قال :
بداية من « ثالثهم » يا أبى ٠٠؟!
قلت :
إنسان ظريف انيق دقيق الإشارة
متابع جيد لفعل هذا وفعل ذاك ، يستمع لهما بعناية خاصة، ينفذ بلطافة عجيبة إلى ما يفسد
بهدؤ وبدون ضجيج ،
إنسان متحور لامبدأ عنده أو قيمة وان أظهر ذلك احيانا لزوم الموقف أو
المكسب ،
حتى الاتاحة للانقضاض ٠٠٠!!؟
ملامحه يكسوها وقار الكبار ،
بل ويسعى ما يؤكد ذلك ، ولابأس أن يؤدى فريضة الصلاة٠٠٠!!!
بل إنه يذيع بين أقرانه أنه أدى سبع حجات ٠٠٠!
بما يوحى لمن حوله أنه بات مغفور له ٠٠!؟
يخدع باقتدار من يجهل «علم الاسرار»
غير أنه بنى ٠٠٠
مفضوح بجلاء عند من كانت لدية
بصيرة الأخيار ، ولا يلتفت إليه
بل يشفق عليه ناصحا ومتصدقا ،
باعتبار الحال والمنى ودعوة الهدى
كما يعرف من هدى سيد الأخيار ( صلى الله عليه وسلم )
قال الابن : هذا الثالث هو الاخطر
٠٠٠!
قلت : نعم
لأنه مزيج خبث ونفاق باقتدار
قال : وكيف نعرف هؤلاء ٠٠؟
قلت : أعمالهم وفلتات لسانهم فاضحة
إذا وضعتها على( الميزان)
قال الابن :
وما الميزان الذى يعرف به صنيع
هؤلاء ٠٠!
قلت : نور بالقلب يعطى صاحبة فراسة
يقال عنها بصيرة يعرف بها
هؤلاء، انه
نور من الله ، يرزق به يشاء من عباده
ويعطى
عينى بصيرة
تعد « منحة إخلاص»
لايعطى إياها إلا من صدق القول
والعمل ، وكانت وجهته فيما يعمل لله تعالى٠٠٠!
قال الابن:
ولكن كيف أتعامل مع هؤلاء وأنا دون تلك المنحة ٠٠٠!؟
قلت : التعامل وفق الضرورة ،
والأصل يا بنى
الابتعاد عن هؤلاء الأشرار ،
أما إذا كان ولابد منه فيكون بمنطق
« المداراة » ٠٠٠!
قال الابن : وما معنى المداراة ؟
قلت : أى تحدثهم بما يعقلون ،
وتتصدق عليهم بالمدارات،
وتعطيهم من عطاء ربك ٠٠٠!
قال الإبن : وهل ما تقول له[ سند] ٠٠٠!
قلت :
هذا ما وقفت عليه من خلال علم أهل الله الصالحين ، وباعتبار ان كل منا
صاحب رسالة أخلاقية ، تستلزم أن ترتفع فى تعامله مع هذه الأصناف الكريهة ، بل تتصدق
عليهم مما أعطانا الله تعالى من نعم دعوة للهدى والرشاد٠٠!
طالما نحن بالفعل صحيحى الوجهة
أما إذا لم نقم بذلك ،
فنحن بشكل آخرحتما نعانى خلل
اخلاقى ٠٠٠ !
فلنفهم يابنى
قال سيدنا رسول الله
( صلى الله عليه وسلم ) :-
(( مداراة الناس صدقة ))
يابنى
إذا لم يكن لك أعداء فأنت دون
صحيح الوجهة ، والابتلاء يزداد كلما كان رقيك سليم وعملك خالصا لله تعالى
وأود أن ألفتك إلى ما يعينك فى هذا المشهد
واجتهد ان تفعل ٠٠٠!
قال الإمام الشافعى - رضى الله عنه - : -
() استعينوا على الكلام بالصمت ،وعلى الاستنباط بالفكر ٠
() صحة النظر فى الأمور نجاة من الغرور،والعزم فى الرأى سلامة من التفريط
والندم ، والرؤية والفكر يكشفان عن الحزم والفطنة ، ومشاورة الحكماء ثبات فى النفس
وقوة فى البصيرة ،
ففكر قبل أن تعزم ،
وتدبر قبل أن تهجم ،
وشاور قبل أن تقدم ٠
() لاتنسى أن الفضائل أربع:
١- الحكمة وقوامها الفكرة
٢- والعفة وقوامها فى الشهوة
٣- والقوة وقوامها فى الغضب
٤- والعدل وقوامها فى اعتدال النفس
إذن يا أبى الأمر يحتاج إلى
« اجتهاد خاص»
قلت : نعم
فانهض وقم بواجبات الوقت ، ولاتضيع جهدك مع من يخبث أو ينافق أو من يحيا
بينهما ٠٠٠وواصل العمل ولا تغفل عن
أن خير الناس انفعهم للناس ،
وتصدق على هؤلاء بسمو اخلاقك فأنت أعلى بما تعمل طالما عنوانك.
[ رضا الله تعالى ]
نعم بنى
لاتجالس الخبيث والمنافق وثالثهم٠٠٠!؟
0 comments:
إرسال تعليق