• اخر الاخبار

    الخميس، 29 أكتوبر 2020

    بورتريه ..الشاعر أمل دنقل..قرية القلعة.. قنا.. البكاء بين يدى زرقاء اليمامة



    كتب: عادل وليم 

    ولدعام 1940محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل ولد في أسرة صعيدية بقرية القلعةمركز قفط على مسافة قريبة من مدينة قنا في صعيد مصر

    وقد كان والده عالماً من علماء الأزهر الشريف مما أثّر في شخصية أمل دنقل وقصائده بشكل واضح.

    سُمّي (أمل دنقل) بهذا الاسم لأنه ولد بنفس السنة التي حصل فيها والده على إجازة عالمية فسمّاه باسم أمل تيمّنا بالنجاح الذي حققه (واسم أمل شائع بالنسبة للبنات في مصر).

    ورث( أمل دنقل) عن والده موهبة الشعر فقد كان يكتب الشعر العمودي وأيضاً كان يمتلك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي مما أثر كثيراً في أمل دنقل وساهم في تكوين اللبنة الأولى لهذا الأديب

    فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة من عمره مما أثر عليه كثيراً واكسبه مسحة من الحزن تجدها في كل أشعاره.

    انتقل أمل دنقل إلى القاهرة بعد أن أنهى دراسته الثانوية في قنا وفي القاهرة التحق بكلية الآداب ولكنه انقطع عن الدراسة منذ العام الأول لحاجته للعمل

    عمل أمل دنقل موظفاً بمحكمة قنا وجمارك السويس والإسكندرية ثم بعد ذلك موظفاً في منظمة( التضامن الأفروآسيوي) ولكنه كان دائماً ما يترك العمل وينصرف إلى كتابة الشعر..

    مخالفاً لمعظم المدارس الشعرية في الخمسينيات استوحى أمل دنقل قصائده من رموز التراث العربي وقد كان السائد في هذا الوقت التأثر (بالميثولوجيا الغربية) عامة واليونانية خاصة

    عاصر أمل دنقل عصر أحلام العروبة والثورة المصرية مما ساهم في تشكيل نفسيّته وقد صُدِم ككل المصريين بانكسار مصر في عام 1967 وعبّر عن صدمته في رائعته

    (البكاء بين يدي زرقاء اليمام) ومجموعته (تعليق على ما حدث)

    شاهد أمل دنقل بعينيه النصر وضياعه وصرخ مع كل من صرخوا ضد( معاهدة السلام) ووقتها أطلق رائعته (لا تصالح) والتي عبّر فيها عن كل ما جال بخاطر كل المصريين، ونجد أيضاً تأثير تلك المعاهدة (وأحداث شهر يناير) عام 1977م واضحاً في مجموعته (العهد الآتي) كان موقف أمل دنقل من عملية السلام سبباً في اصطدامه بالسلطات المصرية حينذاك وخاصة أن أشعاره كانت تُقال في المظاهرات على ألسن الآلاف

    عبّر أمل دنقل عن مصر وصعيدها وناسهاونجد هذا واضحاً في قصيدته (الجنوبي) في آخر مجموعة شعرية له أوراق الغرفة 8) حيث عرف القارئ العربي شعره من خلال ديوانه الأول (البكاء بين يدي زرقاء اليمامة) الصادر عام 1969 الذي جسّد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 وأكّد ارتباطه العميق بوعي القارئ ووجدانه.

    صدرت له ست مجموعات شعرية هي:

    البكاء بين يدي زرقاء اليمامة

    تعليق على ما حدث

    مقتل القمر

    العهد الآتي

    أقوال جديدة عن حرب بسوس

    أوراق الغرفة 8

    إجازة فوق شاطئ البجر

    أُصيب (أمل دنقل بالسرطان) وعانى منه لمدة تقرب من ثلاث سنوات وتتضح معاناته مع المرض في مجموعته (أوراق الغرفة 8) وهو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام والذي قضى فيه ما يقارب الأربع سنوات وقد عبّرت قصيدته السرير عن آخر لحظاته ومعاناته وهناك أيضاً قصيدته (ضد من) التي تتناول هذا الجانب والجدير بالذكر أن آخر قصيدة كتبها دنقل هي( الجنوبي)

    لم يستطع المرض أن يوقف أمل دنقل عن الشعر حتى قال عنه( أحمد عبد المعطي حجازي) إنه صراع بين متكافئين (الموت والشعر)

    رحل أمل دنقل عن دنيانا في يوم السبت الموافق 21 مايو عام 1983 عن عمر يناهز( 43 )عامالتنتهي معاناته مع الحياة

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: بورتريه ..الشاعر أمل دنقل..قرية القلعة.. قنا.. البكاء بين يدى زرقاء اليمامة Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top