انضممت إلى الموقعين على الطلب الذي تقدم وزير الصحة الأسبق د. عمرو حلمي، إلى وزير الخارجية سامح شكري، للموافقة على قيام متطوعين مدنيين مصريين يوم الجمعة 8 مارس المقبل، بمرافقة قوافل إغاثة ومساعدات طبية وغذائية، لأخوتنا في غزة المحاصرين بالجوع والمرض وقنابل عدو غاشم، الطلب تضمن إخلاء مسئولية الدولة من أي حماية للقافلة، فالمشاركين وجميعهم شخصيات أكاديمية وثقافة ذات وزن، أختاروا السير في حماية المولى جل وعلا، عن قناعة بأن كل شيء مقدر من الخالق المتعالى، ورفعًا للحرج عن الدولة المصرية.
إن
المشاركة بمرافقة قوافل الإغاثة، هو استجابة لأمر الله تعالى بإغاثة المحتاج، إيا
كان دينه ووطنه وفك كربه، فكيف والمحتاج أخوة لنا في الإسلام والعروبة، وتربط
كثيرين منه معهم روابط نسب، ونحن مقبلون على شهر رمضان الفضيل، شهر الخيرات،
وعلينا أن نتمثل قول رسولنا الكريم عليه أزكى الصلاة والسلام: "مثل المؤمنين
في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد
بالسّهر والحمّىّ"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "ما آمن بي من بات شبعان
وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به"، فكيف وأخوتنا في غزة لا يعانون جوعا عاديا
وإنما مجاعة تفتك بالصغار والكبار، فيما تتساقط قنابل العدو ورصاصة بمن استطاع
تجاوز المجاعة.
إذا
كانت الدولة المصرية تمنعها معاهدة من الإقدام على خطوة لإغاثة أخوة في الإسلام
والبشرية، فأن شعبنا المؤمن بالله يصر أن يقدم المساعدة، ويخلي الدولة من
مسئوليتها عن مرافقي القوافل واضعا الرأي العام العالمي أمام مسئولياته، إذا ما
فكر العدو في الإعتداء على قوافل سلمية تضم شخصيات رفيعة المكانة مثقفة وعالمة.
إن
المشاركة في حماية قوافل المساعدات واجب إنساني وطني على كل قادر، وكلي ثقة أن
آلآفا سوف يوقعون على طلب الانضمام لحماية قوافل الإغاثة، فشعبنا الذي عرف دوما
بالشجاعة والوطنية، لن يتخلف عن هذا العمل الصالح، ويتبقى أن توافق الدولة على هذا
الطلب الإنساني بالسماح للمواطنين بمرافقة القوافل وحمايتها.
وصدق
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ يقول: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ
كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ
يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ
أَخِيهِ".
0 comments:
إرسال تعليق