• اخر الاخبار

    الأربعاء، 11 أكتوبر 2023

    العثق!!..(مسرودة قصصية)..بقلم الروائى الكبير: شوقي كريم حسن

     


    (التأريخ محض حكايات تافهة رسمتها سياط

    الجلادين فوق ظهور أجدادنا الذين أمنوا أن ثمة رب سينتصر لهم ذات زمن قديكون لهم أقرب من حبل الوريد،،التأريخ هراء يكتبه السفلة بأمر سلاطينهم ويصدقه الاغبياء لأنهم لايعرفون غيره،ولايمكنهم صنع تواريخ خاصة بهم،لاتاريخ للخنوع والفقر والصمت)

    /من كتاب الاقاويل في فهم المهابيل/!!

     البساتين التى ورثها  الأبناءً الغارقين الى هاماتهم بوحول الحروب ومهاتراتها، عن الاسلاف الذين أقاموها بصبرشديد التأثير على النفوس التي ماكانت تهجر الاخضرار لبرهة وقت، البساتين ملتاعة بالهجر خاوية على عروشها، اسقطت رؤوس نخيلها الشظايا الاتية من جهات لا يمكن تحديد اتجاهاتها،تمتلأ بحكايات الخوف والريبة والشذوذ،لاتقربها أقدامنا التي  ماعرفتها من قبل،البساتين المسلوبة الاخضرار دفعنا الرصاص المتساقط مثل مطر الى الطرد منها عنوة رغم اعتراضاتنا التي جوبهت بالرفض والاستهجان والتهديد باستخدام السلاح،أخذتنا السيارات العسكرية محفوفين بالرشاشات المستعدة للرمي عند أول إشارة، لتلقي بنا مثل اكوام نفايات ،عند أطراف المدينة المتداعية شبه المهجورة، مدينة تعثرت عند شوارعها وازقتها الحياة بعد أن كانت مزارات اعمارنا التي  نغسل جماجمنا الملحاء بعطور حكاياتها التي لا نجد لها نهايات(اليوم..اليوم كاري كوبر يقتحم مدينة الذهب،،اليوم مارلين مارلو تعيش ليلتها الساخنة،،الليلة الخبر الاكيد انور وجدي يقتل ليلى مراد،،الليلة ،،الليلة)!مدينة دجنتها صافرات الانذار النائحة ليل نهار وقوافل الجنود المارين بتقاعس ودونما اهتمام مصحوبين بصمت مفجوع  ،اقتعدنا القيعان المدثرة  بالسباخ  عند الطرف الخالي منذ أزمنة يقول عمي  انها أزمنة الملك أسرحدون الذي ماعرفت ايامه سوى الحروب،  ملاحقين بآلسنة  تتقن السباب وتلفيق التهم التي ماسمعنا بها ولانعرف عنها شيئاً بشكل ملفت للنظر  ماجعل النسوة اللواتي تبادلن نظرات الخجل يطرقن بحياء مرتبك، لم تستطع أمي المريضة بفقر الدم والتهاب العظام المزمن،تَحمل التيه الذي سورنا بأسلاك شائكة من الاسئلة التي أشعلت الرؤوس المستكينة تحت حطب القهر المرسوم بدقة اثارت استغرابنا،  فماتت متقيأة مرارة روحها اللينة الترفة الغارقة بأخيلة سوالف الليل دون أحساس بالضجر المحزون،  تكومت أرواحنا نحن زغب الوقاحات المثيرة للجدل، الذين لانفقه النهايات المطلقة للحناجر صراخها المعاتب المتحدي لكل مايكسر آمالها، بأذيال عباءات الامهات والجدات، اللواتي تعالى صراخ أضطرابهن ،فرحن يتصرفن دون اتزان، مرددات ما تفوه أ فواههن من سباب ونداءات تثير غضب الرب مستبيحة مسافات صمته الفائض بالاسئلة الممحوة الاجابات، /يارب شمالك ناسينه/دوم الدنيا اتدولب بينه/ كلنه أشبينه أسويته/ عبادك يارب وملينه/!!

    اثار الانين الوجع للقلوب حفيظة الرجال الذين أجلسوا أجسادهم وسط محيط دائرة  متداخلة غريبة الأشكال ،صاح عمي (داخل المزبان) بصوته الاجش الخالي من الهدوء ،بعد ان أشعل سيجارة،ناظراً الى جمرتها التي توهجت فجأة مثيرة خيوطاً دخانية شديدة القتامة بالكثير من الحقد الممزوج بغضب الامتهان (عمي داخل المزبان، شارك في منع الانكليز من التقدم في معركة الشعيبة وأصيب بجروح جعلته عقيماً مصحوبا بعرج واضح في ساقه اليسرى..حين يشعر بالضيم تخيم فوق ضباب جمجمته التي لاتهدأ من اوار نيرانها،يصرخ—ليتها أختارت  مكاناً أخر،،ماكنت لاحتج والله لكنها قتلت ذكورتي دون معرفة السبب..الرب اراد قطع نسلي عن هذه الارض،، منسياً عشت وأموت منسياً.يبصره والدي بزعل مكتوم،نابشاً الارض بعود قصب يحتفظ به دائماً بين يديه،— من قال انك منسي كل هذا الخير وتصرخ بنسيانك تعودتك عادلا هؤلاد اولادك مثلما هم اولادنا..خذ ماتشاء منهم وجعله خادماً لك،،!!

    —— ماهذا الذي قصدته،،انتم انا لكني رحت الى بعيد..)!!

    تقفل الالسن على غربان لحظاتها التي لاتعرف  اين تحط بها الايام المشؤومة التي لاتريد مغادرة مرابعهم المحترقة جوراً،قال عمي،براحة بال فاجأت الجميع،

    —- لا تفكروا بغير هذا المكان قد لانجد امكنة غيرة..اقدارنا تتحكم بنا ،،وما علينا سوى الطاعة والرضا والقبول؟!!

