• اخر الاخبار

    السبت، 22 أكتوبر 2022

    بحث عن "تلوث البيئة خطر يهدد الإنسانية ..بقلم : حافظ الشاعر

     


    المقدمة

     

    البيئة هي كل ما يحيط بالإنسان من نباتات وحيوانات وجمادات، وهي تلامس حياة الإنسان في كل لحظة،وتعد المسئول الأول عن شعوره بالراحة وعن صحته العامة وأسلوب حياته، لأن البيئة بما فيها من عناصر مؤثرة تسهم بشكلٍ رئيسى في تغيير نمط حياة الإنسان نحو الأفضل أو الأسوأ، كما تسهم بشحنه بالطاقة السلبية أو الإيجابية، بحسب ما تكون عليه هذه البيئة، ولهذا فإن للبيئة حصة الأسد من المؤتمرات والنقاشات العالمية نظرًا لما أصبحت تعانيه من كوارث ومشكلات ومخاطر لا بد من حلها.

    وتتعرض البيئة يوميا لاعتداءات صارخة تسبب اختلالا في توازنها، ومن أهم المشاكل التي تواجهها البيئة تلوث كل من التربة والماء والهواء.، وتُؤثّر سلباَ على حياة الكائنات الحيّة، وتأخذ هذه الملوّثات أشكالاَ مُتعدّدة، فقد تكون موادّ كيميائيّةً أو طاقةً طبيعيّةً، ولكنّها تُعدّ مُلوِّثة عندما تتجاوز المستويات الطبيعيّة

    وفي الوقت الحاضر أصبحت البيئة تشكل جزءًا أساسياً من اهتمامات الدول والمنظمات المحلية والإقليمية والعالمية، إذ أصبح هناك العديد من الجمعيات التي تدعو للحفاظ على البيئة، كما سنت الدول الكبرى قوانين رادعة لأجل الحفاظ على البيئة، وألزمت المصانع الكبرى بعدم رمي الملوثات في الماء أو الهواء أو التربة، كما سعت العديد من المنظمات إلى زيادة الغطاء النباتي

    وتكون المحافظة على البيئة بتقليل الاعتماد على مصادر النفط في إنتاج الطاقة، والاتجاه بشكل رئيسى على مصادر الطاقة المتجددة النظيفة التي تمنع تلوث البيئة مثل طاقة المياه وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، ووضع قوانين رادعة للحد من التلوث الناتج عن عوادم وسائل النقل، وإلزام المصانع بوضع مصافٍ لتصفية الدخان الناتج عنها، وزيادة المساحات الخضراء وزراعة المزيد من الأشجار والنباتات لأنها تنقي الهواء وتثلطف البيئة بشكلٍ كبير، بالإضافة إلى الحفاظ على مصادر المياه ومنع تلوث منابعها الرئيسية أو الفرعية واستهلاك الماء بالشكل المناسب دون إسراف.

    فالبيئة مسؤوليتنا جميعاً، لأنها وسطنا الذي نحيا فيه، وصلاحها يعني أن نكون بخير، فالبيئة الصحية السليمة تضمن العيش بصورةٍ أفضل، كما تضمن إصابة أقل بالأمراض، وحياة أجمل، لذلك علينا أن نحافظ عليها بكل ما أوتينا من علم، وأن لا نكون ناكرين للجميل ونلوثها مقابل ما تمنحنا إياه من هبات الطبيعة التي أودعها الله سبحانه وتعالى فيها.

    وانسان العصر الحديث قد جاء ودمر الغابات ، وطعن بالعمران على المساحات الخضراء وراحت مصانعه تلقي كميات هائلة من الأدخنة في السماء ، ولهذا كله أسوأ الآثار عى الهواء وعلى توازن البيئة ،  ولهذه الزيادة أثار سيئة جدا على التوازن البيئي . 

    (هذا خلق الله فأروني ماذا الذين من دونه بل الظالمون في ظلال مبين ) لقمان – آية 11

     

    عناصر الموضوع 

     

    1-   تعريف البيئة

     

    البيئة المعني والمضمون:

    البيئة لفظة شائعة يرتبط معناها بطبيعة العلاقة بينها وبين مستخدمها فرحم الأم بيئة الإنسان الأولى - البيت بيئة - والمدرسة بيئة - والبلد بيئة - والكرة الأرضية بيئة - والكون كله بيئة. ويمكن تعريف البيئة من خلال الأنشطة البشرية المختلفة، فنقول: البيئة الزراعية و البيئة الصناعية و البيئة الثقافية و البيئة الصحية والبيئة الاجتماعية والبيئة السياسية.

    فالبيئة عبارة عـن مجموعة الظروف والمؤثرات الخارجية والداخلية، فالبيئـة المحيطة بأي كائن مـن إنسان أو حيوان أو نبات تشمل الظروف وتشمـل الآثار الطبيعية والكيماويـة والصحراوية والبحرية والجوية والنباتية. وهـي ـ أي الظروف والمؤثرات ـ مترابطة بعضها بالبعض الآخر، وهي متفاعلة بعضها فـي بعض تأثيراً وتأثّراً، بمعنى أنه إذا حدث تغيّر في أحد منها فسيتبعه تغيير فـي بعض النظم الأُخرى على شكل سلسلة تفاعلات بحسب القوانين والعلاقات التي جعلها الله سبحانه وتعالى في الكون، فإذا أصبح الهواء بارداً فوق الحد الطبيعي ازدادت الأمراض، وإذا كثرت الأشجار واتسعت مساحات المياه انخفضت درجة الحرارة.

