..
أَنَّى...أَخُطُّ سَنَاهُ حِبرَاً أَسوَدَا ؟
كَلَّا...وَلَا قَلَمِي سَيزبُرُ إِثمدا
قَد...أَقطِفُُ الفُلَّ المُضَمَّخَ بالشَّذَى
والزَّهرَ والوردَ المُكَلَّلَ بالنَّدَى
أو...أَمزُجُ العُودَ الصَّرِيفَ بِمِسكِهِ الـ...
ـمُندَاحِ مِن عَرفٍ تَعَبَّقَ بالهُدى
أََمِنَ النُّجُومِ الزُّهرِ أَنظُمُ بُردَةً
وَأََصُوغُ في قَلبِ القِلَادَةِ فَرقَدَا؟
والقَزَّ أَنسُجُهُ شُعُوراً سَاحِرَاً
وَأَخُصُّ محمودَ المقامِ مُحَمَّدَا ؟
وَعَنِ الحبيبِ المُصطَفَى أَكسُوكَهَا
كَعبَاً بِمَا أَطرَى فُؤَادُكَ أَحمَدَا
فأَنَا السَّحُولِيُّ اليَمَانِيُّ الَّذِي
أَحذَى بِنَسجِ البُردَةِ الأُولَى يَدَا
واليوم أَنسُجُ حُلَّةً دَاليَّةً
وأُرَصِّعُ النَّصَّ التَّلِيدَ زُمَرَّدَا
مَهلَاً فَنَجلُ زُهَير أََشرَقَ حَرفُهُ
بِالبَدرِ والشَّمسِ المُضِيئَةِ سَرمَدَا
مُتَوَشِّحَاً سَيفَ المَدَائِحِ سَلَّهُ
بِضِيَائِهِ حِينَ انتَضَاهُ مُهَنَّدَا
عُذرَاً رَسُولَ الله إِنَّ قَرِيحَتِي
مَهمَا تَجُودُ تظلُّ أنتَ الأَجوَدَا
إِنيَّ سَأَنثُرُ فِيكَ دُرَّاً خَالصَاً
وَأُدَبِّجُ الفَحوَى بِحُسنِكَ عَسجَدَا
سَأغُوصُ في بَحرِي وأَسبُرُ غَورَهُ
أَصطَادُ لُؤلُؤَهُ لِأَُكرِمَ مَرثَدَا
أَبنِي جِنانَ الرُّوحِ من يَاقُوتِهَا
وَأُقِيمُ في قَلبِ القَصِيدَةِ مَسجِدَاً
أُعلِي مَآذِنَ قُدوَتِي فِي رُكنِهِ
وَيَفُوحُ بِالآفَاقِ من فَمِهَا الصَّدَى
كي أُطفِئَ الظَّمَأَ الشَّدِيدَ بِذِكرِهِ
وَأَبُلَّ في حَوضِ الوُرُودِ بِهِ الصَّدَى
أََي...أَنتَ عِنوَانُ السَّمَاحَةِ والتُّقَى
دَفَّقتَ بالخُلُقِ العَظِيمِ مَوَارِدَا
أَروَيتَ زَرعَ المَكرُمَاتِ بِفَيضِهَا
أَنشَأتَ جِيلَاً هَامَ فِيكَ مُوَحِّدَا
وَعلى خُطَاك تَرَسَّخَت أَقدَامُهُ
أَضحَى عَلَى مَرِّ العُصُورِ مُجَدِّدَا
تِبرُ الثَّرى في غَيث دَعوتِهِ هَمَى
وَجَنَى الوَرَى بِيَدَيهِ عَيشَاً أَرغَدَا
أََحيََيتَ - أحمدُ - بالفَضَائِلِ أمَّةً
وَرَفَعتَ أَبراَجَ المَبَادِئِ سُؤددَا
ولَبِستَ بَيضَاءَ السَّحَابِ عِمَامَةً
وَوَطِئتَ في قَدَمَيكَ رِجزَاً أَسوَدَا
وَغَلَبتَ قُرصَ الشَّمسِ في كَبِدِ الضُّحى
وبََلَغتَ في جَمِّ التَّوَاضُعِ مَقصَدَا
فَأََضَأَتَ وجَهَ الكونِ وَانقَشَعَ الدُّجَى
وَتَلَألَأَ الجِيلُ الَّذِي فِيكَ اهتَدَى
وَتَهَلَّلَ التَّارِيخُ وَانشَرَحَ الأُلَى
وَالعَالَمُ الملهوفُ أَعلَنَ مَولِدَا
أَزهَقتَ فَوقَ الأَرضِ كُلَّ جَهَالةٍ
وَالظُّلم في جُنحِ الظَّلَامُ تَبَدَّدَا
أَعلَامُنَا خَفَقَت على هَامِ الدُّنَا
والعِزُّ فِي يَدِهِ سَقَى الذُّلَّ الرَّدَى
لَكِنَّ طَودَ المَجدِ نَكَّسَ رَأسَهُ
في أُمَّتَينا - اليوم - قَزمُ بَنِي العِدَى
فَجَثَت عَلَى طُهرِ الثَّرَى أَورَامُهُ
غَرَزَت عَلَى مَسرَاكَ _طَهَ _ غَرقَدَا .
فَمَتَى سَيبزُغُ فَجرُنا بِكَ مَرَّةً
-أُخرَى - ويُشرِقُ نَصرُنا الآتِي غَدَا؟
0 comments:
إرسال تعليق