• اخر الاخبار

    الاثنين، 16 أكتوبر 2023

    بلاهة العتمة!! ..مسرودة ممسرحة ..بقلم : شوقي كريم حسن

     


    ——١——

    اهتزازات المرتجى

    ماكنت أعرف أني اراه  مرةثانية بعد تلك السنوات،

    الزاحفة في رماد الايام التي لم تعطنا فرصة من اجل البحث عن كلينا،كان اختفائه المفاجيء النازف للاسئلة القاحلة الاجابات محاطاً بهالات العجب والممزوج بالخوف ، اختفاء مراثار في دواخلي

    براكين من  المرارة،مااستطعت التخلص منها،او نسيانها لبرهة وقت،تنهمر مثل خرير مطر يجتاح ثقوب السقف الكونكريتي المحكم الاغلاق،يرجوني السؤال الاول ان لاغلق عيني،عليَّ اجده واقفاً قبالتي مبتسماً ملوحاً بكلتا يديه بحركة مسرحية وديعة تثير ود الاشتهاء، ابصره رويداً يشيل جسده الباسق الطول المنحني قليلاً الى امام بشكل مغرٍ غارق بالافتتان المسيل للعاب الدهشة،يضع كف يده اليسرى المليئة بالاوشام الشديدة الزرقة امام عيني،

    مطلقاً سراح بلابل ضحكاته من اقفاص غروره المتفاني في تسلق غايات مهمتة  الصادة لبعض

    ما يلاقيه في الدروب، اقول بتحدٍ  يتعمد اثارته،

     — آه لو عرفت لم تحمل على رأسك كل هذا الهم الذي لافائدة منه،،الى ماذا تريد الوصول بهمك الذي نسيه الناس وحطموا مألوفه؟!!

    —— لاطريق عرفت غيره لااجيد المشي في درب أخر يوقف  هياماتي الباحثة عن معاني المستحيل!!

    —- ترددك حطم مافي الرأس من اماني انقذ ماتبقى…ازرع سباخك بالقبول!!

    —- لصالح من انقذ ماتبقى وانت ترين تعثر خطواتنا عند اول اختيار..الارادة اكذوبة الاختيار،،

    كنت،،لاتكن،،،كنت،،لاتكن،،،ككككك ..نت!!

    —- لصالح وجودك الذي علمته ان الاحلام فم مفتوح على الاتساع يطالب بالمزيد،، احصيت احلامك ام تراك تركتها مثل حمام لايعرف المستقر؟!

    —- حيرتي هي التي حطمت الاختيار..ما عدت اكترث لشيء..رقمي هامش  عاجز عن الاثبات!!

    اخذ يده الواضحة الارتعاش الى صدره الذي تصاعد وجيفه فجأة،دون استطاعته السيطرة عليه،

    تبادلنا بيسر متعمد نظراتنا التي تبللت بغيوم  قهره

    الشديد الكثافة،قلت—— وماذا عني.. اوهامك صنعت مني كائناً لا يتحمل الوضوح،، رميتي اليك دون فهم المرام والغاية..امرتني بان اكون لكنك هربت قبل الاكتمال تاركاً وراءك حطام لانثى غرها

    رنين الكلمات/اقرأي كنت ترددها دائماً/القراءة دوي حروف يثير شبق الجنون/اقرأي،،ترددها دونما ملل وبروح المعلم الشديد الحرص على هيبة مايريد/

    استدارت رقبته الحاسة بوجع الاحراج،باحثة عن لحظة خلاص يمكن ايقاد شموعها، لتنير عتمة السؤال الذي حير ذاكرته قبل اعلانه بشهور، حين اراه تقف امامي معتلياً خشبة المسرح منصتاً الى نصائحي واشاراتي، افتح ابواب الكون باحثةً عن

    دليل يوصلنا معاً الى الغاية التي يجب ان نكون عندها، لم اك اوومن ان كلمة حب المهتوكة المعنى،تضفي القاً وجمالاً على ما بينا،باردة تدفع الى صقيع التيه ،الاوهام لا تنصب شباكها لتصيد دوامات الابتهاج والامل عند المعتاد من القول،تذوب ارواحنا مثل قطع سكر بمزيج من الاختيارات التي نعرف انها بعيدة المنال لكننا نصر على الاقتراب منها وسبر اغوارها الدافعة الى الارتياح،اقول—- ماعلمتني سوى الضال من الاحلام التي ماكنت اجد لها درباً،،طوال ليلي اقتعد  وحدة فراشي لتأخذني الى متاهات من الاسئلة الراعفة حزناً..كلما اقتربت من ضفاف الاجابة ابعدتني ايادٍ سود تنزف قطرات دم بلون دخان البارود،انكفيء الى وسائد خذلاني باحثة عنك متوسلة مجيئك الذي ارقبه بخوف،،لكنك تضيع وسط لجج متلاطمة تثير مخاوفي وجنوني،اومي صوبك صارخة بلوعة

