• اخر الاخبار

    الاثنين، 31 أكتوبر 2022

    انتظار الحبيبة..قصة قصيرة ..بقلم : محمد علي ابراهيم الجبير

     


     صلاح موظفاً براتب بسيط يعمل في دائرة تقع بناحية تابعة الى احد المحافظات الجنوبية من العراق و تبعد عن مركز المحافظة ب25 كم ..

    عاش صلاح مع اشقائه منيع ووديع،  في بيت والدهم  المتوفي ، اشرفت على تربيتهم والدتهم زهرة و كانت امرأة حازمة ومدبرة استطاعت ان تربي اولادها الثلاثة  بما تحصل عليه من اجور خياطة الملابس النسائية؛؛

    تزوج منيع بعد ان اكمل دراسته وحصل على شهادة دار المعلمين عين معلماً في مدرسة في مركز المحافظة سكن مع زوجته  في بيت قريب من مدرسته.

    اما وديع الذي اكمل  الاعدادية عين موظفاً بمدينته ،  وتزوج من ابنة عمه ، سكن في بيت قريب من بيتهم ؛ لعدم كفاية البيت الساكنين فيه . زوجة وديع تقوم باعداد الطعام واعمال البيت ورعاية والدتهم زهرة بالاضافة الى اعمال بيتها .

    بقى الولد الأخير صلاح مع والدته  المريضة ؛ وهي بحاجة ماسة الى من يخدمها  بدلا من زوجة وديع المتعبة؛ طلب  اخوانه  منه أن يتزوج لعدم استطاعة زوجة وديع الاستمرار بخدمة والدتهم بالاضافة الى اعمال بيتها وخدمة اطفالها..

    ولاسيما ان صلاح اكمل دراسته وعين موظفا في احدى الدوائر الحكومية في الناحية الساكن فيها مع والدته..

    وبعد مرور سنة على تعينه ، وتوفر المال لديه  ومن المال المتوفر لدى والدته  ومساعدة اخوته،اختار له زوجة من عائلة معروفة بالسمعة الطيبة ،تم زواجه منها رغم انها كانت في المرحلة الاخيرة  من دراستها في دار المعلمات .

    بعد سنة من زواجه  واكمال زوجته دراستها تم تعينها في نفس الناحية..

    بعد مرور فترة ليست طويلة على زواجه  تدهورت صحة والدته على اثرها انتقلت الى رحمة الله ..

    وبعد ان توفيت والدته اصبح في حيرة من امره حيث لايوجد من يساعد زوجته الحامل وهي في شهرها التاسع وعلى وشك الولادة ؛ اشارت عليه زوجته ان يتصل بوالدتها؛

    وبعد اتصاله بوالدتها اتفقت معه انها سوف تحضر عندما يحين وقت ولادتها؛؛

    بعد اسبوع حان وقت الولادة وحضرت والدتها مع والدها ؛ وكان المولود بنتا ً جميلة. فرحوا بها كثيراً

    وحصلت على اجازة الامومة لمدة سنة كامله خلالها

    حملت مرة اخرى وولدت بنتاً ايضا ؛ واستمر ولاداتها الى اربعة بنات وهي تجدد الاجازة سنوياً وهكذا وصل عدد بناتاتها الى  اربعة  ..

    وفي بداية العام الدراسي الجديد  تركت بناتها لعناية اختها الكبيرة التي سكنت معهم لهذا الغرض..

    وخلال تلك السنة كانت حاملا وتتمنى ان يرزقها الله ولداً تسميه مهدي؛. جاء المولود ذكرا ًوسمته مهدي كما كانت تتمنى ؛ عم الفرح في البيت وخصوصا وصلاح وزوجته ،كانت فرحتهم كبيرة جداً بقدومه عليهم وبذلك  تحقق الى ام مهدي  امنيتها بولادته  وجاءها الولد بعد دعائها المستمر الى الله سبحانه وتعالى  بان يرزقها الولد  ليكون سنداً لها ولبناتها ومساعدا لابيه في المستقبل ؛؛حملت مرة اخرى واملها ان يكون المولود ذكراُ،ولكن مشيئة الله أن تكون كل ولاداتها بعد ولادة مهدي بنات الى أن وصل العدد سبع بنات؛؛  قررت ان تاخذ علاجا مانعا للحمل لكي تتخلص من تكرار ولادة البنات..

    كرست ام صلاح و بناتها واختها الكبيرة الغير متزوجة برعاية الولد مهدي ، فشب بين اخواته السبعة مدللا،

    ومع كل الرعاية له الا انه هادئا غير مشاكس كبقية الاطفال. لايتكلم الا القليل و بعد توجيه الكلام له

     كان والده يحبه حب غير اعتيادي ويخاف عليه من كل شيء،ادخله المدرسة وكان متفوقاُ على اقرانه وتدرج في الدراسة واكمل الاعدادية، طلب منه والده ان يختارله زوجة ،رفض وكانت حجته الى ان تتزوج اخواته ،ويكمل دراسته الجامعية..

    قدم مع اولاد خاله الى الجامعة في بغداد وقبل في كلية

    الادارة والاقتصاد،وسكن معهم عند احد اقربائهم..

