السيد الرئيس:
أليست مصر دولة ذات سيادة ومعبر رفح معبر مصري
على حدود دولة فلسطين التي تعترف بها مصر؟
مادام
الأمر كذلك فلا يحق للكيان الغاصب في فلسطين المحتلة الاعتراض على دخول شاحنات
الغذاء والدواء لأخوة لنا في العروبة والإسلام والإنسانية، وإن لم نفعلها لا نكون
مؤمنين بحق، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما آمن بي من بات شبعان
وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به"، فكيف وأخوتنا في غزة لا يعانون جوعا عاديا
وإنما مجاعة تفتك بالصغار والكبار .
السيد الرئيس:
جميعنا سوف نحاسب يوم القيامة حسابا عسيرا حين
نسئل: كيف وقفتم بلا حراك وأنتم مقبلون على شهر رمضان المبارك وأخوتكم يموتون
جوعا؟ كيف طاب ويطيب لكم تناول ما طاب ولذ من خير الله فيما لا يجد أطفال صغار ما
يقتاتونه؟ ألا تستجيبون لقول رسولنا الكريم عليه أزكى الصلاة والسلام: "مثل
المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له
سائر الجسد بالسّهر والحمّىّّ"، فهل كثير أن أطالب بتمثل قول رسول الله عليه
الصلاة والسلام؟
هذه ليست حربا يا سيدي الرئيس ولكنها مجزرة ضد
الإنسانية، مجزرة يأبى كل صاحب ضمير حي ان يقف ساكنا ويشاهدها.
أناشد ضميركم وإنسانيتكم؛ أن تأمر بفتح معبر رفح
لدخول المساعدات الإنسانية بإشراف من الأمم المتحدة، وحراسة جنود مصر البواسل، وإذا
كان الخوف على السائقين والجنود الذي يرافقونهم من غدر العدو، ليكن اختيار هؤلاء
من بين متطوعين يرجون الله في أعمالهم، وكلي ثقة أن آلآفا من المصريين سيتطوعون
لمثل هذه المهمة جليلة الثواب.
سيدي الرئيس :
إن مصر
كانت دوما أرض التضحية والشجاعة والفداء، والإنسان المصري كان دوما في مثل هذه
المواقف لا يرهب الموت ولا يرهب عدوا مهما كانت قوته.
سيدي الرئيس أنني برغم كبر سني مستعد لأن اتطوع
ضمن العاملين في قوافل إغاثة أخوتنا وجيراننا، وأوقن أن آلآفا غيري من رجال وشباب
مصر سيتسابقون لنيل هذا الشرف.
إن التاريخ لن يرحمنا، والله سيحاسبنا إذا وقفنا
موقف المتفرجين من مأساة أخوتنا.
0 comments:
إرسال تعليق