بكل توحشها فعل معلن معروف
يصبح بعد لحظات تعدو سريعاً مجرد تأريخ مضحك مبكي يأخد قدسيته بتدرج ملفت للأنظار،فيما
لايأخذ الباحث مهما كان صلداً منعماً بالوقاحات من الاوهام شيئاً محدداً واضح
الملامح ويمتلك القدرة على البقاء لزمن طويل عند تأملاتها ،الحقيقة بكل أفعالها
المهينة للأنسان المانحة لعبوديته تؤسس تواريخ
الأزمنة الحمقاء التي تجبرنا على الولاء لها وتمجيدها/ حمر مواضينا/ سود
وقائعنا/من غير تاريخ نظل مثل وحوش الغاب/الانسان تاريخ ان فقد تاريخه ضاع/مهما
كانت دنيئة سافلة،الأوهام لاتقيم لغير الفراغ وزناً يعبث بالعقول ويدفعها الى
مرابع الاسى والتمني الذي لافائدة منه..الوهام طرق جميلة نسلكها برضانا. معجبين
بما تريه إيانا من عجائب وغرائب نظل
نتذكرها بامتنان)
(تأريخ
أملس بليد)
/ المشهد
الصعب المرسوم بدقة مصمم ماهر،عارف بتأثير خطوطه والوانها الباهرة، بدأ بالاكتمال
رويداً حافراً في أعماقنا ما لاقدرة لدينا على نسيانه نحن المعجبين من طين الشطوط الكدرة، كثيراً ما يداهم
البرد أجسادنا الملحاء النحيلة العارية مثل سعف نخيل مجرود،
والتي لاتعرف ما تفعل لإيقاف بلواها
المتكررة كل يوم ولسنوات طوال،أمام باب المدرسة الحديدي الشبيه ببوابات
السجون المحكمة القسوة مفتوح، مثل افواه غيلان ومردة الحكايات الراجية التهامنا ،
ينشتل الفراش(عوده خماس) بقامته القصيرة اللافتة للنظر عند الضفة الباب اليسرى
يشبه سلحفاة ضخمة ،ملوحاً بخيزرانته اللاسعة مثل مجموعة عقارب سود، والتي أستعارها من غرفة المدير الذي
يعتمد عليه في ادارة المدرسة ونظامها كلياً ،الخطوات المرتبكة شديدة الحذرالتي
تخاف اللسع تتقدم ببطء محاولة اقتحام الباب لكنها تتراجع الى وراء تاركة بعض
الواهمين بالنجاة يمرقون على عجل خاتمين افواههم بحيلة لذيذة تمر على الفراش دوماً
دون ان ينتبه اليها،حيلة تمنح الاخرين فرصة المرور الامن،يصيح( فالح جبارة) الرخيم
الصوت الشبيه بفحل بط سمين يتكور راكضاً/عوده
خماس ملابس الباس.. /يندفع عودة مخبوصاً بروحةالمتدحرجة مثل كرة خرق بالية وراء (فالح
جباره)المار من بين الجموع ملوحاً بكلتا يديه /عوده مخبل والعباس مشور بيه / بمكر وصخب صاج تتعالى ضحكات الطلبة وتصفيقهم /فالح
جبارة يانجر على عناد عوده الهتر/،تمضي المطاردة داخل زمن مهذار يدفع الى الفوضى
والارتباك، يتوقف عودة محاولا السيطرة على انفاسه المتصاعدة بشكل ملفت ،أمام باب
الفصل السادس،مانعاً (فالح )واتباعه المشاغبين من الدخول،لكنه مالبث ان تراجع
بهدوء يثير الشفقة مخفياً خيزرانته وراء
ظهره المنحنى الى أمام كمن يبحث عن شيء ضائع،
حين أشرقت شموس الست (هناء) بفستناها الموشى بزهور الكاردينا الناصعة
البياض ،بمشيتها الملكية الوقورة الواثقة ،القريبة الى الخطوات العسكرية
المبهرة، بصمت ولجت خطواتنا الفصول التي حط فوقها
طائر الترقب والاستكانة،تراجع الفراش عودة حاملاً أثقال فشله متمتماً
بكلمات مبهمة حاولت مراراً فك مقاصدها وهي تتوعد(فالح جبارة) بالذي أعتكف
يرتجف في آخر مقاعد الفصل،بما لاتحمد
عقباه،لعبة شياطين
وجان تتكرر كل يوم دون ملل و هوادة، تأخذني خطوات
المعلمة الى تيه موحش
لا ارى
فيه سوى نيران هيامي الشابة داخل
مواقد
لاتشبه مواقد وكوانين ليالينا الباحثة
عن
احزان الاسى وهمود الارواح، التي لاتجيد
لعبة
الفرح،وسط العتمة وجدتني الوح بكلتا يدي باحثاً عن منقذ يهدم خرابات نفسي ويطلقني
الى عالم رحب مليء بما أرغب من السعادات التي ماعرفت لها وجود ولا طعم،
أعبأ
ثغرات اشتهائي بقسماتها الملونة ،
الباحثة
عن دروب توصلها الى إرتياحات الروح التي تشبه حمامة شائهة طالها حر القيظ، أرى
اليها من بعيد وهي تقف حائرة لاتعرف الى أين تمضي، الست المليئة بالبهاء
الاليفة
مثل وردة نرجس،مددت يدي اليها محاولاً إنقاذ وحدتها الموحشه لكنها نأت عني دون أن تفوه بشيء، ببلاهة صبي مشدوه برائحة
الأنثى التي لم يميزها بعد(ما كنت أعرف غير رائحة المسك التي لاتفارق ضفائر أمي المتشابكة وعطر أم السودان
النافذة) راقبت الجسد الراهي القوم وهو
يتحرك بين ممرات الفصل برشاقة راقصة باليه،تمنيت لو إنها توقفت بمحاذاة جلوسي
قليلاً لاشم عطور جسدها التي لااستطيع فرزنتها ،لكنها مرقت بسرعة لتقف قريباً من(فالح
جبارة)الذي صار يتنفس بصعوبة لفتت أنظار شياطين
الباحثة عن منقذ،
صاح
الاول بخوف.— يموت،،تلاحقوه أنه يموت..!!