    تزوجت أخواته الواحدة تلو الاخرى ولم يبقى في الدار سوى والده ووالدته .وبعد ان ذهبت خالته التي كانت تسكن معهم الى اهلها..

    تعلق قلب مهدي بفتاة جميلة جداً من بنات الجامعة وكانت في المرحلة الاولى في كلية الاداب، وهو في المرحلة الثالثة من كلية الادارة والاقتصاد، واصبح كل همه الزواج منها،وتوصل هو وبمساعدة اولاد خاله من معرفة البنت ومعرفة اهلها ، الا انه لم يتجرأ بمفاتحة والده بذلك كونه خجولاً جداً ؛؛ وهذا ماتعود عليه منذ الطفولة، منتظرا مفاتحة والده  له بالزواج كما كانت رغبته في السابق والحاحه عليه وحثه على الزواج ، الا ان والده لم يطلب ذلك منه ؛لان والده فضل السكوت الى ان يكمل دراسته ...

    لم يستطيع مهدي الصبر، لشعوره بلهيب الشوق المستعر في قلبه ولهفته لمحبوبته؛؛فاتح والده بالموضوع ؛ لاأحد يستطيع ان يوصف الفرح الذي حل بوالده   وبوالدته التي سمعت ذلك   وملئت البيت بالهلاهل؛؛كانت رغبتهم ان يكون زواجه بعد تخرجه، ولكن محبتهم له فوق كل شيءوافقوا فوراً على طلبه؛

    ذهب والده ووالدته وابناء خاله الى والد الفتاة( أمل )

    وتبين ان امل البنت الكبيرة لوالدها ، امها مطلقة بسبب المشاكل الكثيرة بين ابويها ؛؛

    لهذا فإن أمل تعيش في ظروف قاسية ؛ فهي القائمة بشؤون البيت ورعاية اخوانها الصغار الاربعة ، قسم منهم في المرحلة الابتدائية. و القسم الاخر خارج لم يلتحقوا في المدرسة  لصغر سنهم ..

    رحب والد امل بصلاح وبزوجته ومن معه، وبعد مفاتحته بالموضوع رفض رفضاً باتاً لارجعة فيه بعد أن تعرف عليهم ؛ وأوضح لهم أسباب رفضه؛ أولها ان امل هي القائمة برعاية الاطفال ولايوجد معين لها او بديل عنها والسبب الثاني انها في المرحلة الاولى من دراستها في الكلية ؛ والسبب المهم عند والد امل لايزوج ابنته الى زوج يسكن بعيداً  عنهم وعن العاصمة وفي ناحية بعيدة عنهم ؛؛

    ودعهم الرجل الى باب البيت ، وطلب منهم عدم العودة مرة اخرى اليه لطلب الزواج من ابنته لاستحالة موافقته

    لم يعلق مهدي حول الموضوع  وكان الرفض صدمة قوية جداً عليه، ماذا يقول بعد ان سمع الرفض واسبابة،وعاد الى سكوته  بعد ان شعر بالاحباط والفشل

      إن سكوت مهدي  حير والده  وخاف عليه  من شدة الصدمة عرض عليه الزواج من اي فتاة يراها مناسبة له   من بنات اقاربهم  الجميلات، وكل واحدة منهن  اجمل بكثير من فتاة بغداد؛؛ لم يوافق على طلب والده الى ان يكمل دراسته، وبعد سنةاكمل مهدي دراسته وحصل على شهادالبكلوريوس في الادارة والاقتصاد، التي لم يستطيع التعين بها لعدم وجود تعينات بشكل عام في البلد؛ مهدي يقضي اغلب اوقاته بين اصدقاءة ،لم يحصل على اي عمل ، ومع هذا ان والده يطلب منه بين فترة واخرى  الزواج وفي يوم من الايام تمت المحاورة التالية معه :

    –ياولدي انت ترى اني مريض ووالدتك بحاجة ماسة

     الى من يساعدها كونها اصبحت الوحيدة في الدار؛؛

    - يا أبتي انني لن اتزوج في الوقت الحاضر؛

    -  وماذا تنتظر ؟ووالد البنت التي تحبها لم يوافق على زواجها منك ؛ وهل تبقى بدون زواج؟

    - ان طلب الزواج من غيرها  يؤلمني جداً،واذا تحبني اتركني بدون زواج ؟

    الى متى تبقى على هذا الحال ؟ وانت ترى كل اخواتك السبعة قد تزوجن وكل واحدة منهن لديها طفلان او ثلاثة، ونحن نتمنى ان نرى اولادك قبل ان نموت ؟

    لم يستطيع والده او والدته ان يقنعانه بتغير رأية ،واصر على ذلك  ولازال مصراً عليه، واصبح جوابه الدائم لكل من يسأله متى تتزوج يامهدي ؟ يرد عليه لن اتزوج الا من حبيبتي.

    وبقي بانتظار الحبيبة ؛؛ والعمر يجري بسرعة ولا أحد يعلم ماذا تكون النتيجة؛؛

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: انتظار الحبيبة..قصة قصيرة ..بقلم : محمد علي ابراهيم الجبير Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top