    والتمييز بين الموارد المادية والاجتماعية التي تتكون منها البيئة الطبيعية والاجتماعية يساعد على الفهم ، و لكن هناك صلات شتى و معقدة بين هذين النظامين فالبيئة الطبيعية تتكون من الماء والهواء والتربة والمعادن ومصادر الطاقة والنباتات والحيوانات ، وهذه جميعها تمثل الموارد التي أتاحها الله للإنسان كي يحصل فيها على مقومات حياته – غذاء و كساء و دواء و مأوى- أما البيئة الاجتماعية فتكون البنية الأساسية المادية التي شيدها الإنسان –البيئة المشيدة- ومن النظم الاجتماعية و المؤسسات التي أقامها .

    ومن ثم يمكن النظر للبيئة الاجتماعية على أنها الطريقة التي نظمت بها المجتمعات البشرية حياتها و التي غيرت البيئة الطبيعية لخدمة الحياة البشرية وتشمل العناصر المشيدة للبيئة استعمالات الأراضي (للزراعة و إقامة المناطق السكنية و التنقيب عن الثروات الطبيعية ) و المناطق الصناعية والمراكز التجارية والمستشفيات والمعاهد والطرق والموانئ  و النشاط الاقتصادي.

    وبالتالي يمكننا أن نضع من خلال ذلك تعريفـًا محددًا للبيئة على أنها الإطار الذي يعيش فيه الإنسان، ويحصل منه على مقومات حياته من غذاء ودواء وكساء ومأوى ويمارس فيها علاقاته مع أقرانه من بني البشر.

    ووفقًا لهذا التعريف يتبين لنا أن البيئة ليست مجرد موارد يتجه إليها الإنسان ليستمد منها مقومات حياته وإنما تشمل البيئة أيضا علاقة الإنسان بالإنسان التي تنظمها المؤسسات الاجتماعية و العادات والأخلاق والقيم والأديان.

    تدرَّجت حِدَّة الصراع بين الإنسان والبيئة الطبيعية بمرور الأجيال والأزمان، حيث كان الإنسان في بداية نشأته يستخدم الأدوات اليسيرة في تعامُله مع الطبيعة، وفي ظلِّ التقدم الحضاري، ونُمُوِّ القدرات البشرية الخلاَّقة، والتطور التدريجي على مرِّ العصور - ظهرت الآثار المدمرة على البيئة من جانب، وعلى الإنسان نفسه من جانب آخر، حيث أنَّ الصراع الجديد من أجل الحياة، ثُمَّ من أجل تحقيق الرفاهية والرخاء في المعيشة - أصبح يُلهيه عن الأخطار المحيطة به، والتي تُهدد أمنه وبقاءه، وتُهدد البيئة من حوله، وهذا أدركه الكثير من دُوَل العالم في مجال علاقة "المواجهة بين التَّحدي البيئي ومستقبلِ كوكب الأرض".

    فيعيش الإنسان في البيئة، ويتعاملُ مع مُكوناتها، ويؤثر فيها ويتأثر بها، محاولاً توفير حاجاته الضرورية لبقائه واستمراره، ففي الماضي كان هناك وِفاق بين الإنسان وبيئته، بحيث كانت تكفيه مُكوِّناتُها ومواردها وثرواتها؛ إلاَّ أن الزيادة الكبيرة في أعداد السُّكان انعكست على البيئة في ظهور كثير من المشكلات، مثل: استنزاف وإهدار الموارد والثَّروات الطبيعية، وانحسار التربة الزراعيَّة، وتَدَنِّي خصوبته ، وبالتالي نَقْص الغذاء وزيادة حجم الفَضَلات والمخلَّفات والنفايات.

    بذلك التلوث الذي نخشى عواقبَه بالنسبة لتكوين المياه أو الهواء أو التربة - تتأثر سلبيًّا المواردُ الأساسيةُ التي يعتمد عليها الإنسان في حياته، وغالبًا ما تنشأ هذه المتغيرات البيئية كناتج فرعي لعمليات التقدم التكنولوجي في المجالات المختلفة و التي حدثت بعد الثورة الصناعية في أوروبا واكتشاف النفط في الشرق الأوسط، وما صاحب ذلك من عمليات واسعة في مجال قطع الأخشاب وتعدين الحديد وإنتاج النفايات وصيد الحيوانات وغيرها من الأنشطة المؤثرة على البيئة، والتي لم تشهدها القرون السابقة أو بفعل الإنسان نفسه، ولكن الواضح أنَّ إدراكَ أهمية حماية البيئة من هذه المكونات جاء متأخرًا بعد أن تعرَّضَت معظم عناصرها للتخريب والتبديد.

    إنَّ الإنسان أمضى نصف تاريخه على الأرض يحمي نفسه من تهديدات ومخاطر البيئة، وسيمضي النِّصف الآخر يحمي البيئة من آثار نشاطه الزراعي والصناعي، وأصبحت البيئة هي التي تُعاني تَهديدَ الإنسان لها وتأثيره الضارَّ عليها.(1)

     

    2- مفهوم النظام البيئى

     

    النظام البيئى مصطلح يطلقه العلماء على أية وحدة من الطبيعة تتضمن كائنات حية تتفاعل مع بعضها البعض. وهناك نوعان من العوامل داخل أى نظام بيئى

    العامل الأول : عوامل طبيعية وهى :

    عوامل فيزيائية ، وعوامل كيميائية. 

            العامل الثانى: عوامل حيوية " بيولوجية" وتنقسم إلى ثلاث مجموعات هى :-

    1-     كائنات منتجة مثل " النباتات"

    2-     كائنات مستهلكة مثل " الإنسان والحيوان".

    3-     كائنات محللة مثل " البكتريا".

