أيا معذبي إن شئتَ أحبّني
وإن شئتَ اكرهني
وإن شئتَ ذكراكَ أنسني
فكلها في قاموسكَ سواء
فأنتَ في اعتصاماتِ الصّمت
ترفعُ ألفَ علمٍ للكبرياء
لتصنعَ منهُ تابوتًا لحبّي
وتابوتًا آخر للقاء
ودون أن تدري أنّكَ بصمتكَ الرّهيب
على مغزلِ الموتِ تنسجُ لي
كفنَ الموتِ والفناء
أسألكَ عن صدودك
وعن صمتك !!!
وعن حقيقة هواك
فلا أجدُ جوابا
سوى أنّي أعيشُ وهمَ هواك
وأعيشُ الدّاءَ دونما الدّواء
سأقتلُ في ذاتي ألفَ عشقٍ لك
وأحبسُ مئاتَ الرسائلِ البلهاء
وأقتلُ ألف مرّة حنيني إليك
وبيديَّ وبسكيني
وفي زنزانةِ الإتهامِ سأضع نفسي
وألومُ تلكَ الأوهام
فكيفَ اغتالتني ؟!!
وكيفَ بحبّكَ قد أوهمتني !
وكيف رسمتْ بمقلتي صورَ الهناء !
وكيفَ رغمَ البُعاد بقربي أراك !
لماذا .. لماذا .. لماذا ؟!
وبرغم شُحّة كلماتك
وبرغم حروفها المعدودة
على شفتيك الناعستين !
يضيعُ في صمتكَ يقيني
وأبتلعُ كُلَّ الأماني
وكُلّ همسي وكلامي
وتحرق كياني آهاتٌ بصدري
فإن شئتَ أحبّني و إن شئت اكرهني
فلن يُجديكَ البعد عنّي !
فعندما تتنفسُ
الهواء اذكرني
وحينما تشربُ الماء
وعندما تجلسُ تحتَ السّماء
وعلى الرّملِ ارسمني
وتذكّر يومًا كان إليكَ حنيني
وكان الشّوقُ من رأسي
وحتى أخمص قدميَّ يعتريني !
ودون أن تدري
ويتغافلُ قلبك عنّي ويرميني !
وحينما تتراجعُ خطواتكَ للوراء !
وتنساني !! في كلّ الليالي
فلا أسمعُ لكَ سوى تغاريدَ الصّمت !!
آهٍ تبًّا لأوهامي
ولعشقي المعتوه الذي يُنسيني
بأني لم أكن يومًا حبيبتك
وكم كنتُ بلهاء
فلم أكن أعرفُ أنّي مجرّد حلم
مجرّد حكاية تحكيني
سأصومُ عنكَ فهل تجيدُ لغة صمتي ؟
لغة ناري الحارقة ولغة عينيَّ
فإن شئتَ أحبّني
وإن شئت اكرهني
وكما تقرأ الشَعر
وكما تكتبُ كتاباتك اكتبني
قصيدةً على صدرك اكتبني
وغيمةً تحت السّماء أمطرني
ولا تحمل خنجرَ الصّمت بيديك
تُقطّعُ به أوداجي !
إلى أن تقتلَ كلً جميلٍ بي
وتجذبَ أرضي
ويجفُّ نهرُ شوقي وحنيني !
فهل ستظلُ صامتًا ؟!!!
وإلى متى ؟!!!
0 comments:
إرسال تعليق