(غضبك لايفيد بشيء،مادمت لاتعرف السر،،البغال
الكائنات
الوحيدة التي لاتمتلك اولاداً،وترى في الاحفاد سلع زائدة عن الحاجة يتوجب
ابعادها،،
الوحيدة
التي تسهم في ايقاد نيران الحروب بجدية
واتقان
تحسد عليهما،، خدمات متقنة دونما ثمن،،))محنتي تزايدت ،حين امرني امر سريتي الموشوم الاكتاف بنجوم صفر ثلاث والذي لايطيق
النظر اليَّ بأن اكون بغالاًنبهاً لمجموعة من البغال الاتية من بلاد ما وصلها بشر غير السندباد الذي جلب
عينةاثارت دهشة واستغراب الفقراء الذين ماشاهدوا من قبل مثل هذا الهجين الذي
لايشبه تلك الحيوات التي تقاسمهم العيش باريحية تبعث بين ثناياهم سعادة
وارتياح،اوقف السندباد ثروته طويلاً عند اسواق البيع فلا احد اقترب منها،ظلت
مهجورةتشبه فزاعات عتيقة،تراقبها العيون بخيفة وحذر شديدين،ثمة انكسار عاشته الايام حين اعلن متولي
الجامع بصوته الحزين المليء بالمليءبالحسرات والاسترجاعات،ان هاتيك المسوخ اقوام
من البشر عاقبهم الاله لانهم ما اطاعوا
اولي الامر منهم،،وما اكترثوا لوصايا من اراد لهم العزة والنجاة،النظر الى عيون
المسوخ والاقتراب منها رجس من عمل الشيطان فاحذروا الرجس حتى لاينالكم ما نالهم من
اثم لابراء منه!!ضحت الباحة بالعويل المشوب بالاستنكار والرفض،قال السندباد بهدوء
جذب الانظار اليه—ماهي الا حيونات من خلق الرب لاتقربها الشياطين وما قاتل من على
ظهورها باغ ودنيء،،!!صاح المتولي بعدحوقلة اعادها بسرعة لمرات لاتعد اثارت الفزع داخل النفوس
المراقبة،فتراجعت الى وراء لائذة باذيال صمتها المريب— تكذب ياانت هي من بلاد الجن
والا لكان اجدادنا عرفوها ماهي بحمير ولا خيول ،،دلنا على اصلها ان قدرت؟!!
ارتدى
الرجل غير العارف ثياب الصمت التي اعتاد لبسها في مواقف شبيهة باللحظة التي
يعيشها، هيمن الوجل على الوجوه الغارقة في
برك مصائبها،
اشعل
المتولي قلب غليونه بحركة انتصار تعمدها بطيئة مثيرة العيون غير المستقرة عند
شيء،،نافثاً
سوادات
الليل المنبثقة من جوفه مثل غيوم صغيرة
مصحوبة
برائحة تشبه رائحة الروث الممطور، لم تبق لحظة يمكن الامساك بها،بعد ان اغلق
المتولي
ابواب
قبوله امام الوجوه التي جرها الرعب الى مدافن تخاذلها المتصاعد مثل دخان كوانين
المطال ظل السندباد يلاعب اصابع
اساه،حاسباً لورطته التي لايعرف كيفية الخلاص منها الف خلاص،صاح امر سريتي ضاحكاً.—-
صرت تشبه بغالك دومك صافن تهذر بما لايعرفه غيرك!
بوجل
مرتبك رأيت اليه،محاولاً تبديد اشعاع سلطته
الماكرة
الشديدة القسوة،قلت بصوت تعمدته متلعثماً مصحوباً بمسحة خبال— سيدي اتعرف اصل تلك
المخلوقات الرقيقة الروح؟!
—-
مجنون بدل معرفة اصولها دعنا نعرف اصولنا التي اضاعها مجانين ادعوا العلم والدراية!!
—
اللعبة واضحة وجلية،،لكننا نخاف الاعتراف!!
—الاعتراف
عن ماذا،،،وسامتي وسلطاني تنتمي الى
جد
قرد ،.مهزلة لايتحملها عقل!!