    ويدخل العامل البشرى فى النظام البيئى وعدم اهتمامه بأخريات الأمور وتجاهله لنتائج ما يحدث فيها وبسببها ظهر لنا ما يسمى بالتلوث البيئى ونعرض فى السطور القادمة معنى التلوث البيئى ومصنفاته.(2)

     

    3- معنى التلوث البيئى

     

    بدأت مشكلات تلوث البيئة منذ أن استخدم الإنسان النار والتى كان استخدامها حينئذ قاصرا على التدفئة وطهى الطعام، وعندما تعددت أوجه استخدام الوقود فى وسائل النقل وفى المصانع وفى محطات توليد الكهرباء تعاظمت مشكلة التلوث، ويعرف تلوث البيئة بأنه اختلال الاتزان القائم بين مكونات النظام البيئى نتيجة لتغيرات مستحدثة ينتج عنها للإنسان الضرر أو المرض أو الوفاة. (3)

    فالتلوث إذن هو كل ما يؤثر في جميع العناصر البيئية بما فيها من نبات وحيوان وإنسان، وكذلك كل ما يؤثر في تركيب العناصر الطبيعية غير الحية مثل الهواء والتربة والبحيرات والبحار وغيرها . وأصبح تلوث البيئة ظاهرة نحس بها جميعاً فلم تعد البيئة قادرة على تجديد مواردها الطبيعية .

    وقد برزت مشكلة التلوث وتعاظم خطرها مع تقدم الصناعة واستخدام الآلات الحديثة وأسلحة الحرب المدمرة على نطاق واسع ، وكانت الدول الصناعية الكبرى سباقة إلى اكتشاف المشكلة ومخاطرها والبحث عن الحلول المناسبة لمعالجتها ، كما كانت سباقة في إحداث التلوث والإخلال بالتوازن البيئي .(4)

    4- مصادر التلوث

    مصادر التلوث

    تنقسم مصادر التلوث إلى قسمين هما :

    أولا ً: مصادر طبيعية                                  ثانيا ً: مصادر صناعية

    أولا ً: المصادر الطبيعية :

                هى نواتج الأنشطة البركانية من غازات أو أبخرة تقذفها البراكين وما يصاحبها من دقائق الغبار والحمم وقد تنتج الملوثات الطبيعية من عمليات التحلل العضوى التى تنتج غازات النشادر وكبرتيد الهيدروجين وغيرها أو قد تنتج من الشرر الكهربى الذى يحدثه البرق فيتحد أكسجين الهواء الجوى مع النيتروجين ، وتتكون أكاسيد نيتروجينية وهناك بعض الإشعاعات الواردة من الفضاء الخارجى والإشعاعات الصادرة من الخامات والصخور المشعة الموجودة فى الأرض.

    ثانيا ً: المصادر الصناعية

                إن المصادر الصناعية للتلوث البيئى هى مخلفات النشاط البشرى مثل ما يتخلف عن المدن من قمامة وفضلات وما تنفثه من وسائل المواصلات وما يتراكم فى البيئة الريفية من بقايا الحيوانات والمبيدات الحشرية وتتعدد الملوثات الصناعية فى البيئة إلى :-

    1- ثانى أكسيد الكربون :

                وهو ينشأ عن احتراق الوقود مثل الفحم ومقطرات زيت البترول أو الغاز الطبيعى.

    CH4  + 2O2                  CO2 + 2H2O

    2- أول أكسيد الكربون :

                يخرج غاز أول أكسيد الكربون من عادم السيارات عندما يكون احتراق الوقود غير كامل ويحدث ذلك عادة فى الجراجات وطرقات المدن المزدحمة وعندما تسير السيارات ببطء وعند إشارات المرور.

    3- أكاسيد الكبريت:

                تصل كميات الكبريت فى الفحم حوالى 6 % وتصل هذه النسبة وتقل قليلا ً فى زيت البترول. لذا ينتج الكبريت بكميات كبيرة فى البلاد المصدرة للبترول كناتج ثانوى يخرج أثناء عملية تكرير البترول، وعند احتراق الفحم تخرج كميات كبيرة من ثانى أكسيد الكربون إلى الجو وتسبب أكاسيد الكبريت أمراض خطيرة للجهاز التنفسى مثل الربو الرئوى وأمراض إلتهاب العيون.

    2SO2 + O2                   2SO3

    SO3 + H2O (بخار ماء)               H2SO4 (ذو تأثير حمضى على العين )

    4- الغازات والدخان :

                الغازات قد تلوث البيئة بصفة عامة وأول غاز سام هو أول أكسيد الكربون وهو عديم اللون والرائحة ومصدره الأساسى فى الهواء هو احتراق الوقود الكربونى، ويمثل نسبة من ملوثات الهواء وتبلغ ما يزيد على مجموع الملوثات الأخرى، ويختلف تركيز أول أكسيد الكربون فى المناطق العمرانية فى الحضر باختلاف الظروف السائدة فى كل من هذه المناطق وتعتمد أساسا ً على مدى كثافة حركة المرور خاصة بالسيارات والمركبات من مختلف الأنواع ومن ثم فهى أكثر تركيزا ً فى النهار عنها فى الليل، ويؤثر أول أكسيد الكربون على الصحة العامة خاصة على هيموجلوبين الدم. حيث أن له قابلية شديدة للإتحاد معه عن قابلية، ومن ثم فإنه يؤثر تأثيرا ً خطيرا ً على عمليات التنفس فى الكائنات الحية بما فيها الإنسان

    5- أكاسيد النيتروجين :

                يتحد الأكسجين الذرى بالهيدروكبرونات غير المحترقة فى الجو مكونة مركبات تسبب تهيجا ً للعين، ومواد أخرى سامة كما يتحد مع أكسجين الجو مكونا ً غاز الأوزون O3 الذى يتميز بقدرة كبيرة على أكسدة المواد، وقد يسبب تلفها فيسبب صدأ المعادن، ويتلف المطاط والأنسجة وغيرها، وحيث أن أكسيد النيتريك سريع التأكسد إلى ثانى أكسيد النيتروجين فهو إذا يعمل كعامل خطر فى تحويل الأكسجين الجزئى إلى أكسجين ذرى.