صاح
الثاني— يالخسارتك يابن أجباره!
صاح
الثالث— قتله عوده خماس رعباً!!
صاح
الرابع— مسكين ابن نوفة العوراء ما كان
يستحق الموت بهذه الذلة!!
صاح
الخامس— مثله لايموت انهزاماً أعرفه
مثلما
أعرف نفسي لا يمكن للموت أن يقترب
منه،،كفوا
ثرثراتكم!!
صاح
السادس—- ويلك مني عودة خماس إن مات فالح
أحفر لنفسك قبراً!!
صاح
السابع— فالح جبارة مامات بس قتلوه الهتلية!!
لم يعد
لصراخ الاحتجاج المخلوط بالخوف
ثمة
فائدة،لهذا قرر فجأة أرتداءثياب الصمت الفضفاضة، تراجعت الست( هناء) بخطوات بالغة
الخفة والتأثير بعد أن سيطر عليها الخوف والارتباك، الى أول الفصل جالدة بعصاها
جسد السبورة بعنف أنتبهت الى قسوته الرؤوس المصابة بداء الترقب ومرارته،استكانت
لارواح قليلاً وتنفس البعض الصعداء حين انتظمت أنفاس (فالح)الذي فتح عينيه
الطافحتين بالقلق على اتساعهما مراقباً الوجوه التي لم تعد تعرف ما تريد، ابتسمت
الست(هناء )بفرحٍ نشرته بسرعة تقاطيع
محياها الاخذ بالانتشاء والتورد،ملقية بالخيزرانه الى خارج الفصل الذي هب
بتصفيق مؤيد لخطوتها التي ما كانت منتظره، كلما رأيت اليها زدادت دقات قلبي وجيفاً
وغدت روحي مثل غزال نافرة لا أستطيع الإمساك بها،ابقى مثل لوح خشب يابس طافح فوق
سطح الماء، لافائدة منه ولا يلفت الانظار اليه، لا ادري مالذي يشدني الى ملامحها
المرسومة بدقة مبالغ فيها، سمرة مورقة الود مصحوبة بابتسامة رائقة تلفت العيون
اليها، وشفاه حمر مائلتين الى السواد الزاهي،
لاأعرف كيف تتمكنان من نطق الحروف،همس جاذب،
شدني
إليه بحبال ماقدرت على الفكاك منها،
( صار
المشهد أكثر إشراقاً بالنسبة لولد وقح الخيارات تسيل من بين عينيه أنهاراً من عسل
الاشتهاء مخلوط بالرغبة يطاردوسط عتمة
لياليه إناث بخلقهن بهدوء أمانيه التي لاتنظر عند ضجيج مدينة ولاترقب فوضاها ،لكنه
يعود خائباً منكسراً ليقف امام باب المدرسة منتظراً خروجها الهاديء الذي لايقدر على مقاومة،يحاول ضم
أنفاسه المتصاعدة الوجيف داخل أقبية روحه التي لاتعرف الاستقرار، لكن الفشل يأخذه
من أذنيه ملقياً به وسط نيران الحيرة التي تطالبه بمتابعة خطواتها التي تصيبه بالجنون، مع خطوها المار تلقي اليه
إبتسامة شهد حييه
ناعمة
الملمس تجعله يفور مثل ماء ساخن، يغمض عينيه ببلادة تعودها منذ سنوات طفولته
المشوبة بالكثير من العناد، محاولاً الإمساك بالصور المصنوعة بدقة باذخة قبل ان تتلاشى وسط عارضة
الطريق،لكنه وبغير ارادة منه يسارع الى محاذاتها ،هامساً.
—- س..س..س..ت
..هذه لك!!
أعطته
شفتيها المعطرتين بالورد إبتسامة أكثر اتساعاً ورقة،أخذت الورقة المرتجفة هلعاً من
يده بحركة سهلت مهمته التي كان يظنها مجازفة مجنونة مستحيلة،نزفت أحلامه اخضرارها
العابق بروائح لايعرف من أين تجيء ،محيلة إياه الى ولد مدهوش غادرته البهجة دون ان
تترك له أملاً بملاحقتها،،كررت الست(هناء)ابتسامها بعد
ان اخذت
يده الى يدها بلين اصاب جسده بالارتجاف، هامسة بصوتها الذي غمره بالبرد والسلام— جميلة
كتابتك ،،!!
دون أن
ينبس بشيء… أفلت يده صائحاً وهو يركض دونما اتجاه—- أحبببببب ..هاها!!
(المشهد
الذي تغير فجأة أوقف ملاحقته،،
التواريخ
لا تصنعها الاوهام هذا ما تعلمته منذ
أختفت الست هناء مصحوبة بأقاويل
مبالغ بها،،تشيع أنها شوهدت تعبر الشط برفقة (عودة خماس)الذي كان يكرر ضاحكاً مثل
طفل،متجة صوب المدن التي لانعرفها)!
0 comments:
إرسال تعليق