• اخر الاخبار

    السبت، 17 أكتوبر 2020

    الكاتب العراقى محمد العبودي يكتب عن : نُريدُ وطن.

     



    الوطنُ موجودُ وها نحنُ نعيشُ فيهِ، الحقيقة لو نستبدلُ هذه العبارة ونقولُ: نُريدُ إنسان.فالأرضُ لا تبني الإنسانَ ولا تعمّر الإنسان ولا ترمم ما بداخلهِ من دمار ولا تحول روحه القاحلة إلى جنان بل الأرض تحتاجُ

    لبناء وإعمار، تحتاجُ إلى إهتمامٍ وهذا لا يأتي من فراغ بل يتم من خلال الإنسان هو مَن يحدد صلاحية هذه الأرض من عدمها،

    اذن نحن بحاجة إلى إنسان يبني نفسَهُ بنفسهِ ويرممُ ما إجتاحهُ مِن دمار فكري وعقائدي نعم هذه حقيقة وعلينا التسليم بها،

    فالوطن عبارة عن أرض ونحنُ مَن يستطيع تحويلها إلى جنةٍ

    مليئة بالأزهار وكذلك ممكن نحولها إلى أشلاء مقطعة لا قيمة لها.

    أجل فالوطن بدون الأنسان عبارة عن خربة لا قيمة لها،

    فلا جمال يزينها ولا إعمار يتخللها ولا يد تسقيها فما قيمتها..؟

    فلو أعدنا النظرَ  في بناء ذاتنا بناءًا صحيحًا يقوم على الصدق والنزاهة والأصالة والحب، ولعلّهُ أهما لما له من دور في توطيد العلاقة ليس فقط بين أبناء البشر، بل حتى بين المخلوقات أجمعها فإذا أحبَ الأنسانُ أرضَه حولها إلى جنّةٍ وإن أحبَ الزراعةَ طوّرها ليجعل منها مصدر رزقٍ يعتاشُ عليه ومصدر راحةٍ له وان أحبَ التجارة أبدع فيها وحولها إلى حركةٍ ونشاطٍ وحيويةٍ وعلاقاتٍ متبادلةٍ بين الأفراد والمجتمعات والدول وإن أحبَ الدّينَ جعل من نفسه ملاكًا يسير في الأرض، إن تعامل معه بصورة صحيحة، وإن أحبَ الإنسانَ تحولت حياتهُ إلى سعادة لا وصفَ يرتقي لوصفها،

    فكيفَ بهِ إذا أحبَ  الأوطانَ...؟!

    فقبل أن نطالب بوطن دعونا نطالب بإنسان يبني ذلك الوطن

    يهتم به يصنع ويزرع ويبني ويدرس ويشيّد ليكون هو سيّد الأرض والوطن.

    نحنُ بحاجةٍ لبناء أنفسنا جميعًا نهذّبها من الغريب الذي طرأ عليها ونصحح مسارات أفعالها التي نظنُ مخطئين أنّها

    صحيحة، ونرفض السلوكيات الغير لائقة بنا كعنوان مكرّم من الله "خلقنا الأنسان في أحسن تقويم".

    تخريب التقويم وتشويه صورنا وذاتنا من قبلنا نحن وليس من قبل الله، نعم نحن من شوهنا صورة الأنسان حين تحولنا إلى مجرد آلة للقتل والترويع والدّمار وهذا ما يخالف المبدأ الذي من أجله خُلِقَ الإنسان.

    علينا أن نفهم ما هو الوطن وما يحتاجه منّا،

    وعلينا كذلك أن نفهم ماذا تعني الوطنية لنتعايش فيما بيننا

    بهدوءٍ وأن ندركَ قيمة الإنسانية الحقيقية ونسعى جاهدين لنيلها أو الوصول إليها لنسمو بأنفسنا عن المناكفات والعوارض التي إجتاحتنا لتحولنا إلى نشاز يشمئزُ الوطنُ منا.

    فالحضارات التي عرفناها من خلال الكتب وأطلعنا عليها وجدنا أنّ الإنسان هو مَن أسسَ لها وصممَ وشيّدَ وليس الارض التي قامت بذلك....؟!

    فمتى ما مبينا انفسنا بناءًا صحيحًا أرتقينا لإن نعيش في وطن يليق بنا.

    والغريب في الأمر ظننا بأنّ التخريب والدّمار والتشوية والقتل والصراعات هي التي ياتي من خلالها العيش الرغيد في وطن مستقر وسعيد؟

    وهذا بالفعل ليس بصحيح.

    فمتى ما إستطعنا التعايش فيما بيننا كبشر تحكمنا قوانين المحبة والعرفان والإحترام والنظام حينها نستحقُ وطنًا يُليقُ بنا.

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الكاتب العراقى محمد العبودي يكتب عن : نُريدُ وطن. Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top