                            مواد سامة هيدروكبرونات


                            غير محترق                                                                     طاقة ضوئية


                NO3                 NO + O

    O3                          O2

    غاز الأوزون        من الجو

                                                                            من الجو

                            أكسجين ذرى أكسيد نيتريك O2        ثانى أكسيد النيتروجين

    6- الأقذار والقمامات :

                من أهم مصادر التلوث الأقذار كلها والقمامات التى يلقى بها بعض الناس على الأرض أو فى المياه، وكذلك القمامات والزيوت والكيماويات التى تطرحها بعض المصانع فى مياه الأنهار والبحار فتلوثها وتميت الكثير من أسماكها، ثم هناك إلقاء جثث الحيوانات الميتة  فى المياه مما يؤدى إلى تلويثها وعفونتها، وهناك أيضا ً الإسراف فى استخدام المبيدات الحشرية مما يلوث الزروع والثمار ويجمعها سمومها تؤثر على الطيور والحيوانات التى نأكلها

    7- مركبات الرصاص :

                ويعتبر الرصاص من ملوثات البيئة ومن أكثر المعادن السامة انتشارا ً فى الهواء، وترجع سمية الفلزات الثقيلة ومنها الرصاص أنها تتراكم فى الجسم ولا تخرج منه إلا بمقدار بطئ جداً.

                . (5)

    4- أهم مصادر التلوث

      تلوث الماء

    أول وأخطر مشكلة :

    يعتبر تلوث الماء من أوائل الموضوعات التي اهتم بها العلماء والمختصون بمجال التلوث ، وليس من الغريب إذن ( أن يكون حجم الدراسات التي تناولت هذا الموضوع أكبر من حجم تلك التي تناولت باقي فروع التلوث .

    ولعل السر في ذلك مرده إلى سببين :

    الأول : أهمية الماء وضروريته ، فهو يدخل في كل العمليات البيولوجية والصناعية ، ولا يمكن لأي كائن حي –مهما كان شكله أو نوعه أو حجمه – أن يعيش بدونه ، فالكائنات الحية تحتاج إليه لكي تعيش ، والنباتات هي الأخرى تحتاج إليه لكي تنمو ، ( وقد أثبت علم الخلية أن الماء هو المكون الهام في تركيب مادة الخلية ، وهو وحدة البناء في كل كائن حي نباتً كان أم حيواناً ، وأثبت علم الكيمياء الحيوية أن الماء لازم لحدوث جميع التفاعلات والتحولات التي تتم داخل أجسام الأحياء فهو إما وسط أو عامل مساعد أو داخل في التفاعل أو ناتج عنه ، وأثبت علم وظائف الأعضاء أن الماء ضروري لقيام كل عضو بوظائفه التي بدونها لا تتوفر له مظاهر الحياة ومقوماتها ) .

    إن ذلك كله يتساوى مع الاية الكريمة التي تعلن بصراحة عن إبداع الخالق جل وعلا في جعل الماء ضرورياً لكل كائن حي ، قال تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ) الأنبياء /30  

    الثاني : أن الماء يشغل أكبر حيز في الغلاف الحيوي ، وهو أكثر مادة منفردة موجودة به ، إذ تبلغ مسحة المسطح المائي حوالي 70.8% من مساحة الكرة الارضية ، مما دفع بعض العلماء إلى أن يطلقوا اسم ( الكرة المائية ) على الارض بدلا من من الكرة الأرضية . كما أن الماء يكون حوالي( 60-70% من أجسام الأحياء الراقية بما فيها الانسان ، كما يكون حوالي 90% من أجسام الاحياء الدنيا ) وبالتالي فإن تلوث الماء يؤدي إلى حدوث أضرار بالغة ذو أخطار جسيمة بالكائنات الحية ، ويخل بالتوازن البيئي الذي لن يكون له معنى ولن تكون له قيمة إذا ما فسدت خواص المكون الرئيسي له وهو الماء .

    مصادر تلوث الماء:-

    يتلوث الماء بكل مايفسد خواصه أو يغير من طبيعته ، والمقصود بتلوث الماء هو تدنس مجاري الماء والأبار والانهار والبحار والامطار والمياه الجوفية مما يجعل ماءها غير صالح للإنسان أو الحيوان أو النباتات أو الكائنات التي تعيش في البحار والمحيطات ، ويتلوث الماء عن طريق المخلفات الإنسانية والنباتية والحيوانية والصناعية التي تلقي فيه أو تصب في فروعه ، كما تتلوث المياه الجوفية نتيجة لتسرب مياه المجاري إليها بما فيها من بكتريا وصبغات كيميائية ملوثة ، ومن أهم ملوثات الماء ما يلي :

    1. مياه المطر الملوثه:-

    تتلوث مياه الأمطار – خاصة في المناطق الصناعية لأنها تجمع أثناء سقوطها من السماء كل الملوثات الموجودة بالهواء ، والتي من أشهرها أكاسيد النتروجين وأكاسيد الكبريت وذرات التراب ، ومن الجدير بالذكر أن تلوث مياه الامطار ظاهرة جديدة استحدثت مع انتشار التصنيع ، وإلقاء كميات كبيرة من المخلفات والغازات والاتربة في الهواء أو الماء ، وفي الماضي لم تعرف البشرية هذا النوع من التلوث ، وأنى لها هذا ؟

    ولقد كان من فضل الله على عباده ورحمه ولطفه بهم أن يكون ماء المطر الذي يتساقط من السماء ، ينزل خالياً من الشوائب ، وأن يكون في غاية النقاء والصفاء والطهارة عند بدء تكوينه ، ويظل الماء طاهراً إلى أن يصل إلى سطح الارض ، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز مؤكداً ذلك قبل أن يتأكد منه العلم الحديث : ( وهو الذي أرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا ) الفرقان 48.

