في عصرنا رأينا العديد من الأقلام المنهكة والتي خيف على الأدب العربي وعلى الشعر الأصيل العروضي الموزون منها ومن انتهاك حرمته الأصيلة بأبياتٍ لا تمت للشعر الموزون ولا للغة العربية السليمة بصلة، ولكن عندما نتطلع إلى الأدب العربي المتجدد في عصرنا الحاضر تثلج صدورنا ونكون على يقينٍ بأن عمالقة وجهابذة الشعر العربي القدامي بيننا ويتجددون نعم لا أبالغ إن قلت هذا، نعم لدينا أصحاب المعلقات ولدينا البوصيري ولدينا سلطان العاشقين ولدينا المتنبي وأحمد شوقي وغيرهم من ملوك الشعر العروضي الأصيل الموزون وضيف جريدتنا اليوم هو أحد هؤلاء من العراق الشقيق ولا أبالغ إن قلت بأن البويصري عاد بيننا ليكتب لنا قصيدة البردة من جديدٍ بعد أن كتبها بأكثر من 160 بيتًا وكتبها أحمد شوقي بأكثر من 190 بيتا، واليوم بين أيدينا البردة الجديدة للشاعر المجدد علي الخفاجي من العراق وهي معارضة لقصيدة البردة للبوصيري وعدد أبياتها فاقت 200 بيتًا ولا أبالغ إن قلت بأنها لا تقل عن مثيلتيها إن لم تزد عليهما فكم معارضةٍ فاقت القصيدة الأصلية وهذا التنافس الشديد حتما ينصب في مصلحة الأدب العربي والشعر العربي الأصيل ليزيده فخرًا وأصالةً على أصالته وأترك القصيدة بين يدي القارئ.
أ.د. أحلام الحسن
كساء البرده
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
إني أتوقُ الى قومٍ لهم سَلمِ
شوق السهول إلى هيبٍ لذي ِقممِ
///
و كلما ذُكرَ الأحبابُ في كلمٍ
طأطأتُ رأسي لهُم في منطقِ الكلمِ
///
إرزيزُ ينتابني و الأفكلُ البرُدا
في سيرةِ المرتجى و الآل و العصمِ
///
يا ُملقيَ النور في بيتٍ لفاضلةٍ
َصلِّ عليهم وبارك سابغَ الكرمِ
///
قد بوركت بطنها حملاً وما وضعت
من كوكبٍ أصبحيِّ الوجهِ مبتسمِ
///
إذ حرّكَ الكفَّ من قمطٍ يعانقهم
كالعقدِ نورًا على جيدٍ لذي شممِ
///
و استبشرَ الشيب من أمرٍ على كبرٍ
إذ يرفع المجد في كفٍ بذا العلمِ
///
و أبشر الفجر في طياتهِ خبرًا
من شيبةِ الحمدِ طفلٌ جاء بالقيم
///
قد ُقلبَ النسلُ من طهرٍ وما سجدوا
إلا لربٍ لهُ الأقداسُ من ِقدمِ
///
أكرم بجدٍ سما بالإسمِ مفتخرًا
محمدٌ علمٌ للناسِ كلِّهمِ
///
في بيتِ طينٍ تنامى بين هاشمها
واستفردَ البدر في بيتٍ و في حرمِ
///
في مولدِ الكون قد لاحت لهُ حممٌ
وانقض إيوان كسرى من لظى الحممِ
///
و أُطفئت جذوةٌ من نارهم خمدت
ثمَّ اوْدقت ِكسفًا بالفرسِ و العجمِ
///
قد جاء من نسلِ أحنافٍ لهم شرفٌ
