• اخر الاخبار

    الخميس، 16 أبريل 2020

    ترسيخ دعائم التنمية والبناء في استثمار الطاقات الشابة


    ترسيخ دعائم التنمية والبناء في استثمار الطاقات الشابة
    دراسة وبحث :الدكتور عادل عامر
    الملخص:
    يقدّم هذا البحث دور الدولة لتأهيل الشباب وإدماجه اجتماعيا ومهنيا ومدى تحقيق الأهداف التنموية. ومن أهمّ النتائج البحثية التي يخلص إليها هذا البحث هي: صعوبة تحديد مفهوم الشباب، الناتج عن كثرة التعريفات له.
     أمّا مفهوم التنمية فهو بدوره لم يحقق اجماعا حول مضمونه رغم التقاء المشتغلين عليه في نقطة مفادها: بأنّ التنمية عملية تغيير اجتماعي إرادي وهادف.
     فهي استراتيجية لتحسين وضع الشباب، ولا تستقيم دون المشاركة الفعّالة للشباب. ويعود فشل التنمية في البلدان العربية لإتباعها للنموذج الغربي، وعدم الفهم العلمي للتنمية، وتنفيذ الحكومات في الغالب لمشاريع تنموية، دون استشارة حقيقية لأفراد المجتمع وتملص الدولة من دورها تجاه الشباب.
    فلكي تتحقق النهضة التنموية بالبلدان العربية فعليها الاهتمام بالشباب حتى يتمكّن من تخطي المشاكل المتنوّعة التي تحول بينه وبين الشراكة الفعّالة في التنمية، مع ضرورة التوصّل إلى خطّة تنموية تتفق مع كافة الأبعاد في المجتمع حتى تحقق النقلة والإقلاع التنموي الهادف. تمثّل فئة الشباب من أهم الموارد البشرية،
     وتعتبر رأسمال كل المجتمعات التي تريد تحقيق نهضتها وتنميتها، خاصة لدى المجتمعات النامية التي ترتفع بها نسبة الشباب مقارنة بالبلدان المتقدمة التي تشكو من تهرّم سكاني رهيب. ولهذا يطرح موضوع الشباب مسألة المكانة والأفاق داخل كل المشاريع التنموية في المجتمع.
    ومن خلال الاهتمام بموضوع الشباب في منظومة تنمية الموارد البشرية واستثمارها، ندرك منذ وجود العديد من الإشكاليات المتعلّقة بالشباب والتنمية. ويتحول هذين المفهومين إلى موضوع جدير بالبحث والاهتمام من قبل الدارسين والباحثين. فما هي طبيعة العلاقة القائمة بين الشباب والتنمية؟
     وما هي استراتيجيات وأفاق التنمية للنهوض بالشباب العربي؟ وما مدى تحقيق الأهداف التنموية مقارنة بالاستراتيجيات والبرامج المعلنة لها؟
     أن تقدم المجتمع في قدرة شبابه وشاباته على الاسهام في التنمية الوطنية المستدامة والمنافسة في الاقتصاد العالمي هي دالة تميزه بالإضافة الى ضرورة وضع الشباب على سلم الاولويات الوطنية وتنشئة جيل من الشباب المؤمن بعقيدته والمنتمي لوطنه وامته وولائه لقيادته، مما جعله يدرك أهمية تطوير استراتيجية وطنية للشباب، اتبعت في اعدادها منهجية علمية تشاركية تعاونية ميدانية، تضافرت فيها الرعاية الحثيثة للقيادة الهاشمية وايمانها المطلق بدورهم الاساسي في التنمية المستدامة والجهود الحكومية والاهلية والتطوعية والجهود الدولية ومشاركة واسعة من القطاع الشبابي والعاملين فيه.    إنّ القيادة التي تكون بيد الشاب تتسم بالتغيير السياسي والاجتماعي نحو الأفضل، وتتمتع قيادة الشباب بالنشاط والحيوية والتعاون للوصول إلى النهضة والرقي بالمجتمع كافة . إن ازدهار الأوطان وتقدّمها مصدره الشباب،
    حيث إنّ وجود الموارد الطبيعية والإمكانيات المادية دون توفر الموارد البشرية لا يمكن الاستفادة منها، لأنّ الموارد البشرية وخاصةً فئة الشباب هي من تقوم بعملية التخطيط والإدارة والسعي لتنمية كافة القطاعات وتطويرها، مثل التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية، والمساعدة في المحافظة على استدامة الموارد الطبيعية إلى الأجيال القادمة .
    إن أهمية الشباب منذ أقدم العصور ودور الشباب يحتل مراكز متقدمة جداً في بناء المجتمعات حيث إنّ صلاح المجتمع يعتمد على صلاح أبنائه الشباب، فالدعوة الإسلاميّة قامت على كاهل الشباب، وكان الشباب هم الفئة الأكثر إسلاماً في البداية،
    وهنا تكمن أهمية فئة الشباب إذ أنّهم قابلون للتطور والتغيير، وبناء نهضة في زمن قصير، لأنّهم يتمتعون بصفات عدة تساعدهم على ذلك مثل النشاط والقوة الجسدية والفكرية وغيرها، فالشباب ذكروا في مواطن كثيرة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ممّا يدلّ على أهميتهم في بناء المستقبل .
    وكلّما كانت فئة الشباب أكثر نضوجاً وتعليماً كانت المجتمعات أكثر نهوضاً، ولا نعني بالشباب فئة الذكور فقط، بل تضمّ فئة الإناث التي لا يقل دورها أهميةً عن دور الذكور، فهي من تربي الأجيال وهي نصف المجتمع .
     وهناك دور كبير يقع على عاتق الاسرة وهو القيام على تربية الأبناء أخلاقياً واجتماعياً ودينياً، لينشأ جيل من الشباب الواعي الذي يشكّل المجتمع وبالتالي الدولة .
    وعلية رأي الباحث أهمية تناول هذا الموضوع لا يمكن الرقي بدون مشاركة الشباب، فمهما كانت حاجتنا للخبرات، فلا بد من الاستفادة من طاقة الشباب والاستعانة بها . كل ذلك ستكون نتائجه رائعة وسيعود بالنفع والفائدة على شباب الوطن، وهذه الأدوار المهمة ستقدم للوطن نماذج من الشباب يُعتمد عليهم في مسيرته الإنمائية المستمرة، والذين سيكونون صمام أمان لوطنهم، وضمان استقرار لمجتمعهم .
    إذا تم تسليط الأضواء  علي ان الشباب طاقة إنسانية متميزة بالطموح والحماسة والسعي نحو الاستقلال وحب الاستطلاع والمعرفة والتطلع نحو المستقبل بكل ثقة وعزم, وهم أساس التنمية والطاقة الكبيرة التي ينبغي الاستفادة منها في عملية التنمية الوطنية الشاملة في المجالات المختلفة السياسية, الاقتصادية, الاجتماعية وفي مجالات البحث العلمي والتقدم التكنولوجي.
     قد أثبتت معظم الدراسات الاجتماعية والتربوية على إن مستقبل أي مجتمع أو وطن يكون نابعا من طاقات الشباب والتي تساعد على تنمية المجتمعات وتطويرها وتأهيلها نحو الأفضل معتمدا في ذلك على تشجيع الشباب وإبراز قدراتهم في قيادة المواقع والمراكز المتقدمة, لان مرحلة الشباب  مهمة وفيها يتم صقل الشخصية المتوازنة للشباب وذلك حسب طبيعتها الديناميكية في كافة المجالات وخاصة لدى الجيل الناشئ.
    يتكوّن المجتمع من مجموعة من الأفراد كبار وشباب وصغار من مختلف الجنسين، حيث إنّ صغار السن وحسب التصنيف العمري العالمي هم اللذين تتراوح أعمارهم من يوم إلى أربعة عشر سنة، وفئة الشباب من سن الرابعة عشر إلى سن الأربعة والستين، وأمّا فئة كبار السن فهم من تزيد أعمارهم عن خمسة وستين .
    ويكون تصنيف المجتمعات بناءً على نسبة كل فئة من الفئات السابقة الذكر، فهناك مثلاً المجتمع الفتي والذي فيه نسبة الشباب تفوق نسبة كبار السن، وما يميّز المجتمع الفتي هو أنّه أكثر قدرةً على الإنتاج وعلى مواكبة تطورات العصر السريعة، لما يمتلكونه من طاقات عالية وقدرة على التحمل تفوق تلك الفئتين الصغار وكبار السن.
    وعلية فقد بينت نتائج الدراسة إن الشباب هم صمام أمان الأمم، ومقياس قوتها، وهم ثروتها وخير من يقودها، وهم مقياس تقدمها أو تأخرها ومعيار رقيها أو تدهور أحوالها، ومع ذلك فهم لا يحظون بالاهتمام  من بعض الجهات المختصة بهذه الشريحة الواسعة، ففي كل يوم نجد أن ما ينتجه الشباب هو نتيجة أعمال فردية مرتجلة لا يسبقها تخطيط واضح وعمل مترجم ورؤية مستقبلية .
    واظهرت الدراسة ان الفراغ يُعتبر قاتل الإبداع والعمل عند الشباب، فهو سم الحياة وقاتل الطموح، وكيف لا يكون ذلك ونحن نشاهد ضعف واقع بعض الشباب اليوم، فهم إما على الطرقات منتشرون، أو على الشبكات العنكبوتية منهمكون في مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر شاشات الفضائيات، وهذا يعني انهم يستغلون الزمن الشبابي لهم في أعمال غير مفيدة لهم ولمجتمعاتهم ودولهم .
    فالتفكير في القضاء على الفراغ في حياة الشباب بمشاريع تحفظ أوقاتهم وتجذب أنظارهم وتحفز إبداعهم، يكون عوناً لهم لمستقبل مشرق وبرّاق، والذي يُنبئنا بقدوم حضارة قوية تسهم في دفع عجلة التقدم والبناء،
     وعلى ذلك ينبغي أن يكون هناك تطلعاً للاهتمام بجميع فئات الشباب، ومن المفروض أن يستفيد المجتمع من جميع الشباب، ولا يُعتمد التطلّع والتمني والتخطيط فقط هو أداة لاستثمار الشباب المبدع والموهوب، بل يجب يكون ذلك متبوع بخطط تنفيذية حقيقية تحتضن كل الشباب بتنوّع الطاقات لقتل الفراغ الذي يعيشه معظم الشباب اليوم . لا يَنكر أحد الانجذاب الذي قد يتفاعل معه معظم الشباب من خلال الخطاب العاطفي الموجه له بالصوت والصورة والتقنيات الحديثة والمؤثر سلبا على عقولهم، حيث أنهم يتفاعلون مع معطياته بشكل كبير لجاذبيته وتوافق أهواءهم معه،
    ومن هنا ينبغي أن ننطلق في بناء خطاب تربوي وتجديدي من أجل أن يجسد متطلبات الحياة عند الشباب، ومن الضروري أن نبتعد عن الخطاب التقليدي بكل أشكاله لأن ذلك لا يمثل تأثيراً إيجابياً في ظل هذا الكم الهائل من الثقافات المتجددة المؤثرة . والخطاب التربوي المدروس والمبدع سيمنع شبابنا من أن يكونوا لقمة سائغة لتيارات الفساد والانحراف .
    وخلصت الدراسة أنه لا بد من تقديم بعض الاقتراحات للجهات المعنية لاحتواء الشباب وبناء مستقبلهم وتحقيق آمالهم، ويتمثل ذلك في تثقيف المجتمع بالتعامل الأمثل مع أخطاء الشباب، وضرورة تفعيل البناء التربوي والبرامج الوقائية من خلال المدارس في جميع مراحلها، وتفعيل النوادي الثقافية والرياضية داخل الأحياء والإسهام في إعداد القائمين عليها، وتكثيف النوادي الصيفية ودعمها ووضع الخطط الإبداعية في ارتقائها،
     وتكثيف المخيمات الشبابية التي تساهم في التربية واستثمار الشباب بشكل متواصل، وإعداد برامج خاصة في القنوات الفضائية تهتم باهتمامات وهموم ومتطلبات الشباب، والنظر في إعادة صياغة المناهج الموجودة في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا، والتركيز والاهتمام بالكيف والهروب من الكم، وضرورة الإسهام في التخفيف من المصروفات التي تبعد الشباب عن الاهتمام والإبداع،
    والوقوف إلى جانب الشباب الموفدين خارج البلاد ومتابعتهم، وضرورة استغلال فترة دراستهم فيما يعود بالنفع لهم ولأوطانهم وحمايتهم من الثقافة التي تقود إلى الهدم والانحلال، وبناء الثروة الاقتصادية عن طريقهم ويكون ذلك عن طريق توفير الدعم المادي من خلال تأمين القروض المادية التي تساعد  على تمكين الشباب من بناء مشروع اقتصادي حتى ولو كان بسيطا، وإنشاء مؤسسات شبابية حكومية خاصة تظهر الاهتمام والتنافس البناء في خدمة جيل الشباب .