    وقال أيضا : ( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجس الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام ) الانفال 11

    وإذا كان ماء المطر نقيا عند بدء تكوينه فإن دوام الحال من المحال ، هكذا قال الإنسان وهكذا هو يصنع ، لقد امتلئ الهواء بالكثير من الملوثات الصلبة والغازية التي نفثتها مداخن المصانع ومحركات الآلات والسيارات ، وهذه الملوثات تذوب مع مياه الأمطار وتتساقط مع الثلوج فتمتصها التربة لتضيف بذلك كماً جديداً من الملوثات إلى ذلك الموجود بالتربة ، ويمتص النبات هذه السموم في جميع أجزائه ، فإذا تناول الإنسان أو الحيوان هذه النباتات ادى ذلك الى التسمم ( ليذيقهم بعض الذي علموا لعلهم يرجعون ) الروم 41

    2. مياه المجاري:

    وهي تتلوث بالصابون والمنظفات الصناعية وبعض أنواع البكتريا والميكروبات الضارة ، وعندما تنتقل مياه المجاري إلى الأنهار والبحيرات فإنها تؤدي إلى تلوثا هي الأخرى .

    3. المخلفات الصناعية:-

    وهي تشمل مخلفات المصانع الغذائية والكيمائية والألياف الصناعية والتي تؤدي إلى تلوث الماء بالدهون والبكتريا والدماء والاحماض والقلويات والأصباغ والنفط ومركبات البترول والكيماويات والأملاح السامة كأملاح الزئبق والزرنيخ ، وأملاح المعادن الثقيلة كالرصاص والكادميوم .

    4. المفاعلات النووية:-

    وهي تسبب تلوثً حرارياً للماء مما يؤثر تأثيراً ضاراً على البيئة وعلى حياتها ، مع احتمال حدوث تلوث إشعاعي لأجيال لاحقة من الإنسان وبقية حياتها مع احتمال حدوث تلوث إشعاعي لأجيال لاحقة من الإنسان وبقية الكائنات .

    5. المبيدات الحشرية:

    والتي ترش على المحاصيل الزراعية أو التي تستخدم في إزالة الأعشاب الضارة ، فينساب بعضها مع مياه الصرف المصارف ، كذلك تتلوث مياه الترع والقنوات التي تغسل فيها معدات الرش وآلاته ، ويؤدي ذلك إلى قتل الأسماك والكائنات البحرية كما يؤدي إلى نفوق الماشية والحيوانات التي تشرب من مياه الترع والقنوات الملوثة بهذه المبيدات

    6. التلوث الناتج عن تسرب البترول إلى البحار المحيطات:

    وهو إما نتيجة لحوادث غرق الناقلات التي تتكرر سنوياً ، وإما نتيجة لقيام هذه الناقلات بعمليات التنظيف وغسل خزاناتها وإلقاء مياه الغسل الملوثة في عرض البحر .

    3-تلوث الأرض :

    يتلوث سطح الأرض نتيجة التراكم المواد والمخلفات الصلبة التي تنتج من المصانع والمزارع والنوادي والمنازل والمطاع والشوارع ، كما يتلوث أيضاً من مخلفات المزارع كأعواد المحاصيل الجافة ورماد احتراقها .

    4-المبيدات الحشرية :

    والتي من أشهرها مادة د .د.ت ، وبالرغم من أن هذه المبيدات تفيد في مكافحة الحشرات الضارة ، إلا أنها ذات تأثير قاتل على البكتريا الموجودة في التربة ، والتي تقوم بتحليل المواد العضوية إلى مركبات كيميائية بسيطة يمتصها النبات ، وبالتالي تقل خصوبة التربة على مر الزمن مع استمرار استخدام هذه المبيدات ، وهذه طامه كبرى ، وخاصة إذا أضفناا إلى ذلك المناعة التي تكتسبها الحشرات نتيجة لاستخدام هذه المبيدات والتي تؤدي إلى تواجد حشرات قوية لا تبقى ولا تذر أي نبات أخضر إذا هاجمته أو داهمته .

    إن مادة الـ د .د.ت تتسرب إلى جسم الانسان خلال الغذاء الذي يأتيه من النباتات والخضروات ويتركز هذا المبيد في الطبقات الدهنية بجسم الانسان الذي إذا حاول أن يتخلص منها أدت إلى التسمم بهذا المبيد ، وتتركز خطورة مادة الـ د .د.ت في بقائها بالتربة الزراعية لفترة طويلة من الزمن دون أن تتحلل ، ولهذا ازدادت الصيحات والنداءات في الآونة الأخيرة بضرورة عدم استعمال هذه المادة كمبيد .

    إنه لمن المؤسف أن الاتجاهات الحديثة في مكافحة الحشرات تلجأ إلى استخدام المواد الكيميائية ، ويزيد الطين بلة استخدام الطائرات في رش الغابات والنباتات والمحاصيل الزراعية . إن ذلك لا يؤدي إلى تساقط الأوراق والأزهار والأعشاب فحسب ، بل يؤدي إلى تلوث الحبوب والثمار والخضروات والتربة ، وذلك قد يؤدي إلى نوعين من التلوث :

    الأول : تلوث مباشر وينتج عن الاستعمال الآدمي المباشر للحبوب والثمار الملوثة .