و الله فضّلهم بالقدرِ و الشيمِ
///
حتىٰ قضى شيبة الأحناف من ُعمرٍ
أوصى أبا طالبٍ بالكفلِ و العصمِ
///
ذا صاحب التاج في أرضٍ و في فلكٍ
و الختم بان على كتْفٍ بذي رَسمِ
///
ذا ساكن الغار في أوحاشها زمنًا
و الوحيُ يأمرهُ إقرأ لذي الكلمِ
///
ياربِ صلّ على محمدٍ و على
ساداتنا آلهِ و الصحب ِمنْ كرمِ
///
مالي أحنُّ إذا قامت نوائبها
للخيلِ مستذّكرًا بدّرًا إلى القدمِ
///
أستمكن الشر من دنيًا لها ورمٌ
واستحوذ الخطب في دهرٍ على الأممِ
///
فليس لي أملٌ غير النداءِ بهِ
ذا أحمدُ المصطفىٰ إذ قال بالنعَمِ
///
ما قال لا رافضًا إلا بمعرفةٍ
جاءته من ربهِ بالنهيِ و الحُكمِ
///
يالائمي بالهوى يكفي ملامتنا
إذ قد جبلنا على ُحبٍ لذي رحمِ
///
إني شغوفٌ لقاعٍ رملها عبقٌ
من إثرِ منتعلٍ قد داسَ بالقدمِ
///
شممتُ عطر الثّرى و العينُ في َحزَنٍ
جمرًا على وجنةٍ شوقًا و في ألمِ
///
يا خالق النور من مصباحِ هيبتهِ
أرجو لواذًا إلى ركنٍ بذي شيمِ
///
يا ُممسكَ الغيض في بأسٍ بكاظمةٍ
عذرًا على ما بدا و النفس في سقمِ
///
إن النفوسَ سعت بالاخذِ مترفةٌ
كالطفلِ مولعةً في رضعةِ اللقمِ
///
أمارةٌ طبعها تسعى إلى شبقٍ
في قولها عسلٌ تزجيك من سممِ
///
هل تحسب النفس إن أعطيتها وقفت
إلا إذا أفطمت من جمحةِ النهمِ
///
كالخيلِ ضابحةً في كلِ غائرةٍ
إلا إذا روّضت بالصبرِ و اللجمِ
///
فلتحذرِ النفسُ من غمزٍ لفاتنةٍ
تلك الدنا و الهوى تأتيك بالتهمِ
///
و رُبَّ طرفتها َتكوي بها المًا
ورُبَّ من ألمٍ يرميكَ بالندمِ
///
إن أضحكت من فتىًٰ أبكتهُ في زمنٍ
حتّى إذا رَضيت ألقتهُ بالبهمِ
///
أرقيتني ناصحًا والنصحُ في سمعي
لكنَّ سمعي هوىٰ في موقرِ الصممِ
///
و النفسُ لو رغبت في شهوةٍ جمحت
حتّى إذا أخذت نامت على التخمِ
///
يا لاهثَ العمرَ في جريٍ على قدمٍ
كيف سبيلُ النَّجا إن ُمدَّ بالقلمِ
///
بالأمسِ كنا هنا نرنو إلى أملٍ
و اليوم تحت الثرى ُنرمى لمنعدمِ
///
قد لا ُنحاسبُ في فعلٍ لهُ عملٌ
أما غدًا نرتجي بعدًا عن التهمِ
///
دع حرصَ زائلةٍ حرصًا على سفرٍ
واشدُدّ على رَحلهِ زادًا إلى الظلمِ
///
فالنفس يشبعها زادٌ لهُ زردٌ
فابحث عن العلم في ركنٍ من النعمِ
///
من تاه فليهتدي في نجمةٍ سطعت
فالنور يبعدهُ عن ظلمةِ العُتمِ
///
من هيبةِ المصطفى لاذت بهِ ُرسلٌ
والآل لاذوا بهِ و الصحبُ بالأممِ
///
إذ يظمأ الصحبُ من حرٍ إلى َعطشٍ
نادى بهم ُنهولاً من رحبهِ السنمِ
///
