{الجرذان السود الشبيهة بخنازير الاهوار المشحلة ، تملأ ارواحنا بالضجيج،الذي لانعرف من اين يتسلل الى بيوتنا المجللة بالطين والقصب والخراب ،دون ان ندري،لماذ وكيف تحفر في هيمنة العتمة لتقف عند مراقدانستنا المارقة صوب مدن محشوة بالهدوء والمتعة،وان عرفنابوجودها صدفة،دفنا رؤوسنا الملتاثة بقصص الخوف التي تصر جدتنا (كريستي مانويل ابرام) حفيدة يافث الابن الثالث لقائد الطوفان الاعظم اوتو نابشتم الاتية من بلاد الرحاب عند باب الابواب،في القوقاز، تحكي كيف القت بشيلتها الراعفة عطراً بين قبيلتين متخاصمتين فاوقفت سيول الدم، لتصبح راية اعتزاز لدى من يودونها،تجبرنا على حفظ الحكايات بين تلافيف عقولنا الغضة ،موصية بأهمية تذكرها وترديدها بتقديس اينما حلت بنا الخطى، تقول بلكنتها الهادئة الشديدة التعثر/الارواح التي لاتعرف مالحكاية تظل مجرد ريح تمرق دون فائدة ،،الانسان ابن الحكاية وعاق من لايكترث لامه ..الليالي مدفن حكايات لايعرف الوحشة.مدفن حين ترقبه تجد ان للحياة حضوراً لاينتهي عند قبر/!! ندفن خلجات قلوبنابالتراب مثل نعامات السيد (خضير الخّيال)التي ورثها عن جده السائس لخيول الجنرال مود الموشومة بالاختام الملكية التي تثبت انها سليلة ذاك الحصان الادهم المتحفز دوماً والكثيرالصهيل ،الذي رافق الاسكندر المقدوني طوال غزواته،مات منتحرًاماان توسد سيده الغريب الاطوار فراش حتفه الاخير، تيبس عند خيمة السيد ذارفاً دموع الوداع، بغتة صرخ بعلو صوته خاباً باتجاه المجهول ،ضاع دون ان يترك اثراً، تدور الجرذان غير مكترثة بوجودنا المرتجف هلعاًولوعة، تبصرنا بعيون لاصفة لاتستقر عند لون ،تقول اختي الغارقة بوحول انهيارها،بصوتها الاقرب الى التمتمات.
—مالذي تريده الجرذان المخبولة..
ليت جدتي موجودة لتعرفنا السر!!
يرد أخي الاكثر خوفاً وهلعاً من
الجميع، بعد
ان شعر ثمة شيئاً ساخناً يدبي بين
فخذيه
الاخذتين بالارتجاف، مزيج من
البول وروائح
عطنة ،جعلت الجرذان تتراجع مصدرة
ما يشبه اصوات استغاثات توسل،،كان الاضخم جسداً،يرقب بعينين تشعان فجوراً،
—اسكتوا،،، هم من جن حكايات جدتي
التي تحولت الى جرذان تريد اخذنا الى بعيد امكنتها لنكون عبيداً لملك في بلاد
القحط؟!!تنكمش الارواح الى ستر الاغطية التي امطرت رذاذاً يفوح بعطرٍ
يملأ خياشمنا بالاختناق، لاندري
كيف نتخلص
من محنتنا تلك،حاولت زحزحة
الاكوام السريعة التكاثر، لكن الفشل اعادني مندحراً الى حيث كنت، لعبة اشد فتكاً
من المكر،
تلك التي بدأت الجرذان تمارسها
بإتقان،
استدارت بكلها الى
اليمين،مطلقة آهات
توجع مزرية،ومالبثت ان حولت
خطواتها الايلة الى التوقف صوب اليسار الذي قابل
اجسادنا المعطلة،اجساد دمى خشبية
تتوجس خيفة، قالت أختي بصوتها الذي يشبه
نباح كلبة محاصرة.
—سلهم. مالذي يريدونه منا ،،ما
اذينا احداً
نعيش كفاف ايامنا،،ولوعة الوحدة
والانتظار.. سرقتنا الحروب دون ان ندري لماذا ماتبقى منا سوى اجساداً زنخة واحلام
لاتشير لغير الفناء!!