——
العقول سهلت مهمة الاكتشاف..سيدي مالذي
يضر
ان كان جدك قرداً او ديناصور المهم انك ثابت الاصل،، ماذا لو قلت لك اني اقر بأن
جدي الاول كان بغلاً هائماً في براري لايعرف مداها!!
(اوقف
امر سريتي الوسيم مثل وردة تصارع جفافها،نظرات الاستحسان التي تفيض مثل سيول حين
ندخل معركة جنون توضح مديات سخف الكون المهوس بقلب المعارف واشهار مستورها
غير
المرضي عنه،، تأمل علبة سجائره الرخيصة،
مطلقاً
وابل من التنهدات المتوجعة، مشيراً بطرف سبابته بأن اشعل له سيجارة،لم اره يدخن
بعصبية،
وما
رايته يوماً طوال السنوات التي عشناها سوية.
يداهم
اوكار الفوضى والارتباك،مثلما هو عليه الان،
اغمض
عينيه،حاملاً روحه الملتاعة الى امكنة خفيه
محاولاً
سبر اغوارها دون معرفة السبب الذي يدعوه
لما
يرغب،تشغله المدن ومكوناتها،متمنياً لو انه اختصر الكون ليضعه بين يديه،متأملاً
المقهور من اسالته التي تسيح لاهثة كاشفة عن غاياتها،القرد
المطمور
في جوانيات وجوده كان يبحث عن غابة
تأوي
خرافاته المزدادة خنوعاً وتلعثماً، لكن سدود
اثامه
منعته عن الاستمرار وسط تجولاته الخرقاء المثيرة للاشمئزاز،قلت مماحكاً بعد ان
ارثت سيجارته الثانية وقدمتها اليه—- الى ماذا تريد الوصول ؟!!
بيسر
اطلق لواعج اعماقة المحاولة دونما جدوى اصطياد سؤالي المرفرف مثل عصفور محاصر،
—-
كثيرة هي الاشياء التي اريد الوصول اليها،،
لكن العجز اقعدني دون فائدة في وسط هذا الحطام من الاجدوى،،هل تصورت نفسك
بغلاً وانت تراقب هذه البغال وتهتم بها،،تحرص على وجودها اكثر من حرصك على
نفسك،،مالذي يفيد وجودنا فوق هذه
قمة
النسيان هذه،،؟!!
—
وجودي اقرب اليها،،اشعر انها بضع مني لا
اتصوراني قادراً على العيش من دونها،،، عشرة سنوات لاتوثر الا باولاد
العواهر،،احلم بهن واحدة واحدة ما ان توسد وجعي لانام،،
—هذا
ما اشعر به،،اضعت وجودي الادمي وما عدت اهتم به،،،ماذا ان انتهت الحرب..السؤال
يخترق اوردتي مثل مسامير صدئة!!
——
لا اظنها تنتهي..ابتكار الحروب لعبتنا المفضلة
من
دون هذا الابتكار صعب مواجهة الحياة!!
—-
البغال علمتك الحكمة الحسنة!!
—
تود معرفة السر وكشف مستوره؟!!
—-الاسرار
لعبة اصابها خرس الانتظار ،،محنتها عبور
باتجاه
الافتضاح!!
—-
العبور مهمة صعبة التحقيق،،باهضة الثمن!!
—مالنا
لا نقتحم اسوار التجربة..لنتوغل في المسارب التي توصلنا الى ميادين خلاصنا!!
—
الاقتحام ليس حلاً،،يمكنه توكيد وجودنا داخل هذا المنفى المقفل الاتجاهات!!
—
اسعى اليه جهد معرفتي ومرامي،،دون اقتحام عارف الاتستقيم طرقات الاختيار!!
—-
معرفتك عنوان ابصارك،،ودرب تأخذه الى ماترغب دون ان يأخذك!!