سل الغمامة عن نورٍ يأرّقها
تعلو بمفخرةٍ ترقى إلى القممِ
///
أو َيحسبُ الغار في ليثٍ يلوذ بهِ
بل لاذ في ليثهِ الغارُ منَ الحُتمِ
///
أكرم بمسرى رسول الله يأخذهُ
من مكةَ استيسر الأهوالَ بالجَدمِ
///
قد أَرّقَ الخطبُ في قلبٍ على تعبٍ
خوفًا على أمةٍ قدّ كابدت بدمِ
///
حتى إذا ما ارّتقى من صخرةٍ و علا
أستقبلتهُ جباهُ الكونِ في حشمِ
///
يا ساقيًا كوثرًا إني لها عطشٌ
هل لي بها شربةٌ من وجهكَ العنمِ
///
مولايَ صلِّ و سلم دائمًا أبدًا
على حبيبك خير الخلق في كرمِ
///
إذ يهبط الروحُ في بيتٍ لهُ خبرٌ
يتلو لهم خبرًا في كسوةِ الحرمِ
///
يا بردةً جمعت من تحتها قدرًا
والنور يجمعهم بالمصطفى الرَّحمِ
///
نادى لبضعتهِ تحت الكساءِ سمت
و المرتضى حاملُ السبطينِ بالأجمِ
///
إذ يرفع الكف من بردٍ إلى طللِ
في عصمةِ الآلِ مبعودًا عن اللممِ
///
فأنزل اللهُ من عليائهِ سورًا
في طهرهم سورٌ في مصحفِ الكلمِ
///
و سدَّ أبوابَ أصحابٍ لهم قدرٌ
إلا لبابِ العلى للآلِ بالكرمِ
///
محمدٌ وطنٌ من نسل أطهرهم
و المرتضى بابهُ للعلمِ و الحِكمِ
///
يومٌ إذا أقبلت نجرانها ودنت
بين الديارِ أتوا سؤلاً و بالعَمَمِ
///
قد طلَّ في وهجٍ و الناسُ تنظرهُ
حقٌ بطلّتهِ تنأى عن التهمِ
///
تلك الفضائلُ في بيتٍ لرفعتهِ
في عصمةٍ ُخلقت و الناسُ من لممِ
///
ليت الجموعَ لقت من فيضهم غرفًا
من بعد منقلبٍ صاروا لمنعدمِ
///
هل حكّموا َعقلهم أم جهلهم َحكمًا
بل أفسدوا حسداً في حضرةِ الحَكمِ
///
مابال قومٍ إذا أوعظتهم نفروا
والعكس في تركهم جاؤكَ بالقَدمِ
///
ياسيد الكون في أرضٍ وفي رسلٍ
و سيدًا شرفًا للعُرب و العجمِ
///
أبحرتَ في لججٍ تعلو شواخصها
ترجو لمن تاهَ أن يصحو من الحلمِ
///
عانيت من أمةٍ في قلبها ِخصَمٌ
في أمرهم راجيًا من بيعةِ الخُصمِ
///
ورحتَ تجمعهم في َحجةٍ علنًا
جهرًا على أمةٍ في خطبةٍ ِبخمِ
///
يا أيها الناسُ قد أُوحي لنا خبرٌ
من كنت مولاهُ في فضلٍ وفي نعمِ
///
قالوا و في جمعهم أنتَ الرسولُ لنا
أنتَ المبشرُ في نورٍ إلى الأممِ
///
إذ يرفع الكفَّ في قومٍ على حدثٍ
كفٌّ بها أطفأت نيرانَ من ِضرمِ
///
للمرتضى موطنٌ في جمعكم وهدى
من قبلِ أن تشطبَ الأنفاسُ بالقلمِ
///
هذا أخٌ لي شريكٌ في فضائله
لم ُيحصها غير من أعطاهُ في كرم
///
ذاك الوليُّ الذي قد باعَ في زمنٍ
نفسًا إلى أحمدٍ في شريهِ العظمِ
///
قد باتَ متكلاً باللهِ في عملٍ
يرجو بها بيعةً للهِ في الظلمِ
///
