• اخر الاخبار

    الأحد، 15 أكتوبر 2023

    مدينة .. بقلم / عايد الطائي

     


        في كلِ يوم تغفو على سكون القريةِ المحاطة بأشجار النخيل والكروم والأعناب ومساحات أخرى مشابهة حوت سنابل خضر وأخرى يابسات وأراق الخضار المتنوعة مع هديل الحمام وزقزقة العصافير وتغريدات البلابل وأصوات أخرى تتناثر هنا وهناك لتعلن أنها مملكة .

       وتصحو تلك الفتاة الوديعة الجميلة المسالمة مع خيوط الشمس السرمدية حين تغزو سطوح المنازل وتنفذ من شبابيك إختلفت صناعاتها مادةً وتصميم . وبين هذا وذاك تنتفض تلك الفتاة لتهرع الى ما أوجِب عليها القيام به من فريضة ثم الى مطبخها البسيط لتعد مايمكن لها إعداده من طعام بداية اليوم لتتناوله مع أفراد أسرتها التي تجلها وتحترمها وتحبها حد الجنون وتجاوز المنطق ، فضلاً عن قريتها المتحابة من جيرانها الأقرب ثم الأبعد الذين كانوا يكنون لها ذات الحب وذات الإحترام لخصالها التي إعتادوا عليها طوال معرفتهم بها وبإسرتها .

       شاءت الأقدار وقبل أن تكمل العشرين من عمرها أن تقترن بأحد أقاربها الذي أحبها بشغف وبادلته الإحترام والتمنيات بحياة ملؤها السعادة والغبطة والسرور ، ولكن شاء قضاء الله جلَّ وعلا أن يأخذ منها زوجها على حين غرَّة وفي حربٍ ضروس أشعلت الأخضر واليابس مما إمتلكت أيدي الإنسان. وشاء قضاءه سبحانه أيضاً بأن تبتلى تلك الفتاة الجميلة المسالمة بمرضِ عجز الكليتين حتى أكل منها ما أكل ومن أهلها بذات المقدار يزيد أو ينقص ، حتى أخذت تذبل ثم تذبل الى أن سقطت ورقتها من تلك الشجرة الطيبة المعطاء والبستان الذي تم إنباتها فيه ورحلت الى عالم اللارجعة ورحلت عن ساكني القريةِ وأطرافها ومن عرفها وأهلها من الكرام الطيبين وبقيت ذكراها وذاكرتها تسطع مثل بريقٍ أنتجته خيوط الشمس أو ضوء القمر سُلِّطا على درةٍ من درر الزمان .

    وللمقال بقية

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: مدينة .. بقلم / عايد الطائي Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top