كتب : نعيم
سعد علم الدين
شبّهت
الصحف الإسرائيلية هجوم “طوفان الأقصى” المفاجئ الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل
صباح أمس السبت بهجمات 11 سبتمبر التي شنها إرهابيون على الولايات المتحدة يوم 11
سبتمبر 2001.
ووفقًا
لموقع “بي بي سي” فقد وصفت الصحف الإسرائيلية أحداث الأمس بـ “السيناريو الكابوس”،
مؤكدة أن انتصار حماس جاء بفضل فشل إسرائيلي هائل”.
واستنكرت
الصحف عدم وجود معلومات استخباراتية عن هذا الهجوم الصادم، مشيرة إلى أنه في نهاية
هذه الحرب سيكون “من المستحيل تجنب السؤال الكبير: ماذا حدث لنا، وكيف وقعنا في
مثل هذا الفخ القاتل؟”.
11
سبتمبر الإسرائيلي
جاء
تشبيه أحداث الأمس في إسرائيل بأحداث 11 سبتمبر 2001 في مقال نشرته صحيفة “جيروزاليم
بوست” بعنوان “هذه هي أحداث 11 سبتمبر الإسرائيلية”.
حيث
اعتبر الكاتب الإسرائيلي، أفي ماير، في المقال أن أحداث أمس السبت تمثل أكبر فشل
عسكري واستخباراتي لإسرائيل منذ نصف قرن، إن لم يكن خلال 75 عاماً من تأسيسها.
وقارن
بين هذا الهجوم وهجمات 11 سبتمبر، التي استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية عام 2001،
قائلًا: “إن النطاق الكامل للكارثة غير معروف حتى الآن، ولكن هناك شيء واحد واضح: أحداث
السابع من أكتوبر 2023 – وهو أحد أحلك الأيام في تاريخ البلاد – سوف تغير كل شيء”.
وختم قائلًا: “هذا هو 11 سبتمبر في إسرائيل. لن يعود أي شيء كما كان”.
حرب
أكتوبر
كما
شبّهت الصحف الإسرائيلية هجوم “طوفان الأقصى” بانطلاق حرب 6 أكتوبر عام 1973، حين
شنت مصر وسوريا هجومين متزامنين مفاجئين على إسرائيل.
ونشرت
صحيفة “هآرتس” مقالاً للكاتب الإسرائيلي، ألون بينكاس، بعنوان “7 أكتوبر 2023: تاريخ
سيبقى عارًا على إسرائيل”. حيث اعتبر الكاتب هجوم حماس بمثابة كارثة إسرائيلية
مروعة، مؤكدًا أن الدولة بقيادة نتنياهو والجيش الإسرائيلي فشلت بشكل مذهل في
حماية مواطنيها.
وكتب
قائلًا: “لا يمكنك المبالغة في تقدير حجم وقوة الصدمة المدوية لهجوم يوم السبت على
إسرائيل. هذا هو يوم الغفران عام 1973 مرة أخرى، مع فارق أساسي واحد: الخسائر التي
لحقت بإسرائيل في عام 1973 (3 آلاف قتيل) كانت على حساب الجيش. لقد أودى هجوم يوم
السبت بحياة مدنيين، وأرعب بلداً بأكمله وكان مهيناً بقدر ما كان مميتاً”.
وحمّل
الكاتب “الفشل الذريع لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. إنها مسؤوليته، وينبغي أن
يحاسب في اليوم التالي لانتهاء الحرب”.
وفي مقال
نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت” تناول الكاتب، ديفيد هوروفيتز، ما حدث في عملية “طوفان
الأقصى” أمس السبت، وقارن بينها وبين حرب أكتوبر عام 1973، مستشهدًا بشهادات
لإسرائيليين حوصروا في الهجوم وكذلك مسؤولين ومحللين وصحفيين.
وقال: ”
افترض الجيش الإسرائيلي، في السنوات الأخيرة، أن حماس تم ردعها عن تنفيذ هجمات
كبيرة في إسرائيل خوفاً من قوة الرد الإسرائيلي، وخشية إغراق غزة في دمار متجدد. ومن
الواضح جداً أن هذا الافتراض لا أساس له من الصحة”.
صدمة لن
تُنسى
وركزت
الصحف الإسرائيلية عن المفاجأة غير المتوقعة التي تلقتها إسرائيل من خلال هذا
الهجوم، وقال الكاتب، يوسي يهوشوع، في مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت“، بعنوان “حماس
باغتت إسرائيل”: لقد فوجئ جيش الدفاع الإسرائيلي، أقوى جيش في الشرق الأوسط وواحد
من أكثر الجيوش احتراماً في العالم، تماماً، بهجوم حماس على إسرائيل”.
وتابع
قائلًا: “مثل هذا الهجوم يتطلب التخطيط والوقت للتحضير والاحتراف في التنفيذ. لكن
الأهم من ذلك كله أن الأمر يتطلب الجرأة التي لم تظهرها حماس من قبل. إن ذلك يأتي
مع إدراك أن إسرائيل لم تعد قوية كما كانت في السابق، ومع اليقين بأن ردود أفعالها
ستكون محدودة”.
وأضاف: “لقد
انتصرت حماس في معركة نفسية كبرى أيضاً، وستبقى ذكراها خالدة إلى الأبد”.
وتوقعت
الصحف الإسرائيلية أن ترد إسرائيل بقوة كبيرة على الهجوم الذي شنته حماس، دون
استبعاد إمكانية القيام بمناورة برية واحتلال قطاع غزة.
وقالت
إن غزة ليست الساحة الوحيدة التي يمكن أن تشتعل فيها النيران، ومن الممكن أن تشن
إسرائيل حملة متعددة الساحات، وأن يشمل الرد الإسرائيلي الضفة الغربية والقدس
الشرقية، وربما أيضاً حزب الله في الشمال والعناصر العربية المتطرفة داخل إسرائيل”.
0 comments:
إرسال تعليق