    في ضوء ذلك يري الباحث تبقى شريحة الشباب هي مصدر انطلاقة الأمة وبناء الحضارات وصناعة الآمال وعز الأوطان، فهم يملكون طاقات هائلة لا يمكن وصفها، وبالسهو عنها سيكون الانطلاق بطيئاً، والبناء هشاً والصناعة بائدة،
    والتطلع المنشود هو اكتشاف الطاقات الشبابية، ومن ثم توجيهها إلى من يهتم بها ويفعلها التفعيل المدروس حتى يتم استثمارها، فهذا الاستثمار له أرباح مضمونة متى ما وجد اهتماماً من الجهات الحكومية والأهلية والدينية المعنيّة، والتطلع المنشود من خلال هذا المحور هو عملية تعديل ايجابي تتناول طاقة الشباب وتنميتها حتى يكتسب المهارة والإتقان .
    نتمنى أن يكون هناك الكثيرون ممن يشاركوننا الأمل في ضرورة الانتباه لشريحة الشباب وأهمية الاهتمام بمستقبلهم ، لما سينعكس بالخير عليهم وعلى الوطن بالكامل، خاصة وأن الأحداث الأخيرة التي تشهدها المنطقة بينت للجميع الدور الهام الذي قدّمه جيل الشباب للوقوف الى جانب الوطن في محنته،
     وأن الشباب يملك من الوعي وتحمل المسؤولية القدر الكاف للوقوف في وجه أكبر مؤامرة اُحيكت من أعظم بيوت المخابرات العالمية لتدمير المنطقة وشعوبها وخصوصاً شريحة الشباب فيها خوفاً من النهضة المتوقعة منهم .
    فالشباب هم مصدر الانطلاقة للأُمة، وبناء الحضارات، وصناعة الآمال، وعز الأوطان، ولذلك هم يملكون طاقات هائلة لا يمكن وصفها، وبالسهو عنها يكون الانطلاق بطيئاً، والتطلع المنشود هو اكتشاف الطاقات للشباب، ومن ثم توجيهها إلى مَن يهتم بها ويفعّلها التفعيل المدروس، حتى يتم استثمارها، واعتبر بأنّ هذا المشروع الاستثماري له أرباح مضمونة متى ما وجد اهتماماً بالغاً من الحكومات والمؤسسات، والتطلع المنشود من خلال هذا المحور هو عملية تعديل إيجابي تتناول طاقة الشاب وتنميها، حتى يكتسب المهارة والإتقان.
    لهذا كان الهدف من الدراسة: إن من الأخطاء الفادحة عدم استثمار طاقات الشباب واكتشافها وتشجيعها على الإبداع والبناء، فاستثمار العقول والأفكار وتوجيهها للعمل والإبداع هو الواجب على الأمة وقادتها .
    فتلك المواهب التي يتمتع بها الكثير من الشباب بقيت حبيسة في نفوسهم، وربما استُغلت خطأً فيما يعود عليهم بالضرر، أو استغلها غيرهم بتوجيههم إلى ما يضرهم ويضر المجتمع والأمة إن أسلوب التفريغ والإشعال دون دراسة وتنمية هو هدر لتلك المواهب التي تحتاحها البلاد، فكما نشتكي من إهدار المياه والكهرباء،
     فإهدار طاقات الشباب ومواهبهم أعظم وأشد، فتلك القدرات إذا لم تُستغل وتستثمر لصالح الوطن، فقد يستغلها الغير لصالحه، وإن لم توجّه إلى الإبداع والعمل والبناء،
     فإنها تتجه مع ضعف الإدراك وطيشان الشباب إلى الهدم والإفساد . وإن أول طريق للاستثمار هو أن ننظر إلى هؤلاء الشباب نظرة إعجاب وإكبار لما يحملونه من مقومات وإمكانيات، وإحساسهم بالمسؤولية تجاه أنفسهم وبلادهم، ونظرة التقدير والاحترام تدفعهم للعمل والإنتاج والإبداع، عكس نظرة الاستصغار التي تُأجج فيهم مشاعر الإحباط والكسل واليأس . وإن زرع الثقة بهم والاعتماد عليهم ودفعهم للإبداع طريق لاستثمارهم والنظر إلى أنهم في طريق الإعداد والبناء، فعلينا تقبّل وتجاوز أخطاءهم، وتدريبهم تربوياً للاستفادة منها والنهوض والابتعاد عنها .
    المقدمة.
    تعتبر فئة الشباب من أبرز وأهم فئات المجتمع خاصة فيما يتعلق بعملية التنمية. فهي عنصر هام لتنمية المجتمع وتغييره نحو الأفضل، والقادرة على تحمّل المسؤولية في المستقبل والقادر أيضا على الاستثمار في المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية. ولندرك جميعا بأنّ التكلفة الاجتماعية التي قد تنجم عن عدم الاستثمار في هذه الفئة غالباً ما تكون عالية، وإبعاده وإقصائه من كافة هذه الميادين سيعود بالضرر على المجتمع. من هنا لابدّ من العمل مع قطاع الشباب، وتعزيز قيم الاحترام المتبادل والتفاهم في الأوساط الشبابية، وتشجيع وتطوير السياسات التي تستهدف تنمية الشباب وادماجها في خطط التنمية الوطنية وتخصيص الموارد المالية لإنجازها، عبر اللجان الإقليمية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية والدولية، والمنظمات المعنية بالشباب.
    ويحتاج الشباب كذلك إلى إشراكه للمساهمة في مشروعات التنمية وفي كل المراحل التي تمرّ بها سواء من ناحية التخطيط أو التنفيذ،  والبرامج والاستفادة من الخدمات التي تقدمها تنظيمات التنمية أو المشاركة في الخدمات العامة التي تزيد من وحدة وتماسك المجتمع أو الوعي بالقيم التي تسعى تنمية المجتمع إلى تحقيقها ويكون لديه الفرصة في أن يشارك في وضع أهداف التنمية،
    لأنّ تحقيق التنمية في المجتمع يتوقّف على مدى انخراطه في الفعل التنموي. يتطلب هذا الأمر تفهم ظروف الشاب وطريقة عيشه وتلبية حقوقه والتعاطي مع آماله وتطلعاته، لكونه العنصر الحيوي والفاعل الذي لن تتحقق التنمية والتغيير من دونه، ابتداءً من الأسرة إلى المؤسسة المدرسية ومروراً بمؤسسات العمل ومنظمات المجتمع المدني، ومشاركته في اتخاذ القرار في قضايا التنمية.
     ولا يمكن أن تكون التنمية منتجة إلا إذا توفّرت لها الجهود والوعي من كافة الأفراد، وإذا لم تنتهج المجتمعات هذا المنهج فإن الخطط القومية لن تحقق غاياتها وأهدافها المنشودة وسيضعف ذلك من مقوّمات التماسك الاجتماعي.
    يجب علينا مشاركة الشباب آمالهم ومساندتهم للوصول إلى أهدافهم والتي تمثل أهداف كلّ الأُمة، فالإحساس بالمسؤولية تجاه الشباب، وقيام كل فرد في المجتمع بدوره حيالهم، وعدم وضع العقبات والعراقيل أمامهم، وفرض الافتراضات والتوقعات والتوهمات في طريقهم، هو السبيل الناجح للارتقاء بهم لفائدتهم وفائدة مجتمعاتهم .
    أليس هذا قتلاً للشباب ومواهبهم وإهداراً لجهودهم؟ أليس هذا تحطيماً للمعنويات والطاقات؟  - ونجد بعض أولياء الأمور والقادة يعيبون دخول اولادهم سوق البيع والشراء والتكسب أو العمل بالأعمال المهنية .. فينظر بعضهم نظرة دونية لمن يعمل في هذا المجال، وتلك والله نظرة جاهلية حمقاء تقتل روح الشباب وتطلعاتهم .
    فالبيع والشراء والعمل والأكل من كسب اليد من أفضل الأعمال، لا نها تجارة حلال أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وآلة . فق سُئل رسول الله صلى الله عليه وآلة .. أي الكسب أطيب؟ قال .. (عمل الرجل بيده وكل كسب مبرور) .. وفي رواية (وكل بيع مبرور) .
    لذلك ندعوا الحكومات والوزارات والتجّار والمؤسسات المدنية والدينية للاهتمام وتقديم كل ما هو مفيد ونافع لاستثمار شريحة الشباب، فنحن بحاجة إلى استشعار المسؤولية تجاههم، فهم أبناء البلاد وعمادها .
    ولا يجوز ان ما يُقدّم لهؤلاء الشباب يكون وقتياً ومحدوداً بزمن معين، ولا يحمل هدفاً ولا يقدم نفعاً، فأسلوب قتل الفراغ وعدم الاهتمام بالوقت، وتسوّد وسائل الترفيه التي لا تعتمد على التدريب وصقل المهارات، تعني الهدم والتحطيم ولا تعني البناء والتنمية .
    فنحن بحاجة إلى بناء العقل والفكر واستثمار الطاقات ودفعها إلى العمل والإبداع وتبصير الشباب لتنويرهم بواقعهم ومسؤولياتهم، وتقديم الأفكار للشباب والاستفادة من أفكارهم وتشجيعهم عليها . تبدأ مسؤولية الاستثمار من الأسرة، فالأب والأم هم راعٍ في أبنائهم .. وتنتهي بمؤسسات الدولة المدنية والدينية .
    فهل فكّرنا بماذا نستثمر طاقات أولادنا ولماذا وكيف نبدأ ؟ فالواقع الذي يعيشه الشباب واقعاً مأساوياً وبالأخص في تلك الإجازات بين سهر في أماكن مشبوهة ونوم عن الصلوات، أو سفر أو ضياع وتسكع وإيذاء وإفساد فيضرون أنفسهم وغيرهم .
    فالأولاد من بنين وبنات هم بحاجة إلينا، وبحاجة إلى العطف والحنان والتدريب والتوجيه، وبحاجة إلى زرع الثقة والاعتماد عليهم، وبحاجة إلى فتح الآفاق أمامهم وطريق الأمل والنجاح .
    وإن الألم ليعتصرك حين ترى أغلب الشباب يهيمون بلا هدف ولا هوية، فأوقاتهم مهدورة وطاقاتهم مهملة ونفوسهم خاوية، تبحث عن المتعة واللهو، لأنها لم تُربَّ على كيف تنجح وكيف تتحمل المسؤولية وكيف تنظر إلى الحياة .
    وإن إعداد النفوس واستصلاحها مهمة صعبة تحتاج إلى جهود وإعداد وإلى تخطيط ودراسة . وتلك إشارات سريعة لاستثمار تلك الجهود والطاقات والمواهب المهدرة التي تخسر البلاد بهدرها، وتتراجع عن التقدم بسبب ذلك الهدر .
    فكل الجهود المبذولة بحاجة لإعادة نظر وتجديد وإبداع وشمولية أكثر، فهذه الجهود هي أعمال مكررة لا تستهوي الشباب، ولا تشفي غليلهم ولا تصقل مواهبهم .
    فنحن بحاجة إلى التكامل في الطرح ومراعاة الهويات والمواهب والتفريق بينها، فما يصلح لهذا قد لا يصلح للآخر، وكل ميسر لما خُلق له . فالذي يعد فاشلاً في مجال قد يكون مُبدع وناجح في مجال آخر، فما علينا إلا الاكتشاف والتنويع في الطرح، والبُعد عن التقليد والتكرار والاستعانة باتحاد الجهود والتعاون على البر والتقوى .