    .— احتاج اليك،،تعال ماعادت وحدتي  القاحلة تتحمل سياط ابتعادك!!..بهدوء يسبق انهياري تغيب دون ان تترك اثراً استدل من خلاله اليك.. مالذي دفعك لاتباع رايات يأسك..كنت ترسم امامي باتقان العارف مايجب الوصول اليه/ علة النفس خمول ارادتها /يباس قيعان التحديات/تلك هي العلة التي امسكت بقرنيها/لكنك افلتهما بيسر/  تداعب وحدتك خلسة/تركتني برفقة سؤال/كيف اجيء اليك،،متى وأين،،ولم. يتحتم عليَّ حرق مراكب  حضوري والاتيان دون هدف وفعل/؟!!

    —-  احزاني التي تكونت بغير ارادة مني،،احزان دودية ملساء تتكاثر باشكال غريبة تثير فزعي،،ما كنت امسك بغير الفراغ الشاسع الامتداد،،فراغ مدوٍ  ملىء بالياس والاحباط ،حاولت الامساك ببعض أحلامي لكنها تناثرت مثل طائر القطرس،، نثار ريش تلتهمه افاعي التلاشي.. حضور خال من الغرابة والدهشة،،!!

    — مارايته اوهمك بالعجز،، كنت ارقب فرحك  حين امسكت بفكرة الارتقاء.. ماكان عطيل سوى تابع  لما تريد فعله،،فتحت الابواب على مصاريعها واختفيت.

    —-  لا اعرف عما تتحدثين غبار ذاكرتي اخذته الرياح بعيداً،، صرت اسكن صحراء موحشة لاتفيد بشيء اخذني الاهمال الى احضانه،،حاولت لكنه تفنن في اذلالي والحط من هيبتي!!

    — والمصادفة التي اتت بك للتو لتضعك مقابل هدير سنواتي التائهة وسط مقابر فجيعتي؟

    — ماترسمه الأيام اشكالاً مشوبة بعدم الفهم،، ظننت ان حبال الوصل تقطعت وسفنك اخذتها الرياح الى مرافي لاقدرة ليَّ على تحديد امكنتها!!

    —- ٢—

    خواتم الارتحال،،!!

    مع الخطوات الثقيلة المتعثرة المشتعلة بالارتباك غير العارفة لمقاصدها،دخلت قاعة المسرح المغطاة بالاهمال والاتربة المجللة بالسواد والتي فارقتها مجبراً خائفاً اترقب، منذ عرفت ان ليس ثمة فائدة من البقاء مهملاً ملقى بين فكي كماشة وقحة عاتية الشراسة،مع التقدم اماماً شممت رائحة العطور النفاثة المختارة بعناية مثيرة للانتباه،عطور جرتني بتؤدة المكتشف لترميني في عمق زمان الذي انستني الايام الكثير من ملامحه الرعناء  الباعثة على الاسى والاحتقان( الولد المرتجف الاطراف الملتفت يميناً ويساراً كان ينصت مذعوراً الى صراخ التوسلات المرفقة ببكاء مالبث ان تحول الى نواح يوشم الافئدة بمجامر الضيم والانكسار.

    — أبن الحثالات مثلنا لا يعاند ولا يقال له لا!!

    — من دلك على هذا الدرب الذي لافائدة منه!!

    — اما قالوا لك ان لا درب مضيء سوى الدرب الذي نسلك ولانقبل بدروب تنافسه!!

    —- أشر الينا لنعرف ما تؤمن به من حقارات لوثت بها عقلك المليء. بالكراهيات،،مالذي فعلناه لك  لتقف ضد رغباتنا ؟!!

    —- صمتك جمر يحرق جسدك القذر مثل بيضة فاسدة،،ارحم ماتبقى منك ،،لجسدك عليك حق!!

