" المديرة الفاشلة " عنوان ليس
لعمل درامي أو سينمائي ،، انما عنوان لواقعة حدثت قبل أيام في محافظة الدقهلية كان
بطلها الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية والسيدة / كريمة محمود ابراهيم مديرة مدرسة
عمر مكرم الابتدائية بمدينة دكرنس بالدقهلية
،، في حوار يحمل كل انواع التنمر وتدمير لمعنى المعايير والوظائف والقوانين
من قبل سيادة المحافظ تجاه المديرة الفاضلة في واقعة أثارت غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي ، بل غضب
كل من شاهد فيديو الواقعة ،، وخاصة المقطع الذي قام فيه المحافظ بإجبار مديرة المدرسة على خلع شباك ألوميتال لتنظيفه ،، واحتداده عليها
في الحديث خاصة بعد وصفها بـ(المديرة الفاشلة).
سيادة المحافظ أهان مديرة المدرسة وتنمر
عليها خلال زيارته للمدرسة، وبحسب الفيديو المتداول المحافظ عند دخوله أحد المكاتب
ومكتوب بالخارج kg2
فسألها إزاى تنقلى الحضانة من هنا فاخبرته أن الفصل ظلمة فرد المحافظ:
“لو جبتى واحد عنده ضمير ينظف الشباك مش هيبقى ضلمه ثم سألها تعرفى تخلعى الشباك ده”،
ثم توجه ورفع احدى الالواح وخلعه ثم أجبرها على ان تفعل مثله، وحين خاطبته بقولها:
حضرتك افهمنى، رد قائلا بعنف: “مش عايز افهمك اعملى اللى باقولك عليه”، فقامت بخلع
اللوح الالوميتال كما فعل وهى تقول اول مرة اعرف انه بيتخلع، فتابع قائلا: “أمال بتنظفى
في بيتك إزاى”، ثم توجه المحافظ لفصل بالدور الثانى وعندما وجده غير نظيف قال “يا نهار
أزرق ده شكل فصل هيستقبل الطلبة خلال يومين انتى مديرة فاشلة واعتبرى نفسك مقالة من
بكرة”.
انتهت الواقعة ،، وتبقى التساءلات :
سيادة المحافظ يقوم بزيارة عدد من المدارس ليتأكد
من الاستعدادات اللازمة لحضور الطلاب وبدأ العام الدراسي الجديد ،، وهذا عمل جميل لا
ينكره أحد ،، وفي أثناء زيارته صاحبه طقم كامل من حاملي الكاميرات وهذا شيء جيد أيضا ،، فلابد وان يكون هناك تفعيل واثبات لزيارات سيادته
وتوثيق العمل والانجاز ،، ولا حرج أيضا من الشو الاعلامي ،، فهو جائز ومسموح شرعا وقانونا
.... لكن المؤسف ان سيادة المحافظ لم يسأل المديرة عن العجز فى المدرسين وتخصصاتهم..
وكيفية مواجهة ذلك العجز، ولم يسأل عن شبكة الإنترنت وحجمها بالمدرسة إن كانت موجودة”
أم لا !!
أيضا : سيادة المحافظ لم يسأل كيف سيتم
التدريس ؟ وكيف أعد جدول الحصص ؟..خاصة بعد تخفيض أيام الدراسة، ولم يسأل عن الاستعدادات
لمواجهة الكورونا التي مازالت مقيمة معنا”!!!
إنما سيادته راح في مشهد بطولي لم يسبقه به أحد المسئولين ،، راح يتناول التراب
بأصابعه.. ويخلع ضلفة زجاج طالبا من المديرة أن تفعل مثله.. وبمجرد اعتراضها بأنها
مديرة ولا تسمح لها وظيفتها بمسح زجاج ولا مسح بلاط.. وإنما النظافة وظيفة عمال لم
تقم الحكومة بتوفيرهم.. فيقوم المحافظ البطل بفصلها من العمل على الهواء مباشرة .
سؤالي لسيادة المحافظ .. من يتنمر بسيادتك
على الهواء مباشرة ويقوم باقالتك من منصبك في حالة وجود شارع من شوارع الدقهلية غير
نظيف ؟!
اكتفي بهذا القدر من حديثي عن واقعة سيادة
المحافظ ، وأتساءل بصفة عامة :
هل يعقل ان يهان المعلم ومن الجميع ، وبهذه
الطريقة ، وهو الذى يحمل مهنة الانبياء والرسل ؟
الا يستحق هذا المعلم أن تهتم وزارته بمشاكله
وارجاع هيبته وكرامته التي كانت محفوظة له في السابق ، فلم نسمع في الماضي عن معلم
يهان او حطت كرامته ، بل كنا ومازلنا نكن للمعلم كل تقدير واحترام ، وكنا نعتبره كالأب
والأخ والقدوة الحسنة .
لماذا يهان المعلم ؟لماذا يهان على الرغم
من انه صانع الرجال ؟ لماذا يهان وعلى يديه قد صار الطبيب طبيبا ، وبيده الملأى بالتباشير
صارت يد المهندس تلف بالحرير فيبدع ويخرج لنا فن العمارة والزخرفة والكثير الكثير ،
وهذا محامي تخرج على يديه واصبح يخطب بلسان طليق ولغة عربية واسلوب مقنع _ الم يتعلم
من المعلم الاقناع والامتاع ؟ الم يكن له قدوة يقتاد بها الى ان وصل لهذا ؟ ، وذاك
قاض وصل لأعلى المناصب فاصبح يحكم بالعدل بين الناس ،، انسي هذا القاضي يوم كان طالبا
، وحصلت بينه وبين زميله مشكلة في ساحة المدرسة فذهب للمعلم ليقضي بينهما ؟ هل نسي
هذا القاضي يوم انصفه المعلم وحكم لصالحه بعد ما ثبتت براءته ؟
وبعده ضابط برتبة عسكرية ما حصل عليه ،
الا بالعلامات التي كان يكسب فيها رضى المعلم ليجمعها ، وغيره وغيره وغيره وقس على
ذلك جنس حواء .
وأخيرا : ليعلم الجميع أن أكبر وأشد الإهانات
للمعلم عدم الثقة فيه ومعاملته على أنه سبب ضعف التعليم ،، وانهيار المدارس ،، مع أنه
آخر الأسباب وأضعفها ؛ فطريقة اختياره ضعيفة وتدريبه غير مناسب ودفعه للإمام يسير ببطء
السلحفاة ومكانته في المجتمع تسير إلى الخلف ،، ووضعه المادي مخزي ومحزن ..
وجولة في البلاد الأولى في التعليم مثل
فنلندا وسنغافورة وكوريا واليابان تعطيك إجابة على معنى المعلم الحقيقي الذي يفخر بمجتمعه
ويفتخر مجتمعه به ؛ فطريقة اختيار المعلم وتأهليه وإعطاءه حقه وتحفيزه والثقة المتبادلة
بينه وبين المجتمع كلها تجعل عملية التربية والتعليم تسير إلى الأمام ولا مجال فيها
للرجوع إلى الوراء.ولم يأت هذا بين يوم وليلة بل استغرق عقودا من البناء والتقويم.
0 comments:
إرسال تعليق