    الثاني : تلوث غير مباشر وهذا له صور شتى وطرق متعددة .

     ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون . ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) .

    الأسمدة الكيماوية :

    من المعروف أن الأسمدة المستخدمة في الزراعة تنقسم إلى نوعين :

    الأسمدة العضوية :

    وهي تلك الناتجة من مخلفات الحيوانات والطيور والإنسان ، ومما هو معروف علمياً أن هذه الأسمدة تزيد من قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء .

    الأسمدة غير العضوية :

    وهي التي يصنعها الإنسان من مركبات كيميائية فإنها تؤدي إلى تلوث التربة بالرغم من أن الغرض منها هو زيادة إنتاج الأراضي الزراعية

    ونقول : في الوقت الذي فقد فيه المجاعات والأوبئة كثيراً من قسوتها وضراوتها في إرعاب البشرية نجد أن تلوث البيئة قد حل محل هذه الأوبئة ، وخطورة التلوث هو أنه من صنع الإنسان وأن آثاره السيئة تعود عليه وعلى زراعته وصناعته ، بحيث تؤدي في النهاية إلى قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ، وإلى تغيير شكل الحياة على الأرض ، ومن الواجب علينا كمسلمين أن نحول منع ذلك بشتى الطرق الممكنة عملاً بقوله تعالى : ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ) المائدة 22

    تلوث الهواء:

    هو وجود أي مواد صلبة أو سائلة أو غازية بالهواء بكميات تؤدي إلى أضرار فسيولوجية واقتصادية وحيوية بالإنسان والحيوان والنباتات والآلات والمعدات ، او تؤثر في طبيعة الأشياء وتقدر خسارة العالم سنويا بحوالي 5000مليون دولار ، بسبب تأثير الهواء ، على المحاصيل والنباتات الزراعية .

    طرق تلوث الهواء

    أولاً : بمواد صلبة معلقة : كالدخان ، وعوادم السيارات ، والأتربة ، وحبوب اللقاح ، وغبار القطن ، وأتربة الاسمنت ، وأتربة المبيدات الحشرية .

    ثانياً : بمواد غازية أو أبخرة سامة وخانقة مثل الكلور ، أول أكسيد الكربون ، أكسيد النتروجين ، ثاني أكسيد الكبريت ، الأوزون .

    ثالثاً : بالبكتيريا والجراثيم، والعفن الناتج من تحلل النباتات والحيوانات الميتة والنفايات الآدمية .

    رابعاً : بالإشعاعات الذرية الطبيعية والصناعية:

    اظهر هذا التلوث مع بداية استخدام الذرة في مجالات الحياة المختلفة ، وخاصة في المجالين : العسكري والصناعي ، ولعلنا جميعا ما زلنا نذكر الضجة الهائلة التي حدثت بسبب الفقاعة الشهيرة في أحد المفاعلات الذرية بولاية ( بنسلفانيا ) بالولايات المتحدة الامريكية ، وما حادث انفجار القنبلتين الذريتين على ( ناجازاكي وهيروشيما ) إبان الحرب العالمية الثانية ببعيد ، فما تزال أثار التلوث قائمة إلى اليوم ، ومازالت صورة المشوهين والمصابين عالقة بالأذهان ، وكائنة بالابدان ، وقد ظهرت بعد ذلك أنواع وأنواع من الملوثات فمثلاً عنصر الاسترنشيوم 90 الذي ينتج عن الانفجارات النووية يتواجد في كل مكان تقريباً ، وتتزايد كميته مع الازدياد في إجراء التجارب النووية ، وهو يتساقط على الأشجار والمراعي ، فينتقل إلى الأغنام والماشية ومنها إلى الانسان وهو يؤثر في إنتاجية اللبن من الأبقار والمواشي ، ويتلف العظام ، ويسبب العديد من الأمراض وخطورة التفجيرات النووية تكمن في الغبار الذري الذي ينبعث من مواقع التفجير الذري حيث يتساقط بفعل الجاذبية الأرضية ، أو بواسطة الأمطار فيلوث كل شئ ، ويتلف كل شئ .

    وفي ضوء ذلك يمكن أن نقرر أو أن نفسر العذاب الذي قد حل بقوم سيدنا لوط عليه السلام بأنه ، كان مطراً ملوثاً بمواد مشعة ، وليس ذلك ببعيد فالأرض تحتوي على بعض الصخور المشعة مثل البتشبلند وهذه الصخور تتواجد منذ الاف السنين

    خامسا: التلوث الألكتروني :

    وهو أحدث صيحة في مجال التلوث ، وهو ينتج عن المجالات التي تنتج حول الأجهزة الالكترونية إبتداء من الجرس الكهربي والمذياع والتليفزيون ، وانتهاء إلى الأقمار الصناعية ، حيث يحفل الفضاء حولنا بالموجات الراديوية والموجات الكهرومغناطيسية وغيرها ، وهذه المجالات تؤثر على الخلايا العصبية للمخ البشري ، وربما كانت مصدراً لبعض حالات عدم الاتزان ، حالات الصداع المزمن الذي تفشل الوسائل الطبية الاكلينيكية في تشخيصه ، ولعل التغييرات التي تحدث في المناخ هذه الايام ، حيث نرى أياما شديدة الحرارة في الشتاء ، وأياما شديدة البرودة في الصيف ، لعل ذلك كله مرده إلى التلوث الإلكتروني في الهواء حولنا ، وخاصة بعد انتشار آلاف الأقمار الصناعية حول الأرض . (6)

     

    5- دور الإنسان فى المحافظة على استقرار النظام البيئى

     

    يعتبر الإنسان نفسه أحد العوامل الأساسية فى حدوث عدم استقرار هذا النظام، ويمكن أن يلعب هو نفسه دورا ً كبيرا ً فى المحافظة على استقرار هذا النظام، وتعتمد استمرارية حياة الإنسان على إيجاد حلول سريعة لبعض المشكلات البيئية الرئيسية منها:-

    - كيفية التوصل إلى مصادر كافية للغذاء اللازم لتوفير الطاقة للجنس البشرى المتزايد.