    فالإجازات هي فرصة للعمل والتدريب واكتساب المهارات وتوجيه الطاقات، فها هي المراكز الصيفية المنتشرة في بلادنا، وهاهي الدورات في الحاسب وفي غيره موجودة، لكنوما الذي يمنع أن يوجَّه الأبناء لتعلم هذه المهن والحرف لكي يكسب ويستفيد ويتدرب على العمل والإنتاج ؟ فالالتحاق بالوظائف الحكومية والأهلية في الإجازات ليس عيباً، إنما العيب في البطالة والضياع .
     لقد نشئ هذا الجيل نشأة الترف والضياع، ما أثّر سلباً على نجاحه ومستقبله، فلا بد من تعويد الشباب على الجد والمثابرة وتحمّل المسؤولية منذ البداية . فالإجازات تعتبر مُنزلق خطير لما يعيشه الجميع من الفراغ القاتل، فيجتمع المال وجليس السوء مع الفراغ والشباب فيكون سبباً للفساد والإفساد .
    ويمكن القول ان فلا بد من تكثيف الجهود واتحاد الجميع لكي تكون الإجازة وسيلة للنجاح والفائدة . إضافة إلى ما سبق لا بد أن يقوم البيت بدوره، فيضع رب الأسرة برنامجاً خاصاً لعائلته يجمع بين الفائدة والترفيه والرعاية والقيام بواجب الأمانة .
    لا يمكن لأي أمة التقدم والنهوض بين الأمم ما لم تول شبابها جل اهتمامها، تربية ورعاية وتعليماً، وهي إنْ ارادت الرقي الى العليا، فهي بإزاء ذلك مطالبة بتعزيز نمط ومنهجية رعايتها لشبابها خصوصاً في شقي التعليم والفرص، وذلك كله في خلال منحهم حرية الرأي والتفكير. 
    إذا يواجه الوطن العربي الان أزمات ضد الارهاب والتطرف بحاجة لمشاركه الشباب بشكل واسع، فهم في المدارس والجامعات والعمل العام وفي الوعظ والارشاد ومنظمات المجتمع المدني. ومن حسن القدر فإن شباب وشابات الامة العربية يوحدهم الايمان بالله وهو الحبل الجامع والعظة الدافعة والسكينة المانعة من اليأس والعزيمة الآخذة بيقين العزم، والقوى الدافعة لعطاء النفس وسعادتها. كما تؤطرهم وسطية وطنية انسانية،
    لذلك فان إشكالية الدراسة: في ان  معظم الدول العربية الى وضع استراتيجيات وخطط لتلبية احتياجات الشباب والاستفادة من قدراتهم وامكاناتهم وتوظيفها في خدمة الوطن والامة واصبحت هذه الاستراتيجيات ملزمة للدولة من الناحية المادية والاجرائية والنفسية وتنطلق بصورة مبدئية من الايمان والاعتراف بدور الشباب وبقدراتهم الكامنة وحقهم في المشاركة اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً.
    الشباب والعمل الشبابي العربي  لقد عبّرت مجالس وزراء الشباب والثقافة والعمل العربي وهي مؤسسات عربية رائدة في خدمة الشباب العربي، عبرت بشكل دائم، من خلال لقاءاتها الدورية عن رغبة اعضائها ممثلي الشباب العربي تقديم كل ما هو ممكن وضمن برنامج واولويات تساهم في توسيع مشاركة الشباب بالأنشطة الرياضية والشبابية والثقافية والدورات العمالية المهنية للتأهيل، والتي تقام سنوياً،
    والسعي الى ترسيخ مفاهيم وقيم انسانية تتعلق بالثقافة وحق واحترام العمل وقيم الرياضة للجميع ضمن رؤيا ايجابية انسانية فالنشاط الرياضي الايجابي يعتبر من اهم محاور تنشئة الشباب، فمن خلالها تتكون وتبرز مواهب الشباب وتتكون تحدياتهم ويكتسبون خصائص العمل الجماعي واحترام التعدد ومفهوم تقبل الخسارة وترشيد قيم الفوز ومعنى الانتماء للفريق والولاء للوطن،
    وتأتي أهمية دراسة  في ان الشباب العربي ضرورة انمائية وثروة وطنية  يعد الشباب العربي عنصراً اساسياً في العملية التنموية، إذ إن مرحلة الشباب هي مرحلة التطلع الى المستقبل بطموحات عريضة وكبيرة وهم بطبعهم اجتماعيون، أي أن لديهم ميلا للولاء والانتماء لمجموعة اجتماعية تعطيهم ويعطوها،
    مشكلة الدراسة ولا بد أن نربط بين هذه المؤسسات التعليمية وبين المجتمع ومشكلاته وهمومه ومتطلباته: المصالح العامة التي ينبغي توفرها، والحياة المقبلة التي يسعى إلى تحقيقها، والمفاسد التي يرجو الخلاص منها، حتى يتصل التعليم بالأهداف الاجتماعية المطلوبة منه.
    ولا ننسى ضرورة توفير فرص الاحتكاك والتعاون الثقافي وتبادل الخبرات مع الدول المتقدمة والمتطورة من أجل الاستفادة وإتاحة الفرصة للنمو والتطور أمام الشباب، من أجل تحقيق السلام العادل بين الشعوب.
    الشباب هم الذين يحتلون جانب القوة في الأمة، وهم عتاد الأمة وذخيرتها وزادها وزنادها، فهم وجه الأمة المشرق، ومفجرو طاقاتها، ومحور تطورها، بسواعدهم تتحقق رفعة الأوطان ويسمو شأنها، تتجسد الإرادة المبدعة المنتجة في لمعان عيونهم، وقوة عضلاتهم، وسلامة عقولهم، ويقضه ضمائرهم، ويقين قلوبهم..
     إنهم العُمَد التي يبنى عليها مجد الوطن، بل هم حجر الزاوية في بناء نهضة كل أمة وتقدم كل مجتمع. ويزداد دور شبابنا أهمية حينما نتذكر أنهم يشكلون الغالبية العظمى للسكان في وطننا العربي.
    ان تناول مسألة واقع الشباب العربي كمحور للتنمية البشرية وهو محور اساسي في تحضير جيل الشباب العربي للمستقبل ، من خلال تحليل اطار مكوناته الاساسية مثل: المشاركة والاندماج الاجتماعي والتعلم والتدريب والعمل والاقتصاد والثقافة والصحة والحماية الاجتماعية،
     وفي اطارها العام تحمل نفس التحديات والمعوّقات والمزايا في كل بلد عربي، مما يسهل تصور وضع اطار واحد لتطوير استراتيجية للشباب العربي.
    إن هدفنا في مجال التربية هو خلق جيل من الشباب متحرر من كل الأمراض والرواسب الاجتماعية البالية مع المحافظة على الأصالة، يتسلح بالفكر العلمي الحديث والنظرة الموضوعية، فخور بتاريخه وتراثه، واثق من نفسه وقدراته وإمكاناته، مؤمن بقضايا أمته، مناضل لتحقيق أهدافه.
     وعلى كل شاب عربي مسؤولية تطوير وتنمية شخصيته بنفسه من جميع جوانبها الروحية والخلقية والجسمية والاجتماعية. وعلى كل شاب حفظ صحة جسده، وتثقيف عقله، وتقوية إرادته، وتنمية قدرته على بذل الجهد وتحقيق شعوره بالمسؤولية، وتنمية روح النظام والثبات في العمل والإخلاص للوطن والاعتزاز به وتراثه، والاتصاف بالصبر والثبات والإيمان والتفاؤل.
    ينبغي أن يُعوّد شبابنا أنفسهم على التفكير الموضوعي والتسامح الفكري وضبط النفس والبعد عن التقليد والتعصب، والاعتراف بالخطأ وتقبل الحقيقة وإن كانت مخالفة لمصالحهم، والتمسك بالتعاليم الدينية والتحلي بالأخلاق الفاضلة من عفة وشجاعة وعدالة وحكمة وصدق ونظام وإقدام وأمانة وإخلاص ووفاء ومروءة.. يقول أحمد شوقي:
    وتتمحور مشكلة الدراسة: أن هناك فئة من الشباب العامل الذي يعاني من مشكلة قضاء وقت الفراغ حيث تنهي أعمالها مبكراً ثم تعاني بعد ذلك من فراغ قاتل ووقت يذهب هدراً بلا فائدة. وينصح الخبراء مثل هؤلاء بالبحث عن أعمال إضافية،
    أو الانخراط في دراسات مسائية، أو الاشتراك في الأندية الرياضية أو الأدبية، أو التطوع للعمل الخيري كمحو الأمية، والسعي إلى حل مشكلات الحي وما شابه، كذلك من الممكن أن يفتتح الواحد منهم مشروعاً استثمارياً صغيراً يملأ وقته ويعود عليه بالنفع العام، وبذلك يتمكن الشاب من تلبية كافة حاجاته الجسمية والاجتماعية والانفعالية، إضافة إلى حاجاته العلمية والعقلية.
    ويمكن صياغة تساؤلات البحث في التالي:
    1-    هل شبابنا في صلب اهتمام الدول العربية من حيث دورهم واحتياجاتهم؟
    2-    وهل شبابنا منخرطون في المجتمع ومكوناته الاجتماعية والاقتصادية وفي صنع القرار؟
    3-    ولفهم هذين المحورين لا بد لنا من معرفة وتحليل، من هم شريحة الشباب العربي، وما هي السمات والخواص والقدرات التي تتمتع بها هذه الشريحة الواسعة من بناتنا واولادنا، وهل يسهم الشباب في التنمية والتطور وكيف؟،
      اولاً : من هم الشباب العربي ؟!
      ثانيا :وما هو واقعهم وما هي امكاناتهم ومشاركاتهم في التنمية المستدامة؟! 
    أهمية البحث: تعكس فلسفة وفكر الدول الطامحة لبناء العدالة الاجتماعية وسيادة القانون ودولة المواطنة وتعكس رساله الامة في غرس قيم الولاء والانتماء لدى الشباب، وهي اي الوسطية صانعة التضامن الوطني الذي يحمي الاستقرار السياسي ضمن الوطن الموحد، ضمن هدف سام هو بناء الدولة العادلة، القوية، الحاضنة، الحامية بسلطة القانون لجميع المواطنين بكافة تنوعاتهم المجتمعية،
     فالمواطنة الحقّة في الدولة العادلة تفرض احترام جميع مكونات التنوع والتعدد ضمن المجتمع الواحد. هذا الاحترام لحق الاختلاف ضمن الائتلاف في المجتمع الواحد لا يمكن أن يتجلى إلا في تثبيت المبادئ الديمقراطية التي تؤدي الى تكافؤ الفرص والتعبير عن الرأي وتحقيق العدالة السياسية
    مما يفتح باب الحوار والتواصل على مكونات المجتمع المدني وضمن وسطية انسانية تسعى الى بناء مستقبل انساني تعززه المعتقدات الدينية والقيم والاخلاق والمشترك الانساني لمد جسور التعارف والتفاهم بين الشعوب والامم والطوائف المختلفة،.
    ومن ثم فأن أهمية الدراسة الراهنة تكمن في انها تسلط الضوء على موضوع يعد من اهم المواضيع التي تغيب عن الباحثين في الأقطار العربية وقد قطعت معظم الدول العربية اشواطا كبيرة وحققت انجازات هائلة في هذا المجال على المستوى المحلي والعربي والدولي، وأسهم ذلك في صقل شخصيات الشباب ومكنهم من الانفتاح على العالم وشعوبه من خلال التنافسات العربية والدولية.
     ويعتبر التعليم والتدريب وتطوير القدرات الثقافية في مقدمة آليات صقل وتأهيل قدراتهم لمواجهة كل التحديات الجديدة الاقتصادية والثقافية والاندماجية في عالم العولمة، عالم متغير لا يعرف الحدود ويخترق الثقافات والعادات والتقاليد، وتعمل المؤسسات التربوية الرسمية والخاصة على اكساب الطلبة المعارف والمعلومات وطرائق التفكير ومناهجه ومهاراته وتسعى لصياغة وجدانهم وتهذيب انفعالاتهم وغرس القيم لديهم ليتوافقوا مع معيار المواطنة المحلية والعالمية،
    كما تهدف الى تطوير مهاراتهم الحركية والحياتية ،فهدف التربية هو رعاية النمو المتكامل للطلبة وتسهيله جسميا ومعرفيا واجتماعيا وانفعاليا ليصبحوا اكثر كفاءة في التعامل مع البيئة واقدر على التكيف مع مطالب الحياة.
