القبائل والدولة الوطنية: تحليل نقدي للعلاقة بينهما..بقلم : على الشريفى

 

 

تعتبر القبائل جزءاً أساسياً من التركيبة الاجتماعية في العديد من الدول، خاصة في المناطق التي لم تشهد بعد تطور الدولة الوطنية الحديثة. ومع ذلك، يبقى النقاش في هذا السياق مركزاً حول العلاقة بين القبائل والدولة الوطنية، والأثر الذي يمكن أن يكون له تجذر القبيلة على العلاقة التعاقدية بين الدولة والمواطن.

 

القبائل، بوصفها مجتمعات تقوم على القرابة والانتماء، تمثل غالباً فرصة لتوحيد الجهود والموارد. ولكن، في الوقت نفسه، يمكن للقبائل أن تشكل تحدياً للدولة الوطنية، خاصة إذا تم استغلال هذه القوة من قبل القادة القبليين للسيطرة على السلطة السياسية والاقتصادية.

 

في العديد من الحالات، نرى أن القبائل تصبح جزءاً من الدولة بدلاً من أن تكون مكملة لها. ينتج عن هذا غياب الدولة الوطنية وصعود قوة القبائل، مما يؤدي إلى انهيار الدولة الوطنية والعلاقة التعاقدية بين الدولة والمواطن.

 

خضوع النخبة السياسية لسلطة القبائل يعزز هذه الظاهرة، حيث تفقد النخبة القدرة على تقديم مشاريع سياسية وفكرية تعزز العلاقة التعاقدية بين الدولة والمواطن. وبدلاً من ذلك، تصبح النخبة السياسية رهائن للقبائل التي تتحكم بأصوات القوى الناخبة في الانتخابات.

 

في الختام، يجب أن نتعامل مع القبائل بوصفها جزءاً من واقعنا الاجتماعي والسياسي، ولكن يجب أن لا نسمح لها بأن تصبح القوة المهيمنة على حساب الدولة الوطنية. يجب أن نجد طرقاً لتعزيز العلاقة التعاقدية بين الدولة والمواطن، وتقوية الدولة الوطنية، وضمان أن تحترم القبائل القوانين والقواعد الوطنية.

 

فبراير 20, 2024