• اخر الاخبار

    السبت، 24 أكتوبر 2020

    حسن بخيت يكتب عن : " رسولنا خط أحمر " .. لكن : هل المقاطعة وحدها تكفي ؟

     


     

    تصدرت الدعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية منصات التواصل الاجتماعي خاصة بعد تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده لن تتخلى عن الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وسمح للسلطات بإعادة عرض صور لصحيفة "شارلي إيبدو" مسيئة لرسولنا الكريم في إحدى ساحات مدينة مونبيلييه. وعمد المنظمون إلى عرض الصور بحجم كبير على واجهات المباني في ممارسات همجية تعتبر اعتداء على معتقدات المليار ونصف مسلم في بقاع الأرض ورموزهم ،، في حملات اساءة لا تحترم دين ولا عرف ولا انسانية ،  ولا علاقة لها بحرية التعبير ،، انما هي عنصرية غاشمة وترويج لأهداف سياسية قذرة ، وازدراء لحرية التعبير .

     

    بكل تأكيد لم تمر هذه الاساءات مرور الكرام  في كل الدول الاسلامية والعربية ،، فقد أثارت تلك التصريحات ، موجة غضب واسعة في العالم العربي تحديدا ، حيث أطلق آلاف النشطاء العرب حملة لمقاطعة المنتجات الفرنسية،، وسرعان ما تصدرت وسوم مختلفة موقع توبتر والفيس بوك في معظم الدول العربية  تندد بهذه الحملات الارهابية ، وكان أشهرها “رسولنا خط أحمر” و”ماكرون يسيء للنبي” و”فرنسا تسيء لنبي الأمة” و”مقاطعة البضائع الفرنسية”

     

    ونشر مغردون في كل مكان على منصات ومواقع التواصل بأنواعها المختلفة قائمة بأسماء المنتجات الفرنسية لمقاطعتها، مع لافتة بعنوان “مقاطعة المنتجات الفرنسية” للتعبير عن غضبهم واستياءهم من هذه الحملات العنصرية ..

     

    لكن هناك  تساءلات كثيرة لابد من طرحها ومناقشتها وتوضيح ما تحمله من رد فعل على هذه الاساءات المنحرفة والغير حضارية ولا انسانية ..

     

    -- كيف يمكن تفعيل المقاطعة كسلاح شعبي فعال؟ وما هي البدائل المتاحة أمام العرب والمسلمين لتحقيق الأهداف المرجوة منها؟

     

    -- كيف يستطيع العرب مقاطعة منتجات الدول المسيئة للمسلمين بصفة عامة والمنتجات الفرنسية بصفة خاصة ،، وغيرها من منتجات الدول التي تمارس انتهاكات ضد المسلمين سواء لرموزهم او للأقليات المسلمة التي تعيش فيها , وكل ما نستخدمه نحن العرب الآن فى حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنه بأي شكل كان، لم يخترعه العرب أو المسلمون مثل: التليفون والموبايل والتلفزيون والكمبيوتر والطائرة والقطار والكاميرا والسيارة والثلاجة والغسالة والسينما ، وأدوات المدارس من قرطاسيات وأقلام ... إلخ ، ناهيك عن الملبس والمأكل وكل مقومات الحياة ، حتى لعب الأطفال وعيدان الكبريت ليست من صناعة العرب ..

     

    لكن : ما العمل؟ وأين الحل ؟ لماذا وصل الحال بنا إلى هذا المستوى البائس؟ وكيف ننفلت من أسر هذا الوضع المحزن والمخزي ؟ كيف ننهض ؟ كيف نخرج من عنق الزجاجة الذي نعيش فيه منذ عشرات السنين .

     

    ومع كل هذه التحديات والصعاب التي تعرقل نمو ونهضة الأمة العربية والاسلامية ، إلا أنني أؤكد من وجهة نظري أن خلاصنا من واقعنا المر لن يتحقق إلاعندما نحرر عقولنا من كل ما يعرقل نموها وتطورها ، ولا بديل لنا من أن نصنع مجتمعاً ينهض على العلم ، مجتمعاً ينعم بالفكر والأدب والوعي والثقافة ، مجتمعا يقدر قيمة العمل والانتاج ، مجتمعاً يسهم بنصيب فى إثراء الحضارة الإنسانية. مجتمعاً ينفر من القبح والفوضى والقذارة، مجتمعاً يبجل قيم الحق والخير والعدل والجمال.

     

     

    وفي الختام أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يكفي المسلمين في كل مكان شر الأشرار ومكر الفجار، وأن يحفظ بلاد المسلمين من كل شر وفتنة .... رسولنا خط أحمر ،، ونعم لمقاطعة المنتجات الفرنسية .

     

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حسن بخيت يكتب عن : " رسولنا خط أحمر " .. لكن : هل المقاطعة وحدها تكفي ؟ Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top