    وعلى القائمين على التعليم والتربية، وبسبب سرعة المتغيرات حولنا تحصين جيل الشباب لمواجهه تحديات المستقبل ومن هذه التحديات : تحدي متابعه التغيرات التكنولوجية والتدريب المستمر على استخدامها، وتحدي نقص الوظائف وقلة فرص العمل،
    وتحدي انتاج المعرفة وتطويرها والمشاركة في قيادة التغير العالمي، وتحدي الانفتاح الثقافي على الحضارات العالمية والاستفادة من انجازات الاخرين ،وتحدي المحافظة على الهوية الحضارية والهوية النفسية للأفراد في ظل العولمة والمحافظة على الموروث الثقافي والديني دون انغلاق على القيم الانسانية،
    ومن ثم فأن الدراسة الراهنة تكمن في ان  ثقافة الوسطية ،وهي ثقافة الاسلام السمحة والرحيمة ورسالة العروبة، هي الثقافة المؤسسة لنشر قيم التآخي الانساني والتعايش السلمي بين الشعوب والى ترسيخ مفاهيم الامن والسلام والمحبة والى تكريس ثقافة تعارف الحضارات. إن تعزيز المواطنة لدى الشباب العربي يكون من خلال بث الروح الوطنية وتعميق روح الانتماء لقضايا الوطن واحتياجاته والحفاظ على كينونته والاستعداد للدفاع عنه
    وهذا يتطلب التواصل الثقافي والحضاري بين الاجيال ومعرفة حقائق التاريخ والجغرافيا السياسية وكل ما يتعلق بالقضايا لوطنية ويتطلب رفع حس المسؤولية والانضباط والتعريف بأسس دولة القانون، والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان.
    لذلك التعليم والفرص أكبر تحديات الشباب العربي  يعدّ محور التعلم والتدريب والعمل أهم محاور صقل قدرات الشباب لارتباطها الوثيق بمسيرة كل فئات الشباب وآلية تجهيزهم بالخبرات والمهارات لتمكينهم من العمل والدراسة
     وبناء الشخصية المستقلة القادرة على المشاركة الاجتماعية في الأسرة وفي المدرسة والجامعة ومكان العمل، وللأسف فإن تراجعاً حاصلاً في ضبط النظام التعليمي بمخرجات السوق وذلك بسبب افتقار الطلبة الى الارشاد والتوجيه حول حياتهم المهنية المستقبلية؛     ما يشكل تحدياً يواجه التعليم.
     فالمطلوب رفع مستوى نوعية التعليم ونجاعته وادامة وزيادة حصة الفرد من الانفاق على التعليم بأنواعه ومستوياته المختلفة من أجل اتاحة المزيد من الفرص أمام الخريجين للتفوق في المهارات الحياتية والمهارات المنتجة والمساهمة الفاعلة في نمو الاقتصاد الوطني والعالمي.
    تأتي أهمية البحث في تحقيق الأهداف التالية: والتي تتضمن :
    1.  مهارات التفكير الإبداعي والتجديدي في الوصول الى حلول جديدة للمشكلات ولإيجاد منتجات وخدمات ابداعيه.
    2. مهارات التفكير الناقد ومعالجه القضايا الجديدة واستعمال التفكير التحليلي الاستدلالي المنظم للتعامل الكلي.
    3.  مهارات الاتصال تساندها مهارات اللغة الام واللغة الاجنبية والمهارات الاجتماعية المختلفة .
    4.  مهارات البحث والاستقصاء وحل المشكلات بطرق جديدة تسهم في زيادة الانتاج. مهارات العمل الجماعي ضمن الفريق مهارات استعمال الحاسوب وادارة المعلومات والبيانات وتصنيفها وتحليلها واستعمالها في الحلول.
    5. مهارات الاستخدام الفعال للتكنولوجيا والقدرة على استعمال الادوات.  سابعا – تلبية الاحتياجات الاساسية للشباب العربي  المطلوب معرفة الاحتياجات الاساسية للشباب والعمل على تلبيتها او أخذها بالاعتبار لدى صياغة الخطط، والاستراتيجيات ورغم وجود خصوصية لكل بلد عربي،
    6. تنميه الشباب العربي واجب وطني.
    7.   الشباب قوة اقتصادية جبارة وهم أداة الانتاج، والشباب المتعلم بجهدهم ينتجون ما يحتاجه المجتمع وهم الذين يبنون صرح الوطن وقوته الاقتصادية واداته للتنمية الشاملة وهم اداة التقدم العلمي وعقولهم النيّرة هي التي توفر القاعدة العلمية.
    فرضيات الدراسة: تنطلق الدراسة الراهنة من فرضية رئيسية هي:
    أن الاعتزاز بالهوية الثقافية الإسلامية سيؤدي بالشباب المسلم إلى احترام الهويات الأخرى، وقبل كل ذلك سيعزز ثقته بإمكانياته وما يستطيع أن يقدمه من خلال نشاطاته التي يمارسها في إطار اقتصاد يتبنى قيماً وأخلاقاً سامية.
    وتنطلق منها فرضة فرعية وهي
    أن تأثير الثقافة الاقتصادية الإسلامية لا يتوقف فقط عند المسلمين بل يطال المستثمرين أيضاً، فقطاعات الاقتصاد الإسلامي التي تلامس وجدان 1,6 مليار مسلم ما زالت تعتبر ناشئة وقابلة لاستقبال المزيد من الاستثمارات. هناك 1,6 مليار مسلم ينتظرون أن يروا ثياباً تعكس ثقافتهم في الأسواق المحلية والعالمية.
    الشّباب هم الأكثر طموحاً في المجتمع
    الشّباب هم الفئة الأكثر تَقبُّلاً للتّغيير
    الشّباب قوّةٌ اجتماعيّة هائلة
    روح المُبادرة لدى الشّباب
    دور الشّباب في العمل التطوعيّ والخدمات العامّة
    منهجية البحث:
    من الأهمية بمكان: ان تستند البحوث والدراسات الي القواعد النظرية العملية التي تساعد الباحث علي توجيه بحثه الي الأسباب التوضيحية والعوامل المفسرة ل (موضوع البحث) كما هي في دراستنا الراهنة
    لان الوصول للحقائق العليمة يلزمه أسلوب ممنهج في التفكير والتنفيذ، ويتم ذلك عن طريق مجموعة من الخطوات المتسلسلة، حيث الخطوة الأولى هي المنهجية للبحث العلمي، فإن منهجية البحث العلمي تعتبر الأساس في أي بحث يهدف إلى المعرفة وإنتاجها، أو على استطلاع ما في دراسة
    وفهم للمتغيرات المختلفة والسلوك لتلك المتغيرات، فإنه من الممكن لهذه الدراسات أن تتبلور وتكون ثروة معلوماتية للمجتمع،
     حيث أنها تلعب درواً أساسياً في البلاد وتخطيتها، لهذا يجب اتباع منهجية علمية للبحث العلمي، للعمل على فهم المجتمع وتطوير السياسات والبرامج والمشاريع كل ذلك ليصب في إحداث التنمية وتغيير المجتمعات للأفضل.
    الفصل الأول: الشباب حقيقة اجتماعية
    تتميز مرحلة الشباب بوجود طاقة انسانية تتميز بالحماس والجرأة والتعليم والثقافة والاستقلالية واثبات الذات والنزاهة والفضول وحب الاستطلاع والنقد والتمرد الايجابي والتضحية وتقبل الجديد والاستعداد للتضحيات ورغبة في صنع التغيير،
    من خلالهم يمكن رؤية مستقبل الوطن وامكانات تحقيق طموحاته لذا فإن رعايتهم وتنميتهم تعد عملية استثمارية على المدى البعيد يكون عائدها على شكل خبرات بشرية وهي ثروة حقيقية للوطن والأمة، فالشباب ضرورة انمائية لأنه لا يمكن تحقيق أية تنمية وطنية شاملة ومستدامة دون الاعتماد عليهم
    كما أنها طاقة للتغير والتشكيل، و تشكل شريحة الشباب في العالم العربي كله، ضمن الفئة العمرية 12-30 سنة ما نسبته 40% من عدد السكان، وهذه الفئة العمرية الواسعة من الذكور والاناث تشكل ذخيرة بشرية حية لأي مجتمع وتمثل طيفاً واسعاً من النموذج الشبابي المتنوع، منهم التلاميذ والطلاب والعمال والموظفون والاساتذة والجنود والعاطلون عن العمل، ابناء الوطن الواحد المنتشرون في المدن والقرى والأرياف منهم يخرج العلماء والمثقفون وقادة المجتمع وجنود الوطن،
    وهي الشريحة الاكبر في أية أمة، شريحة متجددة باستمرار هي عماد أية أمة وسر نهضتها وبناة حضارتها، هم حماة الوطن والمدافعون عن حياضه، ومرحلة الشباب هي مرحله النشاط والطاقة والعطاء المتدفق، وتعتبر المرونة والارادة والعزيمة والمثابرة
    من أبرز خصائص مرحلة الشباب. و بالرغم من تعدد التعريفات العلمية لسمات الشباب والخصائص البيولوجية والسيكولوجية لهذه الشريحة، الا أن الشباب حقيقة اجتماعية وليس ظاهرة بيولوجية فقط، انهم نصف الحاضر وكل المستقبل.
     وهذا يشير بوضوح الى أن المجتمعات العربية فتيّة وشابة وتتمتع بالقوة والحيوية والتأثير وبالإمكانات والطاقات غير المحدودة، ويجعل من عناصر نمو الشباب وتوزيعهم الجغرافي ضغوطاً على الموارد الطبيعية المتاحة ويفرض تعقيدات امام تلبية احتياجاتهم المتنوعة والمتنامية.
    وحيث أن معظم الدول العربية (ما عدا الدول النفطية) محدودة الامكانات المادية والثروات الطبيعية وتواجه تحديات امنية في بيئتها وفي مخزونها المائي والغذائي ،وفي تعرضها لتأثيرات العولمة الثقافية والتطور التكنولوجي وانتشار السلوكيات الضارة، فإن ذلك يجعل من عملية رعاية الشباب وتنميتهم واجباً وطنياً وضرورة ملحّة تفرضها مصلحتهم ومصلحة الوطن ونمائه.
     إن العمل هو خبز الحياة، بواسطته يحقق الإنسان ذاته ويساهم في بناء مجتمعه ووطنه، ولابد أن يوجّه الشباب في سن باكرة وجهة العمل الذي يتناسب وقدراته وميوله حتى يسعد ويساهم في سعادة أمّته، لا أن تقرر مصيره عوامل عشوائية مثل مجموع العلامات والضغوط العائلية.
    يجب ألاّ يعيش الشاب دون هدف يسعى إليه ويعمل من أجله ويسخر له كل طاقاته، هذا الهدف يجب أن نبحث عنه في إمكاناته ومميزاته الخاصة، ومتى تعرّف الشاب على مهنته المفضلة عليه أن يتقنها ويعتز بها.. وفي أوقات فراغنا يجب أن ننتج كما ننتج في أوقات عملنا.. لا تقل أيها الشاب إنه ليس هناك شيء تفعله.
    إن ازدهار الأوطان وتقدّمها مصدره الشباب ، حيث إنّ وجود الموارد الطبيعية والإمكانيات المادية دون توفر الموارد البشرية لا يمكن الاستفادة منها ، لأنّ الموارد البشرية وخاصةً فئة الشباب هي من تقوم بعملية التخطيط والإدارة والسعي لتنمية كافة القطاعات وتطويرها ، مثل التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية ، والمساعدة في المحافظة على استدامة الموارد الطبيعية إلى الأجيال القادمة .
    وكلّما كانت فئة الشباب أكثر نضوجاً وتعليماً كانت المجتمعات أكثر نهوضاً ، ولا نعني بالشباب فئة الذكور فقط ، بل تضمّ فئة الإناث التي لا يقل دورها أهميةً عن دور الذكور ، فهي من تربي الأجيال وهي نصف المجتمع . وهناك دور كبير يقع على عاتق الاسرة وهو القيام على تربية الأبناء أخلاقياً واجتماعياً ودينياً ، لينشأ جيل من الشباب الواعي الذي يشكّل المجتمع وبالتالي الدولة .
