" تعريف الشعر "
يُعرفُ عن الشّعر بأنه لغة الروح، ولغة المشاعر التي تعكس صورة ماعليه العقل، وما حملته المشاعر والروح، ويُعتبر الشعر من أرقى الفنون الأدبية على الإطلاق، وأصعبها أيضًا، فهو عالمٌ من العواطف الجياشة المتعددة، وعالمٌ مركّبٌ من الواقع والخيال، تركيبة عجيبة للغاية، وفوق هذا كلّه يحكم العقل تلك الكتابات الموزونة وزن الذهب، والتي لا تحيد قدر أنملة، وإلاّ اهتدّ ذلك الوزن، وبالفعل كما قالوا هو أدب الأذكياء، ومن أهمّ عوامل نجاح وزنه، تلك الإيقاعات الموسيقية، وذلك الجرس الموسيقيّ، والخاص بكلّ بحرٍ من بحوره، وإن تشابهت بعض التفعيلات، فهذا الجرس الموسيقيّ هو الفاصل المحكم بينها، وهو الفنّ الأدبيّ الوحيد الذي يعانقه الجرس الموسيقى، ويلتحم معه، عناق الروح للبدن، بعيدًا عن الحسابات الرقمية الجافة، والقاتلة لتلك الروح، والمفكّكة لذلك التلاحم، لذلك نرى جهابذة الشعر عبر العصور وإلى الآن، لا يستغنون عن ذلك التلاحم، فهو الميزان المرشد إلى التمييز بين السليم والمكسور من الأبيات، ولتصحيح ما وقع من الخطأ واعادته إلى الصواب، في عملية تقويم الوزن، حيث لا يمكن لأحدٍ أن ينكر مدى صعوبة تعلّم العروض الخليلية، ومايلحقها من من العلل والزحافات، وكثرة المصطلحات اللغوية القديمة، والتي قد تتسبب في صعوبة التعلم لدى بعض طالبي علم العروض، الأمر الذي يحتاج لمزيدٍ من الصبر، ليتحقق تمام الإستيعاب لدى المتعلّم، وهناك شروطٌ مهمة جدًا، لكي يصنع الطالبُ من نفسه شاعرًا، ويعدّ نفسه لكتابة الشعر، سيجدها في هذا الكتاب بإذن اللّه تعالى، وأهمها وقبل كلّ شيءٍ الأهليّة الإبداعية، والرغبة والإصرار.
*المصدر / كتاب السبيل إلى بحور الخليل " كيف أعدّ نفسي لكتابة الشعر - أ.د. أحلام الحسن
0 comments:
إرسال تعليق