• اخر الاخبار

    الأربعاء، 26 أكتوبر 2022

    قصة قصيرة بعنوان : زعل العاشقة..بقلم : محمد علي ابراهيم محمد الجبير



    كان الحاج مهدي جاراً الى الحاج كاظم في منطقة حديثة البناء ، وكانت علاقتهم طيبة جداً، ويقضيان معظم اوقاتهما بالتزاور ليلا بالاحاديث المتنوعة ولايقتصر ذلك عليهما ، بل ان جميع اصدقاء الطرفين من الجيران ومن هم في اعمارهم يحضرون معهم مشكلين بذلك شلة طيبة متقاربين في الافكار ، والكل يشعر بالسعادة والانشراح بتلك الاجتماعات الاخوية ..

    اكثر اجتماعاتهم وسهرهم في بيت الحاج مهدي الميسورالحال الذي كان يقدم لهم في آخر الليل انواع المأكولات ، حتى ان بعضهم لايتناول العشاء في بيته معتمداً على ما يقدمه الحاج مهدي الطيب..

    وبحكم هذه العلاقات الطيبة بين جيران تلك المنطقة ، فان عوائلهم تتزاور فيما بينها، وبذلك تشكلت علاقات بين بنات مهدي السبعة وبنات الحاج كاظم الخمسة..

    كما ان علاقات اولاد الحاج مهدي الاربعة مع اولاد الحاج كاظم الثلاثة جيدة جدا ، والجميع يشعرون بعلاقاتهم كأنهم عائلة واحد،لافرق بينهما الا ما حرم الله

    ومرت الايام والاشهر والسنين انتقل الحاج مهدي الى

    محافظة اخرى وتزوجت بناته السبعة اثنا ن من بناته

    ساجدة وسميرة تزوجتا في نفس المحافظة التي كان يسكن فيها  والدهما الحاج مهدي بعيد عن سكن الحاج كاظم جارهم السابق،

    ساجدة الاخت الاكبر من سميرة ، قررت ان تسكن في المحافظة التي يسكن فيها والدها ،وذلك لعمل زوجها وولدها في الاعمال الحرة ، الامر الذي استوجب الانتقال الى المحافظة والمباشرة ببناء بيت لهم ؛؛

    وبعد ان تم بناء بيتهم سكنوا فيه ، وبعد مرور فترة اشهر خلالها تحسنت احوالهم المالية ، ورغب زوجها (ابا طالب ) ان يزوج ولده البكر طالب الذي اكمل دراسته الجامعية..

    عمل مع والده في الاعمال الحرة لعدم حصوله على وظيفة حكومية ؛؛طلب ابو طالب من زوجته ام طالب أن تختار زوجة الى ولدهم طالب ..

    لم تفكر ساجدة ام طالب كثيراً في إختيار زوجة الى ولدها ، اذ لم تنسى صديقتها من الطفولة سلمى بنت الحاج كاظم صديق والدها وجارهم الطيب ..

    - سوف اذهب الى صديقتي سلمى واخطب ابنتهازهراء الجميلة ،انت تعرفها وتعرف اهلها :

    -نعم اعرفها واعرف اهلها ،وهم من العوائل المعروفة

    في العفة و الشرف؛

    -بكرة باذن الله سوف اذهب لهم ، واخطبها من والدتها.

    -وهل اخذت رأي ولدنا طالب؛

    -نعم انه موافق ويعرفها جيداً ويقول عنها: انها خجولة وطيبة ،ويتمنى ان تكون زوجته؛

    -اذن اذهبي بكرة على بركة الله ..

    وفي اليوم التالي ذهبت ام طالب الى بيت صديقة طفولتها سلمى، استقبلتها سلمى بالترحاب والفرح، وبعد أن تبادلتا التحيات والاحاديث العزيزة عليهما التي تُذكرهما  بأيام الطفولة؛

    ام طالب قطعت الحديث وقالت لها لم تسأليني عن سبب مجيئي اليكم هذا اليوم؟

    -اختي ام طالب :انت اختي الغاليه والبيت بيتك ولماذا اسألك عن سبب المجيىء؟

    -جئت اطلب يد ابنتك زهراء الى ولدي طالب؛

    -وهل نجد افضل واحسن من ولدنا طالب ؛ خذيها معك هذا اليوم ، شكرت ام طالب صديقتها سلمي وطلبت منها اخذ موافقة والد زهراء ليتم تحديد المهر وموعد الخطوبة ..

    زهراء لم تعلق على زيارة ام طالب لهما بعد ان عرفت

    موضوع الخطوبة ؛ وحسب العرف السائد بانه لايحق لها الرفض الا اذا كان الرفض لسببٍ وجيه ومقبولً.

    كانت زهراء تهوى شاب من سكان المنطقة ، يمريوميا

    من الشارع الساكنه فيه زهراء وهو لايعلم ، ولاعلاقة له بها على الاطلاق ، وهي مكتفية بهذا الحب ، مجرد النظر اليه من شباك غرفتها المطل على الشارع وهو يمشي في الشارع دون ان يعلم بها ؛؛ وبعد إتمام لوازم الزواج،زفت زهراء في يوم بهيج. حضره جميع اقاربها  ويوما بهيجا وفرحا الى طالب والى اهله ..