     والشباب قوة اجتماعية هامة بصفته قطاعاً اجتماعياً رئيساً وهم عنوان للقوة والفتوة ومشاركاتهم من متطلبات ديمومة العمل السياسي والاجتماعي وعلى صانعي القرار والسياسيين الاستعانة بالشباب لأنهم القادرون على التغيير والتقدم والتجديد، لأن الشباب الاكثر طموحاً في المجتمع وعملية التغيير والتقدم لا تقف عندهم عند حد.
     كما أن عملية القبول والتأقلم مع المستجدات والحداثة هي بيئة شبابية. الشباب العربي محور التنمية البشرية.
    تكمن في:
    1.الحاجة الى تقبل الشباب والاعتراف بهم وتوزيع طاقاتهم في نشاط يميل اليه وكذلك الحاجة الى تأكيد الذات وشعوره بالانتماء لفكره، وبحاجة لرعاية صحية ونفسية اولية، والحاجة الى المعرفة والتعليم وهي الاساس فلا مكان للجهلاء.
     2. تلبية الحاجات الاقتصادية من ملبس ومسكن والحاجة الى الترفيه والترويح والحاجة الى ثقافة علمية بيولوجية لمعرفة التغيرات الجسدية في سن المراهقة وتنمية القدرات القيادية (الكشافة – الرياضة )
    3-المشاركه السياسية والاجتماعية للشباب العربي، وقد بادر المغرب الشقيق في تخصيص مقاعد نيابية للشباب تحت سن 40 سنه، وهذا اعتراف دستوري واضح بالشباب ونأمل ان تلحقها دول عربية اخرى وتخرج من القول الى الفعل.
    جاء في الميثاق العالمي لحقوق الانسان أن حق المشاركة بكافة أشكالها ومجالاتها هو حق وهو أداة للتنمية الفعاّلة واسلوب للممارسة السياسية والمسؤولية الاجتماعية والتربوية يعطي الفرد الحق في إخضاع كافة القضايا التي تؤثر عليه للمناقشة
    وابداء الرأي وهذا ايجابي في المجتمعات الديمقراطية حيث يشارك الجميع. والشباب هم القوى السياسية المتحررة والمتفتحة والكثرى استعدادا لآلية تحقيق اهداف السياسة ومؤسساتها.
     وقد اعتنى الاسلام بالشباب عناية فائقة واهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بالشباب اهتماما كبيرا، فقد كانوا الفئة الكبرى التي وقفت بجانبه في بداية الدعوة فأيدوه ونصروه ونشروا دعوة الاسلام وتحملوا في سبيل ذلك المشاق والاهوال ، وفي الوقت ذاته حث الرسول الشباب على ان يكونوا اقوياء في البنيان اقوياء في العمل فقال عليه السلام: المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير. نماذج عربية مختارة لرعاية الشباب العربي  سعت كل الدول العربية كل حسب امكاناته لتلبية حاجات الشباب والاستفادة من قدراتهم الهائلة وحققت معظم هذه الدول العربية انجازات هائلة
    إن من الأخطاء الفادحة عدم استثمار طاقات الشباب واكتشافها وتشجيعها على الإبداع والبناء ، فاستثمار العقول والأفكار وتوجيهها للعمل والإبداع هو الواجب على الأمة وقادتها .
    فتلك المواهب التي يتمتع بها الكثير من الشباب بقيت حبيسة في نفوسهم ، وربما استُغلت خطأً فيما يعود عليهم بالضرر ، أو استغلها غيرهم بتوجيههم إلى ما يضرهم ويضر المجتمع والأمة .
    إن أسلوب التفريغ والإشعال دون دراسة وتنمية هو هدر لتلك المواهب التي تحتاجها البلاد ، فكما نشتكي من إهدار المياه والكهرباء ، فإهدار طاقات الشباب ومواهبهم أعظم وأشد ، فتلك القدرات إذا لم تُستغل وتستثمر لصالح الوطن ، فقد يستغلها الغير لصالحه ، وإن لم توجّه إلى الإبداع والعمل والبناء ، فإنها تتجه مع ضعف الإدراك وطيشان الشباب إلى الهدم والإفساد . وإن أول طريق للاستثمار ..
     هو أن ننظر إلى هؤلاء الشباب نظرة إعجاب وإكبار لما يحملونه من مقومات وإمكانيات ، وإحساسهم بالمسؤولية تجاه أنفسهم وبلادهم ، ونظرة التقدير والاحترام تدفعهم للعمل والإنتاج والإبداع ، عكس نظرة الاستصغار التي تُأجج فيهم مشاعر الإحباط والكسل واليأس . وإن زرع الثقة بهم والاعتماد عليهم ودفعهم للإبداع طريق لاستثمارهم والنظر إلى أنهم في طريق الإعداد والبناء ، فعلينا تقبّل وتجاوز أخطاءهم ، وتدريبهم تربوياً للاستفادة منها والنهوض والابتعاد عنها .
    لقد نشئ هذا الجيل نشأة الترف والضياع ، ما أثّر سلباً على نجاحه ومستقبله ، فلا بد من تعويد الشباب على الجد والمثابرة وتحمّل المسؤولية منذ البداية .
    فالإجازات تعتبر مُنزلق خطير لما يعيشه الجميع من الفراغ القاتل ، فيجتمع المال وجليس السوء مع الفراغ والشباب فيكون سبباً للفساد والإفساد .
    فلا بد من تكثيف الجهود واتحاد الجميع لكي تكون الإجازة وسيلة للنجاح والفائدة . إضافة إلى ما سبق لا بد أن يقوم البيت بدوره ، فيضع رب الأسرة برنامجاً خاصاً لعائلته يجمع بين الفائدة والترفيه والرعاية والقيام بواجب الأمانة .
    الفصل الثاني: الشباب هم صمام الأمان ، وقوة للأوطان
    لا بدّ من وجود آليات لتحقيق المشاركة الفاعلة للشباب في التنمية: كضرورة وجود مؤسسات وقوانين يستطيع الشباب أن يمارس من خلالها حقوقه وحرياته، وايجاد المناخ الديمقراطي للمشاركة في إدارة شؤون البلاد، ووجود آليات الحوار والنقاش ومدى إطلاع الشباب على المعلومات وحريتهم في الوصول إليها، وإشراك المؤسسات الشبابية في عملية التنمية، وأن يتسم عمل المؤسسات سواء كانت حكومية أو غير الحكومية بالشفافية والمساءلة،
     وأن تعكس عملية التنمية احتياجات الشباب، والعمل على إزالة كل المعيقات التي تحول دون مشاركة الشباب سواء أكانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو إدارية أو اقتصادية…، وإيجاد الدعم الحكومي للمشاريع الشبابية بتوفير الدعم المادي والمعنوي لها. كما إنّ سياسة التعايش السلمي من شأنها أن تسهّل قيام المشاريع التنموية في البلدان العربية وتتيح لها إحراز التقدّم في عملية إعادة البناء الاقتصادي والاجتماعي.
     وهم عُدَّة الأمم وثروتها وقادتها ، فتأمل إلى الدور الذي قام به علي بن أبي طالب في شبابه عندما نام مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء الهجرة وتحمَّل في سبيل ذلك المخاطر ، وكذلك وضع أسامة بن زيد على رأس جيش به كبار الصحابة ولم يتجاوز عمره تسعة عشر سنة ،
     ومواقف الشباب في الرعيل الأول والذي تلا ذلك جيلا بعد جيل إلى يومنا هذا تبرز مواقف عدَّة تبين من خلال ذلك بطولات وطاقات الشباب ، وشرعنا المطهر أوضح اهتمامه بهذه المرحلة كي تكون عدة يعتد بأيامها لمستقبلها الدنيوي والأخروي ، ونحن من خلال هذه الإضاءات عبر هذه المقالة ، نتطلع إلى المستقبل الذي يحتفي .. ويربي .. ويستثمر .. ويحمي الشباب.. لأن الشباب هم مقياس تقدم الأمم وتأخرها ، ومعيار رقيها وانحطاطها، والواقع اليوم يشهد قلة اهتمام من الحكومات والمؤسسات في الاهتمام بأعظم ثروة عندها وهي الشباب ، فالنتاج اليوم وكل يوم نجد بأنه نتيجة أعمال فردية مرتجلة
    لا يسبقها تخطيط واضح ، وعمل مترجم ، ورؤية مستقبلية ناضجة ، ونحن بهذا الحكم لا ننكر بروز بعض الجهود المبذولة في خدمة الشباب ، إلا أن ذلك يعتبر نقطة في بحر مما يجب فعله لهذه الثروات القوية التي تتجدد بتجدد الأيام والأعوام ..
     ( ابن منظور أورد كل المعاني المشتقة من الجذر اللغوي (شبَبَ) وسأذكر بعض المعاني والصفات التي لها ارتباط بالموضوع ..
    1- الشباب : هو من جاوز البلوغ، والفتوة هي متوسط الشباب .
    2- الشبب هو أول النهار، ويتضمن معنى التفتح والاستبشار بالحياة والمستقبل .
    3- رجل مشبوب أي ذكي الفؤاد, ذو القلب المتوقد بالحيوية والحركة .
    4- الشّاب هو الفرس القوي الذي يشبُّ على قدميه , والشباب كذلك يتسم بالقوة والمغامرة وتحدي الصعاب.
    5- المشابيب أي القادة, ومن يقود المجتمعات إلا الشباب فهم أداة كل تغيير اجتماعي، وسياسي، وأخلاقي, ولذلك قيل: "شباب اليوم أشياخ الغد".
    ويقول صاحب القاموس المحيط, الفيروز آبادي: "والشباب في اللغة من (شبَّ) وهذه اللفظة تدل على: الفتوة، والقوة والنشاط، والحركة، والحسن، والارتفاع، والزيادة في النماء ).. (1)
    طاقات الشباب والمستقبل ..
    الشباب هم مصدر الانطلاقة للأمة ، وبناء الحضارات ، وصناعة الآمال ، وعز الأوطان ، ولذلك هم يملكون طاقات هائلة لا يمكن وصفها ، وبالسهو عنها يكون الانطلاق بطيئا ، والبناء هشا ، والصناعة بائدة ، والمذلة واضحة ،
     والتطلع المنشود هو اكتشاف الطاقات للشباب ، ومن ثم توجيهها إلى من يهتم بها ويفعلها التفعيل المدروس ، حتى يتم استثمارها ، واعتبر بأن هذا المشروع الاستثماري له أرباح مضمونة
    متى ما وجد اهتماما بالغا من الحكومات والمؤسسات ، والتطلع المنشود من خلال هذا المحور هو عملية تعديل إيجابي تتناول طاقة الشاب وتنميها ، حتى يكتسب المهارة والإتقان 0
    وينبغي أن يكون تنفيذ التدريب من خلال الوسيلة العلاجية – وتهدف إلى تصحيح الأخطاء ، ثم الوسيلة الفعالة ، وتهدف إلى إعانة مباشرة للممارسة والتطبيق ، ثم الوسيلة الإبداعية – وتهدف إلى زيادة الدافعية نحو التجديد والإبداع0
    قاتل إبداع الشباب ..
    مع تجدد الثقافات وانتشار العلوم والتقنية ، اتجه بعض الشباب إلى الأخذ بزمام النتاج الثقافي الكاسد الذي يجسد ضعف الإيمان ، ويهشم المبادئ ، وصناعة قاتل الإبداع والعمل هو الفراغ ، فهو سم الحياة ، وقاتل الإبداع ، ومبيد الطموح .. كيف لا يكون ذلك ونحن نشاهد ضعف واقع بعض الشباب اليوم ، فهم إما على الطرق سائرون ، أو على الشبكات العنكبوتية غافلون ، أو عبر شاشات الفضاء غارقون ، وما أقصده هو قضاء الوقت على ذلك أو غيره في غير المفيد ..