    - كيفية التخلص من فضلاته المتزايدة وخاصة تلك التى تكون غير قابلة للتحلل كالمواد البلاستيكية وخلافه.

    - كيفية لمحافظة على معدل النمو السكانى المتوازن مع النظام البيئى، وغير ذلك يمكن أن يكون للإنسان دور هام فى الحياة وسببا ً فى المحافظة والاستمرار على النظام البيئى على مر الحياة.(8)

    7-   أساليب حماية البيئة من التلوث

    تعتمد مكافحة التلوث على جهود الحكومات والعلماء والمؤسسات والمصانع والمنظمات البيئية والأفراد ومن بينها النشاط الحكومي حيث يجب أن تعمل الحكومات ـ القومية والمحلية ـ في مختلف أرجاء العالم على التخلص من التلوث الذي يسبب التلف لأرضنا من يابسة وهواء وماء. وفي مقدور الحكومات سن القوانين الخاصة بعملية إعادة التدوير (إعادة التصنيع). وإعادة التدوير عملية تهدف إلى استرداد المواد وإعادة استخدامها بدلاً من التخلص منها.ويجب وضع الاستراتيجيات الحكومية التي يمكن أن تساعد في مكافحة التلوث، مثل فرض الغرامات على الشركات المسببة للتلوث. ويصعب التحكم في العديد من أنواع التلوث، ويرجع السبب في ذلك إلى أن ملكية الموارد العالمية، أي المحيطات والغلاف الجوي، ليست فردية، ولا تخص أُمَّة بعينها. ولابد لسكان العالم، والحالة هذه، من أن تتضافر جهودهم من أجل مكافحة التلوث ، بعقد المؤتمرات و اتخاذ القرارات وعلى سبيل المثال في عام 2001م، وقّعت 127 دولة على اتفاقية حظر استخدام 12 من الملوثات العضوية المداومة. وتنتقل هذه المواد الكيميائية ومن بينها مادة د.د.ت. بالهواء والماء عبر  الدول مهددة الإنسان والحيوان على حد سواء. وحثت الاتفاقية العلماء والشركات الصناعية والحكومية على التقليل من وجود الملوثات العضوية المداومة في البيئة.

    8- تصميم إعلان للحفاظ على البيئة باللغتين العربية والإنجليزية

    التلوث أصبح ظاهرة خطيرة تهدد المجتمعات والكون بأكمله ويجب أن يتكاتف الجميع للقضاء عليها   

    Pollution is generally the result of changes within the environment surrounding living organisms, through daily human activities that cause the emergence of resources that do not correspond to the place where the organism lives.

     

    Environmental pollution has many forms  such as Water pollution: environmental pollution results from industrial waste, acid rainwater contaminated with vapors and gases, radioactive waste, sewage and oil.

    Air Pollution: Pollution is caused by suspended solids in the air such as smoke, dust, pollen, gases such as carbon dioxide, chlorine, ozone gas, radiation such as nuclear radiation, bacteria and bacteria such as human waste.

     

    Soil pollution: The use of insecticides excessively , and the accumulation of solid waste inside and on the soil.

    There are many solutions for the environmental Pollution such as; Construction of special plants to treat the waste of public and industrial establishments and the construction of factories for reprocessing.

    9- النتائج

           إن عناية الإسلام بالنظافة والصحة جزء من عنايته بقوة المسلمين حيث يتطلب أجساما ً تجرى فى عروقها دماء العافية والقوة ؛فيجب على كل إنسان أن يتبع الأساليب التى توجه إلى حياة أرقى وأفضل من أجل المعيشة فى بيئة نظيفة فيجب عليه إعادة تصنيع النفايات ؟

              فالنفايات هى جميع ما تبقى من الأشياء التى تستخدمها مثل بقايا الطعام والشراب، والورق والعلب البلاستيكية والمعدنية وغيرها وكما حدث بالفعل فى مستشفى القصر العينى بالقاهرة، أول مشروع حضارى للتخلص من النفايات الضارة والمعدية بالمستشفى والمشروع عبارة عن محارق لحرق النفايات الناتجة من علاج المرضى بالمستشفى وبهذا الأسلوب العلمى حقق للمستشفى خلق بيئة نظيفة خالية من الأمراض والأوبئة التى كانت تنتج من نقل هذه النفايات أو حرقها بأسلوب غير متقدم تكنولوجيا ً ورغم أن النفايات سبب فى تلوث البيئة إلا أنه يمكن الاستفادة منها فبقايا الطعام (كقشور الخضر والفاكهة) وغيرها يمكن تحويلها إلى سماد يفيد فى الزراعة. كما يمكن تنقية مياه المجارى بحيث يمكن إعادة استخدامها فى رى المزروعات. أما الزجاج والبلاستيك والعلب المعدنية والورق فيمكن إعادة تصنيعها بحيث توفر استهلاك المواد الخام الأصلية، ولقد بدأت جهود لإعادة تصنيع بعض النفايات ويجب علينا جميعا ً أن نساعد هذه الجهود لن فى ذلك محافظة على بيئة نظيفة.

