• اخر الاخبار

    الخميس، 15 أكتوبر 2020

    طائر الشوق..قصيدة للشاعر العراقى : ضمد كاظم الوسمي



     


    نَبْضُ النَّسيمِ يُهامِسُ الْأَطْيارا


    وَالطَّيْرُ نَعْسى تَهْجُرُ الْأَوكارا


     


    وَالْوَجْدُ يَشْكو في الْفَيافي غُرْبَةً


    لِلشَّمْسِ حَتّى جابِتِ الْأَمْصارا


     


    رُحْماكِ لَو تَأْتينَ دارَ أَحِبَّتي


    هَلّا أَجَبْتِ الْوالِهَ الْمُحْتارا


     


    أَدّي السَّلامَ وَغِنْوَةً في دارَةٍ


    ما أَبْقَتِ الدُّنْيا بِها دَيّارا


     


    وَاحْكي لَها شَوقَ الرَّبيعِ لِزَهْرِهِ


    حَتّى يُداعِبَ ضَوْؤُكِ الْأَشْجارا


     


    آهٍ لَوِ الْأَشْواقُ تَصْحَبُ نَجْمَةً


    وَتَلوذُ في جُنْحِ الظَّلامِ فِرارا


     


    آهٍ لَوِ الْأَنْسامُ تَهْجُر صَيْفَها


    وَبَدَتْ نَواعِيرُ الْغَرامِ قَفارا


     


    لَغَدَتْ عُرى الْوَطَنِ التَّلِيْدِ نَوادِباً


    وَغَدَتْ بَساتِيْنُ الْحَياةِ صَحارى


     


    لكِنَّهُ الْوَطَنُ الرَّؤوْمُ مَلاذُنا


    في حُبِّهِ كُلُّ الْقُلُوْبِ سُكارى


     


    رُسِمَ الْجَمالُ عَلى أَساريْرِ الْمُنى


    فَتَناهَدَتْ لِلْعاشِقيْنَ عَذارى


     


    وَغَفا النَّسِيْمُ مَعَ الْجَدائِلِ كَالْوَنى


    وَرَذاذُهُ يَتَوَسَّدُ الْأَسْحارا


     


    يا شَمْسَنا أَصْباكِ مِرْسالُ الْهَوى


    ضَوعُ التَّحِيّةِ يُونِقُ الْأَزْهارا


     


    كُونِي كَأَلْحانِ الرُّبى زُغْروْدَةً


    وَالشَّوْقُ طَيْرٌ يَضْربُ الْأَوْتارا


     


    هذي السَّماءُ تَوَسَّمَتْ لَوْنَ النَّدى


    وَاللّيْلُ عُرْسٌ صافَحَ الأَقْمارا


     


    آهٍ أَيَا ذِكْرَى الْحَبِيْبِ وَلَوْعَتِي


    مِثْلَ الضِّفافِ تُعانِقُ الْأَنْهارا


     


    يا طائِرَ الشَّوْقِ الْمُعَنَّى طَيْفُهُ


    دَعْهُ يَمُرُّ عَلى الْخَلِيْلِ نَهارا


     


    إِنْ لَمْ تَدَعْهُ يَمُرُّ في أَحْلامِهِ


    لَوَجَدْتَ رُوْحي وَالْفُؤادَ حَيارى


     


    سَكَنُوا الْقُلوبَ وَإِنْ نَأَتْ أَبْياتُهُمْ


    وَبِهِمْ مَضَتْ في حِلِّها أَسْفارا


     


    وَاللَّيْلُ سَكْرٌ وَالنُّجُومُ تَلَأْلَأَتْ


    وَالْبَدْرُ في سُفُنٍ يَجُوبُ بِحارا


     


    لَوْنُ الرَّبِيْعِ كَلَوْنِهِمْ مُتَضاحِكٌ


    وَالزَّرْعُ زاهٍ يُثْمِلُ السُّمّارا


     


    شَوْقُ الْحَصادِ عَلى شِفاهِ مَناجِلٍ


    كَشَفا وِصالٍ يَقْطُفُ الْأَزْهارا


     


    يا شَمْسَ أَيّامِي السَّلامُ أَمانَةً


    مُرِّي عَلَيْهِمْ وَاكْتُبِي الْأَخْبارا


    ***

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: طائر الشوق..قصيدة للشاعر العراقى : ضمد كاظم الوسمي Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top