    إنه عندما يُفكر في القضاء على الفراغ في حياة الشباب بمشاريع تحفظ أوقاتهم ، وتجذب أنظارهم ، وتفتق إبداعهم ، يكون ذلك عونا على المستقبل المشرق البراق الذي ينبئنا بقدوم حضارة قوية تسهم في دفع عجلة التقدم والبناء ، وعلى ذلك ينبغي أن يكون المستقبل يهتم بجميع فئات الشباب ،
    فالكل يـُستفاد منه ، والتطلع ليس لاستثمار المبدع والموهوب فقط ، بل يكون ذلك لكل شاب حتى تتنوع الطاقات ويقتل الفراغ ، ومن الملاحظ أن هناك بدايات جيدة في الاهتمام بالمبدعين على حسب المجالات وهذا يبشر بنهضة مباركة بإذن الله
    ، لكن الذي قد يتسبب في توقف وفتور هذه النهضة ، هم الشباب الذين لا اهتمام لهم ، بسبب سلوكياتهم ، وضعف قدراتهم .. إن المتأمل في الأنشطة المقامة ، والمشاريع التي تهتم بالشباب تهمش انتماء أكثر الشباب بحجة ضعف قدراتهم ، أو عدم الاستفادة منهم ، وهذا يشكل خطرا على المجتمع لأنهم قد يهدمون البناء ، وينشرون الفساد ، ويقللون من الرُّقي المنتظر ، وهذه معادلة ينبغي تفصيلها واستنباط معطياتها ثم البدء في خطوات حلها حتى تحصل الآمال من الشباب الرجال ..
    ظاهرة الإحباط ..
    يؤكد علماء النفس بأن ظاهرة قبول الإحباط والرضا به أكثر قوة عند الشباب ، وهذا نتيجة لإفرازات الواقع الذي يعيشونه من كبت وعدم اهتمام ، والمستقبل المنشود هو تخفيف المعاناة والتقليل من هذه الظاهرة ، والواقع يشهد تعقيدا مركبا في حاجياته وصعوبة تحقيق متطلباته ، إذ أنه من المتحتم على الحكومات والمؤسسات القضاء على مسببات هذه الظاهرة حيث أن على مقدمة ذلك البعد الديني والاستسلام لإملاءات أهل الهوى والزيغ ،
    و البطالة التي تسيطر على واقعهم، والضغط الاجتماعي الذي لا يرحم أخطاءهم ولا يقف بجانبهم في الوقاية أو العلاج في احتياجاتهم معنويا وماديا , وغير ذلك من بذور الإحباط التي نبتت بماء الواقع البئيس في حياتهم..
    تجديد الخطاب التربوي ..
    لا ينكر أحدا الانفتاح الذي يتفاعل معه الشباب من الخطاب العاطفي الموجه له بالصوت والصورة ، والتقنيات المؤثرة سلبا على عقولهم ، حيث أنهم يتفاعلون مع معطياتها بشكل كبير لجاذبيتها وتوافق أهوائهم معها ، ومن هنا ينبغي أن ننطلق في بناء الخطاب التربوي وتجديده من أجل أن يجسد متطلبات الشرع والحياة في حياة الشباب ، ومن الضروري أن نبتعد عن الخطاب التقليدي بكل ضروبه ، لأن ذلك لا يمثل تأثيرا في ظل هذا الكم الهائل من الثقافات المتجددة المؤثرة ، والخطاب التربوي المبدع يمنع شبابنا من أن يكونوا لقمة سائغة لتيارات الفساد والانحراف ..
    لماذا الدعم المادي عائق مباشر في مسيرة الشباب ؟ إننا نعجب من أموال طائلة تنفق على موائد طعام في حفل تكريم ، أو مهرجان في ظرف ساعة ، أو على مشاريع يظهر لنا منها الاسم ويذهب من جوفها المضمون ، أو أي شيء ينفق في مشاريع تنتهي أهميتها بانتهاء زمنها ، ومع أهمية ذلك لهم ، نود أن يهتموا بالثروة الأقوى والأعظم ، ويهيئوا لها ميزانيات ضخمة ، تجمع الشتات الفكري والتربوي والتنموي لدى الشباب ، أم أنهم اعتادوا دعم المحسنين أو التجار !! ففي بعض البلاد الإسلامية لا حاجة لأن تقوم الجهات الخيرية بأنشطة ومشاريع شبابها ،
     لأن الحكومات تستطيع أن تدعم ذلك بكل يسر وسهولة وعندما يحصل ذلك ، تستطيع أن تحاسب على النقير والقطمير ، وتتابع العمل عن قرب ، وإذا قال قائل هناك دعما ملموسا واضحا على المؤسسات الشبابية في بعض الدول الإسلامية .. نقول له صدقت هناك دعما ضخما على مؤسسات شبابية تحقق مصلحتها من وراء ذلك فقط ، وتركز اهتمامها في دعمها على فئات تمثل جزءا بسيط من المجتمع الشبابي ، ومع هذه العبارات أعيد كتابة هذا السؤال لكي نجد من يجيب عليه بصدق وشفافية .. لماذا الدعم المادي عائق مباشر في مسيرة الشباب ؟
    يتكوّن المجتمع الإنساني من ثلاث فئات عمرية، وهي: فئة صغار السن؛ وهم الذين تتراوح أعمارهم بين يوم إلى أربعة عشر سنة، وفئة الشباب؛ وهم الذين تتراوح أعمارهم بين الرابعة عشر إلى سن الأربعة والستين، وفئة كبار السن؛ وهم الذين تزيد أعمارهم عن خمسة وستين. وبحسب نسبة كل فئة من الفئات المذكورة، تصنف المجتمعات إلى مجتمعات شابة، وإلى مجتمعات شيخوخة. فعندما يقال إن المجتمعات العربية هي مجتمعات فتية، فهذا يعني أن نسبة الشباب فيها تفوق نسبة كبار السن، وعندما يقال إن المجتمعات الغربية هي مجتمعات شيخوخة؛ فهذا يعني أن نسبة كبار السن فيها تفوق نسبة الشباب.
    وقد ورد في القرآن الكريم ما يشير إلى هذه الفئات العمرية الثلاثة، قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً  يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [الروم: 54]، ففي هذه الآية شرح عن المراحل التي يمر بها الإنسان، حيث يأتي إلى الحياة طفلاً ضعيفاً لا يستطيع القيام بنفسه، ثم تنتهي هذه المرحلة لينتقل إلى مرحلة الشباب التي تتميز بالقوة والحيوية، والإنجازات، ثمّ ينتقل إلى مرحلة الشيخوخة، فيُصاب بالضعف مرة أخرى.
    في اللغة، الشباب جمع شاب، ويجمع أيضا على شبان، وشباب الشيء أوله، والشباب هو الفتوة والفتاء، بمعنى: الحيوية والقوة. ويسمى الشاب فتى والشابة فتاة. وجمعها للجنسين في حالة العزوبة: شبان وشابات. وفي الاصطلاح، فان الشباب هو مصطلح يطلق على مرحلة عمرية من حياة الإنسان، تقع بين طفولته وشيخوخته، وهي المرحلة الأطول نسبيا، وفيها يتمتع الإنسان بالقوة والحيوية والنشاط بين جميع مراحل العمر.
    ليس هناك اتفاق على بداية مرحلة الشباب ونهايتها، ففي الإسلام تبدأ مرحلة الشباب بالبلوغ، كما جاء في قول الله تعالى: (وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم) (النور: 59). وفي الحديث (رفع القلم عن الصبي حتى يبلغ...)، وعلى هذا الأساس فان مرحلة الشباب تبدأ بالبلوغ، والتحديد المختار لمرحلة الشباب هو: من البلوغ حتى سن الأربعين. وسن الأربعين داخلة في هذا المعنى، وأنها نهاية للنماء، كما في قوله تعالى: (حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة) (الاحقاف: 15). وقد ذكر الثعالبي في كتابه فقه اللغة أن الشباب جمع شاب، وهو ما بين الثلاثين والأربعين.
    على المستوى الدولي والإقليمي، في الغالب تبدأ مرحلة الشباب من عمر (15-24) سنة، وهو المعيار العمري المعتمد عالميا. وأما الاستراتيجية الوطنية للشباب في العراق (2013-2020) فقد تم تحديد الفئة العمرية للشباب بعمر (15-29) سنة.
    ومع أن المعيار العمري هو المعيار الغالب في تحديد سن الشباب؛ ولكنه ليس المعيار الوحيد، حيث يميل بعض علماء الاجتماع إلى اعتماد معيار (التأهيل) ويعرفون مرحلة الشباب بتعريف ملفت للنظر، وهي: (المرحلة التي تبدأ مع محاولة المجتمع تأهيل الشخص لاحتلال مكانة اجتماعية، وممارسة دوره في مسيرة البناء والتنمية؛ وتنتهي حينما يتمكن الفرد من احتلال هذه المكانة وممارسة الدور المنوط به.)
    وهذا يعني أن معيار (التأهيل) قد يصل إلى نتائج غير تلك النتائج التي يصل إليها معيار (العمر) فعلى سبيل المثال، تعد المجتمعات العربية مجتمعات شابة على وفق المعيار العمري، لكون فئة الشباب هي الفئة الأكبر عددا اجتماعيا، ولكن على وفق معيار التأهيل تعد المجتمعات العربية مجتمعات شيخوخة لضعف اهتمامها بتعليم وتأهيل وتدريب واعداد شبابها، للحصول على المكانة الاجتماعية اللازمة للبناء والتنمية. على عكس المجتمعات الغربية تماما، حيث تعد المجتمعات الغربية على وفق معيار العمر مجتمعات شيخوخة؛ لكون فئة الشباب هي الفئة الأقل عددا اجتماعيا، ولكن على وفق معيار التأهيل تعد المجتمعات الغربية مجتمعات شابة؛ لنظرا لاهتمام هذه الدول بأطفالها وشبابها وشيخوها، ورجالها ونساءها، على المستويات التعليمة والصحية والتأهيلية والتشغيلية.
    سواء اعتمدنا معيار العمر أم معيار التأهيل أو غيرها من المعاير الأخرى، فان الحقيقة الوحيدة التي لا مفر منها هي أن الشباب والشابات هم الأساس الذي ينبغي الاهتمام به لبناء حاضر الشعوب ومستقبلها، فهم الفئة المجتمعية القادرة على البناء والعطاء من خلال القوة الجسمانية والعقلية التي تمتلكها، ففئة الطفولة لم تنضج بعد جسميا وعقليا، وفئة الشيخوخة استنفذت قواها الجسدية. وقد قيل قديماً إن الطفولة قوةٌ لا عقل لها، وإن الشيخوخة حكمةٌ لا قوة لها، والشباب يجمع الاثنين القوة والحكمة، وهم يعتبرون العنصر الفعال والأساسي للأمة، وهي الفئة الأكثر استعدادا من غيرها في ولوج عالم الإدارة والسياسة، من خلال المشاركة السياسية والوظيفية في إدارة شؤون البلد، وفي عمليات التخطط ووضع السياسات وتشغيل البرامج التنموية. وهي الفئة الاقدر على الدفاع عن الوطن والأرض، والأكثر استعدادا للتضحية في سبيل ذلك.
    هذا علاوة على ذلك، أن فئة الشباب هي الفئة الاقدر على التأثير في قيمة وسائل الإنتاج وأدواته وأشكاله، ففي مجال علاقات الإنتاج تعد ثروة المعلومات والاتصالات الهائلة التي يمتلكها الشباب هي العامل الحاسم في إحداث التطورات الكبيرة، حيث أصبحت قيمة السلعة تحسب بالشكل التالي: 1% من قيمتها مواد خام، و5% من قيمتها أعمال تقليدية وتصنيع، و94% من قيمتها معلومات وأفكار ومعارف، لذلك، فإن عملية (الاستثمار بالشباب) ورعايتهم حق لهم، وواجب على الدولة.
    يمكن القول إن هناك أربع واجبات أساسية تقع على الدولة إزاء الشباب، وهي:
    أولا: التعليم: يُعد التعليم الوسيلة الأولى والاهم لبناء قدرات الانسان وتنمية ابداعاته، وهو أساس لاكتساب المعارف والمهارات والوعي الاجتماعي، وكلما حصل الشاب والشابة على التعليم المناسب تمكنا من الحصول على فرصة عمل مناسبة أكثر من الشاب والشابة اللذين لم يكملا تعليمهما.