يا أعدلَ الناسِ في ُحكمٍ لذي َحكمٍ
أنت الصراطُ إلى هديٍ لذي َحكمِ
///
أنت المحاميُ عن حقٍ ُعصمت بهِ
كالبدرِ جنبًا إلى شمسٍ منَ الحممِ
///
والنورُ فيكَ َعلا قدرًا لهُ َعمدٌ
يمتدُ من أحمدٍ ِباللطفِ وَ العصمِ
///
.تلك الذراري لهمّ مجدٌ بهِ ِقدمٌ
نسلُ الخليلِ أبًا للرسلِ والأممِ
///
من فيضِ منتهلٍ يسقي على كرمٍ
فيضَ العلومِ على جودٍ منَ القممِ
///
فالأنبياءُ روت ثغرًا بهِ عطشٌ
أرويتهم غدقًا في شربةٍ ِلضمي
///
مولايَ إن قلتَ لا ألزمتنا حججًا
والخيرُ في ماترى بالحرب و السلمِ
///
حتى حمى نابها ألقى أخاهُ بها
كالليث ِ يطحنهم ذروًا إلى َهشمِ
///
و الحربُ قائمةٌ بدرًا إلى أحُدٍ
الحربُ يلعبها لهوٌ و في َحسمِ
///
والصحب يوم إذٍ في خيبرٍ رجعوا
قد هالهم سمعةٌ من مرحبِ الأ جمِ
///
َفأُرسلَ الليثُ في ألجاجِ معركةٍ
طحنُ الرحى ذارياً في القدَّ والقطمِ
///
والخندقُ الغائصُ المهياعُ تحفرهُ
أيدي الصحابةِ في شغلٍ و في هممِ
///
فاقتدحت شررًا من صخرةٍ و لضت
ُبشرى لهم خبرًا من صخرةٍ َصممِ
///
والوحيُ يخبرهُ في فتحهم َعجبٌ
والطوقُ في عجمٍ نلقاهُ من عجمِ
///
لما أعدّوا لها حربًا على عددٍ
والعين تنظرهم و الخيلُ في اللجمِ
///
والله ناصرهم في دعوةٍ سبقتْ
والكفرُ يبرزُ بالميدانِ و الخضمِ
///
إذ صاح في جمعهم من لي أُعجّلهُ
في جنةٍ رامها في ضربةٍ ِقطمِ
///
فالصحب يومئذٍ أرجافُ من رعدٍ
حتى إذا بحَ في صرخٍ و مضطرمِ
///
طلَّ الفتى بارزًا كالبدرِ ممتشقًا
فقارهُ تائقٌ في ضربةِ الحُسم
///
كم هللَ الوحيُ في كونٍ لضربتهِ
في قولِ أن لا فتىً إلا لذي الهممِ
///
لولا دماءٌ جرت لم يستقم علمٌ
حتى ولا ذُكرَ الأسلامُ في حرمِ
///
فالمجتبى جعلَ الأرواحَ في زردٍ
والنفسُ قدّ باعها للهِ في سممِ
///
أما حسينٌ فقد أعطى السيوفَ روىً
من فيضِ منحرهِ للدينِ و الخُتُمِ
///
تلك الدماءُ روت للدينِ ملحمةً
ياليتها أمةٌ ودت بذي رحمِ
///
وأومضت َحزَناً عينٌ على هدبٍ
مغرورق الخدّ في دمعٍ و في ضرمِ
///
مولايَ من أنت قد أطلقتهم رجعوا
واستوطنوا مدنًا بالجورِ و الحكمِ
///
قد أَزبدَ الدهر من غبرِ الوجوهِ أتت
من فرجِ غانيةِ السفيانِ من زنمِ
///
مثل الحصى نسلوا أعدادُ من سفحٍ
درّت جريرتها حيضًا من الرحمِ
///
مولايَ حكامنا في روحهم َنتنٌ
قد أزكمت أُنفٌ قيحًا لفعلهمِ
///
واستبدلوا سنةً في الدينِ من كذبٍ
ودًّا إلى أصفرٍ تنحازُ كالغنمِ
///
مولايَ شكوتنا من عمرنا أخذت.
