• اخر الاخبار

    السبت، 17 أكتوبر 2020

    قصة قصيرة : الحب في طيارة ورق ......!!بقلم : د.محمد حسن كامل

     

     



     

    الحب في أول طيارة ....!!

    ما أجمل أن نتذكر قصة أول حب ....!!

    لم يبلغ العاشرة من عمره حتى أصبح مهندساً بارعاً في صناعة الطائرات الورقية

    تلك الهواية التي كان يمارسها في طفولته , بل كان يتبارى مع أترابه الصبية لإظهار تلك الموهبة .

    من خلالها عشق فن الهندسة المستوية والهندسة الفراغية ولاسيما الأشكال الهندسية من مثلثات ومربعات ومسدسات وغيرها من فنون الهندسة المستوية .

    جلس على صخرته الصماء على الشاطئ والتي أكتظت ثقوبها بأحلامه

    وسرعان ما أخذته تلك الثقوب إلى رحلة في سراديب الماضي

    منذ عقود وسنوات خلت في رئة الزمن بين شهيق وزفير الأحداث والأيام .

    هاهي حبيبته تطل من شرفتها ويتطاير شعرها الحريري الأسود في كل انحاء الشُرفة التي تواجه الشاطئ .

    في تلك البناية بالطابق الرابع

    تذكر أول مرة رأها

    تبادلا النظرات والهمس والكلام عبر أثير الصمت

    لم يستطع التواصل معها إلا أن يقف على الشاطئ أمام شُرفتها

    ويطلق العنان لطائرته الورقية التي تحلق بجمال ألوانها الزاهية في الفضاء

    كانت الطائرة تصل للطابق الرابع وتعلو بكثير فوق البناية .

    كان يبرز مهارته في مبارزة أترابه من الشباب أيهما يرتفع بطائرته أكثر

    تعودت أن تراه يومياً بعد العصر وقبل المغرب بطائرات جديدة من تصميمة

    وبعد مدة قصيرة أصبح أشهر مصمم ومُصنع طائرات ورقية في الحي .

    بدأ النظرات بالإعجاب ثم سرعان ما تحولت إلى حب

    حب عفوي فطري يداعب شغاف القلب

    أحب فيها الصورة الذهنية التي رسمها عن حبيبته في خياله

    أراد التواصل معها , ولكن كيف ؟

    في هذا الوقت لم تتوفر وسائل التواصل الحديثة و المجانية المتاحة لنا الأن .

    وكان من الصعب أن يلتقيا لشدة القيود الأسرية عليها ولاسيما من أسرة محافظة .

    كل ما أستطاع أن يختلسه من نظرات من خلف ” شيش ” النافذة أو حينما تقف في الشرفة على حياء تتمتع بهواء البحر النقي .

    كتب لها أول رسالة عبر فيها عن إعجابه وحبه لها

    ولكن كيف يمكنه أن يرسل إليها الرسالة ؟

    وفكَر طويلاً حتى إهتدى إلى فكرة جهنمية

    وضع الرسالة في الطيارة

    وثبتها بمادة لاصقة حتى لا تقع

    وأرتقعت الطائرة في السماء

    ووصلت للطابق الرابع

    وأوقع صاحبنا الطيارة في شرفتها

    الفتاة حاولت أن تساعد صاحبنا على طيران الطائرة مرة أخرى

    لمحت الرسالة فأخذتها دون أن يراها أحد

    أدركت ان الرسالة كانت لها

    كتب صاحبنا في نهاية الرسالة برجاء إرسال الرد غداً بنفس الطريقة

    وهكذا عاشا الحبيبان أروع قصة حب عبر الطائرات الورقية

    وكلاهما يحتفظ برسائل الاخر

    وتفرقهما الأيام , وبعد سنوات طويلة يلتقيان .

    ويتبادلا عناوين البريد الإليكتروني والوتس والماسنجر والتويتر وغيرها

    وكانت الرسالة الأولى بينهما واحدة

    طلبت منه أن يرسل لها رسالة عبر الطيارة

    أنفق ساعات حتى صنع لها أول طيارة بنفس المقاس ونفس الورق الملون

    وفي اليوم التالي في نفس الموعد

    انتظرته في نفس الشرفة التي شهدت أول رسالة حب بينهما منذ أكثر من ربع قرن

    وجدته يرسل لها الطيارة وفيها أجمل رسالة

    أرسل لها نص أول رسالة كانت بينهما

    بينما هي كانت تشعر بنفس الخاطر و أرسلت له نص أول رسالة حب كتبتها له

    وعاشا قصة حبهما من جديد

    بدأت بطيارة ورق

    وإستمرت بطائرات التواصل عبر القارات

    بينما أرسل هو رسالته في نفس اللحظة

    الرسالة بينهما كانت كلمة واحدة فقط

    تنتهي بالفتحة أُحبُكَ

    وتنتهي بالكسر أُحُبُكِ

    *كاتب  القصة

    رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قصة قصيرة : الحب في طيارة ورق ......!!بقلم : د.محمد حسن كامل Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top