ايها الصبح المغادر كل يوم..
تاتي إلينا ضاحكاً او مبتسماً...
وتسافر كئيباً كأنك لا ترى فينا الطريق..
رسمت العيون بلا جفون..
على وجه كل بغيض ونسيت الصديق..
ومضيت تحمل في كفيك نورا..
كل مَنْ يراه يظنُ ان الدنيا في حريق..
اطبق جناحيك في ظلام الردى ..
وأسأل البحر كم ضم في الاعماق غريق..
يا مَن تنادي على الشمس هلي واشرقي..
نادي على نفسك ان تصحو في اوج الشهيق..
نحن مددنا للعمر سنيين الخوف صمتاً ..
وبكت على جراحاتنا عيون الغريب والشقيق..
وزرعنا في الظلال زهور الهوى..
علها تأتينا بعطر شفيق..
شربنا من كؤوس الشوق عذابات الماضي السحيق..
واسقطنا من الخيال اساطير الغرام وفتنة العشيق..
فتفتحت ابواب الحياة المؤصدة ..
وَغمرنا مسك رحيق..
صبرنا على جمرة الاعداء..
وهي تكوى الجسد العريق..
قد مللنا قساوة الليالي ..
وهجرنا لغة الكلام الرقيق..
ما زلنا نعلق ألآمال على طيف يًمر..
يسعفنا من هفوة الضيق..
ويمر على عقول في رؤوس المطايا..
يقنعها بأننا تعبنا نسمع النهيق..
يا ليتها تعرف ان للتاريخ يراع..
لا يَكلُ عن التدوين والتطويق..
مهما طال الظلام وتعطل بَزغَ الشَّرِيق..
0 comments:
إرسال تعليق