نارٌ بعبرتها َحمراءَ بالكلمِ
///
نرنو إلى فرجٍ في ردحةٍ زمنًا
و العمرُ في أزفٍ قضمًا بمنقضمِ
///
هل باللقا فرحٌ جبرًا لكسرتنا
أم علّهُ زمنٌ بالقبرِ مختَتِمِ
///
مولايَ قد قطِّعت أعقادُ أمتنا
وأصبحت هذهِ الأعقادُ كالرممِ
///
والعُربُ في حدثٍ جاءتْ بهم سحبٌ
مطارةٌ زبدت من رعدها السطمِ
///
قد كانَ أجدادنا في فتحهم قصصًا
قدحُ الخيولِ لهم و الكرُّ في الهممِ
///
كانوا إذا َحكموا للعدلِ كفّتهمْ
في ُحكمهم عدلوا و القولُ بالنظمِ
///
مولايَ جمجمةٌ للعُربِ قد ُصدعت
ذاك العراقُ رمي في لاعجٍ َجثمِ
///
والشامُ قد دنست والأرضُ قد وطأت
قدألبست شامُنا ثوبًا من الحممِ
///
و القدسُ قبلهما راحت بلا ثمنٍ
عذراً إلى قدمٍ أسرت إلى حرمِ
///
ذاك الحجازُ فقد أُعطى إلى وزغٍ
أرضُ الجدودِ صفت للعورِ و القزمِ
///
مولايَ مازالت الأعناقُ في صفدٍ
بالقيدِ ملجمةً كالكبشِ في أطمِ
///
قد ناظرَ الوقت ُفي جزرٍ وفي زمنِ
يصبو إلى هربٍ عن موقدٍ َفحِمِ
///
يا ناقةَ القلب كم كلَّ الزَّمانُ و قد
جاءت همومٌ أتت ترمى بكل رمي
///
هل لي بنجدتنا من كل غائرةٍ
بالعذرِ تعذرنا يا صاحب الشيمِ
///
ألله أعلم ما بالروح من ولهٍ
تصبو إلى قمرٍ نوّار في الظلمِ
///
ألله يعلم ما بالعين من أرقٍ
حتى إذا سهرت في حلمها ألمي
///
اللهُ يعلمُ أن الوجدَ يفرطني
شوقًا إلى رؤيةٍ من وجهكَ العنمِ
///
ياملقي الحبَّ في قلبٍ إلى أملٍ
ماانفكَّ َيشهقهُ بالطيبِ و النسمِ
///
صوتٌ بمكةَ للرحمنِ في صدحٍ
صوتُ الأذانِ على سمعٍ كما النغمِ
///
في ذكرِ أحمدَ إذ ُيشفي لنا كبدًا
في مرهم المصطفى نشفى منَ السقمِ
///
من لي بريحٍ غدت بالأمسِ و ابتعدتْ
في عطرِ بردتهِ طيبٌ لذي شممِ
///
سادتْ قريشٌ على ُعربٍ بأنَّ بها
بالأصلِ أمُّ القرى للدين والسَلمِ
///
واليومَ أم القرى يكفي بها شرفًا
في مجدِ أحمدها للعُربِ و العجمِ
///
هل يفخرُ البحرُ في أطوادِ موجتهِ
أم تفخر ُالريحُ إن مرّتْ على اللطمِ
///
ما مثلهِ أحدٌ في ُخلقهِ أبدًا
الله خالقهُ من باذخِ العظمِ
///
الأنبياءُ على شوقٍ و في ولهٍ
نحو العقيقِ شذًا بالدُرِّ و النظمِ
///
هذا الكتابُ علا ذكرًا يرتّلهُ
لا فرق بينهما بالقولِ و الحِكمِ
///
أعطى ليوسفَ من حسنٍ على قدرٍ
و الحسنُ أجمعهُ أُعطى إلى العلمِ
///
لا يفخرُ الصدقُ في إسمٍ فمصدرهُ
المصطفى أصلهُ الخالي من التُهَمِ
///
قل للذي رامَ في شكٍ بدعوتهِ
إن الجهالةَ قد تزجيكَ في الندمِ
///
في كل لفظٍ إلى ذكرٍ أتى سمحاً
يوصيك قولاً إلى هديٍ و بالعصمِ
///
ليت الحواسَ صَبتْ في لطفِ نبرتهِ