رد أخي الاكبر،شبيه الكركدن ،بعد
ان سعل لمرات عدة،معتقداً بقدرته على تفتيت جمع الجرذان الخنزيرية وطردها
خارجاً…/اخي المخبول ،عاد للتو من حرب طويلة توسل اليها ان لايعود بتابوت لكنها لم تكترث لتوسلاته فارسلت اليه شظية منبلة
حادة ،لتاخذ منه دون اعتراض فحولته التي تباهى بعظمتها عند جرف الشط،، المليءباناث الصباحات اللواتي
يداعبن روجات الماء المتدهدرة الى مجاهيل
الشطوط التي اغرتنا بالارتحال معها،لم تك جدتي القوقازية،ترضى بالمشين من الافعال
تتمتم لاعنة الذكر الذي يتيه في دوائر قبح افعاله
المقللة من هيبته وسلطانه،اشد
المماشي على الرجال قسوة نسيانهم ان
لحضورهم قيمة لايجب التنازل عنها..اراه
يجلس وحيداً يداعب ما بين فخذيه متمتما بما حفظه من ادعية الجدة التي مافادت
بشيء..يلطم رأسه بشدة صارخاً…/مالذي فعلته ايها الرب ليكون عقابي قاسياً..ما اذيت
احداً كان سلامي يغمر كل من ارى..مالذي
فعلته ايها الرب لاكون دونما ذكورة،،اي رجل هذا الذي قتلت ذكورته امام عينيه وما
استطاع الرفض!!/،
قال—لنستعد ..لايمكن انتظار ما
يحدث..دفاعناعن انفسنا واجب يوقف المهزلة … الاستسلام خديعة فناء!!
قالت الاخت محاولة محو اضطرابها
.بعد ان تنفست الصعداء لامة عباءتها الى جسدها الغادي من جريدة سعف منحنة الى امام
كمن تريد الاستناد الى الارض.
.— الهجوم يحتاج الى عدة ونحن مجردحطام لشيء كناه،،اعرفت الجرذان ضعفنا فسعت لتمحو
الباقي من اثارنا..
لم لم تذهب الى امكنة توفر لها
ماتريد؟!!
—-٢—-
الجرذان التي البست هياكلها المريبة ثياب خنازير
سود،تلتهم بنهم وشراسة كل ما تراه
امام عيونها الخرزية الشاعة بلهب يذيب الارواح،معلنة
انها تمتلك كل هذا الوجود بأمر الجرذ الاكبر، الجالس فوق عرش ربوبيتهم المليء
بالتراتيل،والادعية،
والمتوارث من الحكم والمواعظ، لم
نك نعرف الطريق الذي يجب ان نسلكه من اجل خلاصنا المستحيل، مثل خراف ساقتنا الجرذان الى حيث معبد
الترتيل، ثمة تمثال رخامي شديد
القتامة
لجرذ اصفر يعتلي صهوة حصان برأس كلب
تحيطه مجاميع دونما ملامح تحمل
اسلحة غريبة برؤوس عدة لم يرها احداً من قبل،امرونا بالانحناء،انحنينا،امرونا
بالهتاف
فملأت حناجرنا مساحات المعبد
بالهتافات
دون رغبة او ارادة منا ، صاح
الشبيه بكرة كبيرة منفوخه بصوت لين تشوبه نغمات حزن تفنن باعلانها//هم بين يديك
،يرتلون لعظمتك،ويتمنون رضاك،عبيدك منذ الان
حتى ازل الكون،المعنى الوحيد الذي
يجيدون قولة،النعم،،مصحوبة بتبجيل
الفعل، هم منحة الارباب، فتقبلها
،،لتكون سيد الاكوان والاقرب الى مساعي الالهة ورغباتهم ..لاءك لاترد ونعمك نعمة
ومباركة//
بخفر انثى شديدة الحياء يحني
الجرذ المضلع الاركان رأسه لمرات عدة،
مبتسماً
على غير عادته التي سجلتها حكايات
جدتنا القوقازيةالتي رأت فيه كائناً مسخ
يحتاج الى تهديم والغاءتقول جازمة —هذا الجرذ سليل الاب العاصي الذي ما سجد لانسان
الرب وما اطاع!!، صاح الشبيه بكرة كبيرة منفوخة//لك الرؤيا بافعالها،،ولهم الصمت
والطاعة..لك الاعظم من ما تشتهيه
نفسك،
ولهم الفعل بكل ما ترغب //
بيطء مفتعل رفع الجرذ صولجان
ربوبية الملوثة بالكراهيات ،ارتجت اعماقنا هلعاً، حاولت اختي الكبيرة التراجع، لكن
ايادٍ خفية
دفعتها الى امام،امرة ايانا بأن نمجد الاختيار،/ صاح
الشبيه بكرة منفوخة ،بعد ان عمد رؤوسنا برذاذ بوله المليء بالعطونة،.
/مجدوا حامي احلامكم..مجدوا مانح الحياة وآخذها..الواهب بمنة القبول/!!
بترتيب جنائزي راحت الحناجر تلوث
الفضاء
المراقب لعذابات ارواحنا الشاعرة بالتفاهة والخذلان وهي تغادر صوب
المجهول..
الجرذ الملطخ بسخام مباهجه اخذ اختي اليه دون اعتراض،تبصرنا متوسلة،ونبصرها
ملوحين بأكف الوداع، الذي غدا لازمة سنوات قهرنا حين كانت
التوابيت تمر مسرعة الى حيث مدافن الجرذان!!
0 comments:
إرسال تعليق