• اخر الاخبار

    الأحد، 12 فبراير 2023

    د. رسالة الحسن تكتب عن : زلزال الضمائر

     




    في بداية كلامي أقول اللهم أحفظ جميع بلاد العالم من كل شر وأنوه أنا لست ضد إرسال المساعدات لتركيا فهذا عمل أنساني كبير وواجب على كل إنسان سواء كان  مسلم أم لا مساعدة الآخرين في أزماتهم سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين هذا أمر مفروغ منه وليس محور كلامي ...، الذي أريد أن أركز عليه بأن الزلزال الأخير ضرب تركيا وسوريا الحبيبة بنفس الوقت وخلف نفس الأضرار لكن الفرق أن تركيا لديها إمكانيات هائلة تجعلها تحتوي الموقف وتتمكن من إخراج الضحايا من تحت الأنقاض وعلاج المصابين وتوفير السكن للناجين ممن تضررت منازلهم  ،  وهذا ما صرح به الرئيس التركي أردوغان بعد يوم واحد من الكارثة....،  بعكس سوريا وضعها الأقتصادي صعب جداً وتعاني من حصار ولا توجد لديها إمكانيات لرفع الأنقاض وإنقاذ الناس ولا إمكانيات لعلاجهم أو توفير سكن يحويهم في هذة الأجواء المناخية  الكارثية ، وللأسف الشديد نجد بعض الدول العربية ترسل قوافل المساعدات لتركيا وتغض الطرف عن الشقيقة سوريا فأين نخوتكم كعرب وأين أسلامكم أتخافون كسر الحصار عن سوريا ، إنه جانب إنساني لا علاقة له بالحكومات وسياستها،  اليوم سوريا وغدا ربما يحدث فيضان في بلدانكم لاسمح الله ليس هنالك بلد يستطيع الجزم بأنه بعيد عما سيحدث وما يخلفه التغيير المناخي للأسف الشديد...،

    موقف الجزائر موقف نبيل وشهم بارك الله فيهم ، وكذلك المنظمات الإنسانية في العراق والحكومة والحشدالشعبي، وكذلك لبنان رغم ظروفها الصعبة ،  لكن إخواننا في سوريا بحاجة للمزيد بحاجة لوقفة إنسانية لنزيح عن كاهلهم ثقل ماحدث ...للاسف نعم أقولها للأسف

    تعج مواقع التواصل الإجتماعي بالمبادرات الإنسانية والتبرعات المرسلة إلى أهلنا في سوريا من جراء كارثة الزلزال المدمر ...، لم يبقى إنسان لديه ضمير حي إلا وتبرع من أجل إنقاذ الناس العالقين تحت الأنقاض،  السؤال الذي يطرح نفسه الان هل وصلت فعلا كل هذة التبرعات لمستحقيها ...!!؟ الجواب لا بكل تأكيد فلو وصلت فعلا لهم لتم رفع الأنقاض وإخراج جميع الضحايا وبناء منازل لهم كتعويض وربما تتبقى مبالغ لتعمير سوريا بالكامل خلال يومين فقط دون مبالغة،  ولكن للأسف الشديد هنالك من يتراقص على جراح الآخرين في ظل الكارثة هنالك نفوس مريضة تستغل الموقف وتقوم بجمع التبرعات والمبالغ النقدية وأضافتها لحساباتهم الخاصة وهذا مانوه إليه عدد من أهلنا في سوريا وطلبوا أن لا تسلم التبرعات الا إلى جهات موثوق بها أو أن تذهب بنفسك لإرسالها وتسليمها لهم على أرض الواقع كما فعل الجهد الهندسي للحشد حينما ذهب بنفسه لتلبية نداء الاخوة العربية ، وكذلك وفود اهالي البصرة وعدد من المنظمات الإنسانية في الموصل وعدد من محافظات وطننا الحبيب نعم  هنالك مؤسسات إنسانية كثيرة موثوق بها يمكن أن تكون بوابة لنقل تبرعاتنا عن طريقها ، أما بالنسبة لبقية الدول فسمعنا عن ملايين الدولارات قد تم التبرع بها لمنكوبي الزلزال ولا نعرف مدى صحة الأمر هل وصلت إلى مستحقيها ام هي مجرد اعلام لا أكثر ...!!؟

    هنا كقلم حر أناشد الضمير الإنساني الحي هبوا لنصرة اخوتكم في سوريا فهذا يوم ذي مسغبة

    قال الله في محكم كتابه الكريم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ۝ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ۝ فَكُّ رَقَبَةٍ ۝ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ۝ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ۝ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ۝ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ۝ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ۝ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ۝ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ [سورة البلد:11-20].

    سوريا محاصرة ، سوريا شعبها يعيش في العراء من آثار الحرب المدمرة ، ويعاني أبناءها الجوع والفقر والحاجة أن الزلزال قبل أن يزلزل أرض سوريا يجب أن يزلزل ضمائرنا إنهم اخوتنا وعلينا مساندتهم ليرفع الله عنا وعنهم البلاء فلنكن لهم العون والسند .

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: د. رسالة الحسن تكتب عن : زلزال الضمائر Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top