(عزرا ونحيميا)..أسرار هجرة اليهود الكبرى..احدث اصدارات أ.م.د رياض محمد كاظم استاذ الإعلام بالعراق الشقيق

 

بغداد- الزمان المصرى : ساهرة رشيد   

تعد الصحافة في اى بلد هي المرآة التى تعكس صورته البيئة والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية... وفي العراق لعبت دورا أساسيا ومركزيا في تحديد التوجهات الثقافية والمعرفية وبما ينسجم مع الأهداف المتوخاه  منها.....صدر لأستاذ الإعلام أ.م.د. رياض محمد كاظم كتاب بعنوان (أسرار هجرة يهود الكبرى في الصحافة   العراقية ... عملية عزرا ونحيميا).ويعد هذا الكتاب وثيقة تاريخية إعلامية رصينة وثقت

حضورا رائدا في الدراسات الأكاديمية.

لقد مر العراق الحديث بأحداث سياسية مهمة بلورت شكل نظامه الإجتماعي والسياسي وأثرت على بيئته الفكرية والبشرية، ومن هذه الأحداث المهمة عملية الهجرة الكبرى لليهود العراقيين التي تمت منذ بداية الخمسينيات من  القرن الماضي.

وقال أ.م د. رياض محمد كاظم إن هذا الكتاب إنطلق من هذا الفهم لكي يحيط بأسباب ودوافع هذه الهجرة القسرية والجماعية التي تعرض لها يهود العراق في حقبة الخمسينيات من القرن الماضي في ظل ظروف دولية وإقليمية أفرزتها الحرب العالمية الثانية، فضلا عن المكانة التي بلغتها الحركة الصهيونية بعد تلك الحرب.

مضيفا لم تكن الصحافة العراقية أنذاك بمعزل عن هذه الظروف والتطورات السياسية السائدة خلال تلك الحقبة إذ لعبت هذه الصحافة دورا مهما في تكوين النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي في العراق الحديث، وتعاملت الصحافة العراقية بمختلف تياراتها وانتماءاتها الفكرية والسياسية مع هذا الحدث تعاملا مهما وفريدا بين مؤيد ومعارض ومحايد ومراقب  لهذه الهجرة وكانت مواقف هذه الصحف تعكس في الواقع التباين الذي كان قائما في الحياة الفكرية والصحفية في العراق خلال الخمسينيات.

وجاء هذا الكتاب عبر فصوله الثلاثة ليبين موقف واتجاهات الصحافة العراقية الصادرة خلال المدة (۱۹۵۰- ١٩٥٢)  من هجرة يهود العراق إلى فلسطين فضلاً عن تشخيص ردود افعال الحكومات العراقية المتعاقبة خلال المدة أعلاه لمواقف الصحف العراقية من الهجرة.

 كما نود الإشارة إلى أن اختيار هذه السنوات لم يكن عشوائيا ، إذ إن هجرة اليهود العراقيين المنظمة والكبيرة والمدعومة من قبل الحركة الصهيونية العالمية قد تمت خلال المدة أعلاه وهذا لا يعني بطبيعة الحال أن الهجرة اقتصرت على تلك السنوات وإنما سبقتها هجرات متواضعة وغير منتظمة وان الهدف  اقتصر على الهجرة الكبرى ليهود العراق ( ١٩٥٠ - ١٩٥٢) والمعروفة بأسم ( عزرا ونحيميا ) حسب ما ورد في الأدبيات الصهيونية .

 تناول الفصل الأول شيء من السرد التاريخي الوجود اليهودي في العراق، "الجذور والأهداف " وقد قسم الفصل الى مبحثين أولهما بعنوان (( الوجود اليهودي في العراق )) وتضمن نبذه تاريخية تمتد من العراق القديم وحتى الحقبة الملكية التي انتهت عام ١٩٥٨ ،

 أما المبحث الثاني فكان بعنوان (( العوامل التي ساعدت على الهجرة (( حيث أرجعها مؤلف الكتاب  لعوامل دينية واقتصادية وسياسية وإعلامية وعوامل أخرى متفرقة .

واحتوى  الفصل الثاني الذي جاء بعنوان (( الصحافة العراقية والنشاط الصهيوني في العراق ))  وقسم إلى مبحثين ، الأول (( واقع الصحافة العراقية بعد الحرب العالمية الثانية وحتى عام ١٩٥٢) وتناول فيه الوضع السياسي في العراق وإسهامات الصحافة العراقية في الحياة السياسية الداخلية وطبيعة الحياة الحزبية وواقع الصحافة الحزبية بعد الحرب العالمية الثانية،

أما المبحث الثاني فكان تحت عنوان (( الصحافة اليهودية والنشاط الصهيوني في العراق تم التطرق فيه إلى الصحافة اليهودية في العهد العثماني والنشاط الصهيوني السياسي السري الذي مارسته الحركات والجمعيات اليهودية  الصهيونية وخاصة في العهود الاستعمارية والملكية .

وضم  الفصل الثالث والأخير الذي  تناول بالتحليل والتفصيل ) الصحافة العراقية والهجرة الكبيرة ليهود العراق ١٩٥٠ - ١٩٥٢)) وقد قسم إلى ثلاثة مباحث ، تناول المبحث الأول ، خلفيات الهجرة والنشاط الصهيوني السري الذي مهد   للهجرة مسلطا الضوء على الظروف السياسية والتاريخية التي رافقت صدور قانون إسقاط الجنسية العراقية عن يهود العراق ومن ثم عملية الهجرة الكبرى أما موقف الصحافة العراقية من هجرة اليهود تم تناوله في مبحثين منفصلين ضمن هذا الفصل ، حيث ناقش أ.م.د. رياض محمد كاظم  (( موقف الصحافة العراقية المؤيدة للحكومة من الهجرة )) وفي المبحث الثاني من هذا الفصل اكد على كيفية تعامل صحف ( الإتحاد الدستوري والأمة والحوادث

والشعب ) من هذه القضية.

أما المبحث الثالث فكان عن موقف  ( الصحف المعارضة للحكومة من الهجرة ) وتمثلت هذه الصحف بـ ( اليقظة ، لواء الاستقلال ، السجل ، صدى الأهالي ، الاستقلال والأخبار والزمان)  التي اتخذت خطوات ومواقف مغايرة ومعارضة للنظام السياسي من جهة ولعملية الهجرة وأبعادها الخطيرة من جهة أخرى .

واختتم أ.م.د محمد كاظم   كتابه بملاحظات واستنتاجات عامة خلص إليها بالرؤية التاريخية والتحليلية محاولاً التقاط النقاط الجوهرية التي وقفت عليها الصحافة العراقية وهي تعالج مشكلة قد تبدو في ظاهرها مشكلة داخلية إلا أن لها أبعادا قومية ودولية لم تكن واضحة كل الوضوح في تلك السنوات ولكن الرؤية المعاصرة اليوم لهذه الهجرة قد أماطت اللثام عن هذه العملية ، وانطلاقا من هذه الرؤية فأن الأهمية تبرز في الوقوف على وجهة نظر الصحافة العراقية آنذاك من الموضوع آخذين بنظر الاعتبار الظروف السياسية  التي كانت تحيط بالعراق .

 

مايو 16, 2023