نصُّ القصيدة :
( أحبّها كيف أنسى ٠٠ لياليًا كنّ عرسا
ويومًا إذا التقينا ٠٠ غزلنا الكلام همسا
بفيها لظى شفاهٍ ٠٠ تصبّ الرّضاب صبّا
ووجهها وجه بدرٍ ٠٠ يطلّ في الليل شمسا
وشعرها حاك ليلٌ ٠٠ وخدّها طاب لمسا
وقدٌّ كغصن
بانِ ٠٠ تلوّى بما تكسّا
عن إسمها لا تسلني ٠٠ إذ إسمها كان مرسى
هو الحبّ كان سرًّا ٠٠ تعلّمتُ منه درسا
بسمراء في فؤادي ٠٠ رست بالغرام رسّا
إذا مسّها حبيبٌ ٠٠ كإبليس مسّ إنسا
فمدّت يدًا بجيبي ٠٠ ولم تبقِ فيه فلسا )
س/القصيدة من أي
بحر؟
ج/أول بيت من القصيدة
=مفاعلن فاعلاتن وهو وزن بحر المجتث الذي تم اجتثاثه(اقتطاعه) من الخفيف
(فاعلاتن مفاعلن
فاعلاتن)
لكن هذا الوزن
لانجده الا في أبيات 1,4,5,7 ولكن من البيت 2والبقية
{وَيَوماً إ/ذا
الْتَقَيْنا * غَزَلْنَا الكَ/لامَ هَمْسا}
الوزن (مفاعيل فاعلاتن) وهو بحرالمضارع
والسؤال الآن
:لأي البحرين ننسب القصيدة؟
وهل بدأ شاعرنا
الكبير بأحدهما ثم جذبته سليقته الفطرية إلى البحر الآخر لاشعوريا ؛نتيجة التقارب الموسيقي
والتشابه(المضارعة) بين البحرين(وأعتقد أن ذلك هو الاحتمال الأقرب)
أم نَحَى الشاعر
منحًى آخر؟
#والحقيقة العلمية
أن القصيدة يمكن أن تنسب بكاملها إلى بحر المضارع
كيف ذلك سيدي؟
تفسير ذلك أن مفاعيلن
في المضارع -برأي الخليل -يجب أن يزاحف أحد سببيها لتصبح مفاعيل(حسن)...أومفاعلن(قبيح)..(بالمراقبة)
#إذن من صور بحرالمضارع=
مفاعلن فاعلاتن أي نفس صورة المجتث
#وهنا فائدتان
عروضيتان:
أولاهما:أن حذف
ياء مفاعيلن بزحاف القبض لتصيرإلى مفاعلن هو زحاف قبيح رفضه الشعراء لأنه يجرفك إلى
المجتث أى إلى تداخل البحور
واضطراب شخصيتها؛ومن
ثَم فإن الزحاف الحسن هو حذف النون بالكف فتصبح مفاعيل
#وهذا ينطبق أيضا
على بحر الهزج(مفاعيلن مفاعيلن)؛ بل تصبح مفاعلن في الهزج أكثر قبحا ..لماذا؟
لأن( مفا علن مفا عيلن)=٣أوتاد متجاورة ؛وهذه حالة محظورة في العروض
العربي لايسمح بها إلا في بحر الرجز الذي اشتهر باعتماده على الأوتاد المتجاورة
يقول بدر شاكر
السياب في رائعته (أنشودة المطر):
وقطرةً فقطرةً
تذوب في المطر ...
تثاءب المساء ،
والغيومُ ما تزالْ
تسحُّ ما تسحّ
من دموعها الثقالْ .
فكل هذه الأشطر هي أوتاد متجاورة (مفا علن) بنغمتها الرجزية المتميزة
#وثانيتهما:لماذا
سُمِّي بحر المضارع بذلك؟
المُضارَعةُ=المُشابَهةُ
والمُقارَبةُ
سُمِّي بذلك لأَنه
ضارَعَ (شابهَ)المُجْتَثَّ
#فائدة: سمِّي
الفعل المُضارِعُ بذلك لأنه ضارع (شابه) الأَسماء
في أنه (مُعرَب) في حين أن أفعال الأمر والماضي (مبنية).
#من الفوائد:
إذا كان الإيقاع
هو تكرار النغمة في فترة زمنية ،
كتكرار التفاعيل(فعولن
في المتقارب ومتفاعلن في الكامل
**وليس تكرار التفاعيل
فقط يصنع إيقاعا وأبحرا بل تكرار الوحدات الصغرى أيضا:
#ا/فتكرار الأوتاد
يصنع بحر الرجز مفاعلن مفاعلن كما ذكرنا آنفا في قصيدة السياب
#ب/ تكرار الفاصلة
الرباعية (فعِلن ) يعطيك بحر الخبَب الذي ذاع صيته منذ الحصري القيرواني (ياليل الصب
متى غدُهُ..أقيام الساعة موعدُهُ) بل إنه انتشر بعد ذلك وصار مطية الكثير من الشعراء
المتأخرين -رغم عدم مطابقته للمواصفات الخليلية-وخاصة في النصف الثاني من القرن العشرين.صلاح
عبد الصبور,أمل دنقل,نازك ..ولشوقي قصيدة غناها عبد الوهاب (مضناك جفاه مرقده)معارضا
للقيرواني .
0 comments:
إرسال تعليق