مواقف كثيرة عشتها منها أن طبيبا نبيلا كان يشغل مدير عام التأمين الصحي بدائرة المحافظة وأشهد الله كان قائدا مغوارا شهما نصيرا للفقراء وأصحاب الحاجات ماقصدناه في شفاعة أو رفع الظلم عن إنسان أو مساعدة مكلوم إلا كان الوفاء قرينه . الطبيب كان من أسرة ميسورة الحال فوالده ممن فتح الله عليه وكان رجلا سخيا كريما قريبا من الناس في أمالهم وآلامهم .
هذا ماعرفته ممن يعرفونه ومعارفه
في القري والنجوع المجاورة لقريته . وقد فتح الله عليه وقام ببناء مسجد علي أرضه
ومن جيبه الخاص دون قبول تبرعات .
وكنت أتابع العمل مع نجله الطبيب
النبيل في كل مراحله تقريبا بداية من وضع الأساس ورسم القبلة في مكانها مرورا
ببناء الحوائط والتشطيبات وقد أبلي والده بلاء حسنا في التشطيب . وبمرور الأيام
جاء وقت الافتتاح والصلاة في المسجد وكنا علي مشارف شهر رمضان المبارك .وقد حضر
الوالد الكريم ومعه نجله الطبيب
وقد شرفوني بالحضور في مكتبي وكنت
مديرا للدعوة لدعوتنا والتمهيد لافتتاح المسجد وبالفعل تم تحديد الموعد وكان يوم الجمعة
وحضرنا جميعا ومعنا جهاز الدعوة مشاركة منا في هذا العرس الجميل والكبير وكنت أري الفرحة
علي وجوه أبناء القرية والقري المجاورة ولم لا والداعين من أصحاب الفضل تربطهم
علاقات طيبه بالجميع . وعقب الصلاة رأيتهم قد أعدوا العدة( لتناول وجبه الغداء
للحضور جميعا ) في مكان واحد ..
وحدث ما لم يكن متوقعا فقد رفع
وكيل الوزارة صوته غاضبا ؟؟؟؟داعيا كل المشايخ للانصراف فنحن كما قال
ما جئنا لتناول الطعام ولكن جئنا للافتتاح
..كان موقفا مؤلما للطبيب ووالده رأيتهم والحياء يغطي وجهيهما ..
وهم يطلبون منه الجلوس مع الناس
جبرا لخاطرهم إلا أنه كان قاسيا.. وانصرف دون احم أو دستور ونظرا للعلاقة التي كان
تربطني بالطبيب دخلت وتناولت وجبه الغداء مع الحضور .
وهم يودعوني سمعت من الوالد
الكريم كلمة لايمكن نسيانها حتي اليوم وقد وجه كلامه لي هل يرضيك ماحدث حاولت
التخفيف من وطأة ماحدث ثم انهي كلامه ( انه تطرف في التصرف ) وتبقي حكمة الرجل
زادا لأصحاب القلوب النقية الطاهرة ..
*كاتب المقال
كاتب وباحث
0 comments:
إرسال تعليق