يتلو لنا سورًا من صوتهِ النغمِ
///
طوقٌ بهِ ِحرَزٌ عن كلِ غائرةٍ
يرجو لنا حذرًا من كلِ ملتحمِ
///
لمّا أتيتَ بها قاموا على قدمٍ
لفّت كواكبها بالشمّسِ كالنظمِ
///
صلى بهم كلهم في ليلةٍ عظمت
بالأنبياءِ بهم كالبدرِ في النجمِ
///
حتى ارتقى بينهم للهِ في ُنسكٍ
في جنبهِ رسلٌ كالليثِ في الأجم
///
و اللوحُ منفردٌ والكفُّ ما وقفتْ
قد َخطَّ في مددٍ شرعًا و بالقلمِ
///
و الجنُّ في عجبٍ تصبو لدعوتهِ
في جمعهم أقدموا للسمعِ من ِحكم
///
ُحكمًا و أدعيةً للدّين قد َسمعت
قد أسلمت فزعًا من زلّةِ القدمِ
///
فالحبُّ مقترنٌ بالروحِ في قمرٍ
ُحسنُ الخصالِ بدت في مقدمِ العلمِ
///
تلكَ السعادةُ ِفالدنيا بأنَّ لهم
نبراسُ نورٍ على دربٍ أشقُ ِّ ظمي
///
نحتاج ننهلُ من غيثٍ و من مطرٍ
َسقيًا لأكبادنا من َحيرةِ البهمِ
///
ياربّ صلّ على نورٍ بدأتَ بهِ
في بطن ِ مكّةَ في بدءٍ و مختتمِ
///
و الأزْهرِ الآل في كونٍ وفي فلكٍ
ساداتنا عددًا بالفضلِ و النعمِ
///
و الصحبُ في طاعةٍ منهم وقد نهلوا
ودَّ نبيِّ العلا بالصبحِ و الغسمِ
///
من قالَ فيكَ بلا فقهٍ ولا مددٍ
تلك الجهالةُ أعرابٌ بلا ِحكمِ
///
ماقدَّروا قولةً للهِ في سورٍ
ماقدَّروا حجّةً بالعلمِ و القلمِ
///
بل قريةً للقرى أمًّا لها ُنسبوا
أميةٌ أُزلفت بالدّينِ و القيمِ
///
قرطاسُهُ ذهبٌ يملي إذا قرأت
للمصطفى مددٌ يسعى إلى القممِ
///
في بعثهِ صلةٌ في أُمةٍ َجمعت
سيفًا و عهدًا لها ِفي الحربِ والحَدمِ
///
ها قد أتى كاملاً ِفي الخلقِ مكرمةً
يعطي لنا سننًا نرقى إلى النجمِ
///
من مثلهِ ملقيًا عن كفنا صفدًا
هاقد أتى راتقًا للفتقِ باللحمِ
///
لولا كلامٌ مضى من ربهم هرعوا
في غيهم زمرًا في عتمةِ الظلمِ
///
المصطفى صنعةٌ للهِ معجزةً
بالعلمِ مقدَمه في منطقِ الكلمِ
///
يا سيدي قد أتى جهلٌ بنا زمنًا
بل قد شدى هائمًا وانحازَ للصنمِ
///
فالجهلُ يسعى إلى ِعرقٍ لذي صنمٍ
وكم إلى صنمٍ أضحوا كما الغنمِ
///
كيف اللقاءُ غدًا و النفسُ ملجمةً
صغرُ الذنوبِ غدًا أعلى منَ الهرمِ
///
يا قلبُ معذرةً و العذرُ في َخجلٍ
فالنفسُ إن تخمت تشكو من السقمِ
///
يومٌ إذا ُقرعت أبوابنا طلبًا
والضيفُ ينظرنا بالدّينِ و القضمِ
///
أين المفرّ و قد ُعلِّقتَ في شبكٍ
يطويكَ في ُعقدٍ َظفرًا إلى البرمِ
///
فالنفسُ ُيسكرها حبٌّ و منفعةٌ
والسكرُ من ميتةٍ هولٌ إلى العدمِ
///
من برزخٍ فَزَعت أبصارها نظرًا
والحدُّ في نظرٍ والطرفُ في البهمِ
///
حتمًا ترى نورهُ كالبدرِ في نجمٍ
ذاك النبيَّ على عرشٍ و في رحمِ
///
حيث العيون بكت حزنًا و في فرحٍ