    الإنسان أحد الكائنات الحية التي تعيش على الأرض، وهو يحتاج إلى أكسجين لتنفسه للقيام بعملياته الحيوية، وكما يحتاج إلى مورد مستمر من الطاقة التي يستخلصها من غذائه العضوي الذي لا يستطيع الحصول عليه إلا من كائنات حية أخرى نباتية وحيوانية، ويحتاج أيضاً إلى الماء الصالح للشرب لجزء هام يمكنه من الاتسمرار في الحياة.

    وتعتمد استمرارية حياته بصورة واضحة على إيجاد حلول عاجلة للعديد من المشكلات البيئية الرئيسية التي من أبرزها مشكلات ثلاث يمكن تلخيصها فيما يلي:-

    أ‌. كيفية الوصول إلى مصادر كافية للغذاء لتوفير الطاقة لأعداده المتزايدة.

    ب‌. كيفية التخلص من حجم فضلاته المتزايدة وتحسين الوسائل التي يجب التوصل إليها للتخلص من نفاياته المتعددة، وخاصة النفايات غير القابلة للتحلل.

    ت.كيفية التوصل إلى المعدل المناسب للنمو السكاني، حتى يكون هناك توازن بين عدد السكان والوسط البيئي.

    ومن الثابت أن مصير الإنسان، مرتبط بالتوازنات البيولوجية وبالسلاسل الغذائية التي تحتويها النظم البيئية، وأن أي إخلال بهذه التوازانات والسلاسل ينعكس مباشرة على حياة الإنسان ولهذا فإن نفع الإنسان يكمن في المحافظة على سلامة النظم البيئية التي يؤمن له حياة أفضل، ونذكر فيما يلي وسائل تحقيق ذلك:-

    1. الإدارة الجيدة للغابات: لكي تبقى الغابات على إنتاجيتها ومميزاتها.

    2. الإدارة الجيدة للمراعي: من الضروري المحافظة على المراعي الطبيعية ومنع تدهورها وبذلك يوضع نظام صالح لاستعمالاتها.

    3. الإدارة الجيدة للأراضي الزراعية: تستهدف الإدارة الحكيمة للأراضي الزراعية الحصول على أفضل عائد كما ونوعاً مع المحافظة على خصوبة التربة وعلى التوازنات البيولوجية الضرورية لسلامة النظم الزراعية، يمكن تحقيق ذل:

    أ‌. تعدد المحاصيل في دورة زراعية متوازنة.

    ب‌. تخصيب الأراضي الزراعية.

    ت‌. تحسين التربة بإضافة المادة العضوية.

    ث‌. مكافحة انجراف التربة.

    4. مكافحة تلوث البيئة: نظراً لأهمية تلوث البيئة بالنسبة لكل إنسان فإن من الواجب تشجيع البحوث العلمية بمكافحة التلوث بشتى أشكاله.

    5. التعاون البناء بين القائمين على المشروعات وعلماء البيئة: إن أي مشروع نقوم به يجب أن يأخذ بعين الاعتبار احترام الطبيعة، ولهذا يجب أن يدرس كل مشروع يستهدف استثمار البيئة بواسطة المختصين وفريق من الباحثين في الفروع الأساسية التي تهتم بدراسة البيئة الطبيعية، حتى يقرروا معاً التغييرات المتوقع حدوثها عندما يتم المشروع، فيعملوا معاً على التخفيف من التأثيرات السلبية المحتملة، ويجب أن تظل الصلة بين المختصين والباحثين قائمة لمعالجة ما قد يظهر من مشكلات جديدة.

    6. تنمية الوعي البيئي: تحتاج البشرية إلى أخلاق اجتماعية عصرية ترتبط باحترام البيئة، ولا يمكن أن نصل إلى هذه الأخلاق إلا بعد توعية حيوية توضح للإنسان مدى ارتباطه بالبيئة و تعلمه أ، حقوقه في البيئة يقابلها دائماً واجبات نحو البيئة، فليست هناك حقوق دون واجبات.

    وأخيراً مما تقدم يتبين أن هناك علاقة اعتمادية داخلية بين الإنسان وبيئته فهو يتأثر ويؤثر عليها وعليه يبدو جلياً أن مصلحة الإنسان الفرد أو المجموعة تكمن في تواجده ضمن بيئة سليمة لكي يستمر في حياة صحية سليمة.(10)

              فالنظافة من الإيمان والعالم أجمع يسعى إلى حماية البيئة عن طريق النظافة

    10 - المصادر والمراجع

    (1)                            البيئة والتحديات التكنولوجية - محمد صلاح رجائي - د/ نجوى علي سعيد الهمشري - كلية الهندسة – جامعة الدلتا للعلوم والتكنولولجيا

    (2)                            كتاب العلوم للصف الثالث الإعدادى – المكتبة الرقمية

    (3)                            نفس المصدر

    (4)                            البيئة والتحديات التكنولوجية - محمد صلاح رجائي - د/ نجوى علي سعيد الهمشري - كلية الهندسة – جامعة الدلتا للعلوم والتكنولولجيا-كتاب الدراسات للصف الثالث الإعدادى –المكتبة الرقمية

    (5)                            كتاب العلوم للصف الثالث الإعدادى

    (6)                            مجلة أصدقاء البيئة دولة قطر العدد الخامس لسنة 2000م

    (7)                            المكتبة الرقمية

    (8)                            مجلة البيئة وزارة البلديات الإقليمية والبيئة سلطنة عمان العدد11 لعام 2000م

    (9)                            البيئة ومشكلاتها (رشيد الحمد و محمد سعيد صباريني)عالم المعرفة 1979 أكتوبر (سلسلة كتب شهري يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب- الكويت.

    (10)                       http://www.jalaan.com/book

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: بحث عن "تلوث البيئة خطر يهدد الإنسانية ..بقلم : حافظ الشاعر Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top