    نعم، يمكن القول في ظل عدم وجود سياسات واضحة لكثير من البلدان، سواء النامية أو المتقدمة بشأن توفير فرص عمل للمتعلمين، تحديدا خريجي الجامعات، إن التعليم المهني يمثل الحل الأمثل لتوفير فرص عمل لائقة لعدد كبير من الشباب والشابات.
     حيث يواجه الكثير من الشباب صعوبات في إيجاد عمل بسبب أوجه التفاوت بين النتائج التعليمية ومتطلبات سوق العمل. وغالباً ما تعالج العوائق المستمرة التي تتمثل في "نقص المهارات" و"عدم مطابقة المهارات للعمل" والتي يثيرها أصحاب العمل وأصحاب المشاريع، عن طريق نُهُج مختلفة لتعزيز الصلة بين التعليم وعالم العمل.
     فعلى سبيل المثال، تُصنف ألمانيا والنمسا ضمن الدول الأوروبية الأدنى نسبة لجهة الشباب المتحصل على شهادة جامعية عليا، لكنهما يفخران بتسجيلهما معدلات منخفضة جدا على مستوى بطالة الشباب.
    ثانيا: التدريب: بشكل عام، تركز سياسات التعليم على زيادة حجم الخريجين بغض النظر عن الكيف، أي اهتمت السياسة بالكم على حساب الكيف، وقد أدى نقص اهتمامها بالكيف إلى حالة من عدم التوافق بين المهارات والمعارف المكتسبة من جهة،
     وما تتطلبه حاجة العمل والمهن من جهة أخرى، خاصة في إطار المنافسة العالمية المتزايدة على الانتاج كما وكيفاً. يعد التدريب أحد أهم وسائل اكتساب المعرفة، وبناء القدرات والمهارات المطلوبة للولوج في سوح العمل، فالتعليم مهما كان جيدا؛ فضلا عن التعليم غير الجيد،
     لابد أن يكون مقترنا بعمليات تدريبية مكثفة، هدفها صقل مهارات الشباب والشابات، وتهيئتهم للعمل في المجالات والتخصصات التي يجدونها، فسوق العمل يجذب دائما أصحاب المهارات ويطرد دائما الذين لا يمتلكون مهارات تمكنهم من أداء أعمالهم على الوجه المطلوب
    ومن هنا؛ ظهرت الحاجة إلى التدريب، حيث يعد الهدف الأساسي للتدريب العمل على تضييق الفجوة بين التعليم ومجـالات العمل المطلوب، إذ يحتاج الخريجون مهما كانت درجاتهم العلمية إلى قدر معين مـن التدريب، وفي المستقبل إلى إعادة التدريب من وقت لآخر لتمكينهم من مواكبـة التقـدم التكنولوجي الهائل والسريع في معظم المجالات.
    نعم، يمكن القول إن التدريب المستمر للموارد البشرية بمختلف فئاتها يعتبر من أهم مقومات ومستلزمات التطوير وخلق جيل من الكوادر والكفاءات القادرة على مواكبة المتغيرات والتعامل مع التكنولوجيا الحديثة التي بدونها لا مجال للدخول ضمن مجموعة البلدان المتقدمة.
    ثالثا: التشغيل: في الاقتصادات النامية، حيث يعيش ٩٠ في المائة من الشباب، لا يمكن لمعظم الشباب البقاء على قيد الحياة من دون عمل. والعمال الشباب في هذه البلدان معرضون على نحو خاص للبطالة الجزئية والفقر. وتبين الأدلة أن الشباب مرشحون أكثر من البالغين لأن يكونوا ضمن الفقراء العاملين.
     وتفيد آخر تقديرات منظمة العمل الدولية بشأن فقر العاملين أن الشباب يمثلون نسبة واسعة إلى حد مفرط من الفقراء العاملين في العالم.
    لذا... تعد مسألة توفير فرص عمل لائقة للشباب والشابات غاية في الأهمية، ففي حين تضر البطالة بالرفاه الاقتصادي والشخصي للأفراد الذين تصيبهم، بغض النظر عن سنهم، فإنّ الضرر يكون أكثر وخامة عندما يصيب الشخص في مقتبل حياته العملية. وتتناثر آمال الشباب المشروعة في الحصول على وظيفة ومهنة ليحل محلها شعور أليم بنبذ اجتماعي لا يستحقونه.
     ويكون ذلك بمثابة نكران لمواطنيتهم الاقتصادية ويثير عندهم الشعور باليأس والغيظ. وغالباً ما تكون تبعات هذه الجروح المبكرة عميقة وطويلة الأمد، وتتجسد في شكل تدني القابلية للاستخدام وتحقيق المداخيل في المستقبل.
    رابعا: الترفيه: يعد واجب الترفيه من الواجبات الأساسية التي تقع على عاتق الدول إزاء الشباب والشابات، لما للترفيه من آثار إيجابية على حياة الشباب وتنمية مهاراتهم العقلية والبدنية والنفسية، تحديدا تلك الدول التي تزيد فيها نسبة الشباب بنحو 60 في المائة.     مثل الترفيه الرياضي؛ كممارسة الرياضات البدنية والعقلية المختلفة، والترفيه الفني؛ كممارسة هواية الرسم، والخط، والنقش، والحياكة، وتطريز، وصناعة الورود، وتزيين البيوت، والترفيه الاجتماعي؛ كتنظيم أساليبه التزاور والعلاقات الاجتماعية والأسرية، وإحياء المناسبات الوطنية، والمشاركة في الأعمال التطوعية،
    والترفيه السياحي؛ كزيارة المناطق الأثرية، والتاريخية، والمزارات الدينية وغيرها من أنواع الترفيه التي من شأنها أن تزيل الكثير من حالات الإرهاق الجسدي والنفسي والخمول الفكري لدى الشباب والشابات.
    الخاتمة
    الشباب أمل المستقبل يحظى الشباب في جميع المجتمعات بالعناية والرعاية أكثر من أي فئةٍ أخرى من فئات المجتمع، لأنهم عماد المستقبل والأمل الذي ترتكز عليه طموحات الدول والمجتمعات وحتى الأهل، فالجميع ينظر للشباب بأنهم عدة المستقبل، والطريق لتحقيق التقدم في جميع مجالات الحياة، فهم يمتلكون الطاقة اللازمة للتغيير، ويستطيعون أن يصنعوا فرقاً حقيقياً في أي شيءٍ يعزمون على تنفيذه، وفي أي مشروعٍ يكونون جزءًا منه، فما يملكونه من قوةٍ جسدية مقرونة بالحماسة والاندفاع، يجعل منهم طاقة كبيرة يُمكن استغلالها لتحقيق الأفضل. مما يدل على أهمية استغلال طاقات الشباب
    وأثبتت الدراسة بأن البحث الشباب في كل مكان هم شعلة النشاط التي تنجز وتبني وتعمل في صالح الوطن، فهم المحرك الأول لتقدم الدولة والنهوض بها عالياً بين الدول، ولذلك يجب على الدولة الاهتمام بعنصر الشباب وتقديره والاستفادة من خبراته وعلمه الواسع ونظرته الثاقبة التي بإمكانها إحداث تغيير جذري في واقع المجتمع، فالشباب حقاً هم أمل المستقبل.
    الاستنتاجات
    في المُحصّلة، يبدو أن تمكين الشبان من تعليم ثانوي متقدّم يتعدى مرحلة التعليم الإجباري، بمساريه الأكاديمي والمهني، أصبح عنصرا حاسما في إيجاد حل لمعضلة بطالة الشباب. وإذا كان التعليم العالي مطلبا عالي الأهمية خلال العقود الماضية، فإن التعليم والتدريب المهني، يعد حاليا البديل الأمثل،.
    التوصيات
    وتتلخص رؤية الورقة البحثية هذه  للشباب المصري في: تنشئه وتنميه شباب مصري واع لذاته وقدراته، منتم لوطنه ومشارك في تنميته وتطوره مشاركة حقيقية وفاعلة، ومتمكن من التعامل مع متغيرات العصر ومستجداته بوعي وثقة واقتدار ضمن بيئة داعمة وآمنة.
     كما تم تحديد رسالته في تحقيق ذلك الارتقاء برعاية الشباب في مصر وتنميتهم معرفيا ومهاريا وقيميا بما يمكنهم من تطوير قدراتهم الكامنة بكفاءة وفاعلية وبتحسين السياسات المستخدمة في تطوير قدراتهم الكامنة.
    وتشير ادلة التنمية البشرية المتوافرة أن الدولة قد حققت انجازات كبيرة في بناء قدرات ابنائه، كما أن هناك امكانات لا حداث تحسينات اضافية في المساواة بين الجنسين والتوظيف والدخل. و استثمرت موارده الشحيحة بشكل فاعل نسبياً وترجم تلك الموارد الى مكتسبات في التنمية البشرية والاجتماعية، وبالنسبة للشباب فدلت الدراسات انهم يعيشون في عائلات مستقرة ومجتمعات آمنة ويتمتعون بخيارات واسعة في الحياة،
    اولا:- في محور الشباب والمشاركة:
    1.  ركزت على ضرورة تهيئة بيئة داعمة وامنة لمشاركة الشباب ومأسسة العمل فيها لتحقيق:
    2. -تعزيز المشاركة السياسية للشباب والانخراط في العمل العام.
    3. -تعزيز المشاركة في السياسات الاقتصادية.
    4.  -تعزيز الانتاجية الاجتماعية لكافة فئات الشباب.
    5. تفعيل وانشاء انظمة دعم المشاركة الكاملة للشباب في الحياة الثقافية.
    ثانيا: -محور الشباب والحقوق المدنية والمواطنة:
    وتتركز على مشاركه الشباب في تكوين الراي العام وصنع القرار وفي فعاليات المجتمع المحلي وتعزيز الاندماج الاجتماعي وتعزيز المسيرة الديمقراطية.
    1.  -توظيف وسائل الاتصال الجماهيري والمنابر الدينية لنشر التوعية والتثقيف.
    2.  –نشر مفاهيم المواطنة والديمقراطية ومنظومة القيم الانسانية.
    3.  –تفعيل الحوار الوطني مع الشباب وتعزيز المبادرات الشبابية.
    4.  -تعزيز المهارات الحياتية والشخصية والقيادية للشباب.
    5. -تعزيز الحقوق المدنية والسياسية للشباب.
      ثالثا:-  محور الشباب والانشطة الترويحية ووقت الفراغ:
    1- تخفيف الضغوط واشكال الاجهاد التي يعاني منها الشباب.
    2-  -توعيه الاهل والمعنيين بأهمية الانشطة الترويحية للنمو والنماء الشخصي.
    3-  –الترويج للأنشطة الثقافية في المجتمعات المحلية.
    4-     -تعزيز التفكير الابداعي لدى الشباب.
    رابعا:- -محور الشباب والثقافة والاعلام:
    1 –تعميق مفهوم الثقافة الوطنية بمفهومها الشامل في اذهان الشباب.
     2--تنميه ثقافه وطنية سلوكية ايجابية لدى الشباب.
     3- -ايجاد دور فاعل للشباب في الاعلام على كافه مستويات المشاركة.
    5-    -تعزيز فرص مشاركة الشباب في طرح قضايا المجتمع وهمومه في وسائل الاعلام.
    خامسا -محور الشباب وتكنولوجيا المعلومات والعولمة:
     1- –الاستثمار الوطني في تكنولوجيا المعلومات. -التعامل مع العولمة والاستفادة من نتاجاتها وتطويعها بما يفيد الوطن.
    2- -فتح المختبرات وشبكات الانترنت في المدارس الحكومية ومراكز الشباب والجامعات. -تشجيع فرص التعليم مدى الحياة.
     سادسا -محور الشباب والتعليم والتدريب:
     1- تنميه قدرات الشباب على التفكير والابداع وتطوير المناهج التعليمية.
    2-  توثيق الروابط بين نظامي التعليم والتدريب وسوق العمل.
    3-  تعزيز دور الشباب في برامج ونشاطات مؤسسات المجتمع المحلي المدني.
    4- توفير بيئة داعمة لتعميق علاقة المؤسسات التعليمية والتربوية مع المجتمعات المحلية وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة وتبني برامج تعليمية للشباب.
    5-  -توفير آليات فاعلة لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المنظومة التعليمية والتدريبية. -تحسين نوعية التعليم وربطه بالتدريب المستمر.