فاستذكرت أهلها و الفكرُ بالنجمِ
///
أين المفرُ غدًا و القبرُ يطلبنا
غفرانهُ نازلٌ أم لفحةُ الضرمِ
///
نطوى بأسئلةٍ و النطقُ منعقدٌ
والخوفُ من ُظلمٍ في و حشةِ العُتمِ
///
أينَ النعيمُ على أرضٍ بها سعةٌ
أينَ الحريرُ إذا قد بتَّ في طممِ
///
أينَ اللذيذُ وقد أتخمتَ من شبعٍ
طيبُ الطعامِ يزيد النهم َ بالتُخَمِ
///
أينَ الملوكُ التي تيجانها دُرَرٌ
أينَ العروشُ إذا طافت على الحممِ
///
أينَ الذي يدّعي بالجيشِ عدتهِ
بالحربِ منتصرًا و الخيلُ كالحممِ
///
تلك الخدودُ التي كانت منعمةً
راحت إلى تربها للدّودِ و النهمِ
///
يا ساكنًا طللاً لا فرق بينكما
من حلَّ في قصرهِ أو ساكن الخيمِ
///
فالكلُّ في كمدٍ يرجو بتربتهِ
زادًا بهِ شبعٌ في منزلِ الديمِ
///
يا ويحَ أنفسنا إن أهدرت َنفسًا
هيهات رجعتها عن شهقةِ الندمِ
///
أدعوكَ ياربنا في ُكلِّ ملحمةٍ
أرجو الخروج على أيدٍ لذي عظمِ
///
أدعوكَ ياربنا في ُكلِّ نائبةٍ
أرجو شفيعًا على هولٍ و ملتحمِ
///
أدعو و من أحمدٍ ركنًا و معتمدًا
ربّي فزد لي رضًا يا بارئَ النَسمِ
///
أدعوكَ ياربنا في حاجةٍ َصعبتْ
عفواً بهِ راجيًا صفحًا من العظمِ
///
ذاكَ المكينُ الذي في فيضِ هيبتهِ
آتيه ُمستحييًا ِبالذنبِ و اللممِ
///
هل لي بمغفرةٍ في طيبِ مكرمةٍ
بين العبادِ أرى لطفًا من الكرمِ
///
و الحصنُ من آلهِ أرجو بهم مددًا
فالقصدُ في بغيتي أنجو منَ الحممِ
///
أني أحن إلى قومٍ و لم أرهم
شم الجباهِ على ِعلمٍ و في سنمِ
///
أقداسُ في أنفسٍ باللطفِ عصمتهم
أهل النبيّ على طهرٍ و في عصمِ
///
إني أتوقُ إلى عطرٍ ببردتهم
أضواعُ أقداسهم من سالفِ القدمِ
///
و الدمعُ يذكرهم في ُكلِّ نائبةٍ
حتى و إن طربت مطواقةُ النغمِ
///
و القاع في أثرٍ من طيبِ أرجلهم
طوبى لقاعٍ زكى من دوسةِ القدَمِ
///
ياليتني رمَلٌ في بابِ منزلهم
ياليتني غبرةٌ في الكعبِ و الأدمِ
///
ياليتني معهم راءٍ إلى قمرٍ
في هيبةٍ طلعت للناسِ و الأُممِ
///
فالشوقُ يأسرني في حسنِ طلتهِ
و الخالُ في خدّهِ نورًا لمبتسمِ
///
بدرٌ تفردَ في قدرٍ على شبهٍ
كأنهُ المصطفى بالهيبِ و العنَمِ
///
تلكَ البقيةُ في أرضٍ و من زمنٍ
ذخرًا إلى حقبةٍ للعدلِ في الأممٍ
///
يا جنةٌ للورى و الخلقُ ترقبهُ
والخلقُ تنظرهُ من َغيبةِ القِدمِ
///
عجّل بربّكَ إنَ القلبَ في كمدٍ
و النفسُ مجمرةٌ و النارُ في ضرمِ
///
كتبتُ في ولهٍ للمصطفى نظمًا
و الشوقُ في لهفةٍ قد زاد بالنظمِ
///
مولايَ صلِّ و سلم دائمًا أبدًا
على النبي و آلِ البيتِ و الحَرَمِ
0 comments:
إرسال تعليق