(
العالم باشكال ضجيجه وفوضاه تكونه الاسرار وخفاياها، للاسرار وجوه عدة،كلما امعنت
التحديق في وجه برزت امام عينيك الكثير منها مشوبة بالغرابة التي لاتستطيع تفكيك طلاسمها،،الاسرار لعبة
تدفع الى نبش مواضي منسية،تصيب الارواح بالريبة والكدر. اتفحص بدقة معرفتي
،الحركات الماجنة البادية من اقرب البغال،واشدها توحشاً، ثمة مايوقفني عند منفذ
السر الذي لا اعرف كنهه مهما حاولت تجاوزحدود علاقاتي الجريئة مع بغالي العائشة
داخل دوارق الاضطراب، بهمس يرافقه شذوذ حركات نبهتني اليه،همس امر سريتي بعد ان
رمى بنجوم كتفيه الى زاويا الاهمال المليئة بالغرائب المنفية.
—-
احتاجها الليلة،، بي شوق الى هتك شرف القيم واهانة المباديء!
—
ما تهتك سوى عتمة الفراغ..ليلتك قاسية تهين وجودك المتمرد!!
—مالذي
تبقى لنخاف منه وعليه،،مللت الايام وماعادت مخاوفها تعنيني،، اشعر بتحولي البطيء،،
اعماقي
بدأت تدافع عن بغوليتها واريد لها الاكتمال!
—
اساك يدفعك الى وحشة اشد قسوة مما نحن فيه!!
—-
اعتقدتك اكثر ضجراً مني،،يوم يليه اخر وانت تراقب بغالك،،تودع المنتحر دون اكتراث
وتستقبل الاتي بصمت،،اينك اوما سألت نفسك هذا السؤال؟
—
ماعاد الامر مهماً،،،تساوت الرؤيا والرائي حتى تشوهت الملامح وغدا الاختيار صعباً!!
—
جهزها اللية لابد من هتك لعرض الحرب وبغالها.. مدافن روحي ما عادت تتحمل،،!!
(تنحدر
المسافات مخترقة قيعان غرابتها متأملة قوافل الخراب التي بدأت تجثم فوق الصدور
المنتظرة خلاصها دون مقدرة على الرفض او الاحتجاج،،المسافات تشغل خطانا بالترقب
والحذر الدافعين الى البكاء الصامت الذي ماعرفناه من قبل،والدي حين يراني ابكي دون
سبب معقول،يأمرني ناهراً بلعق جراحاتي والسكوت لان دموع الرجال غالية لايمكن
التفريط بها وهدرها بسهولة،دموع بغلاوة المرجان الذي لم يره والدي او اغلى بكثير،
لم افقه قولته لكني حفظتها على ظهر قلب،رغم سهولة اندلاق مدامعي المتابعة لقوافل
الانتحارات التي تمارسها البغال تحدياً ،رأيت اليه يداعب جنيات مخيلته المرافقات
منذ جيء به امراً لسرية البغال تطويه كدرة الاستخفاف بما يراه حادث امام عينيه كل
ليلة مداعباً ما بين فخذيه بحركة خفيفة ناعمة،تذهب وانفاسه المتصاعدة رويداً التي
الامكنة التي يراها تشير اليه جيوش من اثاث يلوحن اليه بمناديل حمر وهن يطلقن
ضحكات الترحيب المائعة مثل جكليت هرسته شمس تموزية، لم يكترث لوجودي الذي بات زائداً لا اهمية
له،،لم اره وقحاً خال من طيبته المعهودة كما رايته عارياً يتلمس مواجع ذكورته
الخائبة،،القي ناحيتي نظرة استنكار ملفوفة بخرق انكسار ظاهر للعيان،طالباً مني
بصمت ان اتركه وحيداً،يتابع خطو فحولته الايلة الى الاندغام ولحظات مفاسده الاخذة
بالركض وراء غرابة الاشتهاء، اصابتني الحيرة بشلل اقعدني عند حافة
الوادي
المدوم بضجيج يشبه نواح امرأة ثكلي،ما تلبث ان تختلط بضحكات امر سريتي،المحتفي
بمهرجان امانيه الشديدة الوقاحة والانهزام،بغنة
وجدت
ورده، نسيت اخباركم باسمها،تقفز بخطوات
عجلة
متحدية الانحناءات الصخرية التي حاولت منعها،لحظة انطلاق صرختها الاحتجاجية الاولى
تبعتها خطوات امر السريه مجتازة رواعف نفسه،
ليسقطا
معاً الى العمق المغسول بظلام دخاني مائل الى الاحمرار!!
0 comments:
إرسال تعليق