     سابعا – محور الشباب والعمل:
    1–تعزيز انتاجية الشباب واسهاماتهم الاقتصادية والاعتماد على الذات وتقليص اعتمادهم على وظائف الدولة.
    2--تشجيع الاستثمار في القطاعات التي تتطلب عمالة اكثر واحلال العمالة الاردنية محل العمالة الوافدة.
    3--انهاء كافة اشكال التمييز في سوق العمل والحد من عمالة الاطفال.
     ثامنا– محور الشباب والصحة:
     1- -تعزيز معارف وقدرات الشباب ومهاراتهم واتجاهاتهم الصحية الشخصية والاجتماعية.
    2- -ترسيخ السلوكيات الايجابية الصحية للشباب.
    3- تفعيل مشاركة الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في الانشطة المعززة للسلوكيات الايجابية الصحية.
     4- -تعزيز وتطوير وتوسيع خدمات الصحة النفسية المقدمة حاليا للشباب.
    ثامنا-محور الشباب والبيئة.
    1-  –تمكين الشباب من المشاركة في العمل الوطني البيئي بأبعاده المختلفة.
     2- -دمج مفاهيم البيئة ومفاهيم التنمية المستدامة ضمن النشاطات المنهجية وغير المنهجية والتخصصية لجميع المدارس الحكومية والمعاهد والجامعات.
    3--توظيف وسائل الاعلام للترويج للقضايا البيئية المحلية والعالمية.
    4--تفعيل مشاركة الشباب في مكافحة التصحر.
     5--نشر الوعي وترسيخ ثقافة المواصفات والمقاييس وجودة البيئة.
    مقترحات عاجلة لاحتواء الشباب وبناء مستقبلهم وتحقيق آمالهم ..
    • تثقيف المجتمع بالتعامل الأمثل مع أخطاء الشباب ..
    • ضرورة تفعيل البناء التربوي والبرامج الوقائية من خلال المدارس في جميع مراحلها ..
    • تفعيل النوادي الثقافية والرياضية داخل الأحياء والإسهام في إعداد القائمين عليها ..
    • تكثيف النوادي الصيفية ودعمها ووضع الخطط الإبداعية في ارتقاءها ..
    • تكثيف المخيمات الشبابية التي تحتفي وتحمي وتربي وتستثمر الشباب بشكل متواصل ..
    • إعداد قنوات فضائية تهتم باهتمامات وهموم وتطلعات الشباب ومن ذلك :-
    - قناة تختص بتعليم القرآن حيث يتم إظهار برامج وأنشطة جميع حلقات التحفيظ على مستوى العالم ...
    - قناة تختص بعلاج مشاكل وهموم الشباب ...
    - قناة رياضية تقوم بتهذيب الوسط الرياضي وتلبي متطلبات الشباب الرياضية بعيدا عن الاحتكار الموجود..
    - قناة متخصصة في إظهار الإبداع والثقافة والتميز لشباب العالم الإسلامي ..
    وغير ذلك من القنوات التي تهتم بالشباب لأننا نعيش في عصر الإعلام الفضائي ، وينبغي علينا استغلال هذه المرحلة في صيانة مستقبل الشباب عن طريق ذلك ..
    • النظر في إعادة صياغة المناهج الموجودة في مدارسنا ومعاهدنا وجامعتنا ، والاهتمام بالكيف والهروب من الكم ..
    • ضرورة الإسهام في التخفيف من الصوارف التي تصرف الشباب عن الاهتمام والإبداع..
    • القضاء على الموانع التي تمنع الشباب من الزواج المبكر ..
    • الوقوف بجانب الشباب المبتعثين وضرورة استغلال فترة دراستهم فيما يعود بالنفع لهم ولأوطانهم وأمتهم ، وحمايتهم من الثقافة التي قد تقود إلى الهدم والانحلال ..
    • بناء الثروة الاقتصادية عن طريقهم ، ويكون ذلك عن طريق توفير الدعم المادي حيث يكون هناك قرض مادي يساعد على تمكن الشاب من بناء مشروع اقتصادي ولو كان بسيطا ..
    • إنشاء المؤسسات الشبابية الحكومية والخاصة التي تظهر الاهتمام ، وتظهر التنافس البنـَّـاء في خدمة الشباب ..
    الخاتمة
    لقد تبيّن لنا من خلال تعرضنا لمفهومي الشباب والتنمية أنهما على علاقة وطيدة، كما انّهما يلتقيان ويختلفان في عديد المسائل. فمفهوم الشباب رغم عمقه التاريخي، فإنّ التحليل السوسيولوجي لم يتناوله بالتحليل إلا حديثا، مع ظهور الظاهرة الشبابية في البلدان الصناعية في فترة الخمسينات من القرن الماضي،
     وحديثا أيضا في البلدان النامية وخاصة العربية منها. أما التنمية فهي مفهوم مرن صعب التحديد نظرا لتعدد واختلاف النظريات والمقاربات وتنوع التجارب في مختلف الميادين، وقد طرأت عليه العديد من التغييرات والتحولات نتيجة التغيرات الطارئة على المجتمعات.
    .ولنا أن نتساءل في هذا المستوى من البحث، عن أيّ نهضة عربية تنموية مستقبلية؟ فعلى ضوء الفكر التنموي المعاصر وواقع التنمية العربية،
    من البديهي القول بأنّ أيّ نهضة تنموية عربية مرتقبة منوطة بتحقيق العديد من الشروط، كتطوير الإطارات الشبابية في المجتمع اقتصاديا واجتماعيا، والتركيز على نوعية النمو وليس فقط على معدّلاته، والسعي لسياسة فاعلة في تنوّع مصادر الدخل الوطني، والاهتمام بقضايا البيئة، وتطوير القاعدة التكنولوجية والعلمية، وتنمية الثروة البشرية بمختلف جوانبها. كما إنّ العالم العربي لا يمكنه أن يغيّر من أوضاعه الاقتصادية إلا بقدر ما يطبّق خطّة تنموية تتفّق مع مختلف أبعاده الاجتماعية والنفسية والثقافية والتربوية والاقتصادية،
     ويكون هدفها الأساسي الارتقاء بالإنسان بجميع أبعاده في كلّ خططها واستراتيجياتها. وهذا يتطلّب من البلدان العربية جهدا كبيرا لانتهاج واتّخاذ المسار الصحيح في تنفيذ استراتيجيات التنمية العربية وتعزيز فرص نجاحها.
     المراجع
    [1] Durkheim (Emile) :Les règles de la méthode sociologique, Paris, éd PUF,1937, P.21.
     [2] مجموعة من اللغوين العرب،المعجم الأساسي، لبنان، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم،1991، ص 665.
     [3] مجموعة من المؤلفين، معجم الوسيط، اسطنبول، دار الدعوة، الطبعة الثانية، 2004ص 470.
     [4] عباس (محمود عوض)، مدخل إلى علم النفس النمو: الطفولة- المراهقة- الشيخوخة، الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية،1999، ص 139.
    [5]  فهمي (مصطفى)، سيكولوجية الطفولة والمراهقة، مصر، مكتبة مصر، 1998، ص 162.
    [6] الزايدي (منجي)، ثقافة الشباب في مجتمع الإعلام، الدار البيضاء المغرب، مجلة عالم الفكر، العدد الأول، مجلّد 35، 2006، ص 203.
     [7] Bourdieu (Pierre):La jeunesse n’est qu’un mot, in questions de sociologie, Paris, Ed Minuit, 1984, P.143
     [8] G Galland (Olivier) : Sociologie de la jeunesse, Ed Armand Colin, Paris.1997.
     [9] G Galland (Olivier):Sociologie de la jeunesse, Op. Cit. P.7.
     [10] Galland (Olivier) : les jeunes, Paris, ed la découverte, 1987, P 6-7.
     [11]جميعي (توفيق)، الشباب والتنمية في الشمال الغربي: دراسة ميدانية حول علاقة شباب عين دراهم بالبنك التونسي للتضامن والصندوق الوطني للتشغيل، أطروحة دكتوراه، تونس، قسم علم الاجتماع، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، 2004، ص 30.
     [12] Durkheim (Emile) : Education et sociologie, édition  P.U.F.Paris,1922.
     [13]بشوش (محمد)، ملامح الشبيبة العربية في الخطاب العلمي العربي، ورد في مؤلّف الشباب والتغيير الاجتماعي، تونس،  مركز الدراسات والأبحاث الاقتصادية والاجتماعية، سلسلة الدراسات الاجتماعية 10، 1984، ص11.
     [14]جميعي (توفيق)، الشباب والتنمية في الشمال الغربي، مرجع سابق الذكر، ص 35.
     [15] ابن منظور لسان العرب المحيط، بيروت، دار لسان العرب، 1997، ص 825.
     [16] فتح الله (سعد حسين)، التنمية المستقلّة المتطلّبات والاستراتيجيات والنتائج دراسة مقارنة في أقطار مختلفة، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 1990،ص22.
     [17]بدوي (أحمد زكي)، معجم المصطلحات الاقتصادية إنكليزي، فرنسي، عربي، القاهرة، دار الكتاب المصري، 1987، ص 66.
     [18] الحسيني(السيد)، التنمية والتخلّف، دراسة تاريخية بنائية، القاهرة، دار المعارف: سلسلة علم الاجتماع المعاصر، الطبعة الثانية، 1982، ص 5-6.
     [19]  الجوهري (عبد الهادي) و آخرون دراسات في التنمية الاجتماعية، مدخل إسلامي، القاهرة، مكتبة نهضة الشرق،1986،  ص8.
     [20] بوعزيزي (محمد العربي)، 1991، “دور الثقافة في التنمية الاجتماعية”، تونس، في العنصر الثقافي في التنمية، مركز الدراسات والأبحاث الاقتصادية والاجتماعية، عدد17، ص 301-3003.
    [21] السمالوطي( نبيل محمد توفيق)، 1987، علم اجتماع التنمية، دراسة في اجتماعات العالم الثالث، الإسكندرية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، الطبعة الثانية.
     [22] ويبستر (أندرو) ، 1986. مدخل لسوسيولوجية التنمية، بغداد، دار الشؤون الثقافية العامة، الطبعة الأولى، ص62.
     [23] Durkheim (Emile) : De la Division du travail social, Presses Universitaires de France, première édition, Paris, 1983.
     [24] Weber(Max) : L’Éthique protestante et l’esprit du capitalisme, Gallimard, Paris2004.
     [25] الرشدان (عبد الفتاح علي)، “رؤية في التنمية العربية نحو الحد من التبعية وتحقيق التنمية المستقلّة”، القاهرة،  شؤون عربية، عدد 98، 1999، ص79.
    *جميع الحقوق محفوظة للدكتور عادل عامر
    **كاتب الدراسة والبحث
    دكتور القانون العام
    مدير مركز المصريين للدراسات السياسية
    والقانونية والاقتصادية والاجتماعية
    مستشار وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي
    للدراسات السياسية
    والاستراتيجية بفرنسا
    مستشار الهيئة العليا للشؤون القانونية والاقتصادية
    بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية
    مستشار تحكيم دولي
    محكم دولي معتمد
    خبير في جرائم امن المعلومات
    نائب رئيس لجنة تقصي الحقائق بالمركز المصري الدولي
    لحقوق الانسان والتنمية
    محاضر دولي في حقوق الانسان
    عضو استشاري بالمركز الأعلى للتدريب واعداد القادة
    عضو بالنقابة العامة للصحفيين الالكترونين
    عضو الاتحاد العام للصحافة الالكترونية
    عضو النقابة العامة للتجاريين
    عضو النقابة العامة للمحامين
    عضو غرفة التحكيم الدولي بالنقابة العامة للمحامين
    مستشار تحكيم دولي بالهيئة الدولية للتحكيم
    عضو النقابة العامة لمستشاري التحكيم الدولي
    وخبراء امن المعلومات
    مستشار تحكيم دولي بمركز جنيف الدولي
    خبير في جرائم امن المعلومات بمركز جنيف
    محكم دولي معتمد بمركز جنيف الدولي
    عضو منظمة التجارة الأوروبية
    عضو لجنة مكافحة الفساد بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: ترسيخ دعائم التنمية والبناء في استثمار الطاقات الشابة Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top