كتبت : ساهرة رشيد
فى تصريح خاص
لـ"الزمان المصرى " اعرب ا.د مجبل
حماد الجوعاني أستاذ مناهج وطرق تدريس الرياضيات ...جامعة بغداد سابقا عن وجهة نظره فى تطوير التعليم بالعالم العربى قائلا: لا يزال التدريس في جامعة MIT ( هي جامعة بمدينة كامبريدج بولاية
ماساتشوستس والتي تأسست عام 1861م، يتم باستخدام
الطباشير والسبورات التقليدية حتى يومنا هذا.
موضحا إن تطوير
التعليم ليس له مقصودًا به تطوير أبنية ، ولا تطوير أدوات عرض، ولا أجهزة وشاشات جديدة
فحسب ..فتطوير التعليم ليس له علاقة بهذه المظاهر،فالنظرية النسبية وميكانيكا الكم
تم صياغتهما وابتكارهما بالطباشير التقليدي، بل إن ناسا حين صعدت إلى القمر، كان الكود
البرمجي مكتوبًا بخط اليد على الأوراق وليس على الحواسيب.
مبينا أن تطوير
التعليم هو تطوير مناهج، وتطوير طرق تدريس، هو ايضا اختيار أساتذة قادرين على الشرح وإيصال المعلومة
للطلاب، إذ أن هذا النظام المعمول به الآن، الذي يُعيّن فيه الطلابُ الأوائل على الدفعة
أساتذةً في الجامعة، هو نظام ثبت فشله وبلاهته، فمَن قال أن الطالب الذي حصل على علامات
جيدة في الامتحانات، أن لديه من المهارة والقدرة
أن يقف ليشرح أمام الطلاب؟
فمثل هؤلاء قد
يصلحوا كباحثين ولايشترط نجاحهم كتدريسيين معرجا على ان التدريس هو (علم وفن ) ..وهذا
العمل الانساني الكبير يحتاج الى خزين معرفي كبير بالتدريس ونظرياته وستراتيجياته وأساليبه
وطرائقه والتمكن المعرفي للمواد المراد تدريسها إضافة الى الإمكانات الفنية الكبيرة
في إيصال المادة العلمية إلى الطلبة وبطرق إتصالية تراعي الإمكانات المتفردة للطلبة
وبشكل ناجح ومؤثر.
فما علاقة أن يكون ترتيبك الأول على الدفعة، ما علاقته
بأن يكون هذا الشخص مدرسًا، يشرح المعلومات ويبسطها ويوصلها للطلاب ويقف أمامهم ليتحدث
ويُبَيِّن ويُفهِم؟
مؤكدا على إن تطور
التعليم هو الإهتمام بالطالب في المقام الأول، هو أن يعرف ويعي الأستاذ أنه ما وُجد
في الجامعة إلا (لخدمة) الطالب، بل ما قامت الجامعة إلا للطلاب، ما قامت الجامعة إلا
بهم ولهم.
حين يكون الطالب
هو الأولوية، وهو المبتدأ وهو المنتهى، حين تعي الجامعة ذلك، ويعي الأساتذة ذلك، ويعي
الموظفون ذلك، حين يدركون أنهم ما وُجدوا هنا إلا لإخراج جيل من الطلاب قادر على إحياء
هذا البلد، وإفاقته من سباته.
حين يدرك المجتمع أهميةَ العلم وأهمية الجامعة، حين
تُنمى روح الأسئلة والإعتراض والإستفهام في عقل الطالب، ليسألَ في كلِ شيء وعن كلِ
شيء.
حين نتعامل معه
كأنه إنسان له عقل، وليس إنسانًا أبلهًا لا مهمة له إلا أن يخزن المعلومات ويحفظها
حفظ الأطفال. حينها فقط سنتقدم علميًا.
أما شاشات العرض
والمباني الجديدة، فالأحجار والشاشات لا تصنع علماءً ولا باحثين بل هي تمثل ادوات ساندة
للمدرس في انجاز مهمته ...
فالمتغيرات الاساسية
التي حدثت في فلسفة التعليم والتي يشهدها العالم حاليا توجب الانتقال من النظرة القاصرة
الى الطلبة في تلقي المعلومات الى النظرة الايجابية التي تنقل واقع التدريس من التعليم
الى التعلم وتجعل من الطلبة هم المرتكز في العملية التعليمية.
الجدير بالذكر
أن أ.د مجبل حماد الجوعاني أستاذ مناهج وطرق تدريس الرياضيات ...جامعة بغداد ..كلية
التربية للعلوم الصرفة ..ابن الهيثم ومتقاعد حاليا
0 comments:
إرسال تعليق