• اخر الاخبار

    الخميس، 29 فبراير 2024

    أطفال الطابوق في العراق: أمنيات ضائعة بين العمل الشاق والأمان المهدد..بقلم : امير سالم

     


     

    في العراق يعيش الآلاف من الأطفال حياة قاسية ومحفوفة بالمخاطر بسبب عملهم في معامل الطابوق المنتشرة في جميع انحاء العراق هؤلاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات وصاعداً يجبرون على ترك الألعاب والمدرسة والابتسامات البريئة ليخوضوا تجربة تفوق سنواتهم يبدأون يومهم الباكر ويواصلونه مع الليل وسط أجواء مليئة بالغبار والحرارة المرتفعة والبرد القارص والتعب الشديد على مدار السنة ليس فقط يجبرون على تحمل أوزار المصاعب اليومية بل يواجهون أيضاً الخطر المستمر للإصابة أو الحوادث أثناء عملهم فقد توفي الكثيرون وهم يبلغون من العمر سنوات قليلة،

     

    لذا تشكل معامل الطابوق في العراق بيئة خطرة وغير مناسبة للأطفال فهي تعرضهم لمخاطر جسيمة والذي تؤثر سلباً على صحتهم وتطورهم الجسدي والعقلي ، كذلك يتعرضون للإصابة بأمراض مختلفة مثل التهابات الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية والتسممات والكسور والحروق

    ومن اهم الاسباب الرئيسية الذي دفعت بعمل الاطفال في تلك المعامل هي سوء الحالة المادية للاسر وعدم اهتمام الحكومات السابقة والحالية بهم ورعايتهم وعدم توفير الظروف المناسبة لهم ففي بعض المناطق الريفية والنائية في العراق يعتبر عمل الأطفال في معامل الطابوق شيئاً طبيعياً حيث يرى الأهل أنه واجب على الأطفال مساعدة عائلاتهم في تأمين الدخل والمعيشة كما أن بعض الأطفال يتأثرون بأقرانهم أو أقاربهم الذين يعملون في معامل الطابوق ويشعرون بالفخر عند العمل معهم،

     

    ويعاني النظام التعليمي في العراق من العديد من المشاكل والنقائص وانخفاض مستوى الجودة والفعالية  وارتفاع معدلات الرسوب والتسرب والتخلف الدراسي وانعدام الحوافز والدعم والتشجيع للطلاب كل هذه العوامل تجعل التعليم غير مغري أو مجدي  للكثير من الأطفال خاصة الذين يعيشون في الأرياف أو المناطق الفقيرة أو المنكوبة،

    كذلك تتأثر حياتهم بشدة الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي الذي يمر به البلد منذ عقود حيث يشهد العراق صراعات وحروب وعنف وإرهاب وفساد وفقر وبطالة وتضخم وتدهور كل هذه الظروف تخلق جوا من الخوف والقلق واليأس وتجبرهم على التخلي عن حقوقهم وطموحاتهم وأحلامهم والعمل في أي مجال أو مهنة تمكنهم من البقاء على قيد الحياة،

    لا يمكن تجاهل أن مشكلة عمل الأطفال في معامل الطابوق تعكس واقعاً أكثر تعقيداً ينبغي معالجته يجب أن تتحد الحكومة والمنظمات الدولية والمجتمع المدني لضمان حقوق هؤلاء الأطفال وحمايتهم إلى جانب اتخاذ إجراءات صارمة للحد من عملهم في سنوات صغيرة كما يجب توعية الأسر والمجتمع بأضرار عمل الأطفال وتشجيعهم على دعم تعليمهم وتنميتهم،

    في النهاية يجب أن نتحد جميعاً من أجل إحداث تغيير إيجابي في حياة ألاطفال في معامل الطابوق في العراق إنهم يستحقون فرصة نمو صحيحة ومستقبلاً واعداً بعيداً عن جحيم العمل في ظلمة الليل وأعمدة الدخان الملتهبة وان يحققوا أمنياتهم الضائعة بين الطابوق .

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: أطفال الطابوق في العراق: أمنيات ضائعة بين العمل الشاق والأمان المهدد..بقلم : امير سالم Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top