     رد والدي المهيض الجناح،غير الفاهم لما يجري، بصوت مجلل بالحزن— وهي؟!

    القى عمي بقايا سيجارته نصف المشتعله بعيداً قائلاً بضجر واضح—  مثلما اتخذ اجدادنا اليشن مدافن لموتاهم ذاك اليشان  نتخذه مدفناً لموتنا ،،ماهو ببعيد ولاتطاله المنابش والسيول!

     هز الجميع رؤوسهم بإستحسان، أذنين للنسوة أن يبدأن بعويل يشبه عواء ذئاب مجروحة، لبضع وقت ظلت أمي مطروحة دون أن يقربها أحد،مغطاة بغطاء أسود متهريء مائلاً الى الاخضرار مرسوم فوق مساحته سيفين متقاطعين وصورة لرجل سمح الوجه بعتمر عمة خضراء، زحقت اليها  جدتي جارفة التراب الذي تحتها لتستقر فوقه مثل ربوة صغيرة، ببطء كشفت عن الوجه المتكركم اصفراراً،

    ماسحة إياه بلطف ،أيقنت تماماً أن أمي شعرت معه بالارتياح.فاغمضت عينيها مبتسمة راضية ممتنة لتلك اللمسات التي ودت لو انها كان في زمن آخر،وقاحتي محت شعوري المحفز لدواخلي التي ماكانت تعرف،  ماذا يعني فقد أم  تبصر إليك كمن تبصر فسيلة نخل برحي تكبر بين يديها، متمنية قطع كل أيام نموها في ليلة مباركة واحده/  أبني واريده هلال يمي،،يضوي عليه يشيل همي/ شماله الوقت حط سيفه يمي/   بين أختيار لحظات الدفن المشحونةبالاستغراب والخمول  ،وهموم البقاء مكشوفين وسط العراء،الثقيل الانفاس، وقفت الحناجر مكبرة بصوت ملتاعٍ،مليء بغبار المخاوف غير المحسوبة،تراجعت خطوات الأمهات الى وراء كثيراً تاركات الجدات يقمن بهمة تأسيس المقبرة التي رشت قاعها برذاذ دموع الوداع ،والتي تنتظر بصبرتحولها الى تأريخ  بعيداً عن السلالات الملوثة باعاجيب الاكاذيب والحماقات، بغتة شعرت بالانهيار فوضعت كفَّي المرتعشتين وسط دفء كفي والدي الذارف بصمت دموع أساه، أنتبه بوجل فزع  الى حركتي التي لم يألفها من قبل،نظرني بحب مشع بالرضا أصابني بقشعريرة ماكنت أعرف كيفية التخلص منها، مريقاً دوراق أبوته الشاعرة بالانكسار المليئة بالحبور فوق رأسي الذي مالبث أن شعر بالالفة والامان، لم يك اليشان بمأمن من الذئاب وكلاب الحروب التي ادمنت اللحم البشري،لذا امر عمي (داخل المزبان)بعد أن شكل  دشداشته الممحوة الالوان بحزامه  الموشومة فوق امتداده واحدة من حكايات العجب،بأن تحاط المقبرة باليابس من حشائش الارض وصناديق الاعتدة المتروكة منذ المعارك الاولى، قال— فكروا إنها بيتنا الدائم منها نواجه وجه الرب لنشكو له مالاحنا من جور وعذاب واستبداد أقيم بأسمه و ورياته تخفق فوق رؤوسنا!!

    صاحت (كاطعية)،التي جيء بتوابيت ثلاثة من أولادها فارغة مع إشارة قاهرة تقول (ممنوع اقامة مراسيم العزاء)بعد أن القيت شيلتها الى الأرض كاشفة عن شعر رأسها المدهون بلون السبخ ،—داخل ..مافائدة حساب وقد لاقينا الضيم بفرح ليأخذ منا ماشاء ومارغب،  الحساب .. تحدثني عن حساب لا يعيد اولادي الى حظني؟ هل يقلل وطأة يتم بناتهم،،أتعود فرش زوجاتهم حارة تشيع الدفء،،أراك يا بن مزبان تدافع عن باطل طالك منه أكثر مما طالنا..رأيت الظلم فخفت سلطان مواجهته ؟

    دون أن يفوه عمي بشيء،شعر أن ثمة خناجر باشطة بدأت تنغرز بين ضلوعه مصدرة أصوات أنين جذبت المنصتين اليها، بغير ما مبالاة حث التراب سريعاً فوق هامته التى اختلط بياضها بالاحمرار القاني لذي بدأ السبخ يحيله الى يباس،قال والدي— ماهذا وقتها،أنبات ليلنا في العراء؟

     لوحت( گطعية) بصوتها القريب الى الصراخ

    — نواحكم الايفيد جائع ولايستر عريان،، دعونا نغطي أرواحنا على عجل ولغدٍ قول.!!

    تلاحقت الاكف مسرعة لستر عورات الظلام الذي بدء سريعاً بالتهام مواجع الافئدة التي تفحصت وجودها الشديد الغرابة، لم يك عمي قد انتبه بعد الى سرعة مابدأت الاكف تشيده، حيطان من طين مملوح تتصاعد بخفة مصحوبة بشجن الحناجر غير الراغبة بالصمت،

    أشرت اليه بغمزة عين سريعه،فنهض يتبع خطاي املين بالوصول الى القريب من البساتين علنا نجد فسيلاً حياً لنعيد لليشان الذي سكنه أمي للتو الحياة.

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: العثق!!..(مسرودة قصصية)..بقلم الروائى الكبير: شوقي كريم حسن Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top