(الاماني ضالة ان لم يتحكم بها الوعي وتحركها المعرفة…وتؤمن بها الاخلاق..)
**اشير اليكم باني مجنون لايفكر بغير ما يعرف ومايريد،جنوني
باغ شديد القسوة، يجرني الى حيث يريد،افترضت ايام كنت ارتاد الحانات المطعمة
بالاثام والانهيار وبعض من الجنون والشراسة، أني التقيت ،صاحب دروب الحرية الانساني
جان بول سارتر وعشيقته المهذبة السيدة سيمون
دي بفوار ، المثقفون ،الذي اصابنا نحن صبية الطين بالانبهار والتعجب ( شخصياً ارى انه
اهم من كتاب سارتر مالادب واكثر منه عمقاً ومعرفية) وهما يرتادان حانة منسية ،من حانات
البتاويين،الجميلة بكل توصيفاتها القديمة الراقية،ثمة
يافطات كثيرة تلتهم الجدران، تشير ان الغناء
ممنوع،و البكاء ممنوع،والاجمل من كل هذا الاشارة التي تقول ان الحديث في السياسة ممنوع
منعاً باتاً،ولا دعي الى ان تتحدث بما لااهمية له، والحياة اكذوبة عليك ان لاتصدقها ابداً،كان سارتر الحجري الوجه يدون على عجل الملاحظات التي تثير انتباهه ورغبته في الاستفسار،السيدة ديفوار غارقة في تأملاتها
الانثوية،المضحك ان المرأة المزركشة بالجمال العباسي،كانت تحتسي كأسها باسترخاء فيما تجد سيمون دي بفوار صعوبة بالغة بالتعامل مع
كأس العرق البعشيقي المليء بالغش، لانها تراه شبيهاً بالحليب الصناعي ،الذي لاتحبه
قط،وتعتبر شربه نوعاً من انواع المستحيل، تقول
ان البياض واحداً من اهم خروقات الطبيعة لتماهي معناه،وغياب الوضوح ،داخل فوضاه
غير المتناهية،البياض..علق سارتر بعد ان تجرأ واحتسى ثمان اقداح من العرق البعشيقي
،الذي يعد اهم ارثاً سومرياً،لان السيدة سيدوري،صاحبة اجمل حانات الترويض الذكوري في
التاريخ،روضت انكيدو باغاني معانية،قال سارتر—
الشعوب التي لا تعرف ماتعنيه الخمرة المغشوشة لمسارات هذا الكون شعوب خارج وعي الانسانية..الغش
هو محاولة الخروج عن انطباعيات الوعي..!!
للمرة الاولى تشير
السيدة دي بفوار الى النادل الذي جاءها مسرعاً(النادل اجتثت ساقه اليسرى ايام كان محارباً
يطمح ان يموت لكي يحيا الوطن) قالت—اود لو اسمعتني اغنية توجع الافئدة!!
انحنى النادل مسرعاً،ابتسمت
دي بفوار ،وبلطف ملكي احتست القدح الرابع،كان صديقي سارتر مشغولاً بتدوين مايراه مهماً،قالت
السيدة—لامعنى لوجود صامت لايجيد الاسئلة ،،اظن ان الوعي الانساني بكاملة ماكان ليصل
الى مانحن عليه ان لم يك للاسئلة وجوداً.،،
الشعوب التي تفهم
اهمية الاسئلة هي الشعوب التي تطالب بان يكون للحياة معنى واهمية ..أول الاسئلة التي
واجهتني
حين كنت طالبة
تحبو عند ابواب المعارف ..مالحياة ولم تتخذ هذا الشكل
دون اكتشاف اشكالاً
بديلة..الحياة الغريبة الاطوار لالذة لها وتبدو مثل انثى ضائعة داخل دوامات من العذابات
انتبه السيد سارتر
الى ماكانت سيمون تهذر به/سمعت السيد سارتر يقول بعد ان فتكت به كؤوس الفودكا الروسية
التي يعشقها بشغف يشبه ذاك الذي يحمله خروشوف لمشروب اوربا الاول،،كان يفتتح اجتماعات
المكتب السياسي،
للحزب بخمس اقداحٍ
من نسل اخر القياصرة ، الذين يعشقون الخمور
السومرية ،المصنوعة من عثوق النخيل،
وتمورها،وشعير
الاهوار الحلو،،يقول اخر
القياصرة ،وهو
يواجه اخر لحظات اعدامه ،،اتمنى خمرة سومرية
معتقة تشبه تلك التي يحتسيها (چلچامش)الشعوب
لامعاني لوجودها
ان لم تك حاضرة التاثير في الحياة..الانسان وجود راسم لمعاني وجوده..ودون ذلك لا يساوي
شيئاًً
السيدة دي بفوار،احبت
المغشوش ،فأعلنت بحبورملكي
——الشعوب التي
لاتمارس الغش في معاندة الحياة شعوب تنتظر الموت ببطء..الغش اعلى قيمة من قيم الفهم..الذي
يتسيد عرش الاجابات..!!
لم يك سارتر،المضطرب
الاحاسيس ،راضياً
عن ما تقوله دي
بفوار العنيدة مثل فرس
غادرت مرابطها
بحثاً عن افق يمتد الى حيث بدأت الانسانية دورة حياتها الاولى،
اتخذت الامكنة
اشكالاً متحفزة،ثمة اشتباكات لاتخلو من عنف مقصود بدأت
تلوح في افق الحانة
الشديدة العتمة،والتي
تشبه قبراً عتيقاً
مهجوراً،عدل سارتر من شكل نظارتيه،واشعل بحركة امبراطورية
غليونه ،العشريني
الظهور، نافثا دخانه الكثيف السموم عبر فضاء الحانة الكدر.
قالت دي بفوار—-الوجود
قياس فراغ مالم
تك لخطوات الانسان
اثراً فيه..لاعرف معاني
محددة لما تعنية
هذه الكلمة العجيبة..Reverso contxt…قالتها بفرنسية منغمة خالية من الشوائب والارتباك،تحرك
سارتر بضجر واضح،بكلتا يديه المرتعشتين راح يبحث عن مكامن المتعة،قال—سيدتي
أنت تفسرين الكون
بحسب غايات رغباتك..
وهذا مالا احبذه…الفراغ نصف لايرغب بالامتلاء ..ما اقصده ان ليس ثمة فراغ
كامل..مثلما لايوجد امتلاء كامل!!
—تعامل الكون على
انه انصاف وجود..
وهذا ضرب من ضروب
المستحيل!!
—لااشعر بضرورة
استخدام بعض من الكلمات المبهمة غير القادرة على التعريف.
مالمستحيل..ايمكنك تحديد القصد؟
— المستحيل تجاوز
لمعقول القول والفعل ومحاولة ايجاد بدائل مرضية وفاعلة
— سيمون.. سيمون(صاح
سارتر بصوت اخرجه عن وقاره المثير للجدل،واضعاً غليونه على سطح الطاولة بعصبية اثارت
انتباه الوجوه
التي عتعتها السكر فارتمت في
صمت الاسترخاء،
..انتبهت سيمون الى الصوت المتلاشي داخل كدرة راسة المصاب بطنين البلاهة والاستغراب..كنت
اراها تدون بعض من الاسئلة والملاحظات بشكل سريع..دون الاكتراث لسارتر الذي غط باغفاءة
عميقة متجاوزاً مايجري حوله//
0 comments:
إرسال تعليق