    مر الاسبوع الاول من زواجها ، تم دعوة عائلة طالب لتناول الغداء.واستمر تبادل الاحاديث الطيبة ، وفي المساء ودع ابو طالب والد زهراء وشكره على تقديره لهم وعلى كرمهم؛ طلبت زهراء المبيت عند اهلها ، رفضت والدتها كونها عروساً ويجب ان تذهب مع زوجها ،أوعدها طالب بزيارة أهلها في الاسبوع القادم؛

    والدة طالب وبحكم العلاقة الطيبة مع صديقتها سلمى لم تكلف زهراء باي عمل ؛

    تعودت زهراء على النوم الى وقت الظهر؛؛

    في الاسبوع الثاني زارطالب وزهراء اهلها حسب وعده

    وبعد تناول الغداء ، طلبت زهراء من زوجها البقاء عند اهلها، والحت على ذلك بشكل غير طبيعي ، وافق طالب على بقاءها عند اهلها، والسبب لايعرفه احد سوى زهراء التي تتمنى ان تشاهد الشاب الوسيم الذي تعشقه يمشي في الشارع (من خلال شباك غرفتها) وهو لايدري ولايعلم بحبها له؛؛

    استمرت زهراء بطلباتها من زوجها ان ياخذها الى اهلها، بحجة انها غير مرتاحة، ضاق طالب من تكرار هذه الطلبات، رغم انه قد وفر لها كل مستلزمات الراحة في غرفتها ، التلفزيون والثلاجة المليئة بشتى انواع الفواكه، بالاضافة الى هاتفها الخاص بها ، اضافت الى ذلك فأن امه  اعفتها من اعمال البيت ،ومع هذا تطلب من زوجها طالب ان ياخذها الى اهلها لترتاح ؛؛ وعندما يعتذر عن تلبية طلبها تلتجأ الى البكاء و الزعل  ، وكم مرة ذهبت الى اهلها زعلانه ، وتود البقاء عندهم ولكن والدتها لاتوافق على تصرفها  ولم تسمح لها في البقاء وتطلب منها العودة الى بيت زوجها  ،وفي أحد الايام  زارتها والدتها طلبت منها زهراء ان تذهب معها،

    -لماذ تريدين أن تذهبين معي هل توجد مشكلة مع

    طالب او مع احد من العائلة ؟؟

    -كلا لاتوجد اي مشكلة ولكننى ارتاح عندكم؛

    -ماذا تقولين يا ام طالب ؟

    - لااعرف السبب دائماً تريد الذهاب اليكم رغم انها مرتاحة جدا ، ولاتستيقظ من الفراش الا في الساعة الثانية عشر ظهرا؛؛ ولم نطلب منها اي عمل ؛

    ومرت ثلاث سنوات على زواجها ،واصبحت اماً لطفلين وهي في كل شهر تذهب الى اهلها، اما زعلانة او للزيارة  ؛بمعنى انها غير مستقرة ..

    الى ان جاء يوم من الايام وهي زعلانة عند اهالها سمعت اصوات الطبول والفرح ، وعرفت  من اخوتها الصغار ان الشاب (الذي تحبه) قد زفت له عروسه؛؛

    دخلت عليها والدتها للذهاب معها لعرس ابن الجيران ، وجدتها تبكي في حرارة ؛ استغربت والدتها وسألتها:

    - لماذا تبكين ؟

    - اريد الذهاب الى بيت زوجي؛

    - تذهبين وأنت زعلانه قبل ان يأتي زوجك ؟ و أسلك  لماذا تبكين ولماذا تريدين الذهاب الى زوجك بهذا السرعة هل حدث شيء وأنا لاأدري؟؟

    - لاشيء ولكني اريد الذهاب الى بيتي والى زوجي؛

    - انتظري الى ان يحضر زوجك طالب ؛

    - كلا اريد الذهاب هذه الساعة؛ انت خذيني ولا اريد البقاءهنا؛

    لم تعرف الام سبب بكائها وسبب طلبها الذهاب الى بيت زوجها وهي زعلانة ، وأوزعت ذلك الى دلالها السابق ، وافقت على الذهاب معها الى بيت زوجها ،

    استقبلتهما ام طالب وطالب بالترحاب ، وللمرة الاولى قفزت وعانقت زوجها امام الجميع واعتذرت منه وطلبت منه ان يسامحها؛ وتعهدت له بعدم الزعل مستقبلاً لاي سبب كان ؛وهكذا غيرت زهراء سيرتها مع زوجها ومع امه والعائلة اجمعين واخذت تنهض من النوم في كل صباح وهي في غاية النشاط لتقديم الفطور الصباحي واستمرت بالقيام باعمال البيت  ، دون ان تسمح لوالدة طالب ان تعمل اي شيء من اعمال البيت

    وكل الذي جرى من تصرفات زهراء وعودتها الى البيت،وتحسين وضعها المفاجيء لايعرفه احد؛؛ وعاشت مستقرة مع زوجها واهله، وهم اسعد الناس..


    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قصة قصيرة بعنوان : زعل العاشقة..بقلم : محمد علي ابراهيم محمد الجبير Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top