    — ابن العاهرة اصرارك على الصمت لايفيد بشيء

    سوى جعلك تتدلى مثل بندول ساعة خرساء عتيقة

    لا بطولة في ان تظل صامتاً .. لااحد يصفق لك،،لست على خشبة مسرح،،تفو عليك وعلى فساد مسارحكم التي دلت الناس على دروب المفاسد!!

    تلفتُ على عجلٍ باحثاً  عن منفذٍ وان كان ضيقاً للهروب،متأملاً الامتدادات الموحشة السائرة نحو مجهول حاولت الكشف عن بعض مستور ملامحه، امتدادات رعناء اسميتها (اقبية اللاشيء)، لم تأبه لعبث السنوات رافضة التغيير الذي يتوجب اجراءة، بمعية الاوقات،ثوابت تمنح ناظرها شيئاً من الاتزان  المشوب بالريبة،اجلستُ بقاياي المهمومة  في طرف الصف المنتهي من الكراسي المتهالكة ،مراقباً وسط الفوضى العتمة التي بدأت تهيمن على الموجودات بقسوة جبروتها ومحاولاتها المحمومة

    في محو ما يحرك حبور الذاكرة الغاطسة وسط برك الاهمال والنسيان……!!

    فجأة اشارت الاضاءة الى وضوح العمق الكاشف عن زمن عتيق يحركه نسيم ……..

     تقف وحدها دون ان تتغير ملامحها، عند اليسار محدقة بخيال هرم شديد القتامة متكاً الى عصاه، يعتلي عرشاً محت ملامحه الازمنة التي مرت فوق ظهره الذي أحدودب معلناً رغبته الإتصاق بالخشبة الرافضة استقباله،حين يكتمل الصعود،، يلتفت الخيال الهرم بهدوء الى امام مشيراً بطرف عصاه محاولاً اختراق العتمة..تحاول التقدم لكنها تشعر بعدم أهمية ما تفعل، تظل واقفة تبصر ما يحدث،راغبة الامساك بخيوط اللعبة التي بدأت تكشف  عن ملامحها الشوهاء،

    الخيال:— لشدما كرهت الاسرار التي لاطائل من وجودها،،الوضوح طريق رقي يدفع الى ما كنت اقصده،،(صائحاً)لاخفاء عندي مادمت لااقترب من اسوار الخوف؟!!

    هي  :—لكنك القيت بي الى حرائق الانتظار،،اتعرف معنى انثى يافعة الرغبات ترقب درباً فقد ملامحة؟!!

    الخيال:—(يضحك) تلك هي مهمة اناث هذه البلاد منذ زمنتها الاولى ارث لاخلاص منه الخيول التي تتقدم الى مانسميه نصراً،، تلقي بحوافرها الاناث الى محنة الاحزان التي صارت كلمات لاتفارق الحناجر!!

    هي:— من قرر صحبتنا لهذا القهر كله..ولماذا نحن دون سواناً؟!!

    الخيال:— سؤال بليد أحمق..تفحصي ما أنت عليه لتعرفي ان لهذه الارض سر  لايخبره سواها!!

    اللحظة التي ابصرها،علقت في أطمار ذاكرتي دهوراً

    حملتني الى مدنٍ  مهتوكة الرؤيا،لم اعد اتحمل  ضياعي الذي صار يشبه صخرة سيزيف اللعينة،اتيت إليها مسرعاً فاتحاً دراعي رغبة بالطيران،ما كنت أدري أني القاها  واقفة في ذات اللحظة التي شمرت بيَّ بين براثن تيه ماعلمني سوى  الاحساس بالهزيمة

    بصمت اخذتني اليها،قبل ان يجلدها الخيال بعصاه مردداً بصوت مخبول— لم جئت مادمت فقدت هيبتك طوال غيابك الخالي من الاجابات!!

    سؤال صعب الاجابة، لكني سكبت باذنيها كل حلوات رقتي  و عذوبتها— أضناني البحث عني فرجعت لاجدني معك!!

    تلاشت عند عثرات الفوضى خطواتي التي اصبحت اكثر ارتياحاً وخفة ،حين رأيتها بحذق العارفة ،تمحو

    الهارب من الايام،لترسم ملامح اناساً سنكونهم ذات

    صدفة قابلة!!

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: بلاهة العتمة!! ..مسرودة ممسرحة ..بقلم : شوقي كريم حسن Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top