• اخر الاخبار

    الأحد، 25 ديسمبر 2022

    منزل سليم ..بقلم/ عايد الطائي

     


     

           تمضي سنون وتمضي أعوام وتأتي أخرى وتتعدد الأحداث وتختلف الأماكن ويختلف الأشخاص وتتعدد القصص والمواقف ، ولكلِ حدثٍ سبب ونتيجة، ونتيجة الكل هي الدروس والعِبر التي تستخلص من بواطن الأحداث لا مظاهرها التي تخفي في بطونها حقائق .

          ولعلَّ القدر قد إختار ذلك الشخص الذي دأب وكافح منذ خمسينات القرن الماضي حين كان صبياً ويافعاً وحين دخل مرحلة الشباب وهو يعيش وأسرته الكريمة الكبيرة ذات الأصول العريقة وفي منزلهم الطيني الذي تفوح منه رائحة المَدَر الطيب النقي وسقفه المرصوف بجذوع نخيل باسقات شامخات تطل على نهر عذب يؤتى اليه الماء من أحد فروع الفرات الأصيل وضمن قرى محافظة بابل التاريخ والحضارة ومراقد الأنبياء والأئمة و الصالحين  .

         هذا الرجل الذي جاهد لينال مرتبةً في الإعدادية وليلتحق بكلية الهندسة بدايات السبعينات من القرن الماضي وليدخل حلبة أخرى من حلبات الصراع بين حوادث الزمن وتحدياتها كي ينال ما كان يحلم به وأهله .

         فقد تحققت أمنياتهم وطغت الفرحة على محيا الجميع ليدخل بعدها ميدان الواقع ليكتمل الطموح .

            إلتحق بوزارته العتيدة الري سابقاً والموارد المائية حالياً ليتسلسل في سلَّم وظيفته وليصبح عضواً في لجان عليا داخل الوزارة ذاتها ، بل يصبح أحد أعمدتها وأقسامها طيلة سني عمله .

          على الرغم من أنه كان محبوباً لدى الجميع إلاّ أنه كان صارماً في قراراته التي إتصفت بالحدّية في بعض الأحيان كونها تعتمد على الرأي العلمي الذي لايقبل المجاملة أو ال (بين بين) .

        لم تكن حياته عمومها مفروشة بالورد أو أنها وردية ، إذ كان يعيش ولمّا يزل ك باقي الناس حياة لاتختلف عن العموم بل هي من واقع الناس أنفسهم .

       إنَّ منزله الحالي المتواضع والواقع  على الطريق الواصل بين محافظات الوسط والجنوب ومركز العاصمة بغداد من جهتها الشرقية ، كان ولمّا يَزَل ملاذاً طيباً ومقاماً للكثيرين من أهله وأقربائه والأصدقاء والمعارف ولم أرَ أو أسمع يوماً أنه قد خلا هذا المنزل من ضيف أو عابر سبيل إلاّ وقد وجد ضالته عنده وعند أفراد أسرته الطيبة الكريمة التي إعتادت كما هو على مثل تلك المواقف الطيبة .

           كما لم يكن هو ومنزله وأفراد عائلته بمنأى عن المواقف المؤلمة ومصاعب الحياة وعذاباتها ،فقد عانوا كثيراً وتحملوا كثيراً ودونما كلل أو ملل لأن أدركوا وتيقنوا بأن (لن يصيبنا إلا ماكتب لنا)،وحين شهدوها وهم على مقربة منها ، فبعضهم من سكن عندهم وأصابته وعكة صحية كبيرةوتجاوزوها بصبر وعزيمة وإيمان ومنهم من ساروا معه دون وجل الى نهاية حياته ورحل مطمئنا راضيا ، ومنهم من يأتي إليهم ليجد عندهم ملاذاً عذباً صادقاً عسى أن يقدموا له ما إستطاعوا من كرم الضيافة والعون .

              ومع كل هذا وذاك فقد غرس مهندس سليم وأسرته غَرساً طيباً كريماً لا لشيء سوى إبتغاء مرضاة الله وعون العباد .

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: منزل سليم ..بقلم/ عايد الطائي Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top