• اخر الاخبار

    الأربعاء، 28 فبراير 2024

    الكاتب الصحفى أسامة الألفي يكتب عن : طوفان الأقصى وأبو لمعة والمرتزقة

     


        كلما طالعت تصريحاً للرئيس الأمريكي بايدن يبدي فيه تعاطفه مع المدنيين، بغزة ودعوته لتحرى الدقة حين إصابة الأهداف في غزة كيلا تكثر خسائر المدنيين، ترحمت على الراحل "أبولمعة"، فالتشابه بين الشخصيتين كبير من حيث "الفشر"؛إلا أن "فشر أبي لمعة" كان يضحكنا ويسلينا، فيما "فشر بايدن" يحرق قلوبنا ويبكينا،  فبايدن يتوهم أنه يخدعنا ليحقق للاحتلال عبر أكروبات ومكائد سياسية ما عجز عن تحقيقه عسكريًا في الميدان، والمقاومة واعية بذلك فهي ليست على درجة من الخبل، بحيث تصدق ادعاءه تقديم مشروعات لوقف إطلاق النار، فيما يعرقل بالفيتو كل جهد يبذل لتحقيق هذا الهدف، وأضحكني لدرجة البكاء ما يقال عن نية أمريكا وقف مساعداتها العسكرية للكيان الغاصب، إذا لم يوقف عدوانه قبل منتصف مارس، فهذا التصريح المسرب عمدًا يعطي جيش الإحتلال ضوءًا أخضر لتدمير ما تبقى من مظاهر الحية بالقطاع، بحيث لا تعود غزة صالحة للحياة بعد وقف إطلاق النار، مما يضطر سكانها للهجرة خارجها، ويتحقق هدف الصهاينة من تفريغها، بإقامة مستوطنات عليها تحقيقًا لمقولتهم "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وهذا التصريح وأمثاله يشد من أزر العدو ويصدر الإحباط للمقاومة.

     

         أنا لا ألوم بايدن ولكني ألوم 22 دولة عربية، تكتفي إزاء المأساة بالوقوف موقف المتفرج، واستجداء بايدن التدخل لإيقاف أو على الأقل الحد من الخسائر في صفوف المدنيين، وايصال المعونات الطبية والغذائية لهم، في وقت لا يخفى عن أحد حتى الأطفال، أن القنابل التي تلقي على غزة مرسلة من أمريكا وبموافقة بايدن نفسه وطلبه، وأنه لولا المساعدات العسكرية الأمريكية، لانتهت المواجهات بين الفدائيين وجيش الاحتلال بهزيمة ساحقة للمحتلين، والأدهي أن بعض الدول العربية التي تتقاعس عن إرسال المساعدات الغذائية لأخوتنا المحاصرين بالمجاعة في غزة، تعمل على كسر الحصار الذي فرضه أبطال اليمن على السفن التي تحمل البضائع للكيان الغاصب، وتقوم بنقل بضائعه عبر خط بري يمتد من الإمارات إلى الكيان العنصري عبر البحرين والسعودية والأردن، والأخير المورد الرئيسي للمنتجات الزراعية من خضار وفواكه التي يعتاش عليها المستوطنون.

     

         وهناك وجه آخر للأزمة يصدره لنا بعض المرتشين من الإعلاميين، هو محاولة تصوير حماس على أنها ارتكبت حماقة بعمليتها الفدائية في 7 أكتوبر الماضي، وأنها خائنة وصنيعة الاحتلال ولا تعبر عن الشارع الفلسطيني ومزقت وحدة الفلسطينيين، ولهؤلاء المرتشين الموتورين أقول: حماس أعادت الكرامة للأمة العربية، وأحيت قضية فلسطين دوليًا بعدما ماتت بيد سلطة عميلة لا تهش ولا تنش، وتقف عونًا للاحتلال بالتصدى للمقاومين نيابة عنه، فيما جسدت حماس إرادة جميع الفلسطينيين الباحثين عن الحرية والحياة بكرامة، في دولة تحمل اسم وطنهم الغالي.

     

        يبقى أن اشير إلى أن استبشارنا بمناقشات محكمة العدل الدولية لا ينبغي أن يوقف المقاومة، فرأي المحكمة استشاري غير ملزم، وسبق للمحكمة قبل عقدين إصدار حكم بعدم شرعية الجدار الفاصل الذي أقامه المحتل لفصل أراضي فلسطين عن بعضها، وكان مصير القرار سلة المهملات مثل عشرات القرارات التي أصدرتها الأمم المتحدة، والسبب أن دولنا العربية أكتفت بصدور القرارات، ولم تسع عبر القنوات الدبلوماسية والقوى الاقتصادية، لصنع ضغوط على دولة الاحتلال، تجعلها ترضخ للرأي العام العالمي المؤيد للحقوق الفلسطينية المشروعة، وفي مقدمتها حق إنشاء دولة فلسطين.

     

     

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الكاتب الصحفى أسامة الألفي يكتب عن : طوفان الأقصى وأبو لمعة والمرتزقة Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top